0
سعيد مضية في كتابه "بلفور وتداعياته الكارثية".. يتساءل:
من هم الهمج: نحن أم هم؟
نشر في صحيفة القدس، بتاريخ: 17/12/2017، ص: 14  
                                                         عزيز العصا
الدكتور سعيد مضية؛ كاتب وباحث فلسطيني مخضرم، مهتم بالشأن السياسي وما يتصل به من الشئون الأخرى: الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. يساري الفكر والانتماء، ويؤصل مفاهيمه الفكرية والسياسية وفق هذا الانتماء الذي لم يتخلّ عنه، رغم التراجعات التي عصفت بالكثير ممن كانوا يعادون الامبريالية، وأصبحوا الآن يتنعمون بدولاراتها دون وازع من خجلٍ من خطاباتهم التي تركوها للأجيال –على الورق-، ثم تخلّوا عنها في غفلة من النكوص والتراجع.
وأما الإنتاج الفكري الذي نحن بصدد لـ "سعيد مضية"، فهو كتابه "بلفور وتداعياته الكارثية.. من هم الهمج: نحن أم هم؟"، الصادر، في طبعته الأولى، عن وزارة الثقافة الفلسطينية، في العام 2017. يقع الكتاب في (244) صفحة من القطع المتوسط، يتوزع عليها أربعة فصول، 1)  بوتقة الانتداب تجسد الخرافات واقعا، 2) نظام أبارتهايد.. التطهير العرقي مستمر، 3) هرولة نحو إسرائيل الإقليمية، و4) تفكيك الأبارتهايد .. إسقاط الليبرالية الجديدة.
ونحن نعيش، هذه الأيام، أجواء مرور مائة عام على وعد وزير خارجية بريطانيا "بلفور" في العام 1917؛ فإنه من الأهمية بمكان مناقشة هذا الكتاب، وتناوله بالقراءة والتحليل.
قدّم للكتاب، قيد النقاش، المفكّر الفلسطيني المعروف "عصام مخّول"، الذي أطلق على وعد بلفور "الوعدالمؤامرة"، الذي لا تزال تداعياته "فاعلة بقوة إلى يومنا هذا، ليس اتجاه فلسطين وشعبها فحسب، بل اتجاه المنطقة العربية وشعوبها كلها" (ص: 6). ثم يستقبلنا "مضية" بتوطئة واختزال يشير فيها إلى أن "صاحب البيان –الوعد- تعمّد استثناء شعب فلسطين من حق تقرير المصير ليتواصل الاستثناء طيلة قرن من الزمن، شمل الكثير من الاتفاقات والقوانين الدولية ذات المنحى الإنساني (ص: 15).
يستعرض الكاتب، في الفصل الأول، وبحجم يعادل ثلث الكتاب، الحقبة الممتدة المؤتمر الصهيوني الأول في بازل في العام 1897 والنكبة التي مني بها الشعب الفلسطيني في العام 1948. ويشير "مضية" إلى أنه حتى قبيل وعد بلفور كان لليهود على أرض فلسطين نحو (28) مستعمرة، أسسها اليهود المهاجرون من روسيا وأوروبا الشرقية، بأموال روتشيلد وأمثاله من أغنيائهم. كما أن بريطانيا، في تلك الأثناء، كانت منهمكة في صراع عالمي لم يبلغ نقطة الحسم؛ كانت بأمس الحاجة إلى إشراك الولايات المتحدة الأميركية في العمليات الحربية، ما اقتضى تجنيد تأثير اليهود لوضع حد لتردد السياسة الأميريكية (ص: 22).
ثم يناقش عددًا من الروايات ذات الصلة بذلك الوعد والظروف التي أحاطت به، أهمها تلك الرواية التي تفيد أن وعد بلفور هو "مأثرة" اليهودي "لويس برانديس"؛ الصديق الحميم للرئيس الأمريكي "ولسون" (ص: 22-23)، وما تشير إليه الدلائل التاريخية من أن علاقة جمعت بلفور من مؤسس الحركة الصهيونية "هيرتزل"، كان عرّابها القس "وليم هتشلر" ممثّل الكنيسة الأنجليكانية البريطانية في فيينا (ص: 25).
