رواق الأمة

نادية الخياط في "احتَرَقَتْ لِتُضيءَ": الغلاف جزء من النص، والرواية واقعية بحبكة نمطيّة! بقلم: عزيز العصا

الاثنين, يونيو 28, 2021 رواق الأمة 0

نادية الخياط في "احتَرَقَتْ لِتُضيءَ":

الغلاف جزء من النص، والرواية واقعية بحبكة نمطيّة!<o:p></o:p>

نشر في صحيفة القدس، بتاريخ: 28/06/2021،
ص: 11 <o:p></o:p>

عزيز العصا<o:p></o:p>معهد القدس للدراسات والأبحاث/ جامعة القدس

<a href="http://alassaaziz.blogspot.com/">http://alassaaziz.blogspot.com/</a><o:p></o:p>

<a href="mailto:aziz.alassa@yahoo.com">aziz.alassa@yahoo.com</a><o:p></o:p>

أعرف "نادية"
منذ بضع سنوات، وقد خاضت تجربة الكتابة والتوثيق من خلال مشاركتها في كتاب
"حفلة لثائرة: نساء يكتبن الحياة"، صادر عن "إي كتاب" في لندن
عام 2017، إعداد الكاتبة "هيفاء زنكنة. وكانت مساهمة "نادية" بعنوان: "ولن تفهموا"؛ وصفت فيها حالة الارتباك والاضطراب النفسي الذي الغيظ والقهر الذي مني به
جلاوزة السجن؛ القاضي والسّجّان
والسجّانة، عندما استقبلت الأسيرات الأحكام العالية برحابة صدر وابتسامة أغاظتهم
جميعًا ورفعت من معنويات الأسيرات. مما يؤكد أن هؤلاء "لن يفهموا" أن
الثوار الفلسطينيون لا يتوقفون عند الأثمان التي يدفعونها دفاعًا عن وطنهم.   <o:p></o:p>

منذ تلك التجربة الكتابية، انطلقت "نادية الخياط" لتطوير
تجربتها الكتابة، بتدريب ومتابعة الروائية "ابتسام أبو ميّالة"،
لتتوَّج هذه التجربة برواية تحمل إسم "نادية الخياط"، وقد جاءت بعنوان "احتَرَقتْ لتُضيء" صادرة عن وزارة الثقافة
الفلسطينية، عام 2021، وهي تبدأ بغلاف يحمل ملامح النص الروائي؛ مقطع من رسالة إلى
رفيقة دربها في المعتقل "حنان" مشبعة بعبارات ثورية عارمة، وقصاصة من
جريدة تحمل خبر استشهاد شقيقها عام 1980 عن عمر يناهز (29) عامًا، وقصاصة جريدة
عتيقة تحمل خبر مؤتمر صحفي للمناضلة "نادية الخياط". <o:p></o:p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjevD7YKNMId4XvP4jRDKQ41u0dkux53zvUjE9Ie4DgsMm74sgafOZHqVVweKnfHcmPR4Jy2coDAv1Dkfyzf8428GH0YZuYFqJrxQ-T1rV1PHNSERjGG6m_UnBl-SX63Yw0rxyFmZNVYeRs/s528/%25D8%25BA%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2581+%25D8%25B1%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AE%25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25B7.jpeg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="528" data-original-width="393" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjevD7YKNMId4XvP4jRDKQ41u0dkux53zvUjE9Ie4DgsMm74sgafOZHqVVweKnfHcmPR4Jy2coDAv1Dkfyzf8428GH0YZuYFqJrxQ-T1rV1PHNSERjGG6m_UnBl-SX63Yw0rxyFmZNVYeRs/w476-h640/%25D8%25BA%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2581+%25D8%25B1%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A9+%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AE%25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25B7.jpeg" width="476" /></a></div>

