0

يهودية الدولة:
وسواس قهريّ للدولة العبريّة.. ومحاولات لشطب الوجود الفلسطيني[1]
نُشِرَ في مجلة أوراق فلسطينية –تصدر عن مؤسسة ياسر عرفات- رام الله. العدد: 19، 20. ص: 39-53  

                                                         عزيز العصا
مقدمة
قامت الحروب الصليبيّة على قاعدة أن فلسطين مهد السيد المسيح وبلده، وحاضنة القبر المقدس. ولم يفتك الصليبيون في القدس بالمسلمين وحدهم، بل قتلوا اليهود أيضًا. مما يعني أنه لم يكن في أفق الفكر الكاثوليكي أي حق للوجود اليهودي في فلسطين، كما أنه لم يكن، من وجهة نظرهم، أي وجود لما يسمى "الشعب اليهودي"، وكانوا ينظرون إلى اللغة العبرية على أنها "هرطقة"، وكانت أوروبا تعمل جاهدة على منع تدريسها وانتشارها. كما أن اليهود أنفسهم، لم تكن فلسطين تعنيهم في شئ، وحتى العبرية لم تعد اللغة المحكيّة لهم؛ فيهود الأندلس لم يكونوا يتحدثون إلا بالعربيّة حتى منازلهم. مما يدفعنا إلى السؤال الاستراتيجي: لماذا أنشِأت دولة إسرائيل؟ وما هو الدور الوظيفي الذي تقوم به؟ وهل يمكنها أن تكون "دولة يهوديّة"؟ وما مخاطر اعترافنا بهذه الدولة؟
سوف نتناول في هذا المقال، الظروف التي خلقها الغرب الاستعماري من أجل إنشاء دولة "إسرائيل"، وتطور مفهوم "الدولة اليهوديّة" أو "يهوديّة الدولة" منذ العام 1948م حتى تاريخه، ومجموعة القوانين واللوائح التي يتبناها اليمين الصهيوني من أجل نقل هذا المفهوم من الإطار النظري إلى الإطار العملي، وتطبيقه على الأرض، ومطالبته القيادة الفلسطينية الاعتراف بذلك وإقراره. كما سيتم مناقشة تداعيات وانعكاسات "يهودية الدولة" على فلسطينيي 1948 على وجه الخصوص، وعلى الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة.
 لماذا أقيمت دولة إسرائيل؟
قبل الغوص في موضوع "يهودية الدولة العبرية"، لا بد من العودة إلى الجذور التي تستمد منها هذه الدولة عصارة الصّلف والتحدي والاستعلاء في تعاملها مع الشعب الفلسطيني بشكل خاص، وجوارها الجغرافي بشكل عام.
إن دولة إسرائيل التي أقيمت على أرض فلسطين في العام 1948م، ليست سوى كيان استعماري يشكل رأس الحربة للمشروع الاستعماري الكولونيالي الغربي الهادف إلى إخضاع المنطقة برمّتها؛ بثرواتها وموقعها الاستراتيجي، لخدمة الغرب الساعي إلى السيطرة على العالم.
وأما الجذور التاريخيّة لهذه الدولة فتعود إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر، عندما انطلقت الحركة البيوريتانية- وهي الحركة "التطهّرية"([2])، التي انبثقت عن البروتستانتية في بريطانيا- التي ربط أتباعها بين حركتهم ونهضة "شعب إسرائيل" في أرضه، وأن هذه الرابطة قد جاءت بدافع الرؤيا القائلة إنه فقط بعد عودة "بني إسرائيل" إلى صهيون سيحلّ الخلاص المسيحي على البشرية جمعاء، وعندها سيحظى العالم برؤية عودة يسوع المتجددة([3]). بهذا؛ تكون تلك الحركة (التطهّرية) قد حولت الأفكار والمبادئ الدينية المتعلقة باليهود إلى عقيدة سياسية، وأهمها([4]):
1)    فكرة وجود "الشعب اليهودي".
2)    فكرة "عودة الشعب اليهودي" إلى فلسطين.
3)    فكرة "استيطان الشعب اليهودي" في فلسطين.
كما أن هناك وجهًا آخر للصورة، وهو المتمثل في أن المجتمعات الغربية أصبحت تضيق ذرعاً باليهود؛ فلم تعد تطيق وجودهم بين ظهرانيها، فظهر كتاب ومفكرون يدعون إلى التخلص من اليهود و(الزج) بهم في فلسطين، أو أي مكان آخر، لكي لا تمارس المذابح بحقهم، بين الحين والآخر. ومن بين الأمثلة على تلك الدعوات([5]):
1)  في العام 1544 ألّف مارتن لوثر كتاباً بعنوان "اليهود وأكاذيبهم", يقول فيه أننا على أتم الاستعداد بأن نزود اليهود بكل ما يحتاجونه في رحلتهم إلى أرضهم في يهوذا, لمجرد أن نتخلص منهم؛ فهم عبءٌ ثقيل ومصيبةٌ أحلت بنا([6]).
2)  في أوائل القرن السابع عشر، طالب القس البريطاني، وعالم اللاهوت، توماس برايتمان بإعادة اليهود إلى أرض آبائهم، ليس من أجل الدين؛ لأن الله يمكن أن يُعبد في أي مكان: ولكن بسبب "صراع اليهود مع الأمم التي يقيمون بين ظهرانيها".