يحاول "مضية" التعمق في الجذور العقائدية والفكرية التي غذّت ذلك الوعد، فيتطرّق إلى الصهيونية المسيحية، المقترنة بالأصولية البروتستانتية، التي تبنت ثلاثة شروط لنزول المسيح، هي: هجرة اليهود إلى فلسطين، وإقامة دولة يهودية في فلسطين، ثم بناء الهيكل (ص: 26). كما يشير إلى أن الصهيونية جاءت "نسخة كربونية" للاستيطان الأوروبي في القارة الأمريكية؛ عندما انقلبوا إلى "كواسر" تصطاد البشر، واجترحوا من إبادة الجنس حضارة أميريكية متفوقة، والقاسم المشترك بين الاستيطانيْن يكمن في سفر يشوع، بصدد تدمير أريحا وإبادة شعبها  (ص: 31-32، 100-101).
وأما بشأن الحقبة الممتدة بين وعد بلفور في العام 1917 والنكبة في العام 1948، وما تتضمنه هذه الحقبة من انتداب بريطاني على فلسطين، فيناقش الكتاب ما جرى على أرض فلسطين، بشئ من الاقتضاب، بدءًا بتعيين السياسي اليهودي "هربرت صموئيل" كأول مندوب سامي على فلسطين خلال الفترة (1920-1925)، والذي قال فيه وزير خارجية بريطانيا في حينه: "لم نجد أكفأ من السير هربرت صموئيل لتنفيذ وعد بلفور بولاء وإخلاص" (ص: 40). ثم شرع صموئيل في إعداد فلسطين لتكون دولة يهودية؛ من خلال العديد من القوانين واللوائح والتعليمات لصالح اليهود ومحاصرة العرب سكّان الأرض الأصليين.
تتوالى الأحداث على أرض فلسطين، خلال هذه الحقبة؛ من هجرة اليهود، وتضاعف بناء المستعمرات، وشراء مساحات من الأراضي، وما يقوم به أهل فلسطين من ثورات ومقاومة مسلّحة وغير مسلّحة، أطلق عليها الكاتب "مقاومة فلسطينية متعثرة". أضف إلى ذلك ما تضمنته تلك الحقبة من اللعب على الحبال من قبل المنتدِب البريطاني في المجتمع الفلسطيني، بخاصة على مستوى العائلات المتناحرة، والتي طبّقت فيها دولة الانتداب استراتيجية "فرّق تسد".
يتطرق الكاتب إلى مشاركة المرأة وإلى دور الشيوعيين في تلك المقاومة، مشيرًا إلى أن "صلات الشيوعيين بالثورة طهّرت نضال شعب فلسطين من لوثة العنصرية" (ص: 49-59). ويتوقف "مضية" عند "عصبة التحرر الوطني"؛ التي تشكلت في العام 1943 كحزب ديمقراطي يسترشد بالفكر الماركسي (ص: 77)، وتبنت شعار "دولة فلسطينية ديمقراطيّة" الذي طرحته الأممية الشيوعية (ص: 76). وانبرت العصبة –بجرأة ومسئولية وطنية عالية- بالتصدي لنهج الإرهاب السياسي الفردي والاغتيال الفسيولوجي في العمل الوطني (ص: 80). ويرى "مضية" بأنه قد "لو تضافرت الظروف لتحقيق رؤية العصبة، لوفّرت الكوارث والنكبات على الشعب الفلسطيني، ولاختصرت المتاهة التي انجرفت إليها القضية الفلسطينية (ص: 79). 
وبشأن العدو، يتوقف "مضية" عند الصهيونية العملية التي عمّقت العداء اليهودي-العربي، وصعّدت الزعيم الصهيوني بن غوريون، الذي توفي أبرز معارضيه بطرق غامضة (ص: 70، 75). كما يؤكد على أنه كان هناك تعاون بين الصهيونيّة والنازيّة، مستشهدًا باتفاق تم بين الطرفين على السماح لجماعات من المتموّلين اليهود بالهجرة إلى فلسطين، يحملون مبالغ مالية وسلع مقدّرة بأثمان متفق عليها (ص: 62).