أما الحبكة؛ أي محور حديث الرواية، فكانت
نمطية؛ إذ تسلسلت الأحداث بشكل طبيعي بدءًا من لحظة ولادة المشكلة، ثم تسلسل
تصاعدها وصولًا إلى حلّها. كما قامت "نادية"
بإنشاء مجموعة مرتكزات هامة اتّكأت عليها الرواية، شكلت هيكلها الأساسي
الذي مكّن الكاتبة من تحقيق سرد روائي متماسك، يسير بالقارئ بين ثنايا النص بمتعة
وشوق للحدث القادم عند مغادرة السردية. ويتكون هذا الهيكل من بنيتين، هما: البنية المكانية والتي تمثلت
بالسجن وزنازينه وأقبيته وساحاته. والبنية الزمانية، وهي الفترة الممتدة بين عاميّ
1979 و1983.<o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="background: white; line-height: 18.25pt; margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 18.0pt; margin-top: 6.0pt; mso-list: l0 level1 lfo1; text-align: justify; text-indent: -18.0pt;">-       البعد الواقعي: وقد يكون هذا البعد الأكثر بروزًا في هذه الرواية، فقد ساد فيها
السرد، بأساليب درامية، لقصة أسيرة، بل أسيرات، وأحداث حقيقية، شكلت نماذج إنسانية ووطنية
صادقة، أرادت الكاتب من خلالها تسليط الضوء على شرور السجن وعذابات الأسير، وقيم
التضحية من أجل الوطن. واستخدم الكاتبة عددًا كبيرًا من الأسماء الواقعية، مثل:
نادية نفسها، وهو الاسم الحقيقي للبطلة، و"ثائرة" المولودة في السجن،
وأمها "سميحة"، وزكية شموط، وتريز هلسة، وعائشة عودة، وحنان مسيح، وعطاف
يوسف... الخ. <o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 115%; margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 18.0pt; margin-top: 6.0pt; mso-list: l0 level1 lfo1; text-align: justify; text-indent: -18.0pt;">-      
البعد العاطفي: فقد كانت العواطف جليّة واضحة، من خلال تعلّق الأسيرات
بمدنهنّ وقراهنّ، وتعلق البطلة بوالديها وأشقائها، لا سيما شقيقها الشهيد، والبكاء
والحزن الشديد عند مغادرة أي من الأسيرات.<o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: 115%; margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 18.0pt; margin-top: 6.0pt; mso-list: l0 level1 lfo1; text-align: justify; text-indent: -18.0pt;">-      
البعد الوطني: فقد برز في رواية "نادية
الخيّاط" بوضوح ما يتعلق بالتضحية من أجل الوطن، رغم قسوة الظروف
وشراسة السجان، والفارق الكبير في القوة والعتاد، فكانت البطلة ومن معها من
الأسيرات يبدين مقاومة قوية لأي محاولات من قب السجّان تمس بكرامتهن أو بروحهن
الوطنية، دون الالتفات إلى الثمن الذي يمكن أن تفعه الواحدة من هنّ من عزل أو سجن
انفرادي أو نقل تعسفي... الخ.<o:p></o:p>

وأما بشأن بنائية الرواية، فقد تمكنت الكاتبة من توظيف الاستعارات
والكنايات والبلاغة والسخرية (المرّة)، وتظيف "خلطات" لغوية من العبريةن
حتى اجتمعت في هذه الرواية متعة السرد ومتعة الإيهام بالحقيقة، بخاصة
تلك المتعلقة بالبطلة "نادية الخياط".<o:p></o:p>

خلاصة القول،<o:p></o:p>

وأما الأبعاد المعرفية والتوعوية، فقد وجدتُ هذه
الرواية تزدحم بها، للحد الذي يجعلك تعتقد، وأنت تتجول بين ثنايا النص، بأنك في
مدرسة وطنية وسياسية متكاملة الأركان. وأكاد أرى في سرديّة "ولن تفهموا"
ذرورة سنام الأحداث، التي تشكل مفصلًا مهمًّا ومؤثرًا بين مرحلتين في السجن؛ إذ بعد
أن تمضي البطلة مائة وخمسة أيام في أقبية التحقيق، في صيف عام 1979م، تنتقل البطلة
إلى السجن مع رفيقاتها في الكفاح، وفي الهمّ الوطنيّ.  فتبدأ الأيام تمر برتابة وتكرار يتخلله صعودًا
وهبوطًا في الأحداث، وما يصاحب ذلك من توتّرات مع السّجان الذي تواجهه الأسيرات
دون خوف أو وجل. ولعلّ ذرورة الذكاء والقدرة على التأثير على معنويّات السجان، ذلك
المشهد الذي أشرنا عليه في مطلع ها المقال، وهو عدم اكتراث الأسيرات لأحكامهن
العالية؛ الأمر الذي حطّم النظرية الاحتلالية القائمة على أن الأحكام العالية تحبط
الثوار وتثنيهم عن المضيّ في طريقهم في محاربته، فتكون النتيجة عكس ذلك تمامًا،
وبعد بضع سنوات تخرج الأسيرات إلى النور، وتعود لمحاربته، ويبقى السّجّان مكانه
يعيش عقدة الجرم الإنساني في حالة من اليأس والقنوط والإحباط.         <o:p></o:p>

فلسطين، بيت لحم،
العبيدية، 12/06/2021م<o:p></o:p>

<o:p> </o:p>

نادية الخياط في "احتَرَقَتْ لِتُضيءَ": الغلاف جزء من النص، والرواية واقعية بحبكة نمطيّة! بقلم: عزيز العصا

نادية الخياط في "احتَرَقَتْ لِتُضيءَ": الغلاف جزء من النص، والرواية واقعية بحبكة نمطيّة! نشر في صحيفة القدس، بتاريخ: 28/06/2...

