الأوقاف على القدس وتعزيز صمود المقدسيين: صندوق ووقفية القدس أنموذجًا بقلم: عزيز العصا

الأوقاف على القدس وتعزيز صمود المقدسيين

صندوق ووقفية القدس أنموذجًا

نشر -الجزء الأول- في صحيفة القدس، بتاريخ: 22/05/2019، ص: 11

نشر -الجزء الثاني- في صحيفة القدس، بتاريخ: 23/05/2019، ص: 11

                                                                                                        عزيز العصا

                                        منسق الثقافة والإعلام في 

                                       الهيئة الإسلامية العليا-القدس                               http://alassaaziz.blogspot.com/

aziz.alassa@yahoo.com

نبذة تاريخية

منذ فتح مدينة القدس على يد الخليفة عمر بن الخطاب، وتسلمه مفاتيحها "سلميًا" من البطريرك صفرونيوس في العام (15هـ/637م)، قام المسلمون كفاتحين بإعمار المدينة. ولكي لا يمسّوا الديانة المسيحيّة بسوء، مباشر أو غير مباشر، انطلق توسعهم وعمرانهم من المسجد الأقصى المبارك، وما حوله، باتجاه شرقيّ مدينة القدس.

لقد حظيت المدينة باهتمام كبير من قبل المسلمين، على المستويات الرسمية والشعبية؛ فالحكام والميسورين وعموم الناس وجّهوا اهتمامهم لهذه المدينة المقدس، فأوقفوا فيها أوقافًا خيريّة وذرّية. وقد ترافقت المؤسسات الوقفية في القدس مع تكوين المجتمع الإسلامي فيها، وتطورت الأوقاف الخيريّة في القدس؛ بدءًا بالمسجد القبلي الذي بناه عمر بن الخطاب، وقف إسلامي في القدس قام به الخليفة عثمان بن عفان لبركة سلوان على فقراء المدينة لضمان وصول المياه بشكل مجاني ومستمر لسكانها، والعصر الأموي وما شهده من "ثورة" عمرانية عارمة، منها: بناء المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرّفة والقصور الأموية^([1]).

وعندما احتلت القدس من قبل الصليبيين لنحو تسعين عامًا (492هـ/1099م – 583هـ/1187م) وأصبح المسلمون بمعزل عنها، صدرت العديد من المؤلفات التي تتحدث عن فضائل بيت المقدس وأهميته في حياة الأمة، واستمروا في الوقف عليها (لصالحها) وهي تحت الاحتلال؛ عملًا بما نُقل عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَقَالَ: "ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ، وَكَانَتِ الْبِلَادُ إِذْ ذَاكَ حَرْبًا، فَإِنْ لَمْ تَأْتُوهُ وَتُصَلُّوا فِيهِ، فَابْعَثُوا بِزَيْتٍ يُسْرَجُ فِي قَنَادِيلِه"^([2]). ومنذ أن أعيد تحرير بيت المقدس في العام 1187م، ضاعف المسلمون أوقافهم وعمرانهم في بيت المقدس، وأصبحت الحضارة حالة تراكم تصاعدي حتى يومنا هذا.

مقدمة

عندما احتُلت القدس في العام 1948م واستكمل احتلالها في العام 1967م، وما تعرضت له من محاولات تهويد ومصادرة عادت بيت المقدس تخضع لمعايير الاحتلال ومتطلبات حمايته والإسهام في الدفاع عنه بشتى السبل. وأصبح هناك أوقاف في مدينة القدس، وأوقاف على القدس؛ تقع خارجها ومخصصة لها.

قام الدكتور سامي الصلاحات بالتفريق بين هذيْن النوعيْن من الأوقاف من حيث: طبيعة الأوقاف، ونوعها، والإشراف عليها، وتسجيلها، ومصارفها، وحجمها، والصعوبات التي تواجهها واستثمارها والحوكمة. فتبين أنه لم يتم حصر أغلب الأوقاف على القدس (خارجها) والتي هي أوقاف خيرية في أغلبها، وتشمل جميع الأنواع المنقولة وغير المنقولة. ولكن (للأسف) الاستثمارات فيها دون المستوى المطلوب، كما أن هناك ضعفًا واضحًا في السياسات الرشيدة في إدارة تلك الأوقاف^([3]).  

