القدس في وجدان الكل الفلسطيني

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEggi-ZN0prsGeU2BOfanJrrLOgL0hyD7dU7MPXbjQbps1D2cV7MOqKv307ZtvRiUqsP8SV6UHXH0NP8c98j4yaaQIau8iYE6-_xCzBVRZMaoLo49jx0_t9g-KgCytgMe3icH_4MsD7RlE8X/s1600/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A.gif" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="268" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEggi-ZN0prsGeU2BOfanJrrLOgL0hyD7dU7MPXbjQbps1D2cV7MOqKv307ZtvRiUqsP8SV6UHXH0NP8c98j4yaaQIau8iYE6-_xCzBVRZMaoLo49jx0_t9g-KgCytgMe3icH_4MsD7RlE8X/s1600/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A.gif" width="400" /></a></div> <br /> <div style="text-align: justify;"> شهدت الجمعة الثانية من رمضان للعام (1434 ه) الموافق (19 تموز، 2013م) زخماً للمتوافدين من المصلين، القادمين من مختلف أرجاء الوطن؛ الذي تمكنوا من تجاوز الحواجز الاحتلالية. حتى أن عددهم تجاوز الـ (300) ألف من الرجال من أعمار ما فوق الأربعين عاماً، ومن النساء من جميع الأعمار. </div> <div style="text-align: justify;"> لم ينحصر العدد في هؤلاء لعدم رغبةٍ من قبل الآخرين في الدخول إلى القدس؛ بل يعود السبب إلى قوانين الاحتلال، وإجراءاته الخاضعة للهوس الأمني (!!) الذي ينتابه منذ اليوم الأول لإعلان دولة كيانه على أرض فلسطين. لمن يريد التعرف على أجواء هذه الجمعة، نقول:</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>جنود الاحتلال، وشرطته، وأجهزته الأمنية، كعادتهم؛ متحفزون للرد والهجوم على أي شئ لا يروق لهم، يدهم على الزناد، يدارون المستوطنين، ويوفرون لهم سبل الراحة والأمن والأمان؛ فينصحونهم بالتحرك بعيداً عن جموع "المسلمين"، ويراقبون تفاصيل ما يجري داخل الزحام الشديد الذي يعيشه مئات الآلاف من المصلين؛ المنحصرون "عنوة" في شوارع وأزقة لا تتسع للعشرات من البشر. </div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الفلسطينيون، كذلك كعادتهم؛ فرحون لدخولهم إلى "قدسهم"، غاضبون-حانقون- ممتلئون غيظاً نحو الاحتلال؛ الذي يحرمهم النوم والاستقرار لأسبابٍ عدة، منها: أسْر أبنائهم، الاستيطان -الذي يأكل أخضر بلادهم ويابسها ويلوث الأرض والسماء-، هدم بيوتهم، اقتلاع أشجارهم، حرمانهم من حرية التنقل والحركة التي تحدها المئات من حواجزه التي تنتشر على طول الوطن وعرضه. وفوق كل هذا تتكدس مرارة الإحباط، بل الإحباط الشديد، في حلوقهم من أمتهم التي لم يبق منها معهم؛ داعماً أو مؤازراً إلا من رحم ربك.</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>أما الجزء الشرقي من القدس؛ التي نعبر شوارعها وأزقتها؛ فيكسوها حزن شديد، وكآبة ممتدة منذ (46) عاماً. فهي تفقد عروبتها شيئاً فشيئاً؛ فلا يوجد يافطة تشير إلى شارعٍ، أو عقبةٍ، أو زقاقٍ، أو حارةٍ، أو وقفٍ (ذري و/أو خيري)... الخ، إلا وحملت المسمى العبري باللغة العبرية، يليه نفس المسمى بحروف عربية، وينتهي به المطاف بحروفٍ إنجليزية. </div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>وأما المستوطنون؛ فهم منتشرون فوق أرض القدس؛ ساكنون-آمنون-مطمئنون (!) في مساكن عربية الأصل والفصل (إسلامية ومسيحية)، لم يُمَكِّنَهُم منها سوى القوة والقوة فقط. وعناصر الأجهزة المتخصصة في دولة الاحتلال، منتشرون تحت الأرض؛ للحفر والتنقيب، وكلما وجدوا أثراً عبثوا فيه، وعالجوه؛ كيماوياً وتوثيقياً و"عَبْرَنوه"؛ ليصبح أثراً يهودياً "بامتياز!!". حتى أن المسجد الأقصى، وما يجري فيه من اجتياحات (أصبحت يومية)، وإن بقي الأمر على ما هو عليه الآن؛ فهو كذلك في طريقه إلى الاستباحة والتهويد.</div> <div style="text-align: justify;"> بهذا؛ فإن القدس تتجه نحو التهويد الكامل؛ تأريخياً، وجغرافيا،ً وديموغرافياً، الأمر الذي يجعلنا ندور حول أنفسنا ونحن نفتش عن طرق الإنقاذ. ونظراً لحال الأمة، الذي لا يسر صديقاً ولا شقيقاً، فلا بد من التحور للمحافظة على ما تبقى والتأسيس لارتجاع ما ضاع. ليس المقصود هنا هو التقوقع والانطواء على الذات، بل يُقصد به التركيز، الجاد والفاعل، على التوعية والتثقيف والتمكين المعرفي للأجيال المختلفة؛ بما يضمن اليقظة الدائمة من أبناء شعبنا، داخل الوطن وخارجه، ومن الغيارى من أبناء الأمة، اتجاه ما يجري على أرضهم التي عليهم المحافظة عليها، وما يجري في "قدسهم" التي يجب أن "يعضوا عليها بالنواجذ".</div> <div style="text-align: justify;"> لذلك؛ فإننا، وعبر هذا المنبر الإعلامي، نتوجه إلى الأخوة الأجلاء الأفاضل في المسجد الأقصى؛ من أئمة وخطباء، ووعّاظ، وأدلاّء، ومنقذين ومتطوعين... الخ. أن يستثمروا هذا الحضور الخيّر من أبناء شعبنا الصابر المرابط؛ كماً ونوعاً، من أجل نثر بذور المعرفة بالقدس؛ تاريخاً، وحاضراً. </div> <div style="text-align: justify;"> وليأذن لنا الأخوة الذين يستخدمون السماعات الرئيسية للمسجد؛ أن نذكرهم بأن كل همسة يهمسون بها، وكل كلمة ينطقون بها تستقر في قلوب المصلين وعقولهم، الأمر الذي يعني أن ما يتم الحديث به حول أي همٍّ من هموم القدس، وأي شأن من شئونها وشجونها، إلى جانب القضايا العقائدية الأخرى، سوف يصل، من خلال هذا الجمع الغفير من أبناء شعبا، إلى كل بيت وكل فردٍ بلا استثناء؛ لأنهم يتناقلون كل ما يسمعونه وما يشاهدونه، وما يتداولونه بما يجعل المعرفة تنتشر في "الكل الفلسطيني" لتشكل، في النهاية، سياجاً يحمي ما تبقى من الوطن، بخاصة القدس، وحافزاً للالتئام والتعاضد؛ في مواجهة عوامل الإحباط التي يسعى الاحتلال لنثرها في نفوس الأجيال المختلفة من أبناء شعبنا. </div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div style="text-align: justify;"> فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 21/07/2013م</div> <div style="text-align: justify;"> نُشِرَ في القدس، بتاريخ: 24 تموز، 2013م، ص19</div> <div style="text-align: justify;"> مقالة مشتركة: عـزيـــــــز العصـــــــا و ناصر التوتنجي</div> <div> <br /></div> </div>

شئون مقدسية القدس في وجدان الكل الفلسطيني

شهدت الجمعة الثانية من رمضان للعام (1434 ه) الموافق (19 تموز، 2013م) زخماً للمتوافدين من المصلين، القادمين من مختلف أرجاء الوطن؛ الذي تمكنوا من تجاوز الحواجز الاحتلالية. حتى أن عددهم تجاوز الـ (300) ألف من الرجال من أعمار ما فوق الأربعين عاماً، ومن …

مزيد من المعلومات »

الأسر المقدسية: نحن ضائعون.. فهل من مغيث؟!