مزيد من المعلومات »

هرتزل وعبد الهادي: من نابلس إلى فيينا بقلم: الدكتور وليد الشوملي

الخميس, يونيو 24, 2021 رواق الأمة 0

هرتزل وعبد الهادي: من نابلس إلى فيينا<o:p></o:p>

بقلم: الدكتور وليد الشوملي<o:p></o:p>

<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiUUxyLlmm1ss_DRud4z2YRyF5zJD-FZErN3cBBhh8L6nXLYPCS8e863oM2nK2VXiLFRVH3dY_m0oRZ0uRhpIPBr9BmQZ605Lx27JILqsdFBvvkLX3m5GVdg9vskKbIjmcvf2A1ez7DvrpY/s750/%25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25AF.+%25D9%2588%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2584%25D9%258A.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="750" data-original-width="526" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiUUxyLlmm1ss_DRud4z2YRyF5zJD-FZErN3cBBhh8L6nXLYPCS8e863oM2nK2VXiLFRVH3dY_m0oRZ0uRhpIPBr9BmQZ605Lx27JILqsdFBvvkLX3m5GVdg9vskKbIjmcvf2A1ez7DvrpY/w448-h640/%25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25B1%25D8%25A9+%25D8%25AF.+%25D9%2588%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25AF+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2584%25D9%258A.jpg" width="448" /></a></div> تبوّأت مدينة
فيينا مكانة بارزة في الحياة السّياسيّة لكلٍّ من النَّمسا وهنغاريا إذ كانت عاصمة
الامبراطورية النّمساويّة –الهنغاريّة تحت حكم سلالة هابسبورغ Habsburg في الفترة الممتدة ما بين
1867-1918. فهي المدينة التي تقع على نهر الدَّانوب الذي يُطلق عليه –أيضًا- نهر
العواصم؛ لأنه يخترق أربع عواصم أوروبية...<o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: normal; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 36.0pt; margin-top: 0cm; margin: 0cm 36pt 0cm 0cm; text-align: justify; vertical-align: baseline;">     <table cellpadding="0" cellspacing="0" class="tr-caption-container" style="float: left;"><tbody><tr><td style="text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjLZmWxnEpDsfQs_3CGrp3Y4NX2vsjnq9x1VrOipCgz6U9JoRnijsNto0Q0_98htQPmdKEgv1GJCeqeviji3YT1zzONIK14qfacz6lmFdALFxADxYg5w2BOGcR-Ym5LllG1aVOBHFM-Kiu_/s1280/%25D9%2585%25D9%2582%25D8%25A7%25D9%2584+%25D9%2587%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25AA%25D8%25B2%25D9%2584+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D8%25B3+%25D8%25B52+24+%25D8%25AD%25D8%25B2%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2586+2021.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; margin-bottom: 1em; margin-left: auto; margin-right: auto;"><img border="0" data-original-height="1280" data-original-width="259" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjLZmWxnEpDsfQs_3CGrp3Y4NX2vsjnq9x1VrOipCgz6U9JoRnijsNto0Q0_98htQPmdKEgv1GJCeqeviji3YT1zzONIK14qfacz6lmFdALFxADxYg5w2BOGcR-Ym5LllG1aVOBHFM-Kiu_/w130-h640/%25D9%2585%25D9%2582%25D8%25A7%25D9%2584+%25D9%2587%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25AA%25D8%25B2%25D9%2584+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D8%25B3+%25D8%25B52+24+%25D8%25AD%25D8%25B2%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2586+2021.jpg" width="130" /></a></td></tr><tr><td class="tr-caption" style="text-align: center;">نشر في صحيفة القدس بتاريخ 24/6/2021، ص: 2</td></tr></tbody></table> وفي
المجال العلمي كانت فيينا مسقط رأس الفيزيائي شرودنجر Erwin
Schroedinger الحائز على جائزة نوبل، وواضع أسس علم
ميكانيك الكم التي انقلبت على الفيزياء الكلاسيكية المتمثلة بقوانين نيوتن. <o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="line-height: normal; margin-bottom: 0cm; margin-left: 0cm; margin-right: 36.0pt; margin-top: 0cm; margin: 0cm 36pt 0cm 0cm; text-align: justify; vertical-align: baseline;">     
  بالإضافة إلى ذلك، فقد كانت فيينا المدينة التي عاش فيها مؤسس مدرسة
التحليل النفسي سيجموند فرويد مؤسس علم النفس الذي اعتمد في تحليله على الأحلام
وربط بين ما كانت تعيشه النساء الثريات وأحلامهن، وكان تركيزه مُنصبًّا على الأحلام عند الناس
العاديين والأدب والفن عند الأدباء والفنانين؛ لأن الأحلام والفنون قناع رمزي من
خلاله يتعرَّف المُحلّل على نفسيّة الإنسان الذي يهدف في نهاية
المطاف إلى إشباع  غرائزه وتحقيقها، فالحلم
يحقق جميع الرغبات التي لم تشبع باليقظة. وفي المجمل قام فرويد بتعليل جميع الظواهر
تعليلًا يرجع للرَّغبة.<o:p></o:p>