ووفق هذه الشروط تم إنشاء العديد من الأوقاف في الأقطار الإسلامية المختلفة، منها: معظم الدول العربية، ومن الدول الإسلامية: تركيا وماليزيا، ومن الدول الأوروبية: السويد وبريطانيا وجنوب أفريقيا^([4]).

أما على مستوى فلسطين، فقد احتلت "وقفية القدس" مكانة بارزة بين تلك الوقفيات؛ وقد عرّفها الباحث (الصلاحات): صندوق ووقفية عبارة عن مبادرة من قبل رجال أعمال فلسطينيين تحولت  إلى مؤسسة ذات بعد عربي وإقليمي وسنقوم، فيما يأتي، بسبر غور هذه المؤسسة الوقفية، التي تحتل مكانة الوقف على القدس داخل القدس، وهذا ما يميزها عن الأوقاف على القدس المنتشرة في العالم وفق ما هو موصوف أعلاه.

صندوق ووقفية القدس: من الفكرة إلى التنفيذ

وصلت القضية الفلسطينية حدًا من العزلة وتراجعت أهميتها على صعيد الوطن العربي؛ إذ أصبحت كل دولة منشغلة بقضاياها الخاصة على حساب القضايا القومية، وانخفضت وتيرة المطالبات العربية والإسلامية بالحقوق الفلسطينية، أو الدفاع عنها في المحافل الدولية.

في ظل هذه الأجواء، تعرضت القدس إلى المزيد من مخاطر التهويد والمصادرة وهدم البيوت، لا سيما الهدم الذاتي، وطرد الفلسطينيين من بيوتهم إلى خارج جدار الفصل العنصري، والضغط عليهم اقتصاديًا؛ بإفقارهم ورفع الضرائب المختلفة عليهم بشكل جنوني.

من هنا، جاءت الحاجة الماسة إلى إنشاء مؤسسة أهلية مستقلة؛ غير تابعة لأي جهة حكومية أو سياسية، كمؤسسة داعمة للقضية الفلسطينية ومساندة لأهل القدس قادرة على تعزيز صمودهم وبقائهم في مدينتهم.

لقد التفت مجموعة من رجال الأعمال في القطاع الخاص الفلسطيني، وعلى رأسهم رجل الأعمال الفلسطيني منيب رشيد المصري، إلى ضرورة تعزيز صمود مدينة القدس وأهلها، والحفاظ على الهوية الوطنية للمدينة وطابعها العربي والإسلامي.

استجابة لهذه المطالب تأسس صندوق ووقفية القدس مع أواخر عام 2014. ويهدف الصندوق إلى تحقيق الآتي^([5]):

1)    الحفاظ على التراث العربي والإسلامي في القدس، وجميع التراث القومي الفلسطيني.

2)    الحفاظ على الإرث التاريخي والحضاري والبشري في القدس.

3)    تنفيذ المشاريع التنموية في محافظة القدس.

4)    توفير الدعم المالي والتمويل لتعزيز صمود المقدسيين والمؤسسات المقدسية في وجه مخططات التهويد والتهجير، بما يوفر متطلبات الصمود من خلال العمل في القطاعات كافة.

وحول  بدايات المؤسسة يستذكر القائمون عليها أن المؤسسة  بدأت بمشاريع بسيطة ممولة من  قبل رجال أعمال فلسطينيين حريصين على مصلحة الوطن وبصفتهم أعضاء مجلس الإدارة ، وكان هدفهم أن يبدأوا بأنفسهم ليشكلوا نموذجا يحتذى به للآخرين، ولتعزيز الشفافية والمصداقية التي يقوم عليها صندوق ووقفية القدس، فتبرع الرئيس المؤسس منيب رشيد المصري بمبلغ خمسة ملايين دولار ليشكل هذا التبرع نواة الصندوق، وليتبعه عضو مجلس الإدارة ميشيل الصايغ بالتبرع بمبلغ مليوني دولار لتشكل هذه المساهمات انطلاقة عمل المؤسسة وسعيها لبناء قاعدة عربية وإسلامية، فضمت في مجلس أمنائها شخصيات ومؤسسات بازرة تبشر بمستقبل مشرق لصندوق ووقفية القدس.