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiouydNGDIUx3ED39gZz5fPRman7hJpzG_8rPQ2FZ1h2VyEyls5tWG0WbYvfU0AbMLhTIWKMz8G8AjB-A8dvl8PnDAW7arLDuXraqb6xkgITDvpdgwBELny4GRd1OyT5oD7sUanvWrBadUD/s1600/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="265" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiouydNGDIUx3ED39gZz5fPRman7hJpzG_8rPQ2FZ1h2VyEyls5tWG0WbYvfU0AbMLhTIWKMz8G8AjB-A8dvl8PnDAW7arLDuXraqb6xkgITDvpdgwBELny4GRd1OyT5oD7sUanvWrBadUD/s1600/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A9.jpg" width="400" /></a></div> <br /> <div style="text-align: justify;"> القدس، المدينة التي لم يهنأ أهلها يوماً عبر التاريخ؛ فهي محط اهتمام القادة الذين تنافسوا على حكم المنطقة، ولم تكن يوماً خارج نطاق الصراع الدائر في المنطقة؛ بل هي بؤرة الصراع في كل الأوقات والظروف، وتعتبر السيطرة عليها رمز القوة والاقتدار. </div> <div style="text-align: justify;"> لذلك؛ فإن المادة الحقيقية التي يلعب بها المتصارعون على أرض القدس هي شعبها وقاطنوها، من جميع الأعمار والأطياف والملل. وهو ما يطلق عليه البعد الديمغرافي لهذه المدينة المقدسة. </div> <div style="text-align: justify;"> لكي لا نغرق في تفاصيل التاريخ الذي تكمن فيه شياطين الاحتلالات التي مرّت على القدس, ولكي لا تتيه بوصلتنا، في هذه العجالة، فقد تناولنا موضوعاً من أهم المواضيع التي تمس حياة أهلنا في القدس؛ ألا وهو شئون الأسرة المقدسية وشجونها التي أصبحت تؤرق كل من ينتمي إلى ذاته من أبناء شعبنا وأمتنا. </div> <div style="text-align: justify;"> وهكذا فعل إتحاد الجمعيات الخيرية/ القدس؛ ذلك الصرح الوطني-المقدسي بامتياز الذي يخدم القدس والجغرافيا التي تحيط بها كالسوار حول المعصم، وهي محافظات رام الله وبيت لحم وأريحا. ففي شهر أكتوبر من العام 2012م، أنجز هذا الاتحاد، وبتمويل من "كويتيون لأجل القدس" و"برنامج الخليج العربي للتنمية"، دراسة بعنوان: "العنف القائم على النوع الاجتماعي واتجاهات الأفراد المتعلقة بالصحة الجنسية والانجابية في القدس". وجه الدراسة رئيس الاتحاد/ د. عبد الله صبري، ومديره العام/ السيد يوسف قري. وقاد فريقها د. سمية يعقوب الصايج. وقد أعلن عن الدراسة ونوقشت نتائجها بتاريخ 13/3/20130، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة للعام-2013. </div> <div style="text-align: justify;"> توزعت الدراسة، التي تزدحم بالمعلومات والبيانات والملاحق، على (92) صفحة بدءاً بالتعريفات والمفاهيم ذات الصلة بالدراسة، وانتهاءً بالتوصيات الهادفة إلى تبني صيغ المعالجة الشافية لما تم اكتشافه من خلل جوهري يمس الأسرة المقدسية، التي يقع على عاتقها حماية تخوم القدس من الغزو الفكري والثقافي الذي يشنه الاحتلال عليها، جغرافياً وديموغرافياً، منذ ما يقرب القرن من الزمن.</div> <div style="text-align: justify;"> قبل أن نغوص في نتائج الدراسة، وتوصياتها، فلنعلم بأن هذه الدراسة قد استهدفت (309) أسرة من شرقي القدس وضواحيها، تضم نساءً بسن الإنجاب (بين 15 – 49) عاماً ورجال بأعمار تزيد عن 25عاماً، وشباب/ ات بعمر (15-25) عاماً. </div> <div style="text-align: justify;"> تشكل الأسر المبحوثة عينة من مجتمع الأسر المقدسية التي عانت من تغيير في نسيجها الثقافي والاقتصادي والاجتماعي؛ نتيجة لمعاناة المقدسيين جراء الاكتظاظ السكاني والضغوط النفسية والاجتماعية تُوِّجت بأوضاعٍ اجتماعية، ومجتمعية، أدت إلى انتشار آفة تعاطي المخدرات في القدس. </div> <div style="text-align: justify;"> يرى الباحثون أن هناك العديد من العوامل ذات الطبيعة المعقدة، التي ساقت المجتمع المقدسي خلال ما يزيد عن (45) عاماً من عبث الاحتلال بحياة أبنائه، منها :</div> <div style="text-align: justify;"> 1.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>مصادرة الأراضي من قبل الاحتلال وعدم السماح للمقدسيين البناء على أكثر من 17% من أراضي القدس الشرقية.</div> <div style="text-align: justify;"> 2.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>هدم البيوت؛ وأسوأ مراحلها أن يقوم المقدسي بالهدم الذاتي لمسكنه؛ ليُجبَر على ان "يطمر" أحلامه وذخيرة عمره وذكرياته بيديه! علماً بأن هذا الحال المزري يسير في وتيرة متزايدة منذ عام (2000). </div> <div style="text-align: justify;"> 3.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>أضف إلى ذلك؛ تقنين تصاريح البناء، حيث حصل المقدسيين على 13% فقط من جميع الرخص التي صدرت من قبل بلدية القدس بين الأعوام 2005-2009.</div> <div style="text-align: justify;"> 4.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>النقص الحاد في المدارس وعدد الصفوف بهذه المدارس؛ وما ترتب عنه من تسرب 40% من الطلبة المقدسيين.</div> <div style="text-align: justify;"> 5.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الوضع الاقتصادي المتردي جداً لحد لا يُطاق؛ حيث ان 78% من المقدسيين يعيشون تحت خط الفقر.</div> <div style="text-align: justify;"> ومما زاد الطين بلة أن هذه العوامل المتعددة، من الفساد والإفساد، تنخر في عظم المقدسيين الذين يقعون تحت الضغوط السياسة المُمَنهَجة للاحتلال؛ الهادفة إلى قمع الفرد الفلسطيني، وإذلاله، وامتهان كرامته، وتجريده من إنسانيته. بالإضافة إلى عدم وجود دعمٍ مجدٍ من قبل السلطات الرسمية الفلسطينية؛ وما يعنيه ذلك من فراغ مؤسسي وقلة الموارد الكافية لمعالجة ما يستشري داخل الأسر المقدسية من آفات وسلوكيات غير سوية.</div> <div style="text-align: justify;"> وعليه؛ فإن تلك الأسباب والمسببات قد أنهكت المجتمع المقدسي وأحدثت "اخترقاً!" في نفوس أجياله المختلفة؛ فأصبحت الأسر المقدسية في أضعف حالاتها أمام تلك الضغوط المبرمجة الهادفة إلى إضعاف الحالة الديموغرافية المقدسية لصالح الاحتلال ومخططاته الهادفة إلى "أسرلة" المدينة بل وتهويدها بالكامل.</div> <div style="text-align: justify;"> واستغرقت هذه الدراسة، التي قام بها فريق متخصص، جهداً تميز بمستوى عالٍ من الحيادية، والموضوعية، والمهنية والأخلاقية؛ التي أدت بها إلى أن تخرج بهذا الشكل من الدقة والوضوح والتركيز على أهداف الدراسة؛ الاستراتيجية والخاصة. كما اتبع الباحثون منهجية بحثية متميزة استندت الى طرق بحث مختلفة، باستخدام أدوات متنوعة من أدوات البحث الكمي والكيفي، هي: الاستبيان المنظم للحصول على البيانات الكمية، والاستبيانات شبه المنظمة في إجراء المناقشات البؤرية؛ والتي تؤدي إلى فهم أعمق لوجهات نظر المشاركين وخبراتهم ومشاعرهم ومفاهيمهم وإدراكهم ومعتقداتهم ومواقفهم من المواضيع قيد المناقشة. </div> <div style="text-align: justify;"> بعيداً عن التعقيدات التي ترافق الأبحاث العلمية؛ فإن القراءة المتمعنة لهذه الدراسة تضعك في صورة الواقع "المؤلم" الذي تعيشه الأسر المقدسية؛ فقد أظهرت نتائج الدراسة العديد من القضايا التي تستحق التوقف عندها بالمزيد من التشخيص والمعالجة، منها:</div> <div style="text-align: justify;"> أولا: الخصائص الديموغرافية والاجتماعية والظروف المعيشية للأـسرة المقدسية: </div> <div style="text-align: justify;"> 1.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>أشارت الدراسة إلى أن غالبية الأسر  المشاركة فيها (79%) هي من نوع الأسر النووية (تتكون من زوج و زوجها و أطفالهما و يكون لهم مسكن مستقل) و14,5% منها ممتدة (تتكون من الجدين وابنائهما وزوجات ابنائهما واحفادهما يقيمون في مسكن واحد) والباقي من نوع الأسرة الأحادية أو المركبة. </div> <div style="text-align: justify;"> 2.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>حوالى 15% من الرجال في تلك الأسر متعددو الزوجات، كما أن نسبة الطلاق في الأسر المشاركة وصلت إلى 5%. وأن 18% من المبحوثين قد تزوجوا زواجا مبكرا. وحوالي نصفهم يتزوجون زواج الاقارب.</div> <div style="text-align: justify;"> 3.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الاكتظاظ السكاني؛ حيث تبين أن متوسط عدد أفراد الاسرة سبعة أفراد، علما بأن 11.3% من تلك الاسر تتكون من 11-15 فرداً، و59% منها تتكون من 6-10 أفراد. أما كيف يتوزعون على الغرف؛ فقد تبين أن (5,4%) من الأسر المقدسية يعيش أفرادها في غرفة واحدة فقط، وان خُمس تلك الأسر يعيش أفرادها في غرفتين. أي أن رُبع الأسر المقدسية يعيش أفرادها في غرفة أو غرفتين.</div> <div style="text-align: justify;"> 4.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>في مجال التعليم؛ وُجِدَ أن ستة أفراد من كل مائة من المشاركين أميون؛ أي لا يعرفون القراءة ولا الكتابة. أما المتعلمين وحملة الشهادات من الجامعات الفلسطينية؛ فإن الاحتلال لا يُقر بشهاداتهم؛ مما يضطرهم للعمل في أعمال ليس لها علاقة بكفاءاتهم وإمكانياتهم التي أمضوا جل عمرهم في تطويرها. مما يعني أن المقدسيين محرومون من توظيف علومهم ومعارفهم في خدمة مجتمعهم. </div> <div style="text-align: justify;"> 5.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>وإذا أضفنا إلى ذلك أن الأسر المشاركة تعاني من الفقر الشديد؛ فإن أقل ما يمكن قوله عن المجتمع المقدسي أنه مجتمع منكوب بكل المعايير: الاقتصادية، والاجتماعية والسياسية.</div> <div style="text-align: justify;"> ثانياً: العوامل المحيطة (العائلية والاجتماعية والسياسية) التي تؤثر على الأنماط السلوكية للفئات المستهدفة: نظراً لتخصص الدراسة؛ فقد ركزت على الجوانب السلوكية ذات الصلة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، ومما تبين منها: </div> <div style="text-align: justify;"> 1.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>هناك عنف في البيئة الأسرية؛ حيث أن حوالي ربع المشاركين/ ات قد أشاروا إلى تعرضهم للعنف بأشكاله المختلفة من قبل كل من: الآباء، والأخوة، والجد، والعم والحمى. وتبين أن من بين الأسباب لذلك العنف هو حالات الانفعال والغضب التي تجتاح الذكور في الأسر نتيجة عجزهم عن توفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم، أضف إلى ذلك أن 17% من الأسر المشاركة تعاني من وجود معاق بين أفرادها.</div> <div style="text-align: justify;"> 2.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>العنف المباشر من الاحتلال؛ حيث أن حوالي ثلث المشاركين قد تم مداهمة بيوتهم من قبل الاحتلال، إضافة إلى العنف الذي يتعرضون له أثناء العمل داخل الخط الأخضر. