في الذكرى (39) لمذبحة صبرا وشاتيلا:
أَلَمٌ يتجدد.. ووصمة عار في جبين القتلة
ومؤيديهم!
نشر في صحيفة
الدستور الأردنية بتاريخ: 17/9/2021م، ص: 12
https://www.addustour.com/articles/1240796
عزيز
العصا
http://alassaaziz.blogspot.com/
في مثل هذه الأيام من العام 1982، وبالتحديد خلال الأيام (16-18/09/1982م)، وقعت مذبحة في مخيمي "صبرا" و"شاتيلا" للاجئين الفلسطينيين في لبنان الشقيق. عندما كان قادة "اسرائيل": مناحيم بيغن/ رئيسًا للوزراء، واسحق شامير/ وزيرًا للخارجية، وأريئيل شارون/ وزيرًا للدفاع؛ وهو المشرف المباشر على حرب شنتها دولته على الفلسطينيين في لبنان تحت إسم "سلامة الجليل".
لنبدأ بتلخيص الحادثة وتركيز التعريف بها. فبحسب تعريف
موسوعة ويكيبيديا، التي استقت معلوماتها من (16) مرجعًا، هي: "مذبحة نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في (16 أيلول، 1982م)، واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد المجموعات
الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان
الجنوبي و"الجيش الاسرائيلي". وحدثت في ذلك الوقت حيث كان المخيم مطوق بالكامل
من قبل جيشي "إسرائيل"
ولبنان الجنوبي. وقامت
القوات الانعزالية بالدخول إلى المخيم وبدأت، بدم بارد تنفيذ المجزرة، التي هزت
العالم ودونما رحمة وبعيدا عن الإعلام. وكانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها
في عمليات التصفية لسكان المخيم العزل. وكانت مهمة "الجيش الإسرائيلي" محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة".
في جميع الأحوال، لم نجد مصدرين يلتقيان على عدد محدد لأولئك الشهداء. مما يشير إلى حجم الفوضى والدمار، واتساع نطاق عمليات الذبح، وطريقة الذبح؛ بالسكين وبغيره من أدوات القتل، والتي تشمل التجويع والتعطيش والنزف حتى الموت، وغير ذلك مما يصعب حصره، في ظل انفلات الحبل على الغارب لقوى الشر.
لا شك في أن لتلك الأرقام والأعداد والتوزيع
للشهداء دلالة واضحة على أن المستهدف هو المخيم الفلسطيني الذي يشكل رمز العودة.
كما أن في ذلك إشارة إلى حجم الحقد والغل الذي كان يعتمر صدور المهاجمين وخصائصهم،
الفردية والجمعية، التي أهّلتهم للقيام بهذه المهمة دون رأفة.
ومما يثير السخرية أن "إسرائيل" تسعى،
منذ لك الحين وحتى تاريخه، إلى تبرئة نفسها من مذبحة تمت بحق مواطنين عزل كان
جيشها يطبق عليهم كالسوار حول المعصم[2].
علمًا بأنه ورد في الفصل الثامن من كتاب "من اسرائيل إلى دمشق" (ص: 26-29)
باللغة الانجليزية لمؤلفه روبير حاتم؛ الذي كان في تلك الأثناء الحارس الشخصي لمسؤول جهاز الأمن في القوات اللبنانية اليمينية "إيلي حبيقة"، أن
(الشباب) بدأوا بالتقدم عبر مطار بيروت، والقوات اللبنانية قطعت خطوط الجيش الإسرائيلي
المحاصِر للمخيمين، وذلك مساء 16/09/1982، وكانت التعليمات واضحة من شارون إلى "حبيقة"
بضرورة تصرف قواته كقوات نظامية وليس كجنود "الشوكولاته"، وأن عليهم
التنسيق مع القوات الإسرائيلية. ويشير "حاتم" إلى أنه سمع "شارون" يعاتب
"حبيقة" على تلك المذبحة. ويؤكد "حاتم" على أن القتل قد تم بالقنابل اليدوية والفؤوس والبنادق الهجومية والسكاكين.
ومن
الجدير ذكره أنه بعد مجازر صبرا
وشاتيلا، نزل إلى
الشوارع 400 ألف
إسرائيلي، لتكون أول
أضخم مظاهرة في
تاريخ إسرائيل، تحتج
على سياستها الحربية
وتطالب بتسوية سياسية للصراع،
وتضعضع حكم الليكود، وأدت إلى إقالة المسؤولين
عن الحرب: وزير الدفاع/ أرئيل
شارون، ورئيس أركان
الجيش/ رفائيل
ايتان. واضطر
الليكود الحاكم، في حينه،
إلى تقديم موعد
الانتخابات، من العام 1985 إلى العام 1984، وخسر مكانته
كحزب أكبر؛ فتساوى مع
حزب العمل المعارض،
واضطر إلى تشكيل
حكومة وحدة وطنية معه[3].
قبل أن نغادر، أدعو الباحثين ومراكز الأبحاث إلى
التدقيق في الأرقام، والتفاصيل الخاصة بهذا الحدث؛ وذلك لضرورات استخدامها في
المحافل الدولية لملاحقة القتلة ومعاقبتهم مهما طال الزمن، وسواء أكانوا أحياء أم
أموات. كما أنه لا بد من تعزيز الرواية الوطنية الفلسطينية وهي رواية شعب صاحب حق،
في الوجود والهوية وتقرير المصير، في مواجهة رواية مضادة تسعى إلى "محوه"
من الوجود؛ برميه "عاريًا" على أشواك التيه والتشرد والضياع.
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 16 أيلول، 2021م
[1] انظر الموقع الالكتروني لـ
"موسوعة النكبة الفلسطينية": http://www.nakba.ps/massacre-details.php?id=6
[2] تدعي "إسرائيل" بأنه وفقا
لبرتوكولات سرية نشرت في العام (2013) قال شارون: إنه لم تكن هناك إمكانية لنتوقع
مسبقًا احتمال حدوث مجزرة بهذا الحجم: "لا يوجد لدي ادّعاء تجاه
"الموساد" - فهو كذلك لم يقدّر الحدث. شعبة الاستخبارات العسكرية لم
تقدّر، الموساد لم يقدّر، لم يقدّر أحدٌ منّا، أن يحدث ذلك". انظر:
http://www.al-masdar.net/ما-الذي-حدث-هناك-فعلا-في-مخيّمات-اللاجئ
[3] مؤسسة ياسر عرفات، الكتاب السنوي-2012. رام الله. فلسطين. ص: 120.
إرسال تعليق Blogger Facebook