1

 

المستشار الثقافي التونسي "وحيد الهنتاتي":

تونس في مشروع "أكـــــتــــشــفُ بـــــلادي".. منكم نستفيد..!

نُشر في صحيفة القدس، بتاريخ: 10/03/2021، ص: 10

                                                         عزيز العصا

معهد القدس للدراسات والأبحاث/ جامعة القدس

Aziz.alassa@yahoo.com

http://alassaaziz.blogspot.com/



عندما تعرض الشعب الفلسطيني للنكبة عام 1948، كان أبناء تونس من أوائل من وفر الرعاية والحماية والدعم والإسناد لأي فلسطيني قصد هذا القطر العربي الأصيل. وفي العام 1982 احتضنت الدولة والشعب في تونس أبناء الشعب الفلسطيني بقيادة الرئيس ياسر عرفات -رحمه الله- بعد خروجهم من لبنان إثر الاجتياح الإسرائيلي والتحالف الشرير الذي نشأ بين بعض القوى اللبنانية والاحتلال الإسرائيلي؛ مما جعل الوجود الفلسطيني في تونس تحت نيران "إسرائيل" حيث قام الطيران "الإسرائيلي" في العام 1985 بقصف حمامات الشط فسقط عديد الشهداء التونسيين والفلسطينيين، تلاه اغتيال الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد"  في بيته في تونس العاصمة، احتضنت تونس كل هؤلاء الشهداء وخصصت مقبرة خاصة بهم، وكانت تونس أوائل الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية في العام 1988.

وبعد أن أُنشِئت السلطة الوطنية الفلسطينية على أرض الوطن الفلسطيني، استمرت العلاقات الفلسطينية-التونسية، بل تطورت واتخذت مستويات متقدمة في المجالات المختلفة: السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والثقافية ... إلخ؛ وقد تعزز ذلك كله بوجود السفارة التونسية في رام الله، والسفارة الفلسطينية في تونس. وعندما تزور مقبرة الشهداء الفلسطينيين في تونس، تجدها محاطة بسور من الجهات الأربعة، وتتمتع بالحماية الدائمة والمستمرة.



وفي تونس أيضًا منزل ياسر عرفات، الذي تقرأ على جدرانه سيرة شعبنا ومسيرته ليس فيما مضى وحسب، وإنما تقرأ القادم الذي أسس له هذا القائد برمزيته التي شكلها للأجيال عبر العقود الثمانية من عمره التي عاشها وهو يهتف لفلسطين وللقدس. وفي تلك الأجواء تستذكر قصيدة الراحل "محمود درويش" "كيف نشفى من حب تونس"، مما يقول فيها:

كيف نشفى من حب تونس الذي يجري فينا مجرى النفس

هل نسينا شيئًا وراءنا؟

نعم، نسينا تلفت القلب، وتركنا فيك خير ما فينا

تركنا فيك شهداءنا الذين نوصيك بهم خيرًا

حينها نتبادل دموع الأسى والحزن والغضب على شهدائنا الذين تركناهم في ترى تونس الطاهر.

وعليه، فإننا نرى في تونس قبلة ثقافية نعتز بها، ونرى فيها من الإبداعات والأفكار الخلّاقة ما يستحق التوقف عنده بعمق، ليس من أجل الاستنساخ، وإنما نرى فيها محرّكًا لإبداعات وطنيّة، تشكل قوة ناعمة في مواجهة شظف الاحتلال، الذي يصيبنا في مقتل في شتى محافظات الوطن الفلسطيني ومدنه.


ففي الآونة الأخيرة وصلتني فكرة إبداعية من الصديق العزيز ابن صفاقس-تونس المستشار الثقافي "أ. وحيد الهنتاتي"، تفيد بأن مثقفي صفاقس قد شخصوا حال مكتباتهم وأحوالها بأنها "تشكو من نقص فادح في الكتب والوثائق التي تحكي
عن قـرى ومدن البلاد التونسية، وعن مخزونها الحضاري، وعن خيراتها. إضافة لما تعانيه تلك المكتبات من نقائص ومشكلات".  


لذلك،  
ابتكر الصفاقسيون مشروعًا بحثيًّا-تثقيفيًّا-توعويًّا بعنوان "أكتشفُ بلدي"؛ وتقوم فكرته على إصدار سلسلة كتب مصورة موجهة للشباب بعنوان "أكتشفُ بلادي" للتعـريف ب (15) معتمدية  من مختلف جهات الجمهورية؛ والمعتمدية جزء من الولاية، إذ تتألف تونس من (24) ولاية، التي تقسم بدورها إلى (264) معتمدية (يترأسها معتمد)، وكذلك (350) بلدية  (يترأسها عمدة أو رئيس بلدية)، وأصغر تقسيم إداري في تونس هو العمادة (يترأسها عمدة) ويبلغ عددها (2,073( عمادة. وبالمقارنة مع تقسيماتنا الإدارية تكون الولاية تقابل "المحافظة"، والمعتمدية تقابل المدينة... وهكذا. إذ أن ولاية صفاقس (مساحتها 7,545 كم2، وتتألف من 16 معتمدية و16 بلدية و(104) عمادة)[1].

