0

 

نصر بلحاجِ بالطيب في روايته "مُرجانة":

يسلط الضوء على الانتهازيين واللصوص.. ويحتفي بتراث تونس وحضارتها!

                                                         عزيز العصا

http://alassaaziz.blogspot.com/

aziz.alassa@yahoo.com

تقديم

نصْر بالحَاج بالطَّيّب؛ حظيتُ بالتعرف به في مؤتمر مركز الرّواية العربيّة بقابس في نيسان/2017م، فوجدته طبيبًا جراحًا مبدعًا، وأديبًا يحمل هموم وطنه. ومن حسن الطالع أنني من مجاييله، فهو ولد في قرية "دوز" من قرى ولاية قبلي، على نحو يزيد عن أربعمائة كيلو متر جنوب تونس العاصمة، وأنا ولدتً في قرية العبيدية جنوب شرق القدس –شرق بيت لحم. وما بين القدس وقابس حبل سري يحمل هموم وطن واحد بذات الأعداء وذات الاحباطات وذات الآمال!  

قراءة في رواية مرجانة للدكتور نصر بالطيب كما نشرت في صحيفة القدس بتاريخ 22 أيار 2023 ص12






















يعدّ الطبيب الجراح نصر بالحاج واحدًا من أولئك الذين جعلوا الرواية التونسية التونسية تتبوّأ مكانها ومكانتها، وتتقدم صفوف الرواية العربية. فقد صدر له رواية "انكسار الظل" عام 2012، ورواية "تمبانين" عام 2022م. وأما العمل الأدبيّ الّذي نحن بصدده لـ "نصْر بالحَاج بالطَّيّب" فهو روايته الثالثة "مُرْجانَة" الّتي صدرت للتو في هذا العام (2023).

تقع الرّواية في (195) صفحة من القطع الكبير، توزعت سرديتها على ثماني محطات، بلا عناوين، إلا أن كل محطة تبدأ برسم لما يشبه الشعب المرجانية، كما أنه لكل محطة منها ثيمتها وشخصياتها وتفاصيلها.

تقوم الثيمة "القضية" الروائية الرئيسة، لرواية "مُرْجانَة"، كما وجدتُها، على زيف الخطاب الذي يتبناه الانتهازيون وتجار آلام الشعب التونسي على وجه الخصوص، المتحالفون مع أعداء الأمة العربية بالتزلف لهم على حساب الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب العربي.

هيكل الرّواية

يتألف هيكل رواية "مُرْجانَة" من بنيتين، هما:

البنية المكانيّة: تتمثّل، بشكل رئيسٍ بالجغرافيا التونسية، بما فيها من تفاصيل الجبال والسهول والصحراء. ولكل جزئية منها جمالياتها وسحرها الأخّاذ، الذي يستحق التضحية بالغالي والنفيس من أجل حمايته والدفاع عنه من هجمات الأعداء الخارجيين المستعمرين، والداخليين من انتهازيين وكذّابين ووصوليين وعملاء الاستعمار، الأشد فتكًا بالبلد من المستعمرين أنفسهم.

 البنية الزّمانيّة: يتضح من ثنايا السرد أن أحداث الرواية تدور في أجواء الأحداث التي جرت في توس عام 2011م، التي أطاحت بحكم بن علي. كما تم توظيف الأحداث والتواريخ كلما لزم ذلك للضرورات السردية.

نصٌّ تحالف فيه اللغة والجرأة والسرد!

كلما أصدر صديقي الطبيب الجراح نصر بالحاج بالطيب رواية أو مجموعة قصصية، أسارع لكي أنهل منها مفردات اللغة بعمق معانيها، وأتعرف على جغرافيا تونس الحبيبة، لا سيما تلك الصحراء الساحرة، التي يزيدها بالطيب سحرًا وجمالا بكلماته المنتقاة بعناية ودقة يغبطه عليها متحدثو العربية والناطقون بها.