الحوكمة والحكم الرشيد

بمرور الزمن، وتراكم التجربة استقرت هيكلية صندوق ووقفية القدس بأن لها هيئة عامة تنتخب مجلس الإدارة. بالإضافة إلى وجود مجلس الأمناء يساهم في رسم السياسات العامة وفتح آفاق الدعم والتطوير للمؤسسة. وأما مجلس الإدارة، برئاسة رجل الأعمال الفلسطيني منيب رشيد المصري ونائب الرئيس ميشيل الصايغ وأمين السر البروفيسور عماد أبو كشك رئيس جامعة القدس إضافة لمجموعة مميزة من الشخصيات الفلسطينية والمقدسية، فإنه في حالة تواصل دائم مع الجهاز التنفيذي للمؤسسة الذي يتميز بكثافة إنجازاته رغم قلة عدده؛ إذ حرصت المؤسسة على  الاعتماد على عدد قليل من الموظفين في مرحلة البناء ترشيدا للنفقات الإدارية خاصة وأن المؤسسة في مراحل علمها الأولى.

ومنذ ما يزيد عن العام أطلق صندوق ووقفية القدس برنامج التحول وضمان الإستدامة كخطة تطوير شاملة تقوم على أساس تعزيز الجهاز التنفيذي، وتفعيل الجهاز المؤسسي، وتنويع مصادر التمويل وتعزيز اعتمادها على الجانب الوقفي. وتهدف هذه الخطة إلى تحقيق أسس ضمان  الإستدامة وتعزيز الحاكمية الرشيدة، وتعزيز القدرات المالية والإدارية بما يساهم في مضاعفة الإنجازات.

بالعودة إلى مفهومي الحوكمة التي تهتم بالطرق والآليات في إدارة المؤسسة، والحكم الرشيد الذي يُعنى بالطرق والآليات الأنسب للوصول إلى الوضع الأفضل^([6])، ووفق ما هو موصوف أعلاه لحوكمة صندوق ووقفية القدس، نجد أنه يخضع لمعايير الحكم الرشيد وبنسبة عالية. وتقوم مؤسسة "طلال أبو غزالة وشركاه/ محاسبون قانونيون" بتدقيق حسابات الصندوق، لما تتمتع به هذه المؤسسة من سمعة عالمية يُشهد لها. ففي تقرير مدقق الحسابات المستقل حول المتطلبات القانونية والتشريعية تأكّد للمدقق أن صندوق ووقفية القدس "يحتفظ بسجلات محاسبية منتظمة، كما وتتفق من كافة النواحي الجوهرية مع القوائم المالية"^([7]).  

ومما يؤكد على الشفافية المالية والإدارية لصندوق ووقفية القدس أنه يعقد اجتماعًا سنويًا لكل من: مجلس الأمناء ومجلس الإدارة والهيئة العامة، يتم خلاله اطلاع الأعضاء على  التفاصيل المالية والإدارية للمؤسسة كافة، ويزوّد كل عضو بملف يمكّنه من التدقيق والمحاسبة والتقييم وإبداء الرأي من أجل تطوير المؤسسة وتطوّرها نحو الأفضل. وقد حافظ صندوق ووقفية القدس على هذا الإرث لينظم كل عام هذه الاجتماعات ويدعو لها شخصيات مقدسية وفلسطينية عامة بصفتهم ضيوف شرف ليضعهم في صورة تفاصيل العمل، ويبتعها بحفل سنوي حاشد يعلن فيه حصاد العام السابق، ويجري توقيع المشاريع المستقبلية للعام الذي يليه أمام الملأ في منهجية جديدة ومهمة تعزز التواصل مع الشارع المقدسي بفئاته المجتمع كافة.

ففي (11 و12 ديسمبر 2018م) عقد مجلس أمناء المؤسسة اجتماعه الرابع في الكويت تحت شعار "نحو رؤية شاملة لإسراج قناديل القدس". وفي (14 و15 نيسان 2019م) وعقدت الهيئة العامة ومجلس الإدارة اجتماعهما الخامس تحت شعار "بخطى واثقة مشاريع واعدة "، تم خلاله استعراض مجموع المشاريع التي تم تنفيذها (جزئيًا أو كليًا) حتى تاريخه، في قطاعات: التعليم (المدرسي والجامعي)، والأندية والمراكز المجتمعية، والتمكين الاقتصادي، والثقافة، وتحسين ظروف السكن والمشاريع الطارئة.    