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الرجل هو الذي يتعرض للإيذاء أكثر من المرأة.</div> <div style="text-align: justify;"> 3.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>بينت الدراسة أن هناك سلوكيات وممارسات اجتماعية تقف خلف العنف داخل الأسرة المقدسية، منها: </div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>انتشار التدخين؛ حيث أن 80% من أفراد الأسر المشاركة مدخنون للسجائر العادية، و5% يدخنون الحشيش.</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>شرب الكحول؛  حيث أن حوالي 23% من أفراد الأسر المشاركة يتعاطون الكحول (أكثر من ربعهم من النساء). </div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>كما أن المخدرات منتشرة في أوساط الأسر المقدسية؛ فقد أفاد أكثر من عُشر المشاركين بأن أفراد أسرهم يتعاطون المخدرات. </div> <div style="text-align: justify;"> وهنا لا بد من الإشارة إلى أن السلوكيات المذكورة أعلاه تنتشر أكثر ما يمكن بين الأسر الممزقة؛ التي تعاني من انفصال الزوجين أو طلاقهما، أو الأسر الفقيرة والكبيرة. </div> <div style="text-align: justify;"> ثالثاً: الأمراض المنقولة جنسياً: فقد بينت الدراسة أن حوالى ستة أفراد من كل مائة من المشاركين يعانون أو عانوا من الأمراض المنقولة جنسياً. وإذا ما علمنا بأن حوالى 12% لديهم تجارب جنسية خارج إطار الزواج؛ يتضح لنا مدى الخطر الذي يداهم عش الزوجية المقدسي. </div> <div style="text-align: justify;"> رابعاً: قضايا الصحة الجنسية والإنجابية: هناك ما يريح في هذا الجانب من حيث أن أكثر ثلثي المشاركين في الدراسة أفادوا بأن هناك علاقة تشاركية-تشاورية بين الزوج والزوجة في الشئون ذات الصلة بالحمل والإنجاب، ومتابعة ذلك على مختلف المستويات.</div> <div style="text-align: justify;"> خامساً: أثر العنف الواقع على النساء وعلى خياراتهن وإنجازاتهن: حيث أشارت الدراسة إلى أن هناك عنفاً يتعرض له الأطفال، وعنفاً تتعرض له النساء المقدسيات داخل أسرهن، من أنواع العنف الجسدي، والعاطفي، والجنسي (المتمثل بالممارسة القسرية للجنس والهجران). </div> <div style="text-align: justify;"> أما بشأن الخيارات أمام المعنفات؛ فقد أفاد حوالى نصف الأسر المشاركين/ ات في الدراسة إلى أن  النساء المعنفات يواجهن صعوبة في الاعتراف بالعنف الذي يتعرضن له، والتي تنتهي باللجوء إلى النظام العشائري في حل الخلافات. علماً بأن هناك من أشار إلى توافر المرافق والخدمات الصحية والاجتماعية، بالإضافة إلى الإرشادات والتوعية التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني. ومما يلفت النظر في هذه الدراسة؛ أن المعنفات يتبادلن الدعم والمؤازرة من بعضهن مباشرة؛ ودون وسيط. وهنا؛ لا بد لنا من استذكار بيتي الشعر التاليين لأبي الشمقمق/ شاعر الهجاء في العصر العباسي:</div> <div style="text-align: justify;"> لا يعرف الشوق إلا من يكابده        ولا الصبابة إلا من يعانيهـا</div> <div style="text-align: justify;">      لا يسهر الليل إلا من به ألـمٌ         لا تحرق النار إلا رجل واطيها</div> <div style="text-align: justify;"> سادساً: دور مؤسسات المجتمع المدني في مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي وقضايا الصحة الجنسية والإنجابية: فقد تبين أن منظمات المجتمع المدني تأخذ أدواراً؛ بأنها تهتم بالشئون المختلفة للأسر المقدسية، إلا أن هناك عدداً قليلاً جداً ممن يهتم ببرامج الصحة الجنسية والإنجابية.</div> <div style="text-align: justify;"> الخلاصة</div> <div style="text-align: justify;"> تشير البيانات و/ أو البينات المذكورة إلى مجموعة من القضايا الاستراتيجية التي على صانعي القرار التوقف عندها بالتأمل، والتحليل، والقراءة، وإعادة القراءة... الخ، بهدف وضع الحلول الناجعة التي تحفظ لمجتمعنا المقدسي نسيجه الاجتماعي القادر على الصمود على أرضه، الممتلك للقدر الكافي من الإرادة الصلبة التي تمكنه من مواجهة الهجمة الشرسة التي تستهدف. ولعله من المهم التذكير بأن الأسرة المقدسية هي "وحدة" الصمود و"النواة" الصلبة على خط المواجهة من أجل حماية تخوم فلسطين، بشكل عام، والقدس بشكل خاص من محاولات التهويد التي "يُسَبِّحُ" بها الاحتلال صباح مساء. </div> <div style="text-align: justify;"> لذلك؛ ولكي نسهل على كل مهتم بالشأن المقدسي، ممن يمتلك إرادة المتابعة الحثيثة، والمعالجة المتواصلة وفق استراتيجيات تدخل محددة، وبالاستناد إلى نتائج هذه الدراسة، نخلص إلى نتيجة هامة مفادها أن القدس الشرقية (المحدد المكاني للدراسة) منطقة هشة؛ أي أن المقدسيين لا يمتلكون، حتى اللحظة، مقومات الصمود أمام العوامل الاحتلالية التي تستهدف وجودهم وهويتهم. وأما مصادر الخطر المباشر عليهم فتتمثل فيما يلي:</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الإجراءات الاحتلالية المباشرة، مثل: تقليص المساحة المعيشية لهم، هدم المنازل، عمليات الإخلاء، القيود المفروضة على الحق في الوصول إلى التعليم الأساسي، الوضع الاقتصادي المتردي. أضف إلى ذلك إفرازات جدار الفصل العنصري التي عزلت المقدسيين عن عمقهم الوطني في الضفة؛ فأدى إلى قيود على حرية حركتهم.</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>المشكلات الاجتماعية والسلوكية، مثل: الضغوط النفسية، انعدام الأمن والأمان، انتشار تعاطي المخدرات، شرب الكحول، الزواج المبكر، الأسر الكبيرة التي تعيش في مساكن مكتظة.</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>وصول المقدسيين للقدس الغربية؛ التي تُسَهِّل للجَهَلَةِ والسُّذَّج منهم تعاطي المخدرات، واستهلاك الكحول، وممارسة الجنس غير الآمن... الخ. وكل ذلك ينعكس، بشكل فوري ومباشر، على أسرهم من حيث انتشار الأمراض المنقولة جنسياً، وممارسة العنف داخل الأسرة، وتلويث المجتمع المقدسي بشكل عام.</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الضياع بين حُكمَيْن؛ فالمقدسيون يخضعون لمنظومة الاحتلال وقوانينه، التي تأخذ منهم ولا تعطيهم، وتستنزف حريتهم وحقوقهم في السكن والحياة الحرة الكريمة. وفي الوقت نفسه ينتمي المقدسيون، من منطلق المواطنة، إلى المنظومة الفلسطينية التي تعجز عن الوصول إليهم لتقديم ما يستحق عليها من واجبات اتجاههم. وهكذا؛ يعيش المقدسيون شعور الانفصام والغربة وعدم التواصل مع أي من المنظومتين، لينتهي الحال بما أطلقت عليه الدراسة: "المقدسيون ضائعون". </div> <div style="text-align: justify;"> المناقشة</div> <div style="text-align: justify;"> لا شك في أن العوامل المذكور أعلاه تتضافر وتتكامل، فيما بينها، لتؤدي إلى عنف داخل المجتمع المقدسي بشكل عام، وداخل الأسرة المقدسية بشكل خاص. وأن هذا العنف سيتم ممارسته من قبل الأقوى نحو الأضعف؛ كالنساء والأطفال والمعاقين... الخ. وهنا؛ يبقى السؤال الاستراتيجي التالي: هل من سبيل للتغلب على هذه المعضلة؛ بحماية الأسرة المقدسية مستقبلاً، وتمكينها من التخلص من تبعات ما لحق بها من أذى حتى اللحظة؟</div> <div style="text-align: justify;"> بالرغم من صعوبة الإجابة على هذا السؤال، إلا أن الإجابة تأتي بجزئين متكاملين:</div> <div style="text-align: justify;"> فأما الجزء الأول؛ فيتمثل في وجهة نظر الباحثين التي ترى بضرورة تبني استراتيجيات تدخل طارئة, وبذل الجهود والتعاون من قبل جميع المؤسسات المجتمعية الفاعلة، بما فيها الدينية والصحية، للعمل بشكل جدي، وبرعاية اتحاد الجمعيات الخيرية بالقدس، للحد من فجوة الموارد المحدودة والبرامج غير المستدامة. وان يكون هناك منهج فعال، ومستمر، وتعاوني، وشامل للتعامل مع هذه الأمور الجدية.</div> <div style="text-align: justify;"> وأما الجزء الثاني من الإجابة على هذا السؤال فهو، من وجهة نظر الكاتب، الذي يرى أن هناك ضرورة قصوى للعمل على معالجة عوامل الإحباط التي أخذت تغزو المجتمع المقدسي. فقد ذكرت الدراسة (ص13) أن عدداً كبيراً من الأسر المستهدفة لم تقابل الباحثين لعدة حجج، منها: اعتقاد بعضها أن البيانات المطلوبة في الاستبانات قد تصب لصالح الاحتلال، وأسرٌ أغلقت الباب في وجه الباحثين،   رفضت المقابلة، وأسرٌ أخرى رفضت المقابلة دون إعطاء الأسباب لذلك. ويعني ذلك أنه لا يوجد في القدس، حتى اللحظة، رمزية وطنية يلتف حولها المقدسيون ويستجيبون لنداءاتها. مما يعيق عمل المؤسسات الوطنية في تشخيص واقع المجتمع المقدسي ومعالجته.</div> <div style="text-align: justify;"> من جانبٍ آخر؛ هناك ضرورة وقوف شعوب الأمة، ودولها، ومؤسساتها، ومنظماتها أمام مسؤولياتها اتجاه القدس وأهلها من حيث: الدعم والإسناد، مادياً ومعنوياً. فأما على المستوى المادي؛ فيتمثل بتوفير الأموال الكافية لتمكين اتحاد الجمعيات الخيرية، وغيره من المؤسسات الوطنية ذات الصلة، من تنفيذ الخطط الاستراتيجية في التدخل للمعالجة. وأما على المستوى المعنوي؛ فهناك ضرورة لتطوير برامج الإرشاد والتوجيه الموجهة للمقدسيين؛ من خلال دروس مقننة عبر تلك الفضائيات المنتشرة على طول والوطن وعرضه، وقيام منظمات المجتمع المدني، العربي والإسلامي، بعمليات الضغط والمناصرة أمام المنظمات الاقليمية والدولية؛ لفضح ممارسات الاحتلال بحق شعبنا المقدسي الذي يقع بين مطرقة الاحتلال بإجراءاته القمعية المختلفة، وسنديان انعزاله وتقطع أوصاله مع عمقه الوطني والقومي والديني.</div> <div style="text-align: justify;"> الخاتمة</div> <div style="text-align: justify;"> إلى أن يتحقق ذلك، جزئياً أو كلياً، فإن اتحاد الجمعيات الخيرية/ القدس يتوجه إلى الخيرين والميسورين من أبناء الأمة، الذين ينتشرون على طول هذا الكوكب وعرضه، بنداءٍ ملؤه الأمل بهم وبعطائهم وتفانيهم في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بشكل عام، والمقدسيين على وجه الخصوص، من أجل مواجهة الواقع والتوقف أمامه بالدراسة والتشخيص للعمل على اجتثاث الظواهر السلبية ومعالجتها. لأن المحافظة على عروبة القدس؛ بإسلاميتها ومسيحيتها، وحفظ أهلها من التشتت والضياع، يعني استمرار الشعلة متقدة إلى أن تعود الحقوق إلى أصحابها الشرعيين.</div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div style="text-align: justify;"> عزيز العصا/ فلسطين، بيت لحم، العبيدية    13 آذار، 2013م  </div> <div style="text-align: justify;"> نُشِرَ في القدس، بتاريخ: 17 آذار، 2013م، ص20</div> <br /> <br /></div>