لقد حقق بالطيب تحالفًا متينًا بين السرد الروائي الممتابع، واللغة الجميلة، والجرأة في الطرح الذي يجعل الانتهازيين والوصوليين يتعرّون أمام الشعب وأمام مريديهم، وحتى أمام أنفسهم، من أوراق التوت التي تغطي سوءاتهم، عندما يسلّط –السارد- الأضواء الكشّافة الساطعة الإضاءة على ما يدور في خلجات أصحاب الخطابات الخادعة والمخادعة، الضالة والمضلة، من نوايا خبيثة وأهداف انتهازية ووصولية مشبعة بنظرة حاقدة لفقراء تونس وبسطائها، من سكان المدن والقرى الداخلية، الذين يرى فيهم انتهازيو السياسة "أولاد الحفيانه" حتى أنهم يرون أن اللباس العصري لا يلائم هؤلاء الذين أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي "الأنديجان" (يُنظر: الرواية، ص: 12، 102).     

لقد تمكن السارد، وهو الكاتب نفسه، من توظيف مجموعة من المصطلحات والمفاهيم في وصف الواقع السياسي والثقافي في تونس. فوصف الشريحة التي تدعي الثقافة، وتوظفها في خداع الشعب بـ "الثقفوت" (يُنظر: الرواية، ص: 70-71، 77، 91، 193)؛ الذي يطلق –بازدراء على المثقفين.

شخصيات الرواية: سيميائيات الأسماء ودلالاتها وأدوارها!

لا شك في أن بناء الشخصيات الروائية يضع الكاتب أمام مفترق طرق نحو سردٍ إبداعي، أو قد ينزلق نحو سرد باهت مملّ. أما كاتبنا بالطيب في روايته هذه (مُرْجانة)، فقد اختار أسماء الشخصيات بعناية، سواء الشخصيات الصلبة –التي بقيت في السرد حتى النهاية، أو الشخصيات الهشة؛ التي دخلت السرد وخرجت منه.

بالنسبة لأسماء المواقع الجغرافية، جاءت في الرواية كما هي في الطبيعة، وكأني بالكاتب يرغب بالتوثيق لها، وتذكير الأجيال بها؛ بوصفها وتبيان أهميتها ودورها ومكانتها في المشهد الحضاري التونسي، منها: "ثَابَرْكَا"؛ الإسم الفينيقي القديم لمدينة "طبرقة" التونسية، التي تنام في حضن سلسلة جبال "خْميِرْ"، امتداد سلسلة جبال أطلس التي تخترق شمال الجزائر و شمال شرق المغرب الأقصى، وهي -ثَابَرْكَا- تشكل وتدًا راسيًا يشد أقطار المغرب العربي أن تميد بأهلها وتحيد عن بوصلتها" (يُنظر: الرواية، ص: 11، 153، 169، 170، 173، 192).

أما بطل الرواية "جمال بن عمر"، فقد نحته الكاتب باعتباره من مواليد حوالى منتصف القرن العشرين، والده ناصريّ أطلق عليه هذا الاسم تيمنًا بالقائد العروبي جمال عبد الناصر عندما واجه العدوان الثلاثي على بلده سنة 1956.

وهناك أسماء لشخصيات هشة، لم تمكث طويلًا في السرد، مثل: خديجة –الحبيبة الأولى لجمال- وعفيفة –الحبيبة التي لم يرها جمال قط- (يُنظر: الرواية، ص: 34-35). و"سامية" زوجة جمال التي أنجب منها بنتًا وولدًا بلغا المرحلة الجامعية  (يُنظر: الرواية، ص: 120، 138-140). وهناك شخصية "عفاف" المرأة المتزوجة، كان لها الحضور الأطول بين حبيبات "جمال".