صندوق ووقفية القدس: ذات مكان ومكانة بين الوقفيات على القدس

عند متابعة الإنجازات التي حققها صندوق ووقفية القدس نجد أنه مؤسسة ذات أثر وتأثير واضحيْن في القدس على المستويات المختلفة، منها^([8]):

1)    مع نهاية عامه الرابع (في 31 كانون الأول 2018م) نفّذ الصندوق (70) مشروعًا تنمويًا في القدس. وجرى بناء شراكات على المستوى المحلي والعربي والدولي، إضافة لتعزيز الأجهزة المؤسسية وبدء اعتماد مشاريع وقفية تضمن استدامة المؤسسة ونموّها.

2)    بعد أن تم إنجاز مرحلة البناء والتمكين، هناك تخطيط من قبل إدارة الصندوق للفترة القادمة حتى العام 2022م لتحقيق "التحوّل وضمان الاستدامة"، وذلك بتحقيق عدد من الأهداف، منها:

-       تمكين الصندوق وتعزيز مقومات استدامته.

-       تعزيز وتنويع مصادر التمويل.

-       تطوير وتعزيز الجهاز التنفيذي ورفع كفاءته.

3)    اتسعت الإنجازات الفعلية لصندوق ووقفية القدس حتى اللحظة لتشمل المجالات التالية: التعليم، والصحة، والتنمية المجتمعية، والثقافة، والتمكين الاقتصادي، وتحسين ظروف السكن للمقدسيين، والمنح والقروض الجامعية (منذ العام 2016م).

لقد تطورت الوقفية من عام إلى عام حتى استقر بها الوضع أخيرًا ، لأن تتبوّأ مكانة مهمة بين الأوقاف على القدس، فقد شهد العام 2018م توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس وقف للقدس بقيمة (100) مليون يساهم فيه صندوق التضامن الإسلامي للتنمية ومؤسسة منيب رشيد المصري للتنمية وميشيل الصايغ ومؤسسة التعاون وجهات أخرى .

عند مراجعة الإحصائيات التي قام بها الصلاحات حول الأوقاف على القدس، المذكورة أعلاه، وجد أن التقدير الأولي لحجم تلك الوقفيات "مجتمعة" هو (184) مليون دولار، تشكل وقفية القدس –قيد النقاش- (54%) منها^([9]). وفي ذلك إشارة واضحة إلى ضعف الأوقاف على القدس حول العالم، ليس من حيث عددها وإنما من حيث الحجم المالي لتلك الوقفيات، كما يتجلى حجم الدور المتوقع من وقفية القدس تجاه القدس وأهلها، دون انتظار أثر وتأثير الأوقاف الأخرى على القدس التي لم تنضج أدوارها وفعلها بعد.

العقبات والصعوبات

مما لا شك فيه أن هذه المؤسسة، وبناءً على طبيعة المهمّة الملقاة على عاتقها، تتعرض للعديد من الصعوبات والمعيقات الناجمة عن الاحتلال وغيره من العوامل. فبالرغم من وجود العديد من الدول والمؤسسات التي تتعاطف مع القدس وأهلها، إلا أن الوضع يختلف عندما يتعلق الأمر بالتمويل؛ فيحجب معظمهم عن الالتزام، حتى أولئك الذين يعدون بالتبرع نجدهم يتراجعون عن الالتزام في اللحظة الأخيرة، لتبقى صعوبات التمويل هي الأبرز من بين المعضلات التي تواجه صندوق ووقفية القدس.  

ويمكن تفسير ذلك بأن دعم القدس بشكل عام، والوقفية على وجه الخصوص، لا يكون ضمن استراتيجيات بعض المتبرعين، وإنما ينجم عن قرارات ارتجالية تتخذ في لحظة ما دون تخطيط مسبق ودون خطة للتنفيذ.

عند النظر في طبيعة عمل المؤسسة وخطتها الاستراتيجية نجد أن هناك الكثير من الخطط والطموحات التي يصعب تحقيقها بسبب عدة عوامل، وما يتطلبه الأمر من توفير المصروفات المالية ذات الصلة. وأما الصعوبات الأخرى فتتعلق بما يفتعله الاحتلال من معيقات للعمل في مدينة القدس.