شئون مقدسية الأسر المقدسية: نحن ضائعون.. فهل من مغيث؟!

القدس، المدينة التي لم يهنأ أهلها يوماً عبر التاريخ؛ فهي محط اهتمام القادة الذين تنافسوا على حكم المنطقة، ولم تكن يوماً خارج نطاق الصراع الدائر في المنطقة؛ بل هي بؤرة الصراع في كل الأوقات والظروف، وتعتبر السيطرة عليها رمز القوة والاقتدار.  لذلك؛ فإن…

مزيد من المعلومات »

قدس الأقداس.. أم القدس الشريف؟!

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiTup6OoobaxBqFxyz474yrbdMF4myMlkAgZcVywJKT7fdOeqrc9J__9xAf5qtpiaW5nk1Oq9O5n5jbGVmiI8K0eJDH1vK38cT-pclOy6EftXbi_LeVa1G72VL0zNJay9XXJC8qXt8-0hg7/s1600/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="282" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiTup6OoobaxBqFxyz474yrbdMF4myMlkAgZcVywJKT7fdOeqrc9J__9xAf5qtpiaW5nk1Oq9O5n5jbGVmiI8K0eJDH1vK38cT-pclOy6EftXbi_LeVa1G72VL0zNJay9XXJC8qXt8-0hg7/s1600/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9.jpg" width="400" /></a></div> <br /> <div style="text-align: justify;"> الجمعة الأولى من رمضان لعام 1431هـ، وفق 13/آب/2010م، هي واحدة من جُمَعِ الشهر الذي يُطلق عليه "آب اللهاب".. وهي واحدة من الأيام التي يسمح فيها الاحتلال لأهل فلسطين ممن تجاوزوا الخمسين من العمر من العبور إليها تحت حراب جنوده، وبعد تفتيش لا يستثني أحداً من شروره ولا يبقي خصوصية إلا ويكشف عنها.. </div> <div style="text-align: justify;"> فعليك أن تفصح عن كل المعادن في جسدك حتى لو كانت جزءاً من تركيبة دمك؛ فدماؤك يجب أن تخلو من المعادن التي "تستفز" الماكينة "الزعاقة" التي تتهمك بالإرهاب بمجرد أن تقرأ في عيونك أنك ترفض من يجثم على صدرك بالحديد والنار.. والجنود يمنون عليك بأن سمحوا لك بالعبور إلى عاصمة دولتك التي وعد بها بوش ولم يفلح ثم انتقل الوعد إلى أوباما الذي لن يفلح.. وأخيراً.. شاءت الأقدار لنا أن ندخل عبر أحد المعابر التي تخنق القدس وتحيط بها، بل تطبق على عنقها من كل الجهات.. </div> <div style="text-align: justify;"> لكي لا تمر هذه الفرصة دون الغوص في أعماق القدس لالتقاط شيئاً من أصدافها، ولأن الواجب الوطني والديني والعقائدي يقتضي التواصل مع القدس وأهلها المحافظين على عروبتها وإسلاميتها ومسيحيتها، فقد انتظَرَنا على الجانب الآخر من "الحدود!" أحد الأصدقاء الأوفياء، وهو واحد من رجالات القدس الذين يدافعون عنها بما أوتوا من قوة وإرادة. إذ أنه، إلى جانب المئات، بل الآلاف من رفاقه يستميتون في الدفاع عن العاصمة الأبدية لدولة فلسطين التي سقط الآلاف على تخومها دفاعاً عنها، ويكرسون الغالي والنفيس في الحفاظ على هويتها التي سُرِقت ونحن نسترق السمع على صراخ أهلها.. إنهم أهل القدس الذين يعضون عليها بالنواجذ.</div> <div style="text-align: justify;"> لأن الدفاع عن القدس وأهلها وحمايتها جزء من العبادة.. ولأن الجهاد يأخذ أشكالاً متعددة، والقلم واحد منها.. ولأن الأمانة تقتضي أن نضع الأمور في نصابها.. ولكي لا نستمر بالنظر إلى النصف الفارغ من الكأس.. ولكي تكتمل الصورة لدى القارئ.. لهذا، ولغيره من الأسباب، فقد ارتأيت في هذا المقال أن أضع أمام القارئ صورتان تصفان الوضع في القدس كما رأيته بأم عيني. </div> <div style="text-align: justify;"> أما الصورة الأولى فتتعلق بما يجري في القدس من تهويد قسري، يشمل الحجر والبشر، ويحاصر الإنسان والحيوان والآلة الصماء، ومنها:</div> <div style="text-align: justify;"> 1.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>هناك تزوير للتاريخ يمتد من سماء القدس وما فوقها حتى أعماق الأعماق من هذه المدينة: إذ أن الاحتلال الإسرائيلي جاء إلى مدينة ممتدة إلى أعماق التاريخ، بل هي التاريخ برمته. ففيها استقر البيزنطيون وعمروا وشيدوا حضارتهم، وفيها استقر الرومان وعَمَروها، وتفننوا في جعلها واحدة من عواصم حضارتهم التي لم تغب عنها الشمس. والحضارة المسيحية التي اعتبرت القدس عاصمة روحية لها، فمنحتها من العمران والتعمير والتشييد ما تستحقه.. </div> <div style="text-align: justify;"> أخيراً، ومنذ قدوم الخليفة الإسلامي عمر بن الخطاب واستلام مفاتيحها جاءت الحضارة الإسلامية، ذات الصبغة الأممية التي هي انعكاس للحضارة الإنسانية، والتي اعتبرت القدس مسرى رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. فتناوب عليها الخلفاء، عبر مئات السنين، وتنافسوا فيما بينهم باتجاه الإعمار والمزيد من الإعمار. حتى أن عظمة الخليفة أو السلطان، أو حتى الحاكم العادي، تتحدد بقدر ما ينجز في القدس ومن أجل القدس. فحفروا في صخورها ما يعزز إسلاميتها ويليق بقدرها كعاصمة روحية لهم.</div> <div style="text-align: justify;"> وفي هذا اليوم رأينا التزوير بأعيننا وسمعناه بآذاننا ولمسناه بأيدينا.. فقد صادف مع وجودنا في أحد أزقة القدس مجموعة متدينين يهود يقودهم حاخام يشرح لهم بلغة لم نفهمها عن حفريات تشير إلى تراكم مئات، بل آلاف السنين من الحضارات.. وقد فهمنا من حركات يده وإيماءات رأسه ورؤوس المجموعة المرافقة له، كما فهمنا مما هو مكتوب على تلك الحفريات والجدران أن إسرائيل الحالية، برئيسها بيريس ورئيس وزرائها نتنياهو، هي الوريثة الوحيدة لتلك الحضارات، وأن أجدادهم هم الذين شيدوها، وفي كل مرة كان يأتي الآخرون ويحتلون البلد ليعبثوا في تلك الحضارة!! كما شاهدنا بأم أعيننا في حارة "الشرف" الشمعدان الذي يزن 180 كيلوغراماً من الذهب الخالص، والمهيأ لوضعه في المكان المعد له عند بناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى.</div> <div style="text-align: justify;"> وفي هذا اليوم سمعنا عن الاسم الجديد للقدس، وهو: "قدس الأقداس". وقد أبْلَغَنا بذلك أحد المقدسيين المتفهمين للأبعاد الدينية-السياسية-العقائدية لما يجري من تغيير جذري في القدس، فوق الأرض وفي أعماقها. حيث أشار إلى أنه من بين تلك المخططات هناك مخطط يقضي بأن يحاط المسجد الأقصى بسبعة كُنُس تجعل المكان باسم "قدس الأقداس". وهو الاسم المرادف لـِ "القدس الشريف" الذي يعني المنطقة المحيطة بالمسجد.   </div> <div style="text-align: justify;"> 2.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الهوس الأمني يسيطر على كل التفاصيل: فمنذ العام 1967م وسكان القدس الفقراء والغلابى يعيشون حالة من الخوف والقلق الدائمين.. وقد عانوا من الترهيب والترغيب الذي مارسه عليهم ضباط المخابرات والسماسرة، تحت أسماء وعناوين مختلفة، أدت إلى ضياع العديد من المنازل والبيوت التي انتهى أمرها لتصبح مساكن لليهود القادمين من أصقاع الأرض. </div> <div style="text-align: justify;"> أما الآن، فأضف إلى ذلك مشهد الشوارع والأزقة التي تعج بالجيش، من جميع الأصناف والرتب والمستويات، والشرطة المشاة والراجلة، ومن أصحاب الدراجات النارية ومن راكبي الخيول المدربة جيداً على فض المظاهرات والاحتجاجات التي يمكن أن يقوم بها المواطنون.</div> <div style="text-align: justify;"> كما أن التكنولوجيا تدخل بقوة لمصلحة الاحتلال. فالكاميرات الدقيقة تنتشر في الأزقة والدخلات والشوارع والحارات. وهي من النوع الذي لا يترك شاردة ولا واردة يتم في نطاقها إلا وسجلها، بدءاً من بصمة بؤبؤ العين لمن يتحرك أمامها، وانتهاءً بأي حركة أو تفاصيل دقيقة أخرى. وهذا يعني، فيما يعنيه، أن المواطنين أو الزوار أو السياح ملاحقون ومتابعون في كل حركاتهم، مهما صغرت، وأن المواطن في حالة خوف وقلق ليس لهما حدود؛ لأنه يعيش هوس العقوبة التي تلاحقه عندما يحدث حادث ما في مكان مر منه في لحظة ما. </div> <div style="text-align: justify;"> 3.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الفارق الحضاري: حيث يشعر المواطن المقدسي بالإحباط عندما يرى في الجانب الآخر شوارعَ وأزقةٍ وحاراتٍ تتمتع بالمظاهر الحضارية من نظافة المكان ووجود اليافطات، التي تشكل مصدر تثقيف دائم لمن يمر بجانبها، والتكييف الدائم (بخاصة التبريد في فصل الصيف)، وتنظيم دقيق لحركة المارة في المكان.. وبعدها مباشرة ينتقل إلى حيث الأوساخ والقاذورات واليافطات غير الواضحة، إن وجدت، والفوضى والزحام والصراخ الذي يعج به المكان من المارة ومن أولئك المتسولين الذين أخشى أن يتحولوا، يوماً ما، إلى عصابات مسلحة بأسلحة ما تنتزع الأموال من الناس بالقوة إلى جانب الصراخ والعويل... وغير ذلك من المظاهر الـ "لاحضارية" التي تزعج، كل من هو معني بالقدس كعاصمة لأمة علمت البشرية الحضارة يوماً ما، بل تحرجه وتضعه في حال لا يحسد عليه أمام نفسه، وأمام أبنائه الذين يسرد عليهم القصص التي تشير إلى أننا من نسل من علموا الحضارة لبني البشر، وأمام ضيوفه وزواره الذين يحدثهم عن الظلم الواقع على القدس وأهلها. </div> <div style="text-align: justify;"> أما الصورة الثانية: فتتعلق بما يجري في القدس من قبل أهلها من إبداعات في الصمود، وتفانٍ في الدفاع عنها، ومنها:</div> <div style="text-align: justify;"> 1.