 وكان هناك قائمة شخصيات ذات صلة بأحداث 2011، التي تعدّ المفصل الزماني في الرواية، أهمها: "سي الشادلي"؛ رئيس حزب حركة تونس الديمقراطية الاشتراكية، والمكّي الرّوبي؛ ابن قرية بعيدة منسية (الرواية، ص: 54)، و"عبد المجيد"؛ أحد أزلام النظام البائد (الرواية، ص: 60)، وهو شخصية هشة لم يمكث طويلًا في السرد. والشيخ الفيتوري الذي تحالف مع سي الشادلي بترتيب مع الأجنبي (الرواية، ص: 97). ومنور "الخنتوش" (منور الرياحي، نبزه أهل السوء بلقب "الخنتوش" لشبه وجهه بوجه الخنتوش، صغير الخنزير الوحشي) (الرواية، ص: 69، 72-73، 77، 92، 96، 104، 179).     

دوران رحى الأحداث والمشاهد!

بعد أن تعرفنا على شخصيات الرواية، يمكننا التمتع بقراءة المشاهد، وهي تنساب أمام ناظرينا بتتابع جميل. فقد شكلت "ثَابَرْكَا" المكان-البطل في هذه الرواية، فوظف السارد أصالتها، وجمالها، وقدرتها على الصمود في مواجهة الغزاة عبر التاريخ، ورفضها التساوق مع الانتهازيين والوصوليين من "الثقفوت" ومدّعي الوطنية، الذين يضمرون للوطن الشر، كل الشر، ويتآمرون عليه لصالح أعدائه.

كما أن "ثَابَرْكَا" كانت الملجأ والملاذ لبطل الرواية "جمال بن عمر"، الذي عشقها ولجأ إليها عندما ادلهمّ الخطب، فكانت منتجعه الشتوي، واستقر في "الشاليه" ذي الباب الخشبيّ الأنيق الذي أتقنه "العَكْري" (أي المستعمر الفرنسيّ)، فقد تناوب على سكنه ضابط فرنسي، ثم ضابط ألماني، فضابط أمريكيّ (يُنظر: الرواية، ص: 22-23، 65، 67).

أما "جمال-البطل" فقد عاش عصريّ بورقيبة وبن علي، ولم يكن مع السلطة –الطغمة- الحاكمة، كما أنه لم يكن معارضًا علنيًّا أو سرّيًّا، ومما كان يردد ه ويؤمن به: للبيت رب يحميه، وأن أحزاب المعارضة الكرتونية لم تكن أفضل من النظام المستبد وأنهم شركاؤه في كل شيء (يُنظر: الرواية، ص: 29-30).

في عام 1975م انضم جمال إلى تنظيم الإخوان المسلمين في تونس، وغادره بعد ثلاثة أشهر (يُنظر: الرواية، ص: 31-33). ثم انضم إلى مجموعة "التروتسكيين" الشيوعية، التي غادرها بعد سنة، ليعيش طليقًا لا يعنيه إلا الحب والحبور، وهو يردد ضاحكًا: لقد انتميت إلى حزب "الوطب"؛ وطنيّ بَزْناسْ"! (يُنظر: الرواية، ص: 36-40). كان جمال من جيل أوجعته الھزائم؛ مُحاط بهزيمتين: هزيمة حرب الأيام الستّة التي أصابت براعم شبابه وسقوط بغداد، بدایة النّحر، الذي أصاب كھولته (الرواية، ص: 65).

استمرت "عفاف" في المشاهد حتى خمسة عشر عامًا، كانت فيه عنوانًا للمازوخية والخيانة الزوجية بأبعد مدى ممكن، الأقرب للشذوذ، وقد مارس جمال معها "السادية"، فأتقنت عفاف دور الخائنة التي يغريها اللعب بالنار ويثير شياطينها (يُنظر: الرواية، ص: 24، 95، 108، 111-117، 119-166). وبقيت عفاف في حياة جمال إلى أن لقي "مرجانة" الشخصية-البطل التي تحمل الرواية اسمها ورسمها، فكانت –مرجانة- مقام جمال ومنفاه وغروبه المشرق (الرواية، ص: 160).