وعندما أنهى هرتزل دراسته الثانوية عام 1878، انتقل مع عائلته إلى
فيينا والتحق بجامعتها ليدرس القانون، غير أّنه اتجه إلى الكتابات الأدبية، ثم عمل
بعد ذلك صُحُفِيًّا. وقد تم إيفاده إلى باريس من قبل صحيفة نمساوية ليعمل مراسلًا
لها هناك، وفي باريس خاب ظنُّه حين رأى مشاعر العداء تجاه اليهود في موطن الثورة الفرنسية
كما هي في بلده الأصلي، معتبرًا مشاعر العداء تلك مشكلة اجتماعية ناجمة عن محاولة
اليهود دومًا التميز والاختلاف عن الآخرين، وأنَّ الحلَّ يكمن في ذوبانهم وانصهارهم
في المجتمعات التي يعيشون فيها. إلَّا أنّه عدل عن ذلك الرأي فيما بعد وبخاصَّة
بعد انخراطه في عالم الصّحافة ليخرج بنتيجة وهي أنّ مناهضة مشاعر العداء لليهود لن
تحل بالانصهار بل بتكثيف جهود منظمة من قبلهم لتثبيت وجودهم وهويتهم. وممَّا زاد
في قناعته تلك حادثة درايفوس عام 1894 التي آلمته كثيرًا، وكان شاهدًا عليها. وتتلخص
قضية درايفوس في أنَّ ألفرد درايفوس كان ضابطًا يهوديًّا فرنسيًّا اتّهم بتسريب
وثائق عسكرية للألمان. وقد تمت إهانته في الشارع أمام العامّة وتجريده من أوسمته،
وخرج الفرنسيون آنذاك إلى الشوارع يهتفون "الموت لليهود"، مما دفع الأديب
والكاتب الفرنسي إميل زولا إلى كتابة مقال لاذعٍ ضد الحكومة الفرنسية بعنوان:
"أنا أتهم" مما كان له الأثر في إعادة محاكمة درايفوس وتبرئته.<o:p></o:p>

<o:p> </o:p>

هرتزل وعبد الهادي: من نابلس إلى فيينا بقلم: الدكتور وليد الشوملي

هرتزل وعبد الهادي: من نابلس إلى فيينا بقلم: الدكتور وليد الشوملي تبوّأت مدينة فيينا مكانة بارزة في الحياة السّياسيّة لكلٍّ من...

مزيد من المعلومات »

عثمان صلاح في كتابه "المحكمة المتنقلة": يسبر غور شخصيّة المرحوم "محمد سالم الذويب" أنموذجًا للأجيال! بقلم: عزيز العصا.

الخميس, يونيو 24, 2021 رواق الأمة 0

عثمان صلاح في كتابه "المحكمة المتنقلة":<o:p></o:p>

يسبر غور شخصيّة المرحوم "محمد سالم
الذويب" أنموذجًا للأجيال!<o:p></o:p>

نشر في صحيفة القدس، بتاريخ:
21/06/2021، ص: 11<o:p></o:p>

<a href="mailto:aziz.alassa@yahoo.com">aziz.alassa@yahoo.com</a><o:p></o:p><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEinfrKa2fGF7EBDOEqrWVB4T82kUZxszfJfeK1r1yQyJQdLSsCFZWthrDznLu_pZf0MXcui6dvhTxj7FIeNPL7VvrqrlucSL5S6O2QHOS44Jy3vvfMC7cjdduSmnuYoBQfGuZj9mgyAFSZH/s988/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2583%25D9%2585%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AA%25D9%2586%25D9%2582%25D9%2584%25D8%25A9+%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25AB%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2586+%25D8%25B5%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25AD++%25D9%2583%25D9%2585%25D8%25A7+%25D9%2586%25D8%25B4%25D8%25B1+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25B5%25D8%25AD%25D9%258A%25D9%2581%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D8%25B3+%25D8%25A8%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AE+21+%25D8%25AD%25D8%25B2%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2586+2021+%25D8%25B511.png" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="447" data-original-width="988" height="290" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEinfrKa2fGF7EBDOEqrWVB4T82kUZxszfJfeK1r1yQyJQdLSsCFZWthrDznLu_pZf0MXcui6dvhTxj7FIeNPL7VvrqrlucSL5S6O2QHOS44Jy3vvfMC7cjdduSmnuYoBQfGuZj9mgyAFSZH/w640-h290/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2583%25D9%2585%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AA%25D9%2586%25D9%2582%25D9%2584%25D8%25A9+%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25AB%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2586+%25D8%25B5%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25AD++%25D9%2583%25D9%2585%25D8%25A7+%25D9%2586%25D8%25B4%25D8%25B1+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25B5%25D8%25AD%25D9%258A%25D9%2581%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D8%25B3+%25D8%25A8%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AE+21+%25D8%25AD%25D8%25B2%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2586+2021+%25D8%25B511.png" width="640" /></a></div>

<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"></div> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhlIwmzDCGDLy1ljz6BuTwwacGj5mR1iX0r2OQ5h5Z7pSFnnDF18tWNnHZbUgkeGwI99tC7ab0A6eplpvPHzUaZe3vsPiioNWg9Gdtn2M9pW3JHGt8uHIl6V25P2JKSzpQTDDjIuVwGOCvZ/s960/%25D8%25BA%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2581+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2583%25D9%2585%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AA%25D9%2586%25D9%2582%25D9%2584%25D8%25A9.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="960" data-original-width="711" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhlIwmzDCGDLy1ljz6BuTwwacGj5mR1iX0r2OQ5h5Z7pSFnnDF18tWNnHZbUgkeGwI99tC7ab0A6eplpvPHzUaZe3vsPiioNWg9Gdtn2M9pW3JHGt8uHIl6V25P2JKSzpQTDDjIuVwGOCvZ/w474-h640/%25D8%25BA%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2581+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2583%25D9%2585%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AA%25D9%2586%25D9%2582%25D9%2584%25D8%25A9.jpg" width="474" /></a></div> عثمان موسى صلاح؛ إعلاميّ من قرية دار صلاح ومولود فيها. صدر له مؤخرًا
(2021) كتابه "المحكمة المتنقلة"؛ وهو سرديّة سلّط فيها الضوء على الشيخ
"محمد سالم الذويب (أبو سالم)" عضو مجلس النواب الأردني، شخصيّة
مرموقة من شخصيات القرن العشرين، انطلق صيته وسمعته الطيبة، وقدراته القيادية التي
قلّ نظيرها، من بلدته زعترة، جنوب شرق بيت لحم، وصعد نجمه حتى وصل إلى ملوك ورؤساء
دول، على رأسهم: المرحوم الملك حسين، والمرحوم جمال عبد الناصر والمرحوم ياسر
عرفات. وعندما قضى نحبه فجأة بكاه كل من التقاه و/أو سمع عنه أو تلقى منه خدمة
مباشرة أو غير مباشرة.<o:p></o:p>