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>صمود أسطوري يبديه بسطاء القدس في مواجهة الدولة العبرية التي يهابها جيرانها، وتخطب ودها أعتى الأمم وأقوى الجيوش: ولعل الأمثلة على هذه الحالة تتعدد بما يصعب حصره، إلا أن الأمانة تقتضي أن نصف ما شهدناه، وما سمعناه من أنين وصراخ يصل إلى عنان السماء، ومنها: </div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>صادق عبد الرحيم مواطن مقدسي امتهن الحلاقة لكي يسهم في جمالية المقدسيين، ويذكي فيهم روح الأمل بمستقبل مشرق كلما مر "موسه" بخفة ورشاقة على أعناقهم، وكلما تدخل "مقصه" ليجدد أيامهم ويعلن لهم أن الاحتلال زائل مهما طال زمنه ومهما امتدت أظافره.. </div> <div style="text-align: justify;"> دخلنا عليه، فانتصب كواحد من أعمدة القدس الشامخة التي تتحدى عوادى الزمن.. سألناه عن همومه، فقال: إن الدولة (الحكومة) تطاردني يومياً وهي تطالبني بمبالغ تزداد قيمتها يوماً بعد يوم، وأن آخر قيمة لها هي حوالى (30) ألف دولار.. وذلك تحت عناوين "الأرنونة" وغيرها.. أما الهدف الحقيقي الكامن خلف هذه الملاحقة فهو أن محل الحلاقة هذا يعيق خطة تهويدية تتعلق بذلك المكان.. ولأن هذا المقدسي الوطني، الملتقي مع ذاته، والمنتمي إلى قضية يقدسها، يرفض التنازل عن حقه في المكان، ويرفض إغراءات الملايين المعروضة عليه فإنه سيبقى فريسة الملاحقة والمطالبة إلى أن يسدد مبلغه ثم ينتظر حجة جديدة لملاحقته وترهيبه. </div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الحاجة أم راتب السلايمة، مناضلة مقدسية، تسكن ملاصقة لأحد أبواب الأقصى، أسهمت في الانتفاضة الأولى بأن كرست ماكينة الخياطة التي تمتلكها، لا لتسترزق منها، بل في حياكة الملابس للقيادات الشابة. كما أنها نذرت نفسها من أجل إعداد القدس وحمايتها وتهيئتها لتصبح عاصمة لدولة فلسطين. ذلك الشعار الذي ارتقى عشرات الآلاف من شبابنا وشيوخنا وأطفالنا، بقيادة رمز شعبنا وقضيتنا المرحوم ياسر عرفات، من أجل تحقيقه.. وسنبقى نردد الأهزوجة العرفاتية "عَ القدس رايحين شهداء بالملايين". </div> <div style="text-align: justify;"> طرقنا الباب فخرجت علينا الحاجة السلايمة، ثم تلاها رهط من قاطني المكان الضيق المحاصر المهدد بالهدم.. ثم خرج علينا العشرات من سكان تلك البناية التي لا تتسع في الوضع الطبيعي للبشر العاديين لأكثر من أسرة تتكون بضع أفراد. خرجوا من أكشاك (مفردها كشك) حديدية أضافوها إلى المبنى الحجري القديم المتهالك، لكي يُسكنوا أبناءهم وأبناء أبنائهم الذين ليس لهم ذنب إلا أنهم ولدوا في عاصمة دولتهم!!  </div> <div style="text-align: justify;"> استقبلونا بابتسامات تخفي غضباً لو وزعناه على الكرة الأرضية لجفف بحورها وأنهارها.. غضب على الظلم الواقع على المقدسيين من الاحتلال.. وغضب، بل سخط، من الأمة التي ينتمون إليها والتي لم تحرك ساكناً في حمايتهم وإسنادهم للصمود في وجه مخططات التهويد والاستيطان.   </div> <div style="text-align: justify;"> أما هؤلاء المقدسيون فإن الاحتلال يطالبهم ليس بمغادرة المكان فقط، بل هدمه وكنسه بأيديهم وعلى حسابهم الشخصي. فالمطلوب من المقعد الشيخ عبد الجليل العواودة أن يدفع ثمن استهلاك الكهرباء المطلوبة من منذ زمن، وأن يهدم بيته بيده ويدفن ذكرياته لتدوسها أقدام المستعمرين الجدد. وأما "عز الدين سنقرط" أحد سدنة المسجد الأقصى ورواده الدائمين، فعليه أن يدفع الضرائب، التي يلاحقه شبحها منذ زمن، ثم يتبع خطى أم راتب والعواودة وغيرهم.</div> <div style="text-align: justify;"> هناك نادرة حصلت في المكان، ورغم ألم الموقف، إلا أن أحدهم أصر على أن يُضحكنا عبر قصة تمتزج فيها مرارة الجهل والتخلف مع قهر الاحتلال وخططه. ففي العام 1967م سمع سكان ذلك المبنى أصواتًا تنطلق من البئر المملوء بالماء الواقع في فناء المبنى. فبادر بعضهم، في حينه، إلى تفسير ذلك بأنه غضب مقام الشيخ الخليل، وأخذوا يبتدعون الخطط لإرضاء المقام لكي يسمح لهم باستخدام البئر وشرب مياهه. إلا أن أحدهم، ممن يرفض الخرافة والأساطير، فتح البئر ليرى نور مصابيح كهربائية في قعره، وما هي إلا أيام حتى اختفت الأنوار تحت باطون مسلح أصبح يشكل قاعدة البئر ليتم تحته حفريات امتدت لتشمل الغالبية العظمى للقدس.      </div> <div style="text-align: justify;"> 2.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>هناك حرص مقدسي على كرامة الزوار وصحتهم وراحتهم وطمأنينتهم: إنهم مقدسيون متطوعون، ذكوراً وإناثاً.. سعداء بما يقومون به من إسعاف وحفظ أمن وحفظ نظام وتنظيم للصفوف، ويعتبرون هذا كله جزءاً من واجب وطني-ديني-عقائدي. إلا أنهم غاضبون على كل من يمكنه مساعدتهم ويبخل في ذلك. وسنتطرق في هذا الجانب إلى شريحة منهم وهم المسعفون.</div> <div style="text-align: justify;"> فالمسعفون هم ملائكة الرحمة بزيهم الفسفوري الأحمر.. شباب وصبايا.. ينتشرون في كل مكان في باحات الأقصى.. متيقظون لأي طارئ.. متحفزون.. سريعو الحركة في تلبية النداء.. متفانون في تأدية واجباتهم.. لا ينتظرون أوامر و/أو تعليمات من أحد؛ بل محركهم هو أنين مريض يستمعون إليه من بين مئات آلاف المصلين.. </div> <div style="text-align: justify;"> أي أنهم يحفظون للمرضى، وكبار السن، ولمن يتعرض لطارئ صحي حقهم الطبيعي في العلاج الفوري والإسعاف.. يقومون بذلك وهم متفهمون لدورهم الإنساني الذي نذروا أنفسهم له عن طيب خاطر.. إلا أنهم غاضبون، بل حانقون، من أولئك الذين يصابون بالصمم عندما يتقدم منهم هؤلاء المتطوعون بمطالبهم المتواضعة، ومنها:</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>على المتطوع أن يشتري حقيبة الإسعاف من جيبه والبالغة حوالى 100 دولار. أي أنه على المتطوع بوقته، وجهده، وفكره، وخبراته... الخ، أن يضيف إلى ذلك ما يخسره من قوته وقوت أطفاله.</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>تفتقر مجموعات المتطوعين إلى الأطباء القادرين على تقصير زمن الألم للمرضى ولأصحاب الحالات الطارئة.</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>تفتقر المجموعات إلى متطوعين جدد، وإلى إمكانية تجديد التالف من الأدوات، وتعويض ما ينضب من المواد اللازمة للعمل اليومي للمسعف.</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>وأخيراً، يعرب المسعفون عن استيائهم من تصرفات أعداد كبيرة من المصلين في المناسبات المختلفة كالإفطار وليالي القدر وغيرها، ويشاركهم الكاتب الرأي، من حيث التدافع والتناحر وما ينجم عن ذلك من إصابات متعددة تثقل كاهل المسعفين وتربكهم في مهماتهم.</div> <div style="text-align: justify;"> الآن وبعد أن نظرنا إلى نصفي كأس القدس، نجد أن هناك النصف الفارغ الناجم عن الاحتلال وأفعاله وما ينبثق عنه من ويلات وحسرات تهدد أخضر القدس ويابسها.. وهناك النصف المملوء من الكأس الناجم عما يفعل أهل القدس دفاعاً عن وجودهم، ومن أجل الإبقاء عليها عاصمة أبدية لدولة فلسطين، بل العاصمة الروحية للأمة. وأما الرسالة التي تبرقها عيون المقدسيين فهي: أنه ليس بالمال وحده تصان القدس.. بل المطلوب الإعداد والبذل الحقيقي في الدفاع عنها بالوسائل والأدوات كافة، محلياً وعربياً ودولياً.  </div> <div style="text-align: justify;"> وعليه، لم يبق لنا إلا أن نتوجه إلى قادة الأمة، الأحياء منهم والأموات، لنقول: إن المعيار الدقيق لانتمائكم لشعوبكم وأمتكم هو بقدر ما قدمتم وما تقدمون للقدس وأهلها، وبقدر ما تبذلون من جهد في الدفاع عنها كعاصمة لعزتكم وكبريائكم.. فهل تنتظرون حتى يستقر الهيكل الذهبي في المكان المخطط له؟ وهل أنتم معنيون بأن تتحقق "قدس الأقداس" بالمعنى الذي يريده الاحتلال وهي، من وجهة النظر اليهودية، أقدس بقعة في الهيكل المزعوم وتقع في وسطه  في حال تنفيذه.. وهل يستمر الصمت إزاء مواقع مختلفة، غالبيتها إسلامية الفكر، وهي تغني وتهتف لقدس الأقداس دون أن تعرف المغالطة التي تقع بها؟ أم أنكم ستهبون لحماية فلسطين بعاصمتها القدس كما أخبركم عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما سلمكم إياها من بعده عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي رضي الله عنهما؟ وإلى أن يجيب القادة على تلك الأسئلة، بما فيها من مرارة، نقول لأبناء أمتنا: فلتنزعوا قبعاتكم تحية واحتراماً لشرفاء شعبنا في القدس الذين يعضون عليها بالنواجذ.</div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div style="text-align: justify;"> عزيز العصا/ العبيدية، 15/8/2010م</div> <div> <br /></div> </div>

