0
محاضرة في جامعة بير زيت
"يهودية الدولة والمحظورات المرتبطة بها"




استضافت دائرة الجغرافيا في جامعة بير زيت الإثنين (15/01/2018) عزيز العصا رئيس الدائرة الثقافية في نادي الموظفين بالقدس، وأمين الصندوق حمدي الزغير وإبراهيم الوعري رئيس الدائرة الاجتماعية في النادي، لإلقاء محاضرة بعنوان "يهودية الدولة والمحظورات المرتبطة بها".
بعد أن قدمه د. حسين الريماوي، تحدث العصا عن واقع حياة اليهود في فلسطين حتى نهاية الحكم العثماني، مشيرًا إلى أنه في تلك الحقبة كان الأوروبيون واليهود كل منهم يضيق ذرعًا بالآخر، فأخذ قادة اليهود يفتشون عن وطن يقيمون عليه دولة لهم، واستعرض ما يزيد عن عشرين مشروعًا لتلك الدولة، حول العالم، بين الأعوام 1820-1947، لكل منها خطته وتفاصيله ومبرراته، وكانت فلسطين أحد تلك المشاريع.
نُشِرَ هذا الخبر في صحيفة القدس المقدسية بتاريخ 28/01/2018، ص: 6

أشار العصا إلى أن التركيز على فلسطين لم يكن شأن يهودي بقدر ما هو شأن أوروبي؛ لأن الأوروبيين كانوا بأمس الحاجة إلى تنفيذ مشروع استعماري في المنطقة، يتمكنون من خلاله من السيطرة على ثرواتها وضمان عدم وحدتها، ومنع إقامة كيان حضاري متماسك يهدد الحضارة الأوروبية ويشكل بديلًا لها، لا سيما وأن من يسيطر على فلسطين يتحكم في ثلاث قارات معًا، هي: آسيا وأفريقيا وأوروبا، كما أن السيطرة على فلسطين تشكّل إسفينًا يمنع أي إمكانية وحدة وتواصل بين مصر وبلاد الشام.

ثم استعرض العصا محاولات إعلان إسرائيل دولة يهودية، منذ إنشائها في العام 1948 حتى تاريخه، والتي بدأها بن غورين في العام 1948 إلا أن اليهود الأمريكان منعوه من ذلك؛ لأن "إسرائيل ليست مخولة بالإعلان عن نفسها أنها دولة يهود العالم"، كما أن الملياردير اليهودي الأمريكي/ بلاوشطاين بأن يهود أميركا يرفضون أي تلميح إليهم بأنهم يعيشون في الشتات“. وفي العام 2003 قام شارون برفع شعار "يهودية الدولة"، بدعم وإسناد من الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن، وفي العام 2009 جدد نتنياهو الحديث حول الموضوع، ولكن بوتيرة جديدة تتمثل في الضغط على الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، الذي رفض رفضًا قاطعًا الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية.
وأنهى العصا محاضرته باستعراض المخاطر المتصلة بتنفيذ شعار "يهودية الدولة"، والتي أقلّها نسف الرواية الوطنية الفلسطينية، وإلغاء حق العودة وتقرير المصير للفلسطينيين، والزج بفلسطينيي الداخل في كارثة ح
قيقية تهدد مصيرهم، تتمثل في إقصائهم
عن الحيّز السياسي، وتجريدهم من الكثير من الحقوق المدنية في دولة احتلال قامت على وطنهم، وتركهم منعزلين؛ بلا سند حقيقي، وتعميق انفصالهم جغرافياً وسياسياً ونضالياً؛ مما يخلق شرخاً جغرافياً وبشرياً مع جزء مهم من الشعب الفلسطيني وفي هويته الوطنية. كما ذكّر العصا بطرح ليفني صاحبة مشروع الدولتين لشعبين، بأن الدولة الفلسطينية هي أيضا الدولة القومية لعرب-48، وما يعنيه ذلك من خطر التهجير القسري!
وبعد المحاضرة رحب د. عثمان شركس رئيس دائرة الجغرافيا في الجامعة بالوفد الزائر، واستضافهم في مكتبه، حيث تبادل الرأي معهم في بعض القضايا ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والتعقيدات السياسية التي تمر بها المنطقة.

إرسال تعليق Blogger

 
Top