ورد في الأثر: إن الله يزع بالسلطان ما
لا يزع بالقرآن"(<a href="file:///D:/disk%20top%202015/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%20%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A7/%D9%86%D9%8F%D8%B4%D9%90%D8%B1%D9%8E%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3%20%D9%88%D9%88%D8%B1%D8%AF/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%20%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD%20%D9%81%D9%8A%20%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A9.doc#_ftn1" name="_ftnref1" style="mso-footnote-id: ftn1;" title=""><span style="background: white; font-family: "Simplified Arabic",serif; font-size: 14pt; mso-ansi-language: EN-US; mso-bidi-language: AR-SA; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: EN-US;">[1]</a>). وعلى هذه القاعدة كان لأبي سالم دورًا مهمًّا في زجر
المتطاولين على حقوق العباد، الذي لا يخافون الله؛ لضعف إيمانهم وقلّة بصيرتهم.
وفي مجال القضاء، ارتقى "أبو سالم" سلّمه حتى أصبح بلقب "شيخ
المشايخ"؛ أي المرجعيّة المفصليّة، الذي لا يردّ له رأي، في أكبر القضايا
المجتمعية، وأكثرها تعقيدًا. مما جعل الدولتين الأردنية والفلسطينية يعتبرانه
المرجعية والموئل في المحافظة على السّلم الأهلي، وتوفير حالة الأمن والأمان في المجتمع. وكان يعالج ذلك كلّه بصوت العقل، والعدل،
والمنطق، لإحقاق الحق وإبطال الباطل.<o:p></o:p>

<o:p></o:p>

<a href="file:///D:/disk%20top%202015/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA%20%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D8%A7/%D9%86%D9%8F%D8%B4%D9%90%D8%B1%D9%8E%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3%20%D9%88%D9%88%D8%B1%D8%AF/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%20%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD%20%D9%81%D9%8A%20%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%86%D9%82%D9%84%D8%A9.doc#_ftnref1" name="_ftn1" style="mso-footnote-id: ftn1;" title="">[1]</a> يُنظر: موقع الإمام ابن
باز (شوهد في 12/05/2021): <a href="https://binbaz.org.sa/fatwas/8780">https://binbaz.org.sa/fatwas/8780</a><o:p></o:p>

<o:p> </o:p>

</div>

عثمان صلاح في كتابه "المحكمة المتنقلة": يسبر غور شخصيّة المرحوم "محمد سالم الذويب" أنموذجًا للأجيال! بقلم: عزيز العصا.

عثمان صلاح في كتابه "المحكمة المتنقلة": يسبر غور شخصيّة المرحوم "محمد سالم الذويب" أنموذجًا للأجيال! نشر في صحيف...

مزيد من المعلومات »

د. سعيد عياد في مجموعته القصصية "المهمشون": سرديّات مقفلة.. والمهمشون مفكرون، ويدفعون ثمن ظلم الحكام