الاستنتاج والتوصيات

نستنتج من هذه القراءة السريعة لواقع صندوق ووقفية القدس أننا أمام مؤسسة ريادية ورائدة، تعتمد الحكم الرشيد وتقوم على الوضوح والشفافية في عملها المعلن. وقد حققت أهدافها الاستراتيجية في الإسهام بدعم صمود المقدسيين في مدينتهم، في مواجهة عوامل التهجير والطرد الممنهج؛ من خلال دعمهم في مختلف المجالات بخاصة التعليم والصحة وتحسين ظروف السكن وغيرها. كما تقوم هذه المؤسسة بتطوير أهدافها، وتجديد استراتيجيتها تِباعًا بما يجعلها قادرة على المتابعة في مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهها في مهمتها الأساسية تجاه القدس والمقدسيين.  

بالاطلاع على الأوقاف على القدس المنتشرة في العالم ومقارنة إنجازاتها مع ما حققه صندوق ووقفية القدس، نجد أن الصندوق قد تميّز عن بقية الأوقاف بالقدرة العالية على تنفيذ خططه وتكريس كل إمكانياته المالية في خدمة صمود المقدسيين. في حين أن الأوقاف الأخرى لم تتمكن حتى اللحظة من ضبط إيقاعاتها لتنفيذ برامجها وخططها واستراتيجياتها لأسباب تختلف باختلاف القطر واختلاف طبيعة المؤسسة الوقفية.

وعليه، فإنني أجدُني أمام قناعة مفادها أن تجربة صندوق ووقفية القدس جديرة بالدراسة والتحليل والاقتداء بها، بل واقتفاء أثرها من قبل المعنيين بالوقف على القدس و/أو "إسراج قناديلها"؛ لكي تشكل أنموذجًا حيًا على مؤسسة وقفية تحقق الحوكمة والحكم الرشيد في تقديم الخدمات الجليلة للقدس وأهلها. كما أوصي بأن يكون صندوق ووقفية القدس، بما يمتلك من خبرات وكفاءات، عنوانًا للأوقاف على القدس الواقعة خارج فلسطين، بل القناة التي من خلالها تستطيع تلك الأوقاف تحقيق أهدافها في القدس بسهولة ويسر ودون استنزاف في الجهد والوقت.         

فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 07 أيار 2019م  

---

[1] سرور، موسى (2012). دور الاوقاف الاسلامية في التنمية العمرانية في القدس. مجلة حوليات القدس. العدد (14). ص: 64-70.

[2] موسوعة الحديث. انظر الرابط التالي:

https://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=184&hid=385&pid=

(أمكن الوصول إليه في 27/04/2019م)

[3] الصلاحات، سامي (2018). الأوقاف المقدسية في العالم ودورها في دعم مدينة القدس. في "وقائع المؤتمر الأكاديمي الرابع: الوقف الإسلامي في القدس. الهيئة الإسلامية العليا-القدس. تحرير: عزيز العصا وآخرون. ص: 18-53".

[4] الصلاحات (2018). مرجع سابق.

[5] أنظر: نشرة صندوق ووقفية القدس، الخاص بالاجتماع السنوي الخامس للهيئة العامة ومجلس الإدارة –القدس الشريف-، بتاريخ: 14-15 نيسان 2019م. ص: 20.

[6] أبو حسين، مصطفى (2017). معايير الحكم الرشيد ودورها في تنمية الموارد البشرية في وزارة الداخلية. رسالة ماجستير غير منشورة. جامعة الأقصى. غزة. فلسطين. ص: 16. للمزيد، أنظر الرابط التالي (أمكن الوصول إليه في 07/05/2019):

https://library.iugaza.edu.ps/thesis/123247.pdf

[7] أنظر: نشرة صندوق ووقفية القدس، الخاص بالاجتماع السنوي الخامس للهيئة العامة ومجلس الإدارة –القدس الشريف-، بتاريخ: 14-15 نيسان 2019م. ص: 16.

[8] أنظر: التقرير السنوي (2018) لصندوق ووقفية القدس:  لأجل مستقبل القدس. ص: 4-15.

[9] الصلاحات (2018). مرجع سابق.