شئون مقدسية قدس الأقداس.. أم القدس الشريف؟!

الجمعة الأولى من رمضان لعام 1431هـ، وفق 13/آب/2010م، هي واحدة من جُمَعِ الشهر الذي يُطلق عليه "آب اللهاب".. وهي واحدة من الأيام التي يسمح فيها الاحتلال لأهل فلسطين ممن تجاوزوا الخمسين من العمر من العبور إليها تحت حراب جنوده، وبعد تفتيش لا يستثني أحد…

مزيد من المعلومات »

الصلاةُ في الأقْصى: حَقٌ يُرادُ بهِ حَقٌ

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgfDVgOmwtpOICfoWh3QFHlHe2jeOC0J1MlT_qnfofXj4xU5mRc1MjWhYq45B4gpLJKUaWQMYhzB0ecxQpbV8zXZqKHXK695YJrhHpftbw802wqWSqZO3hIT-W6U4afzb4UWrjsYnREcYwb/s1600/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%B5%D9%89.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="261" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgfDVgOmwtpOICfoWh3QFHlHe2jeOC0J1MlT_qnfofXj4xU5mRc1MjWhYq45B4gpLJKUaWQMYhzB0ecxQpbV8zXZqKHXK695YJrhHpftbw802wqWSqZO3hIT-W6U4afzb4UWrjsYnREcYwb/s1600/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9+%D9%81%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%B5%D9%89.jpg" width="400" /></a></div> <br /> <div style="text-align: justify;"> بوجوههم الكالحة.. يقف جنود متعددو الأصول والأعراق يتراوحون بين الأسود الفاحم والأشقر حد البياض.. يدققون في تصاريح الدخول للقدس أيام الجمع أو في هويات الفلسطينيين ممن جاوزوا الخمسين عاماً من الرجال والخامسة والأربعين عاماً من النساء.. أهي صلاة على الهوية وتحت حراب جيش احتلال؟!.. هكذا القدس، عاصمتنا العزيزة، في أيام الجمع..</div> <div style="text-align: justify;"> هذا هو الاحتلال وقوانينه الشاذة التي تمس بحقنا الطبيعي في ارتياد الأماكن المقدسة أينما كانت، فما بالك عندما تكون في قلب عاصمتنا التاريخية.. احتلال يمتهن مواطَنَتنا تحت عناوين واهية يجمعها شعار "التسهيلات الرمضانية للمسلمين"،إنه شعارٌ باطل يراد به باطل.. فماذا يعني أن يمتهن الإنسان على أبواب عاصمته الروحية والمدنية.. وماذا يعني أن يلاحق في شوارع عاصمته وأزقتها ودروبها التاريخية ولا يُسمح أن تكتحل عيناه إلا بالقدر الذي يمن به الاحتلال؟!  </div> <div style="text-align: justify;"> فتسهيلات الاحتلال لصلاة المسلمين هي فقط خلال شهر رمضان ومقصورة على أيام الجمعة... وهذه التسهيلات مشروطة بأعمار الرجال والنساء كما ذكر سابقاً، وبتصاريح للرجال فوق الخامسة والأربعين شريطة أن يكون متزوجاً ولديه أولاد، وللنساء فوق الثلاثين شريطة أن تكون متزوجة ولديها أولاد، وما دون ذلك حرمهم الاحتلال من الصلاة.</div> <div style="text-align: justify;"> أما المكان المسموح الوصول إليه فهو المسجد الأقصى الذي يزين البلدة القديمة من القدس المحتلة منذ العام 1967؛ أي أنها جزء أساسي من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967 حسب كافة قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وكافة القرارات الدولية الأخرى بخصوص قضية فلسطين.</div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div style="text-align: justify;"> أي حرية وأي ممارسة للشعائر الدينية في ظل الاحتلال</div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div style="text-align: justify;"> ما أن تنتهي من رؤية وجوه الجنود التي يرتسم عليها صور الإرهاب والخوف والقلق والارتياب حتى تدخل في مسارب وبوابات حديدية (معّاطات) وبوابات الكترونية فيتعكر المزاج، وتضطرب العواطف، وتتزاحم الأفكار، وتكثر الأسئلة/ التساؤلات الفرعية حول السؤال الاستراتيجي: "ما شكل العبادة في ظل الاحتلال"؟!</div> <div style="text-align: justify;"> وفي أجواء تلك التساؤلات تدخل إحدى بوابات المسجد الأقصى.. ذاك المستطيل الرائع المقدس البالغة مساحته 144 دونماً فتشعر بعبق التاريخ وأنت تسير على بلاط حجري ضخم، تحتار كيف رصفه قدماء العرب والمسلمين.. وترى أروقة وزخارف حجرية على الأسوار، ومساطب دراسية، وأدراج، ومسالك تربط بين كل ساحات ومدارس وقباب المكان، تربطها بالمسجد القبلي والمصلى المرواني ومسجد قبة الصخرة.. تلك القبة المطلية بالذهب الخالص (عيار– 24) بزخارفها، وأبوابها، وآيات القرآن المخططة على جدرانها، وشبابيكها، وثوب الحرير الذي يكسو قبتها من الداخل (المنسوج بأيدٍ عربية منذ أكثر من ألف عام) لولا (19) ثقباً سببتها رصاصات احد الحاقدين الذي أرسله الاحتلال لتشويه جمالها فلم يستطع.. </div> <div style="text-align: justify;"> وأنت تسير في ساحات الأقصى تشتم رائحة الأنبياء الذين صلى محمد صلى الله عليه وسلم فيهم إماماً في رحلة الإسراء والمعراج.. ترى بعينك وتسمع بقلبك أصوات عمر بن الخطاب وأبو عبيدة وخالد بن الوليد وهم يكبرون عند الفتح الأول.. تسمع أصوات أقدام خيل صلاح الدين والقاضي الفاضل وعيسى العوام وهي تقبل بلاط ساحات الأقصى وهم يتوجون معركة تحرير القدس من الفرنجة.. تأخذك هذه المشاعر الصوفية عميقاً في تاريخ المنطقة وعبقها المقدس.. وتكاد تُنسيك بشاعة واقع الاحتلال وقتامة رحلة الدخول للقدس.. </div> <div style="text-align: justify;"> فجأة تجد نفسك تحت سطوة صوت خطيب يتحدث عن أجر الصيام في رمضان وعن فضل الصلاة في المسجد الأقصى فالركعة بـ خمسمائة وفي رواية أخرى بألف ركعة، دون أن ينبس ببنت شفة عن تلك الجموع الزاحفة من أرجاء الوطن الفلسطيني المحتشدة أمام بوابات القدس، من كل الاتجاهات، تحت الشمس الحارقة وهي تشوي وجوههم في أيام آب اللهاب، أضف إلى ذلك المشهد الصادم الذي يمر به من قُدِّ له الدخول والمتضمن حواجز الاحتلال المهينة، وقيوده، وأصفاده الجاهزة لتحطيم آمال المؤمنين بركعة آمنة مطمئنة لله وحده، وجنوده المتحفزون لتمزيق كل من لا يحلو لهم منظره.. </div> <div style="text-align: justify;"> وهنا يمرر كل منا للآخر ابتسامة مريرة على شفاهه الجافة المتشققة من الغيظ والغضب الذي تركه الاحتلال في النفوس.. وتصبح الضرورة الملحة للتفتيش عن خطيبٍ يخطب في الناس دون أن يفسد عليهم ما تنسموه من عبق التاريخ الذي حفره قادة عظام رفضوا الضيم والهوان..</div> <div style="text-align: justify;"> تبحث عن خطيبٍ يجيب على السؤال المحير مجدداً: "هل أن ثواب زيارة الأقصى يكمن في الصلاة فقط؟! أم أن لها معانٍ أخرى أقلها الاستحمام بعطر التاريخ منذ اليبوسيين إلى أن أصبحت مسرى رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وإلى يومنا هذا، وما يعنيه ذلك من التزام بالعمل ليل-نهار من أجل تحرير الأقصى وفك قيود القدس وأصفادها، التي إن لم ننتبه لها فلن يبقى قدس ولن يبقى أقصى لا سمح الله.. إنها الرسالة التي على كل فردٍ من أبناء الأمة أن يعيشها في حله وترحاله، في صلاته وصيامه وقيامه.. رسالة يجب أن تعتمر بها جوارح المؤمن وجوانحه ما دام الأقصى يرزح تحت نير الاحتلال..  </div> <div style="text-align: justify;"> ونحن نشد على أيدي خطباء المسجد الأقصى الذين يبدعون في رسم اللوحة التي تحمل ألوان الطيف الإيماني المتكامل؛ الذي لا يهمل صغيرة ولا كبيرة في الهم العقائدي-الوطني المقاوم للظلم والطغيان، نقول:</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الأقصى ليس مجرد مكانٍ دينيٍ فحسب، بل هو جوهرة القدس.. والقدس تاريخ أمة، بل تاريخ الإنسانية جمعاء؛ فـ "إبراهيم الخليل عليه السلام" هو واضع المعالم الأولى للأقصى.. وفيه قال تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" الاسراء، آية 1.. وعلى  القدس تنافست الإمبراطوريات، والقوى العظمى والصغرى عبر التاريخ، من كلدان وبابليين إلى فراعنة ورومان وبيزنطيين ويونان.. وفي كل تلك المراحل، وإلى يومنا هذا، كانت القدس ميزان السلام والحرب في هذا العالم..</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الأقصى ملتقى الأنبياء والأديان، وبوابة الكون؛ درب الأنبياء إلى السماء..</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الأقصى يعني العهدة العمرية رابطة الدم والأخوّة بين الأديان.. </div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الأقصى يعني قمة التراث الحضاري العربي والفن المعماري.. يعني الجمال اللامتناهي ويعني العشق الصوفي المتنسك في محراب الإيمان.. يعني رائحة مسك دماء آلاف الشهداء وعرق عذابات الملايين..</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الأقصى يعني الكرامة والكبرياء لأمة العرب وأمة المسلمين..</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الأقصى هو المكان الذي تتطهر فيه النفوس من القهر والذل والعجز والضعف.. الأقصى يلفظ الخيانة والتخاذل؛ ففيه تصفو النفوس ومن خلاله تشرئب العيون نحو أعالي المجد الضائع للأمة.. وهو المحراب الذي يستقطب كل طاقات الحرية والتحرير..</div> <div style="text-align: justify;"> •<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>الأقصى والقدس هما من ستنهزم فيهما آخر أعداء الله وأعداء الأمة وأعداء الإنسانية..</div> <div style="text-align: justify;"> لذا فالصلاة في القدس، وفي الأقصى بالتحديد، هي جهاد وكفاح وعطاء.. هي صدق وإخلاص ووفاء.. هي إيمان وعشق وعناء.. هي تكافل وأخوة وإيثار.. هي ثقافة وعلم وحوار.. هي عمل وبناء واعتمار.. هي طفل ورجل وامرأة ومن كل الأعمار.. هي الأرض والهواء والصخر والأشجار.. هي الحادي والمحدي والسمّار.. هي تحدٍ للاحتلال وتعبير عن إرادة شعب وإصرار..</div> <div style="text-align: justify;"> الصلاة في الأقصى هي كل ذلك وأكثر.. وعلى كل من يدخل ساحات الأقصى وباحاته، سواء أكان خطيباً أو مصلياً أو عامل نظافة، أن يستحضر مهابة تلك المعاني والقيم والمثل حتى تسمو روحه لمستوى قدسية المكان ومسؤولية ما تمثله الصلاة في الأقصى من عنفوان.. وليعلم كل منا أنه جندي مقاتل في معركة  الحق والباطل عبر المكان والزمان.. عندئذ فقط يصبح زوار الأقصى جديرون بدخوله والصلاة فيه.. وعندئذٍ فقط تصبح الصلاة في الأقصى حق يراد به حق.</div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div style="text-align: justify;"> مقالة مشتركة بقلم : جمال طلب العملة وعزيز العصا</div> <div style="text-align: justify;"> القدس 15/08/2011</div> </div>

شئون مقدسية الصلاةُ في الأقْصى: حَقٌ يُرادُ بهِ حَقٌ

بوجوههم الكالحة.. يقف جنود متعددو الأصول والأعراق يتراوحون بين الأسود الفاحم والأشقر حد البياض.. يدققون في تصاريح الدخول للقدس أيام الجمع أو في هويات الفلسطينيين ممن جاوزوا الخمسين عاماً من الرجال والخامسة والأربعين عاماً من النساء.. أهي صلاة على ال…

مزيد من المعلومات »