الاثنين, يونيو 07, 2021 رواق الأمة 0

نُشِرَ في صحيفة
القدس، بتاريخ: 07/06/2021، ص: 13<o:p></o:p>

بقلم: عزيز العصا<o:p></o:p>

معهد
القدس للدراسات والأبحاث/ جامعة القدس<o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" style="direction: ltr; line-height: 115%; margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 2.85pt; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; margin: 6pt 0cm 6pt 2.85pt; text-align: justify; text-indent: -2.85pt; unicode-bidi: embed;"><a href="http://alassaaziz.blogspot.com/">http://alassaaziz.blogspot.com/</a><o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" style="direction: ltr; line-height: 115%; margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 2.85pt; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; margin: 6pt 0cm 6pt 2.85pt; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"><a href="mailto:aziz.alassa@yahoo.com">aziz.alassa@yahoo.com</a><o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; margin: 6pt 0cm; text-align: justify; text-indent: 21.45pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhz84MhdYQSc8ozF3IWjbHz8ngcBEcF3SWq3ugEG9HFrQ82tyy20OLl6ZvFdAzKDo2N-lzhDCSNDjbdMkVZF5VRMJ7NNevDiVj-zlJ0Zaqkn3KbLQimWhsYXavWiZiCOKLfG3B2aQLFL9np/s1595/%25D8%25BA%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2581+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2587%25D9%2585%25D8%25B4%25D9%2588%25D9%2586.jpg" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1595" data-original-width="1080" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhz84MhdYQSc8ozF3IWjbHz8ngcBEcF3SWq3ugEG9HFrQ82tyy20OLl6ZvFdAzKDo2N-lzhDCSNDjbdMkVZF5VRMJ7NNevDiVj-zlJ0Zaqkn3KbLQimWhsYXavWiZiCOKLfG3B2aQLFL9np/w434-h640/%25D8%25BA%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2581+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2587%25D9%2585%25D8%25B4%25D9%2588%25D9%2586.jpg" width="434" /></a></div>د. سعيد إبراهيم عياد؛ أكاديمي وإعلامي وكاتب فلسطيني، عرفتُه وخبرتهُ في
مجالات عدّة ذات صلة بالأدب والنقد والصحافة والسياسة والثقافة، ومقاومة الاحتلال
بالكلمة المقاتلة. صدر له عام 2012 دراسة تحليلية نقدية بعنوان: صراع العقل
السياسي الفلسطيني الصدمة والمحنة، وانكسار النظام والبحث عن الحكم. وأما الإنتاج
الأدبي لـــِ "عيّاد" الذي نحن بصدده، فهو مجموعته القصصية
"المهمشون"؛ تتألف من (21) قصة قصيرة، تتوزع على (110) صفحات من القطع
المتوسط. <o:p></o:p>

<v:shapetype coordsize="21600,21600" filled="f" id="_x0000_t75" o:preferrelative="t" o:spt="75" path="m@4@5l@4@11@9@11@9@5xe" stroked="f">
 <v:stroke joinstyle="miter">
 <v:formulas>
 <v:f eqn="if lineDrawn pixelLineWidth 0">
 <v:f eqn="sum @0 1 0">
 <v:f eqn="sum 0 0 @1">
 <v:f eqn="prod @2 1 2">
 <v:f eqn="prod @3 21600 pixelWidth">
 <v:f eqn="prod @3 21600 pixelHeight">
 <v:f eqn="sum @0 0 1">
 <v:f eqn="prod @6 1 2">
 <v:f eqn="prod @7 21600 pixelWidth">
 <v:f eqn="sum @8 21600 0">
 <v:f eqn="prod @7 21600 pixelHeight">
 <v:f eqn="sum @10 21600 0">
 </v:f></v:f></v:f></v:f></v:f></v:f></v:f></v:f></v:f></v:f></v:f></v:f></v:formulas>
 <v:path gradientshapeok="t" o:connecttype="rect" o:extrusionok="f">
 <o:lock aspectratio="t" v:ext="edit">
</o:lock></v:path></v:stroke></v:shapetype><v:shape id="_x0000_i1025" style="height: 231.75pt; width: 157.5pt;" type="#_x0000_t75">
 <v:imagedata o:title="غلاف المهمشون" src="file:///C:\Users\SAQERpc\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\01\clip_image001.jpg">
</v:imagedata></v:shape><o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; margin: 6pt 0cm; text-align: justify; text-indent: 21.45pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;"> إن قراءة متمعنة لهذه
المجموعة القصصية، تبيّن أن الكاتب قد وظّف تخصصه الدقيق في الأدب، ومهنته
الأكاديمية في هذا المجال، ليرسم بالكلمات لوحات جميلة، ترسم ملامح البؤس والشقاء
التي يعيشها المهمشون في مختلف المجتمعات البشرية، التي يسود فيها الظلم والبطش،
والحكم الشمولي لحاكم أوحد يحيط به مجموعة من الفاسدين المفسدين. وأما الملامح
الخاصة بهذه المجموعة القصصية فهي: <o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; margin: 6pt 0cm; text-align: justify; text-indent: 21.45pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">يُلحظ على هذه الوحدات
السردية أن كل واحدة منها تناولت موضوعًا محدّدا، تم صياغتها بلغة سليمة وبعبارات
مكثفة، وهادفة تجعل الأحداث على السكة التي أرادها الكاتب لتشكل المسار الصحيح
والدقيق، بل والمسار الأقصر، للوصول إلى المحطة النهائية التي يتشوق القارئ للوصول
إليها. وفي كل مرة نجد "المهمّش" وقد تلقى التعذيب النفسي والجسدي
بأشكال وأنواع وأساليب تخلو من الإنسانية والرحمة والعطف.<o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; margin: 6pt 0cm; text-align: justify; text-indent: 21.45pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">وما يفتأ القارئ ينتظر
النهاية، حتى تأتيه من حيث لا يحتسب، وقد وجدتُ أن الكاتب قد "أقفل" كل
سردية من سردياته هذه، بما يجعل المهمّش وقد انتصر على "الظلم والظالم/ين"
في حياته، أو أنه ضحى بحياته بشجاعة وصلابة، وهو متمسك بالمبدأ والفكر النيرّ. وفي
كل مرة تأتي النهاية مشبعة بالرسائل والإيماءات التربوية التثقيفية للأجيال
القادمة؛ بما يشعل إضاءات تحذيرية للظالمين والطغاة ومستخدِمي السلطة والسلطان
والنفوذ في قمع مواطنيهم. كما يحث كل فرد في المجتمع على التمسك بحقوقه، وأن لا
يتنازل عنها أيًّا كانت التضحيات.  <o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; margin: 6pt 0cm; text-align: justify; text-indent: 21.45pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">وكأني الكاتب يشير للأجيال بأن
ما أنتم عليه من حرّيّة وسعة عيش واستقرار وحقوق فردية ومجتمعية، ما كانت لتصلكم
لولا أن هناك "مهمشين" ناضلوا وتحدّوا الظلم والطغيان، فانتزعوا لكم حريتكم،
وأعتقوا رقابكم من ظلم الطغاة والمتجبرين. ولنا في قصة
يوسف في هذه المجموعة القصصية أنموذجًا حيًّا على ذلك، عندما ضحى
بالكثير من أجل تحرير المجتمع من "توريث الحكم" الذي دأب عليه
"كبير العائلة". <o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; margin: 6pt 0cm; text-align: justify; text-indent: 21.45pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">فقد وجدت مساحة واسعة
للسيميائيات التي تمتعت بها هذه المجموعة القصصية، بدءّا من الغلاف الذي ينبئ
القارئ عن ولوجه إلى نصّ يحمل رسالة إنسانية تؤكد على أن المهمش، عبر العصور يشكل
رمزية تعني إهمال الإنسان وسلبه حقوقه وعدم الالتفات إلى احتياجاته الأساسية التي
تكفلها له النظم الاجتماعية المختلفة. <o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; margin: 6pt 0cm; text-align: justify; text-indent: 21.45pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">وأمّا لوحة الغلاف فجاءت بسيميائية
واضحة لبشر مضطهدين قابعين في ظلمات القهر والظلم. كما تأتي سيميائيات الأسماء
التي اختارها الكاتب بعناية ووظفها في النص لتغني عن الشرح والتفسير. فالظالم
كزعيم، أو أمير، أو حاكم، أو عمدة، أو كبير البلد، أو باشا، أو مختار أو سجّان....
الخ.  ولا تخلو بعض القصص من الفانتازيا،
كأنسة الديك، واللوحة، والذئب، والكلب، والطنجرة.... الخ وإنطاقها بما يخدم المشهد
ويسهم في بتّ الرسالة التي أرادها الكاتب. ففي رفض الطناجر واحتجاجها وهتاف القطط
والكلاب رسالة للحاكم الذي يموت مواطنوه "جوعًا" وهو غارق في النعم
والمتع... <o:p></o:p>