وأما الملامح الرئيسية للنكبة، وبحسب "مضية"، فقد بدأت تتجلّى بعد صدور قرار التقسيم، في 28/11/1947، مباشرة؛ عندما شرع بن غوريون يقود هجمات ذات طابع وحشي، كما جرى في قرية "خصاص" التي تم نسف البيوت على أصحابها وهم نيام (ص: 84). ثم استمرّت العمليات اليهودية بحق الفلسطينيين، مصحوبة بالقتل والنهب والسرقة والتهجير القسري... الخ، أضف إلى ذلك حالات عديدة من اغتصاب النساء، بصورة جماعية أو فردية (ص: 91). ويجري ذلك كله تحت إطار ادّعاء اليهود بدوْر "الضّحيّة من جانب، في الوقت الذي يتعاملون مع الفلسطينيين كأشياء بلا قيمة؛ مجرّد إحدى عوارض الطبيعة التي يجب إزالتها (ص: 85-86).
تتعمّق النكبة، شيئًا فشيئًا، ويتخللها القرار رقم -194- في 11/12/1948، القاضي بعودة غير مشروطة للاجئين. إلا أن القتل والقتال يستمر، وانتهت بـ "غنائم!" سيطر عليها اليهود، منها: ما يقدّر بمائة مليون جنيه فلسطيني، وهي قيمة الأملاك التي تركها العرب المهجّرين، والأراضي الزراعية وما عليها من مزروعات، والأوقاف –الإسلامية والمسيحية- (ص: 97-98) وغير ذلك مما تحتويه الأرض التي تم احتلالها من عمران وتراث وحجر وشجر.
في محاولتها إزالة آثار جريمتها، قامت الدولة الوليدة بالعديد من الإجراءات، على الأرض، لمحو أثر الفلسطينيين وإنشاء الكيان الجديد، كمصادرة الأراضي، وبناء المستعمرات على أنقاض الأوقاف والقرى المختلفة، وزراعة الصنوبر بدل الزيتون، وزراعة الغابات وإنشاء الحدائق فوق القرى، وغير ذلك من الإجراءات التي يصعب ذكرها في هذه العجالة.
من جانب آخر، لم يغفل "مضية" عن دور بريطانيا في هذه الحرب "الهمجية"، عندما تمت المذابح المختلفة، إبّان حقبة انتدابها على فلسطين، دون أن تحاول توفير أي حماية لهم، بل أنها أعاقت جهود الأمم المتحدة للتدخل بطريقة كان من الممكن أن تؤدي إلى إنقاذ كثير من الفلسطينيين (ص: 92-93).
وفي الفصل الثاني من كتابه، يتطرق "مضية" إلى نظام الأبرتهايد الذي أقامته "إسرائيل" كدولة على أرض فلسطين. ويشمل هذا النظام جميع مناحي الحياة، كالتعليم الذي يحرض ضد العرب، ويحرص على ترسيخ موقف عنصري لدى الأجيال اليهودية، ويعمل على طمس الهوية القومية للعرب وصهينة وعي الأجيال العربية (ص: 111)، والسكن الذي يشهد هدم بيوت العرب وعدم منحهم تراخيص للبناء (ص: 107). ويجري كل ذلك في ظل تحصين هذه السياسات الأبرتهايدية من خلال "اللجنة الصهيونيّة الأمريكية للشئون العامّة (الإيباك) (ص: 115)، وتجريم أي انتقاد لإسرائيل، بعد أن تم تبرئتها من تهمة الأبرتهايدية (ص: 119).
ويتداخل الفصلان الثاني والثالث في وصف وتشخيص دور إسرائيل وفعلها على الصعيديْن الإقليمي والدولي. إذ يستعرض "مضية"  المنهجية التي اختطتها إسرائيل لنفسها، منذ أيامها الأولى، وهو نهج الاغتراب عن المنطقة، وأن لا تكون دولة لمجموع شعبها (ص: 131)، فاتبعت آلية إثارة المعارك والتحرشات بسوريا ولبنان ومصر، وتدبير الدسائس ونشر الفتن داخل الدول العربية، وشاركت في العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956. وامتدت أذرعها الأمنية حتى المغرب وعمان واليمن. ويتم ذلك كله بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، ومع أذرعهما من دول المنطقة.