انطلقت الشرارة الأولى للأحداث في تونس عام 2011 من سيدي بو زيد، وفق ثالوث " "شغل، حرية، كرامة وطنية ". ركبته النخبة وصدقته العامة واستعمله الساسة والرعاة منسأة (هراوة) (الرواية، ص: 13). واعتقد الناس بأنه سيحكم البلاد أهلها بعد قرون من حكم الأجنبي وأتباعه. حينها استعاد جمال-البطل الرئيس، رغبته في العمل السياسي والخوض في الشأن العام، ووعد "مرجانة" لم يدثرها أحد بالموسيقى والمسرح والشعر والحب والفكر غير –جمال نفسه- واليسار والقوميين (الرواية، ص: 48).

تتدحرج الأحداث، وتدور رحاها على أرض تونس، فتنقلب المفاهيم، وتشرف البلاد على حرب أهلية، عندما صار القتل خبرا عاديا يتوقف عنده الناس، يحصون القتلى ثم ينصرفون كأن القتل شيء هين (الرواية، ص: 60). ولم يتغير في الناس شيء كثير؛ وكانت النتيجة المسح على البلور دون أن تتضح الرؤية (الرواية، ص: 77). وتسلل اليأس ودابة الأرض إلى الثالوث الذي اتخذه الناس أيقونة ومتكأ فغمره الغبار والبلى (الرواية، ص: 77)، وبدا المستقبل يموت قبل أن يولد (الرواية، ص: 82)، فأصبحت "الثورة" سلعة في سوق الجملة يحدد سعرها، وينال ربحها "الهبّاطة" (الرواية، ص: 85)، وترسّخ بـ "الثورة" كل ما يجب أن يزول "بالثورة" (الرواية، ص: 88).

في تلك الأجواء البائسة كان سي الشادلي مهرجا لا يُضحِك أحدا، لوح بعصاه التي نخرتها دابة الأرض واعدا بالخصب و الازدهار متى اتبع الناس ثالوثه السحري: "الثورة، الحرية، التحول الديمقراطي" (الرواية، ص: 91)، وأضاف –سي الشادلي- الذي عاد في أوج حملته الانتخابية من سفارة فرنسا، بالدعوة إلى: حرية المرأة، وحرية الأقليات والمثلييّن (الرواية، ص: 93). وأما جمال-البطل فقد كان مرشحًا أيضًا، على رأس قائمة، ولكنه في فرنسا يتجول مع صديقته "عفاف" (الرواية، ص: 95).

أما "مرجانة"؛ فهو إسم مشتق من المرجان الذي تتزيّن به "ثَابَرْكَا" (الرواية، ص: 11)، وهو رمز الثروة والغنى في هه المدينة-البطل (الرواية، ص: 163، 173-174)، و"مرجانة" هي امرأة خيال "جمال بن عمر" بطل الرواية المتمرّد على الوقع، والرافض للقوالب والعلب الضيقة، وقد اختار النأي بالنفس احترامًا للذات واتقاء للاهانة.

 ويرى البطل في "مرجانة" تاج الكون وزينة النساء، وهي أنموذج للخير وتحدي الظلم والقهر الذي يمارسه الانتهازيون ولصوص التاريخ والتراث (الرواية، ص: 27-28، 48، 63)، ومرجانة هي مقام البطل ومنفاه وغروبه المشرق، وقد عششت في خياله منذ شبابه وطنًا وموطنًا وحبيبة دون أن يلقاها، وكان یحمل صورتھا أینما حلّ خجولا خائفا یھدده بطش الزّبانية (الرواية، ص: 160، 175-176).

وعندما تحالف اللص مع المشعوذ مع الثوري الكاذب مع من بيده السلطة والنفوذ، كـ "الحنتوش" و"سي الشادلي" وغيرهما، على هدم كيان مرجانة وتراثها الموروث عبر الزمن، من شاليه وقلعة وغيرهما، تحت عنوان "الثورة"، حنى جمال-البطل على مرجانة، وقال: ارحمي نفسك يا مرجانة. أنا أخوك وأبوك وكل أهلك. سندافع عنك وعن "الشاليه"، نحن الأبناء الشرعيون لهذا البلد. وقد أعلن هذا التحالف الشرير، بقيادة الحزب الحاكم، عن رغبته بإرضاء الغرب الاستعماري، بأن ينسب كنوز تونس لليهود ملكًا خالصًا من حقهم استعادته (الرواية، ص: 178-185)!