المسجد الأقصى: بين عبق التاريخ.. والواقع المؤلم

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgyuZyDYcUXUgIRvnrEYwoXfucIUTXEDT0lfYXLQccCFBQV1UwOwlCxEy9H5FBBQTsS7irbCWbgFohkTXhDP5ia9tahaJhGXdomgiqusoP9Y1dNbV93RWLRzTS3cmYxdj1ZOIilyfg-VgVu/s1600/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="320" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgyuZyDYcUXUgIRvnrEYwoXfucIUTXEDT0lfYXLQccCFBQV1UwOwlCxEy9H5FBBQTsS7irbCWbgFohkTXhDP5ia9tahaJhGXdomgiqusoP9Y1dNbV93RWLRzTS3cmYxdj1ZOIilyfg-VgVu/s1600/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3.jpg" width="400" /></a></div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div style="text-align: justify;"> القدس عروس فلسطين، بل هي جوهرة العروبة والإسلام، ضاعت في غفلة من الفرقة، والتشرذم وانعدام الحيلة. لن أتحدث في السياسة، وكيف ضاعت فلسطين ودرتها القدس.. ولن أتطرق إلى الظروف التي جعلت الكرامة الوطنية في مهب رياح الاحتلال والمحتلين.. ولا مجال للتحدث عن هذا العالم الظالم الذي يؤجج نيرانه لتأكل الأخضر واليابس من تاريخ أمتنا وحاضرها ومستقبل أجيالها.</div> <div style="text-align: justify;"> بل إن الحديث سينصب على مشاهدات رمضانية في رحاب القدس بأقصاها، وقيامتها، وأزقتها وتفاصيلها الدقيقة التي يفوح من جنباتها عبق التاريخ المكتوب وغير المكتوب. تلك التفاصيل التي تكشف زيف تزوير التاريخ الذي يداهمها، صباح مساء، وهي أسيرة لا تقوى على الإفلات من القيود التي تصفدها منذ عقود طويلة وهي تنتظر، بفارغ الصبر، صلاح الدين القادم من بعيد!!</div> <div style="text-align: justify;">    رغبة في التفاؤل، وبالنظر إلى "النصف المملوء من الكأس"، فإن الزائر للقدس في جمعة رمضانية يرى فيها ما يسر الخاطر، ويقرأ في عيونها الشوق الدائم إلى من يأتي إليها ليرفع اسم الله في وجه الأسْر والآسِرين. ولعل الأمثلة لا تحصى على الجمالية التي يتمتع بها الأقصى بضيوفه، إلا أن الصور الجميلة التي تمكنت من التقاطها في جمعتين متتاليتين (12 و19/أيلول/2008م) تتمثل بما يلي:</div> <div style="text-align: justify;"> 1.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>هناك إيمان حقيقي بأهمية التوافد للأقصى الذي بارك الله حوله، وبارك فيه، وبارك فيمن دافع عنه باليد أو باللسان أو بأضعف الإيمان؛ أي بالقلب. فالحواجز، والأسوار والجُدُر التي كُبِّلت بها القدس تشهد تزاحمات شديدة من أبناء فلسطين، ومن مختلف الأعمار من الجنسين، في ظل رغبة جامحة، وإيمان عميق بضرورة الصلاة في الأقصى بما يحمل من معاني المكان المقدس الذي يجب أن تُشَدَّ إليه الرحال من كل حدب وصوب.</div> <div style="text-align: justify;"> 2.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>المصلون، في مجموعهم، يشكلون لوحة تقرأ فيها تفاصيل الوطن الفلسطيني الذي لم ينزع ثوبه رغم العقود الستة التي مرت عليه تحت نير الاحتلال والإحلال الذي لم يدع وسيلة لطمس الهوية الفلسطينية إلا واتبعها. ففي ساحات الأقصى وردهاته يتجول الزي الفلسطيني من كافة الأنواع والأشكال والطرز. أي أن الجغرافيا الفلسطينية موجودة معاً وتبدو كجسد متماسك في مواجهة الطمس المبرمج.</div> <div style="text-align: justify;"> 3.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>إن منظرَ المُسعِفين وهم ببزاتهم الخاصة ذات اللون البرتقالي يعيد الأمل المفقود، فهم فتية من أبنائنا، ذكوراً وإناثاً، يتجولون بين المُصلين-المُتَعَبِّدين لكي يطمئنوا عليهم، ولكي يقدمون الخدمات الطبية السريعة لمن يحتاجها، وبسرعة فائقة. كما أن هناك من الشباب من يتمترس عند بوابة الصخرة المشرفة لكي يمنع الاختلاط الذي حرمه الله.</div> <div style="text-align: justify;"> 4.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>إن الإفطارات التي تُقَدَّمُ لمن يقيم ليله في المسجد الأقصى تشير إلى الخير الكامن في الأمة رغم المحن، والتشرذم، والهزائم المتلاحقة. وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأمة بقوله: "أمتي كالمطر لا تدرى الخير في أوله أم في آخره"، وفي قوله: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة" . فالخيرون يجودون بمالهم وإدارة المسجد بمال الخيرين تجود.</div> <div style="text-align: justify;"> أما من الجانب الآخر ولكي نحقق الأفضل، بل أفضل الأفضل، فإنه لا بد من الإشارة إلى النصف الآخر من الكأس، ألا وهو تلك المشاهد والممارسات التي تحتاج إلى المراجعة الدؤوبة والمستمرة لكي يُستثمَرَ الممكن من هذا المكان بأقصى الطاقات، ولكي يبقى المكان آمناً بأهله وبزواره وبالمقيمين فيه والقائمين عليه. وفي هذا المجال أود الإشارة إلى ما يلي:</div> <div style="text-align: justify;"> 1.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>نظراً للأعداد الكبيرة والمتزايدة للمصلين الذين يؤمون المكان فإن الساحات، وبالرغم من مساحاته الواسعة، إلا أن المكان يضيق بتلك الأعداد التي تتدافع تحت ظلال الأشجار. كما أنه باقتراب الوقت من الظهر تضيق مساحة ظلال الأشجار لأن أشعة الشمس تصبح عمودية. ويؤدي هذا كله إلى أن أعداداً كبيرة من المُصلِّن، يصعب تقديرها، تجلس وتصلي وهي تحت أشعة الشمس الحارقة. ولا يحتاج الأمر أكثر من إضافة شوادر من تلك التي تعطي "شبه ظل" يُمَكِّن المُصلِّين من الجلوس المريح خارج نطاق ظلال الأشجار.</div> <div style="text-align: justify;"> 2.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>نظراً لأن المحتل يشدد الخناق على عروبة القدس وإسلاميتها فإن الآفاق المسموح بها للحركة والتنقل داخل هذه المدينة المقدسة هي في أضيق مجال. حتى أن الشرفات، التي تطل على ساحات المسجد الأقصى مباشرة، أصبحت مأهولة باليهود المتدينين الذين يكيلون للإسلام البغضاء والكره. </div> <div style="text-align: justify;"> وعليه فإن الطرق التي يُسمح للمُصلين سلوكها محدودة للغاية ولا يمكنها استيعاب الأعداد الكبيرة من المُصلين الذين يحضرون مرة واحدة، ويغادرون مرة واحدة أيضاً. الأمر الذي يعني التزاحم الشديد لحد الالتصاق المؤذي الذي يسبب الآلام المبرحة للمتدافعين، سواء كان بين الرجال أنفسهم، أو بين النساء أنفسهن، أو بين الخليط منهما.</div> <div style="text-align: justify;"> عندئذ أضف شكلاً آخر من أشكال عذاب الضمير الناجم عن اضطرار المُصَلِّين (رجالاً ونساءً) إلى الالتصاق للحد الذي يُغضب "وجه الله"، كما يثير الغضب والبغضاء بين المصلين أنفسهم؛ إذ لولا لطف الله بخلقه ولولا تفهم الناس لطبيعة الموقف لنشبت نزاعات يصعب السيطرة عليها. بهذا تتحول طرق القدس، الرائعة-الجميلة إلى طرق آلام وعذابات للمصلين الذين تجبرهم قوات الاحتلال وشرطته على سلوكها. ولا أعتقد بأنه من الخيال أو الوهم أن نتحدث عن بناء جسور و/ أو أدراج كهربائية تساعد في التخفيف من تلك الازدحامات غير المقبولة، وغير المحتملة. علماً بأننا ندرك بأن الاحتلال سيعيق هذا التوجه بل سيحاربه بكاف إمكاناته كمحتل يسعى لتفريغ المكان من أهله الأصليين.  </div> <div style="text-align: justify;"> 3.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>بعد مغادرة الازدحامات في الطرق تنتقل إلى مشهد آخر، لا يقل إيذاءً وإيلاماً عن سابقه، وهو التدافع على المواصلات (الحافلات وسيارات الأجرة).. وهنا تجد نفسك بلا عنوان، إذ تتيه وسط جموع الناس التائهة-الهائمة بلا أمل يرتجى بالحصول على وسيلة نقل ما. وعندما تأتي حافلة يتدافع الناس عليها بشكل غير حضاري للحد الذي يشكل خطراً حقيقياً على حياة مريض، أو عجوزٍ، أو طفل فجميع هؤلاء مرشحون للدهس تحت أقدام المتدافعين.</div> <div style="text-align: justify;"> كما أن القادمين من المحافظات البعيدة، بخاصة المحافظات الشمالية، فإن الواحد منهم، إذا ما انعزل عن معارفه وأقاربه، سيعاني من ألم الغربة والتيه في شوارع لا يعرفها، وهو يعيش تحت ضغط ضرورة الوصول إلى بيته لتناول الإفطار بين أفراد أسرته.  ولعله من المفيد التدليل على ذلك بامرأة من محافظة قلقيلية تائهة في منطقة باب العامود، حوالى الساعة الثالثة عصراً، لا تدري كيف يمكنها الوصول إلى حاجز قلنديا الذي تنتظر عنده الحافلة التي أقلتها صباحاً. </div> <div style="text-align: justify;"> وهنا يمكننا استحضار مشهد المُسعفين الذين ذكرناهم سابقاً كصورة مشرقة نتباهى بها. أي أن الأمر يتطلب وجود أدلاء يوجهون الناس للحافلات وينظمون صفوفهم للتقليل من التدافع أو للتقليل من أعداد المتدافعين. </div> <div style="text-align: justify;"> 4.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>أما المشهد الذي يمس بالوجه العقائدي والحضاري للشعب الفلسطيني فهو المتعلق بمن يجمعون الأموال تحت عناوين ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان، والتي حرّم أحد الأخوة المتحدثين لدروس ما قبل الجمعة التعاطي معهم بالتبرع لهم، منهم:</div> <div style="text-align: justify;"> <span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>المتسولون/ ات: وهي شريحة تتعاطى بكافة أساليب النصب والاحتيال، فقد شاهدت بأم عيني إحدى المتسولات التي حاولت خطف النقود من يد متبرعة وهي تعد نفسها للتبرع لها، إلا أن المتسولة قبلت، على مضض، ما قدمته لها المتبرعة المسكينة التي اعتقدت بأنها قد أدت واجبها اتجاه الفقراء والمساكين. وهي لا تدري بأنها قد تكون دفعت نقودها لواحدة ممن ترتبط بعصابة ما من لاعبي القمار أو غيرها مما حرم الله. كما أنه يُلاحظ أن الغالبية العظمى منهم هي من النساء وليس من الرجال، وبخاصة النساء اللواتي "يتخمرن بخمار مصطنع" يٌقصد منه إخفاء الملامح للمتسولة، أو هي من ضرورات المهنة!!</div> <div style="text-align: justify;"> وفي ذلك حذر الشيخ في الدرس بقوله: "إن الدَخْلَ اليومي لهؤلاء المتسولين/ ات يصل إلى 1500 شيكل يوميا، ولا يقل عن 3000 شيكل في جمعة واحدة من جُمع رمضان"، وهو يضاهي راتب موظف.  </div> <div style="text-align: justify;"> <span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>جامعو الأموال للمساجد: ليس غريباً أن تسمع من يتلو آيات من القرآن الكريم بأخطاءٍ تُغضبُ وجه الله، وعندما تتوجه إليه تجده يجمع الأموال لـِ "بيت من بيوت الله". وهنا تتساءل: أين سيذهب هذا بالمال الذي يجمعه بلا وصولات، وبلا مستندات مالية صحيحة؟</div> <div style="text-align: justify;"> وأي مسجد هذا الذي سيُبنى من أموال الزكاة التي قال حولها أحد الأخوة المتحدثين في درس ما قبل خطبة الجمعة: "لا يجوز وضع زكاة الأموال في المساجد لا للتأثيث ولا للبناء وهو حرام، (...) وإذا سبق أن أخرجتها للمساجد عليك أن تخرجها مرة أخرى للفقراء والمساكين"، وأشار المتحدث إلى أن 8% من شعبنا هم فقراء يستحقون الصدقات وزكاة الأموال. </div> <div style="text-align: justify;"> <span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>جامعو الأموال للجمعيات الخيرية: وهم شريحة ممن ينشطون في جمع الأموال في شهر رمضان لصالح مؤسسات غير متفرغة للفقراء والمساكين، بل أن جزءاً، قد يكون يسيراً، هو الذي يُصرَف لصالحهم. وقد أشار المتحدث إلى من يجمع المال لتشييد برك السباحة أو الملاعب، في حين أن الشعب يتضور جوعاً.</div> <div style="text-align: justify;"> <span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre;"> </span>جامعو الأموال بحجة العلاج: وهي شريحة ممن يدعون حاجتهم للأموال لكي يحصلوا على العلاج، وقد شاهدت واحدة من هذه الفئة تحمل وثيقة من إحدى المؤسسات الطبية تفيد بالحاجة للعلاج من مرضٍ مستعصٍ، ففاجأتُها بالسؤال: هل توجهتِ لوزارة الصحة للحصول على التحويلة اللازمة فارتبكت ولم تُجِب بإجابة واضحة. </div> <div style="text-align: justify;"> بعد هذا الاستعراض الموجز لبعض ما نشاهده في أقصانا وقدسنا لا بد من التوقف بالتقييم والتقويم على قاعدة أن القدس بمقدساتها هي عنواننا الوطني، وهي عاصمة الدولة التي قدمنا التضحيات الجسام من أجل إقامتها. </div> <div style="text-align: justify;"> كما هو معروف، عالمياً، فإن عاصمة أي بلد تحظى بالرعاية والاهتمام بكل تفاصيلها من قِبَلِ الدولة. ونظراً لأن عاصمتنا أسيرة فإن الواجب الديني، والوطني، والقومي يتطلب من الجميع التكاتف والتعاضد من أجل تعزيز الصور المشرقة لها كعاصمة، وتعميمها، وجعلها هي الأساس وليس الاستثناء. ويتطلب الأمر المراجعة الدائمة، ووضع كافة السلبيات المذكورة، وغيرها مما لم يُذكر، تحت الضوء من أجل الاعتراف بها كمشكلات تستحق المعالجة الفعلية، لكي نبدع في استحداث الوسائل والطرق الكفيلة بتوفير التسهيلات اللازمة لكي يُمضي المصلون وزوار المسجد الأقصى أوقاتهم ركعاً سُجَّداً في جو من الدعة والطمأنينة.</div> <div style="text-align: justify;"> أما بشأن المتسولين وجامعي الأموال بطرق غير مشروعة، فإنه لا بد من لَجْمِهِم باعتبارهم من العابثين بسمعة شعبنا، وكبريائه، وكرامته الوطنية.</div> <div style="text-align: justify;"> وفي الختام لا بد من التوجه بالشكر والتقدير لأبناء أمتنا العربية والإسلامية الذين يحاولون أخذ دورهم في الدعم المادي والمعنوي لمؤسسات القدس ومنشآتها التي تعزز الهوية العروبية والإسلامية لهذه المدينة المقدسة، وندعوهم لبذل المزيد في مواجهة محاولات التهويد التي أخذت تهدد كافة تفاصيل هذه المدينة المقدسة والغالية على قلوب العرب والمسلمين. ونذكرهم جميعاً بأن هذه المدينة بشكل خاص، وفلسطين بشكل عام، هي أمانة في عنق كل من يستطيع الدعم والإسناد، فهي مسرى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، وعنها قال تعالى في محكم كتابه العزيز: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" صدق الله العظيم (سورة الإسراء، الآية 1).</div> <div style="text-align: justify;"> <br /></div> <div style="text-align: justify;"> عزيز العصا/ العبيدية، 21/أيلول/2008م</div> <div style="text-align: justify;"> نُشِر في صحيفة القدس بتاريخ 23/9/2008م صفحة 19 </div> </div>

شئون مقدسية المسجد الأقصى: بين عبق التاريخ.. والواقع المؤلم

القدس عروس فلسطين، بل هي جوهرة العروبة والإسلام، ضاعت في غفلة من الفرقة، والتشرذم وانعدام الحيلة. لن أتحدث في السياسة، وكيف ضاعت فلسطين ودرتها القدس.. ولن أتطرق إلى الظروف التي جعلت الكرامة الوطنية في مهب رياح الاحتلال والمحتلين.. ولا مجال للتحدث عن…

مزيد من المعلومات »

إنما (الدول) الأخلاق ما بقيت..