<div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh_61201FHMZODmX7YkNk2PZeUvzb_-OqwMm0zXGccJuGT0_9eG3lZrRJ5Ej6e9QnY0HpqDnrKDltVCyPTi2QRyn5Q_w9YJS29p9blfL4zn1jQTGYlr_O82WJOfm599MNgOTCJ0hL_Zyw7O/s1513/%25D8%25B3%25D8%25B9%25D9%258A%25D8%25AF+%25D8%25B9%25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25AF+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2587%25D9%2585%25D8%25B4%25D9%2588%25D9%2586+%25D9%2583%25D9%2585%25D8%25A7+%25D9%2586%25D8%25B4%25D8%25B1+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25B5%25D8%25AD%25D9%258A%25D9%2581%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D8%25B3+%25D8%25A8%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AE+7+%25D8%25AD%25D8%25B2%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2586+2021+%25D8%25B513.png" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" data-original-height="1513" data-original-width="749" height="640" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh_61201FHMZODmX7YkNk2PZeUvzb_-OqwMm0zXGccJuGT0_9eG3lZrRJ5Ej6e9QnY0HpqDnrKDltVCyPTi2QRyn5Q_w9YJS29p9blfL4zn1jQTGYlr_O82WJOfm599MNgOTCJ0hL_Zyw7O/w316-h640/%25D8%25B3%25D8%25B9%25D9%258A%25D8%25AF+%25D8%25B9%25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25AF+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2587%25D9%2585%25D8%25B4%25D9%2588%25D9%2586+%25D9%2583%25D9%2585%25D8%25A7+%25D9%2586%25D8%25B4%25D8%25B1+%25D9%2581%25D9%258A+%25D8%25B5%25D8%25AD%25D9%258A%25D9%2581%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D8%25B3+%25D8%25A8%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AE+7+%25D8%25AD%25D8%25B2%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2586+2021+%25D8%25B513.png" width="316" /></a></div> ثالثًا: المهمشون مبدئيون قادمون من شرائح مجتمعية
مختلفة:<o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; margin: 6pt 0cm; text-align: justify; text-indent: 21.45pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">لقد جاء كلّ مهمّش في هذه
المجموعة القصصية بفلسفته الخاصة وروايته ومنهجيته في مواجهة الظلم بقوة واقتدار
وتعرية الظالم. بدءًا من القصة الأولى "الفريضة
المؤجلة" التي رفض فيها المهمّش مقايضته رغد العيش وسعته والإمامة
مقابل تنازله عن شرفه، فقضى نحبه ولحقت به زوجته وتشرد أبناؤه. يليه "السجّان" الذي ينكر على مواطنيه مواطنتهم
وحقوقهم في التمتع ببلدهم، ويلقي بهم في السجن، رجالا ونساءً وأطفالًا لأنهم بلا
تأشيره دخول، ويمنح التأشيرة لغانية تشبع غرائزه، ويصف مواطنه بــــ "الوجوه
الرمم". <o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; margin: 6pt 0cm; text-align: justify; text-indent: 21.45pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">وبنظرة ثاقبة نجد الكاتب يعالج
ظاهرة المنافقين المتسترين بالدين تحت اسم "حرّاس
الشرف" وهم يمعنون في تعذيب وامتهان امرأة نسبت أن تلبس عباءتها،
فابتكروا لها سياطًا يمارسون به "الجلد الحلال": عندما برروا جَلْدَها
بابتكار تهمة "الزنى" لتلك العفيفة الطاهرة. وفي موضع آخر تجد المهمشين
جماعات يدفعون حياتهم ثمن شبق "الباشا"
الذي يقايض علاجهم لنيل شرف "نبيلة" النبيلة: <o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; margin: 6pt 0cm; text-align: justify; text-indent: 21.45pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">كما أن المشترك بين هؤلاء
المهمشين أيضًا مفهوم العفّة والكرامة والتضحية من أجلهما؛ كالزوجة التي ترفض أكل
بقايا طعام الملوك، وذاك الذي اتهم بالزندقة لمجرد خطأ في الأذان لينتهي أمره بأن تكون
أسرته طعامًا للكلاب الضالة. وفي قصة الزعيم (كبير العائلة) يصل الصراع مع الأحرار
ممثلين بيوسف ذروته، عندما يصمد يوسف ويضحي بأسرته كاملة من أجل إحقاق حق المجتمع
بحكم نفسه بنفسه دون أن تورّث قيادة المجتمع داخل عائلة الحاكم ومن ذريته. وفي
صورة على نهاية الظالم نجد قصة "الشنفزي"
الذي منع الداية من توليد مواطنة فماتت، والذي اعتقد مواطنوه أنه لن يموت؛ فمات
ببعوضة اقتحمت أنفه. <o:p></o:p>