  يأتي الكتاب المقترح على شكل استطلاع مصور يعـرف بإحدى هذه المعتمديات (تكافئ المدينة عندنا)، من حيث: تاريخها، وأهم معالمها، ومؤسساتها، وأنشطتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (في حوالي 1500 كلمة) وذلك بشكل مبسط ومختصر ومشـوق. ويمكن لمتصفح الكتاب ان  يتجـول من خلاله في المعتمدية؛ ليستكشف فيها سحر الماضي وعبق الحاضر، وليتعرف أيضا على مشاغـلها ومشكلاتها الحالية التي تتطلب حلولا.

وجميع هذه الكتب، في كل مراحلها: من البحث عن المعلومة الى التأليف الى الصور هي من إعداد تلاميذ نوادي التربية المدنية، بإشراف منشطي النوادي اي أساتذة التربية المدنية  او شباب النوادي الناشطة في المؤسسات او الجمعيات الثقافية مع الاستعانة بأساتذة التاريخ والجغرافيا عند الضرورة.

يستفيد من هذا المشروع حوالي (300) تلميذ؛ نصفهم على الأقل من الفتيات من (24) ناد للتربية المدنية بالمؤسسات التربوية الإعدادية والثانوية، أو من مؤسسات وجمعيات ثقافية، في المعتمديات المستهدفة. كما يستفيد من هذا المشروع مئات الآلاف من التلاميذ في المؤسسات التربوية (بصفة غير مباشرة) عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

وأما أهداف المشروع، فهي:

1)    مساعدة الشباب على اكتشاف مواطن الجمال في مناطقهم لزيادة الارتباط بها والدفاع عنها بطريقة متحضرة.

2)    غـرس روح المواطنة الفاعلة، وتقـديم الحلـول بدل التذمر او الاعتصام،  وتثمين ما تزخر به مناطقهم من ثروات وتراث  ووضع الإصبع على مكامن الداء ومشاغل ومشكلات سكانها.

3)    إيصال صوت الجهات المهمشة الى المسؤولين والى الإعلام، من خلال هذه السلسلة من الكتب.

ولتحقيق هذه الأهداف يتم بتدريب شباب النوادي في المعتمديات المستهدفة على تقنيات البحث والتوثيق، والتسجيل، والتصوير. وذلك لإعداد (15) كتاب مصور وشريط وثائقي قـصير؛ يعـرف بمعتمدياتهم، وبمخزونها التراثي وبخيراتها. كما يعرّف بمشكلاتها والصعـوبات التي يعاني منها سكانها.


الأنشطة الرئيسية للمشروع:

1)    تكوين حوالي (240) شابًّا وشابّةً في تقنيات البحث والتوثيق والتصويـر

2)    إصدار كتاب مصور مرفق معه شريط وثائقي قصير يعرف بالمعتمدية (لا يتجاوز الشريط خمس دقائق) وتنزيلها على اليوتـوب؛ يُعرف بمشاغل المعتمدية ومشكلاتها.

3)    إصدار كتاب مرجعي (دليل) لتوزيعه على المؤسسات التربوية في كامل البلاد لتوضيح مراحل المشروع.  

4)   لتعميم التجربة في المؤسسات التربوية الراغبة في إعداد كتاب خاص بمنطقتها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونشرها على نطاق واسع.
  

5)    تنظيم أمسية لتوقيع كل كتاب على حدة في المؤسسة التربوية المعنية، يشتمل على حفل لعـرض إبداعات تلاميذ المنطقة في الغناء والعزف والرقص والإلقاء وتراث المنطقة، ويعـرض الشريط الوثائقي، ثم يقام حفل لتوقيع الكتاب من طرف تلاميذ النادي للراغبين في اقتنائه.

6)    تنظيم ندوة صحفية في اختتام المشروع ومعـرض حول مخرجات المشروع والكتب الصادرة عن المشروع.

ختامًا،

هناك سببان دفعاني لنشر هذه الفكرة الإبداعية في صحيفتنا الوطنية (القدس)، وهما: أما السبب الأول، فهو تعريف القارئ الفلسطيني بالمجتمع التونسي وإبداعاته. وأما السبب الثاني، فلعل الفكرة تُلتقط من ذوي الاختصاص، بشكل أو بآخر، في بلدنا العزيز، وأن يتم التواصل مع أهلنا في تونس المعنيين بالمشروع، على أمل أن نرى مشروعًا مشتركًا بين فلسطين وتونس، يتعرف فيه طلبتنا على بعضهم البعض، ويتعرف كل منهم على بلد الآخر. 

فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 07/03/2021م

 

إرسال تعليق Blogger

  1. شكرًا لمؤسسات الائتمان الائتمانية، لقد جعلت العملية سهلة وقدمت لي مستوى من المساعدة أشك في أنني سأحصل عليه في أي مكان آخر. لقد قمت للتو بمراجعة حسابي ووجدت أن القرض بقيمة 12500 دولار موجود بالفعل هناك! شكرًا جزيلاً لك على مساعدتك ودفع هذا الأمر بهذه السرعة! ليس لديك أي فكرة عن مقدار هذا سيساعد في حل موقف مؤسف إلى حد ما
    لتقديم طلب للحصول على قرض من مؤسسات الائتمان القروض، اتصل. البريد الإلكتروني: Loancreditinstitutions00@gmail.com. مقرض قرض شركة WhatsApp: +393512640785
    الإدارة: +393512114999
    السكرتير : +393509313766.
    مؤهل:
    1. يمكن تطبيق القائمة السوداء
    2. لا يوجد فحص الائتمان
    3. يمكن تطبيق مراجعة الديون أو أمر المحكمة

    ردحذف

 
Top