وأخيرًا، تأتي حرب حزيران في العام 1967 كخيار إسرائيلي، أصرّ عليه ضباط هيئة الأركان العامة للجيش، إذ تأكد لديهم ضعف العدو البالغ، فأرادوا توجيه ضربة قاتلة (ص: 141)، واستكملت احتلال ما تبقى من فلسطين، التي لا تزال ترزح تحت أطول احتلال في التاريخ المعاصر.
وبعد هذه الحرب ونتائجها، تبدأ إسرائيل بالتمدد مكانيًا وزمانيًا، بعد أن دمرت العديد من القرى الفلسطينية، بخاصة الحدودية منها، وسحقت حارة المغاربة وحولت حائط البراق الإسلامي إلى "المبكى" اليهودي، ووحدت القدس كعاصمة لها (ص: 146)، ثم أخذت تعيث فسادًا في المدن والقرى والبلدات والمزروعات والأشجار، ونشرت المستعمرات على طول الضفة الغربية وعرضها، حتى وصل عدد المستوطنين فيها مؤخرًا إلى نحو (650) ألف مستوطن (ص: 149).
هكذا، نشأ حلف استراتيجي متين بين إسرائيل –المنتصرة والمعربدة في المنطقة- مع المسيحية الأصولية في الولايات المتحدة، ومع الدول الأوروبية واليابان، إلى جانب اكتساح منابر الميديا وبنوك المعلومات ومراكز الأبحاث ودور النشر في أمريكا –وغيرها من الدول الحليفة- (ص: 149-150).
يخصص "مضية" الفصل الرابع، والأخير، من كتابه هذا إلى ما يمكن تسميته "مراجعة الذات"، والتوقف عند مواطن الضعف والقوة في الحالة الفلسطينية. فينتقد تغييب المراجعة النقدية عن النشاط السياسي الفلسطين؛ إذ تتكرر العمليات المرتجلة والتصرفات الإنفعالية، حتى أصبحت مقاومتنا متعثرة تعاني الهزائم والانتكاسات (ص: 196). ويعزي جانب من هذا إلى أن تواجد قواعد انطلاق الكفاح المسلّح في أقطار الموجهة لإسرائيل، مما ألقى على أنظمة تلك الدول أعباء لم تحتملها؛ فراحت تكيد للكفاح المسلّح الفلسطيني (ص: 198).
وينتهي "مضية" إلى السؤال الاستراتيجي: كيف نخرج الحالة الفلسطينية من مأزقها؟
وفي هذا الجانب، يناقش عددًا من السيناريوهات، دون أن يغفل عن الممارسات النضالية السابقة، التي يرى فيها أنها "أنماط لم يستكمل أي منها شروط نجاحه: العمل المسلح، التفاوض، المقاومة الشعبية، والتحالفات.. لم تستكمل عدتها وعادت بالانتكاسات. كما يرى أن إغفال العلاقة العضوية بين الصهيونية والامبريالية ما زال مصدر توريط في المشاكل المستعصية؛ فمن المستحيل أن تسفر الوساطة الأمريكية، أو غير الأمريكية، عن حل يستجيب للعدالة في فلسطين. (ص: 209). وينبّه إلى أن دخول الدبلوماسية الروسية على خط التسوية السلمية للصراع حول فلسطين، يلغي مبرر التعلق بالدور الأمريكي لحل النزاع (ص: 210).