ختامًا،<o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; margin: 6pt 0cm; text-align: justify; text-indent: 21.45pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">لقد تميزت هذه المجموعة
القصصية بأنها تشكل نصوصًا وسرديات تحمل رمزيات عبّر عنها "المهمشون"،
وقد عضوا عليها بالنواجذ؛ تحمل سمات الأخلاق الحميدة، والعفة والطهارة. والقدرة
على الصمود في مواجهة الظلم والظالمين وتحمّل سياطهم، أو الموت تحت التعذيب ـــ لا
يهم ــــ فالمهم هو حماية المبدأ وحرية الرأي والمحافظة على قول كلمة الحق في وجه
الظالم الحائر، أيُّا كان مستوى جوْره أو ظلمه. كما كان لكل مهمش في هذه المجموعة
القصصية مقولة فلسفية انطقه بها الكاتب، تبقى نبراسًا للأجيال، مثل: يا باشا، عنقي
تؤلمني من كثرة الطأطأة؛ أي أن الطأطأة أَلمٌ وليست مصدرًا للمتعة. <o:p></o:p>

<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-bottom: 6.0pt; margin-left: 0cm; margin-right: 0cm; margin-top: 6.0pt; margin: 6pt 0cm; text-align: justify; text-indent: 21.45pt; text-justify: kashida; text-kashida: 0%;">وفي وصف ثنائية مؤلمة تحكم
البشر، يقول الكاتب: طرف يغرق في الموت البطيء، وطرف يغرق في الاستمتاع بتصفية
أرواح بشر في وحل القذارة. بهذه الصورة المأساوية أختم قراءتي لهذه المجموعة
القصصية مبارِكًا للكاتب "د. سعيد عياد" جهده الذي أتى أكله من خلال هذه
المجموعة القصصية، وتاركًا للقارئ الكريم أن يقرأ ما لم أقرأه، ويلمح ما لم ألمحه بين سطورها. <o:p></o:p>

فلسطين، بيت لحم، العبيدية<o:p></o:p>

3 حزيران، 2021<o:p></o:p>

د. سعيد عياد في مجموعته القصصية "المهمشون": سرديّات مقفلة.. والمهمشون مفكرون، ويدفعون ثمن ظلم الحكام

نُشِرَ في صحيفة القدس، بتاريخ: 07/06/2021، ص: 13 ...

مزيد من المعلومات »

مساحة للاشهار

نادية الخياط في "احتَرَقَتْ لِتُضيءَ": الغلاف جزء من النص، والرواية واقعية بحبكة نمطيّة! بقلم: عزيز العصا

هرتزل وعبد الهادي: من نابلس إلى فيينا بقلم: الدكتور وليد الشوملي

عثمان صلاح في كتابه "المحكمة المتنقلة": يسبر غور شخصيّة المرحوم "محمد سالم الذويب" أنموذجًا للأجيال! بقلم: عزيز العصا.

د. سعيد عياد في مجموعته القصصية "المهمشون": سرديّات مقفلة.. والمهمشون مفكرون، ويدفعون ثمن ظلم الحكام

المقروئية

تعليقات

أرشيف