   وبعد مقاومة وصمود من قبل جمال ومرجانة والتفاف فئات مختلفة من الشعب حولهما، ولعجز تحالف الشر عن المواجهة المباشرة، لجأ –التحالف- إلى أن حارب "الزواولة" بالزواولة و"الثقفوت" بالثقفوت وأصحابه المال بأصحاب المال وبمخالب السلطة.

زحفت الفؤوس في الظلام محمولة على أكتاف نحيلة تشد عليها أيد معروقة تعرفها "مرجانة" سبق لها أن سقتها من نبعها. أطعمتها من جوعها وآمنتها من خوفها. جرى المال المذل تحت السور، فنزع بعض الرجال سراويلهم. وحفروا الأرض بحثًا عن الكنز لإرساله لليهود، فخاب ظنهم، بأنه لا كنز هناك، فردم النساء والرجال الحفر حتى يبقى "الشاليه" منيعا و تبقى مرجانة شامخة كظبي الأيائل في انتظار أن يقوم طائر الرخ من رماده الأبدي، طائر الأمل الحي واليأس المهزوم (الرواية، ص: 192-194).

ختامًا،

ليس هذا وحسب، وإنما يتضمن هذا السرد الروائي كثيرًا من الفلسفة والحكم، والأمثال، واستحضار أقوال عديد من المفكرين والفلاسفة، على مستوى العالم، وظّفها السارد كوصلات لتمتين النصوص، ووضعها في سياقها الصحيح، بل الأكثر دقّة من حيث المعنى والمبنى.

لاحظنا في هذه القراءة المتواضعة لرواية "مرجانة" أن الكاتب قد بذل جهودًا مضاعفة، من أجل حبكة روائية مشبعة بالمشاهد التي تجعل القارئ يكاد يلامس الحقيقة، رغم أن الكاتب سعى بقدرة واقتدار إلى الإيهام بالحقيقة، فقد وظّف كثيرًا من الأحداث التي مرّت خلال البنية الزمانية للرواية، داخل تونس وخارجها، كاحتلال العراق، واتفاقية سايكس بيكو، وأسماء أحزاب تونسية تم تأسيسها بالفعل.

وتوقف السارد عند "جبهة الصمود والتصدي التي أنشئت سنة 1977؛ وهي تحالف بين مجموعة دول عربية في مواجهة محاولات الصلح مع إسرائيل –ضمت ليبيا، سوريا، العراق، الجزائر، اليمن الجنوبي و منظمة التحرير الفلسطينية، فانتهى أمر تلك الدول بأن أهلكوا بريح صرصر عاتية أتت على كل شيء. وكانت بدعة الربيع العربي المزعوم تواصل للمؤامرة التي تمتد منذ اتفاقية "سايكس بيكو" لإجهاض كل مشروع عربي للنهوض (الرواية، ص: 50).

وفي ذلك كله، أخال بالطيب يستلّ قلمه بجرأة وشجاعة عاليتين في محاكمة وتعرية كل من اقترب من آمال الشعب التونسي وأصابه بسوء، وكل من يفكر -في نومه أو صحوه- في المساس بانتماء تونس إلى أمتها العربية، واصطفافها إلى جانب قضاياها المصيرية في مواجهة أعدائها الذين يتربصون بها.

ويبقى القول، بأن الإطالة في تفصيل مشاهد جمال-عفاف فيها شيء من الغث، على حساب سمين يبحث عنه القارئ في ثنايا سرد روائي بقلم الكاتب نصر بالحاج بالطيب، الذي ينهل من معين دافق من المعاني والمصطلحات –الفصيحة والمحلية- والصور والتشبيهات التي يرسمها بدقة وعناية تمنحان سردياته نكهة متميزة المذاق!

فلسطين، بيت لحم، العبيديّة، 20-25/04/2023م

 

إرسال تعليق Blogger

 
Top