ويختم "مضية" بمناقشة ما أسماه "جدل الثقافة والسياسة"، والذي يتبنى فيه قول البروفيسور فالك خبير القانون الدولي: "أنصار إسرائيل ذوي النفوذ نقلوا النقاش بصدد النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي إلى نمط من الحرب الثقافية العدوانية" (ص: 225). ويناقش ثقافة الكراهية التي تتركها سياسات إسرائيل على المجتمع اليهودي اتجاه المجتمع الفلسطيني. وأما على المستوى الداخلي الفلسطيني، فيرى أنه لن ينتشل الجماهير العربية من مأزقها غير "ثقافة الديمقراطية، التي تشيع الوعي لدى كل فرد بالمسئولية الوطنية، وتدفعه للخروج على الأنظمة الأبوية وثقافتها المعاقة. وأن المقاومة الثقافية تتصدر المهمات الكفاحية (ص: 227). وأما فصائل المقاومة الفلسطينية، التي يرى أنها فقدت رديفها الثقافي، فيطالبها بتجديد ثقافة المقاومة وتنقيتها من الأفكار المتخشّبة (ص: 241).        
لنا كلمة،
جاء هذا الكتاب-الدراسة في الوقت الذي تعصف الأسئلة والتساؤلات، ويسود الغضب والحنق الجماهيري على بريطانيا التي لا تملك ووعدها لمن لا يستحق. وقد أجابت على العديد من الأسئلة، بخاصة العمق الأيديولوجي للصهيونية، وعلاقتها بالصهيونية المسيحية، التي مهّدت للوعد. والعقيدة التي جعلت اليهود، إبّان النكبة يقتلون الفلسطينيين ويشرّدونهم بلا هوادة. كما أنها تفضح الدّور الأمريكي المتحيّز إلى الجانب الإسرائيلي، على حساب القوانين واللوائح الدولية التي تحفظ لشعوب الأرض حق العيش الكريم على أرضها. وفي ذلك همجية ما بعدها همجية. وفي المحصّلة أجابت على السؤال الاستراتيجي الآخر: من هم الهمج: نحن أم هم؟ 
 إلا أن هناك قضايا ذات صلة، بل جوهرية في الموضوع، لم تتطرق لها الدراسة، كتحليل نص "الوعد" ومحاكمته محاكمة قانونية، والدوريْن الفرنسي والألماني في التهيئة والإعداد لذلك الوعد، والدور الروسي في هجرة اليهود إلى فلسطين. كما لم تعرّج الدراسة على الظروف الدقيقة التي أعلن فيها عن قيام الدولة العبريّة، والدول التي اعترفت بها، بخاصة الاتحاد السوفيتي، الذي سارع إلى الاعتراف بالدولة الوليدة قبل بريطانيا نفسها "صاحبة الوعد". لا سيما وأن الدراسة توقفت، مطوّلًا، عند نضالات الشيوعيين عبر حقبة الانتداب، ورفضهم للاحتلال وتهجير الشعب الفلسطيني عن أرضه، دون الإشارة –بما يكفي- إلى نضالات وتضحيات الفئات السياسية الأخرى.      
وهناك عدد من المفاصل التاريخية المعاصرة التي لم تتوقف عندها الدراسة، كحرب تشرين، والحرب الأهلية اللبنانية، ودخول الإسلام السياسي في ساحة القتال، والانتفاضتين: الأولى والثانية، كما أن اتفاق أوسلو لم يحظ بأي قدر سوى ما أدى إلى اغتيال رابين، الذي يرى فيه "مضية" حرف مسيرة المنطقة باتجاه الحروب والفتن الطائفية وتهويد فلسطين.
بقي الإشارة إلى أن هناك عدم وضوح في المنهجية البحثية، لا سيما الجانب التوثيقي، الذي لم يمكنني من متابعة النصوص المقتبسة من المراجع، كأرقام الصفحات، وفي بعضها لم يتم ذكر سنة النشر أو دار النشر. كما أن هناك أرقامًا للتوثيق، جاءت في نهايات الفقرات دون أن يتمكن القارئ من الاستدلال عليها، مثل: 118 (ص: 62)، و90/5 (ص: 75)... وهكذا. كما أرى بأن هذه الدراسة كانت تتطلب المزيد من المراجعة والتدقيق، وضبط المراجع، وإعادة تنظيم الفقرات –التي جاءت طويلة جدا في بعض المواضع-.

فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 20/11/2017م

إرسال تعليق Blogger

 
Top