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhYZPfXRiTWM1wJEtnFFc6ouaISuHRuauQ603c0csQ103nNG-y5JNfG-_NTYYGlBJfxwoCia1UrDmAd19FSHBPZXcrbG2NIn2DTyPljxQM-icGRZ5XmyhqG1bNHCuJxftLj24hOWkSmnSog/s1600/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3.jpg" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="245" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhYZPfXRiTWM1wJEtnFFc6ouaISuHRuauQ603c0csQ103nNG-y5JNfG-_NTYYGlBJfxwoCia1UrDmAd19FSHBPZXcrbG2NIn2DTyPljxQM-icGRZ5XmyhqG1bNHCuJxftLj24hOWkSmnSog/s1600/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3.jpg" width="400" /></a></div> <br /> <div style="text-align: justify;"> بداية؛ أسجل اعتذاري للشاعر الراحل "أحمد شوقي"، للتغيير الذي أحدثته على بيت الشعر المشهور؛ إذ أن للضرورة أحكام. فقد شهدنا في الآونة الأخيرة حركة دؤوبة من الاحتلال شملت الجامد والمتحرك على أرض فلسطين، بخاصة في محافظاتها الشمالية (الضفة الغربية)، أما البشر فلم يعد لهم وجود، أمام الهجمة التي مارس علينا بحجة البحث عن "مخطوفين!!".</div> <div style="text-align: justify;"> وقد قُدِّرَ لي أن أكون "شاهد عيان" على هذه الحملة؛ إذ دهمنا جيش الاحتلال، بعيد منتصف الليل، بقوة كبيرة بدأت بالالتفاف حول المنازل والطرق على الأبواب، بشكلٍ مروّعٍ، يصاحب ذلك نداءات الجيش التي نصُّها: "جيش.. افتخ باب"؛ هذه العبارة التي تضغط على مسامعنا، وعلى أعصابنا، وعلى عقلينا (الظاهري والباطني) منذ سبعة عقود من الزمن.. </div> <div style="text-align: justify;"> ينقسم المداهمون بين ملثمٍ، وصاحب وجه مطلي بلون رمادي. أما الإجراءات، وكما تعودنا عليها، فتبدأ بإخراج كل من في البيت، و(أحياناً) يراعى وضع الأطفال النائمون، ثم التفتيش بأشكالٍ ومستويات مختلفة؛ يحكمها الوضع النفسي للجنود المُداهِمين. </div> <div style="text-align: justify;"> في هذه المرة؛ لم يسلم طفلٌ ولا عجوزٌ ولا امرأة ولا فتاة، وأما الشباب فهم اللقمة "المشتهاة" التي يسعى الجنود إلى "التهامها" وابتلاعها بنهمٍ شديد.</div> <div style="text-align: justify;"> لكي لا نبتعد عن موضوع العنوان؛ أود التأكيد على أن ما شاهدته من فِعال الجنود وأفعالهم، هو من النوع الذي لا يمت إلى أخلاق "الجندية" و/أو "العسكرية" بصلة، فقد شاهدت "بأم عيني" كيف أن جندياً أجبر الأم-الشابة على (جرّ) أطفالها (وهم نيام) لكي تغادر، هي وأطفالها، إلى خارج المنزل. وعندما اعترضت على ذلك لدى الضابط-المسؤول الذي "صدمه" المشهد، صرخ على الجندي بلغته، ثم توجه إليَّ وقال: أنا المسؤول هنا، وأمر بإعادة الأطفال إلى أسرّتهم.</div> <div style="text-align: justify;"> أما "البروتوكولات" الخاصة بالتفتيش فهي تأتي تحت عنوان: استباحة كل شئ، بعد أن يتم (تجميع) الآدميين في غرفة محددة تحت رقابة مشددة من جنودٍ؛ يوجهون بنادقهم إلى صدور (أصحاب المنزل)، ليتم "نبش" كل شئ. ومما هالني أن يتم الطرق على كل بلاطة، والطرق على الجدران، والعبث في خزائن الملابس، والتفتيش بين صفحات الكتب. أما الأوراق والمستندات فتصبح في مهب رياح الجنود الذين (منحوا!!) أنفسهم حق الاطلاع على خصوصيات الأسر، أياً كانت درجة تلك الخصوصية، مع التركيز على الأقراص المدمجة، وحتى دفاتر الشيكات تم استباحتها. وأما الهواتف النقالة وأجهزة الحاسوب المحمولة فقد تم (تجميعها واحتجازها)؛ لتصبح في خبر كان.</div> <div style="text-align: justify;"> يتم هذا كله، بموازاة المشهد الآخر، المتعلق بمن يتم اعتقالهم؛ بتعصيب عيونهم و"صلبهم" على الجدران. وبعد مرور ثلاث ساعات، اختتم المشهد بمغادرة الجنود وقد حملوا ما قرروا حمله من بشر، ومواد وأدوات وأجهزة، وأوراق... الخ، دون أي إقرار منهم باستلامه، وألقوا بالباقي على قارعة الطريق.</div> <div style="text-align: justify;"> وعندما تضم هذا المشهد إلى ما جرى ويجري، في مناطق أخرى، تجد أن ما ذُكِرَ أعلاه هو صورة جميلة؛ إذا ما قورنت بما جرى من اعتقال شيوخ-كهول، ونساء، وأطفال، وتخريب مساكن، وتفجير أبواب و/أو خلعها، وسرقة أموال الناس وممتلكاتهم وحاجياتهم الشخصية؛ كما حصل في مخيم الدهيشة ببيت لحم، وبلدة تقوع، وما جرى للفروع الأربعة للصراف عابدين، وغير ذلك من القصص والروايات التي تشير إلى الذعر الذي يعيشه شعبنا على أيدي جنود الاحتلال. </div> <div style="text-align: justify;"> وقد دفعت تلك الأفعال الصليب الأحمر، إلى إصدار تقرير في 18/6/2014، أشار إلى أن "العملیة العسكریة (للاحتلال) الجاریة حالیاً" قد تضمنت تفتیش البیوت؛ بیتاً بیتاً، وشنّ مداهمات لیلیة، واعتقال (المئات)، والاستیلاء على بعض البیوت الخاصة. وتُسفر الاعتداءات والاشتباكات الراهنة عن خسائر بشریة تمثلت في حالات (استشهاد) وإصابات في الضفة الغربیة وقطاع غزة، وتؤدي إلى تفاقم الإحباط، كما "یواجه المدنیون القاطنون في الضفة الغربیة حالیاً قیوداً متزایدة على تحركاتهم وتنقلاتهم، ولم یتمكن الآلاف من أفراد العائلات من زیارة أحبائهم المعتقلین؛ بسبب عملیات الإغلاق الأمنیة". </div> <div style="text-align: justify;"> الأمر الذي دفع مدیر عملیات اللجنة الدولیة لمنطقة الشرق الأدنى والشرق الأوسط، لينادي بالقول: "یجب أن تتوافق العملیات العسكریة، توافقاً تاماً، مع ضرورة احترام حیاة المدنیین، صون كرامتهم وسُبل عیشهم".</div> <div style="text-align: justify;"> من هنا؛ نجد أن الاحتلال، بحكوماته المتتابعة، يسلط علينا جنوداً مشبعون، إلى حد الثمالة، بالفكر الذي بُنيت عليه (دولتهم)؛ وهو أن الشعب الفلسطيني قابلٌ للاستباحة، وأن لا حقوق له في العيش الكريم، وأن أفراده ليسوا من بني البشر الذين يحق لهم النوم والأكل والشرب. </div> <div style="text-align: justify;"> وفي هذا الصدد يقول "بنجامين بوغرند" في مقال له بعنوان "الأبرتهايد.. والحقيقة"، كما ورد في صحيفة القدس (21/12/2013، ص16): "السكان العرب في نطاق الخط الأخطر يعانون من التمييز، والاحتلال في الضفة الغربية هو طغيان". كما ورد في "أوراق إسرائيلية-63" الصادر عن (مدار) بتاريخ 18/6/2014م، أن منظمة "يش دين" ("يوجد قانون") (الإسرائيلية) قد أصدرت في تشرين الأول 2013، تقريراً يفيد بأنه لا يوجد في "إسرائيل" إدانات تأخذ بالحسبان الخطورة الخاصة التي ينطوي عليها ارتكاب مخالفات "جرائم حرب" من طرف جندي ("محارب") ينشط في مقابل سكان مدنيين، كما أن الأغلبية الساحقة من هذه المحاكمات تنتهي بمعاقبة المدانين بعقوبات مخففة على نحو بارز. </div> <div style="text-align: justify;"> النتيجة التي يمكننا الخروج بها تتلخص في: أن السلام مع الاحتلال هو ضرب من المستحيل، والعيش الكريم تحت حرابه ضرب من الخيال، واستحالة "منحنا" حقوقنا في المواطنة على أرض الآباء والأجداد؛ باعتبار أننا (نحن الغزاة!!) وهو صاحب الأرض الأصلي! ويبقى السؤال (المفتوح) على كل الاحتمالات: من سيبقى على هذه الأرض، نحن أم الاحتلال؟ </div> <div style="text-align: justify;"> لا شك في أن للإجابة على هذا السؤال (استحقاقات) ضخمة، تضاف إلى الاستحقاقات التي قدمها شعبنا حتى تاريخه. وإلى ذلك الحين، فلنردد معاً، قول شاعرنا أحمد شوقي (توفي في العام 1932):</div> <div style="text-align: justify;"> إنما الأمم الأخلاق ما بقيت               فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا</div> <div style="text-align: justify;"> وقول شاعرنا-الشهيد عبد الرحيم محمود، في العام 1938:</div> <div style="text-align: justify;"> فإما حياة تسر الصديق               وإما ممات يغيظ العدا</div> <div style="text-align: justify;"> وقول شاعرنا "أنطون الشوملي-أبو الوليد"، في العام 1934:</div> <div style="text-align: justify;"> فإما حياة الأباة الكرام              وإما ممات يروق السماء</div> </div>

شئون مقدسية إنما (الدول) الأخلاق ما بقيت..

بداية؛ أسجل اعتذاري للشاعر الراحل "أحمد شوقي"، للتغيير الذي أحدثته على بيت الشعر المشهور؛ إذ أن للضرورة أحكام. فقد شهدنا في الآونة الأخيرة حركة دؤوبة من الاحتلال شملت الجامد والمتحرك على أرض فلسطين، بخاصة في محافظاتها الشمالية (الضفة الغربية)، أما ا…

مزيد من المعلومات »