من جانب آخر، وعندما جاء نابليون من مصر لغزو فلسطين في العام 1798 كان عازماً أمره على ما أطلق عليه “إعادة مدينة يروشلايم لليهود”، فوجّه نداءً (لليهود)، بعنوان: رسالة إلى الأمة اليهودية من القائد الأعلى الفرنسي بونابرت ومن الحاخام أهارون في يروشلايم، جاء فيها([7]): "أيها الإسرائيليون، أيتها الأمة الفريدة فرنسا تقدم لكم ورثة آبائكم، استعيدوا ما أخذ منكم بالقوة ودافعوا عنها، بدعم فرنسا ومساعدتها".
بعد نداء نابليون بعامين؛ أي في العام 1800 نشر الكاتب البريطاني جميز بيتشينو كتاباً، بعنوان: عودة اليهود حل لكل الأمم"([8])، دعا فيه إلى تجميع يهود العالم في فلسطين، تحقيقاً للنبوءات التوراتية([9])، وسعياً إلى حل الأزمات التي تجتاح الدول المسيحية والدولة العثمانية. وعلق بيتشينو آمالاً واسعة على فرنسا النابليونية لتحقيق هذا المشروع([10]).
كان نتيجة ذلك كله أنه في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، أصبح جميع الأوروبيين، وخصوصًا الصهيونيين، يفكرون تفكيرًا توراتيًا تاريخيًا، وهم يحاولون تعيين حدود "الأرض المقدسة"، في حين أن السكان المحليين والدولة العثمانية لم يعيروا هذه التعبيرات التوراتية أي اهتمام([11]).
هكذا، بدأ المستعمرون الفعليون؛ الأوروبيون من مختلف القوميّات والأقطار –بخاصة بريطانيا، يمهدون المكان –فلسطين- ويعدونه لكي يغرسوا لعنتهم في هذه الأرض، فتمكنوا من استغلال ضعف الدولة العثمانيّة، التي كانت فلسطين ضمن أمصارها وأقطارها وسيطرتها، وشهدت حقبة النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى العام 1917م حركة دؤوبة على أرض فلسطين لصالح المشروع المذكور، كانت نتيجته انتشار (36) مستعمرة يهودية.
ما أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، في العام 1917م، حتى بادرت بريطانيا بإعلان وزير خارجيتها "بلفور" عن وعده لليهود بإقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين، ثم قامت باحتلال فلسطين تحت مبرر الانتداب عليه.
بذلك؛ تكون انطلاقة الشرارة نحو برامج استعمارية للمنطقة، بشكل عام، ولفلسطين بشكل خاص، بغطاء ديني-عاطفي يهدف إلى استقطاب أصحاب رؤوس الأموال والسياسيين ورجال الدين في المجتمع الأوروبي. وبدأت الحالة الديمغرافية في فلسطين تميل لصالح اليهود القادمين من خلف البحار. فقد أشارت معطيات الإحصاءات البريطانية إلى أن مجموع سكان فلسطين قد بلغ في العام 1919 (700) ألف نسمة (منهم 665,000 عربي، و35,000 يهودي) ، ارتفع إلى (2.1 مليون) نسمة في العام 1948 (1.45 مليون عربي و650,000 يهودي)([12]). وتدرجت الحالة الديمغرافية على أرض فلسطين، خلال حقبة الاحتلال البريطاني، كما هو في الجدول الجدول رقم -1-.
الجدول رقم -1-
التطور الديموغرافي في فلسطين خلال فترة الاحتلال البريطاني (1919-1948)، حسب الإحصاءات البريطانية
تم تصميم الجدول بناء على المعلومات الواردة على الرابط التالي:
السنة والعدد الإجمالي
نسبة المسلمين %
نسبة المسيحيين %
آخرون %
نسبة اليهود %
1919
(700 ألف)
95
5
1921
(762 ألف)
76.9
11.6
0.9
10.6
1931
(1.036 مليون)
59.8
8.8
1
16.8
1948
(1.450 مليون)
69
31
وكانت بريطانيا قد عملت خلال الفترة 1917م-1948م على توفير الأجواء والظروف الملائمة لإقامة الدولة التي أعلن عنها بن غوريون فور مغادرة بريطانيا –رسميًا-، وفي أجواء مذابح وطرد وتشريد وتهجير لما يزيد عن مليون فلسطيني خلال الفترة (1947م-1949م)، واحتلال 78% من أرض فلسطين.
يتضح من الجدول أعلاه أن هناك نموًا ديموغرافيًا للعرب في فلسطين؛ إذ بقيت نسبتهم كما هي خلال الفترة (1931-1948)، رغم تضاعف أعداد اليهود. كما أنه، وبحسب هذا الجدول أيضًا، من الجدير ملاحظة أنه إذا بقي في فلسطين المحتلة بعد النكبة (150) ألفًا من العرب خلف حدود الدولة الوليدة، كما تجمع المصادر، فإن من العبث التحدث عن تهجير (750) ألفًا أو (850) ألفًا، وإنما العدد الأقرب للمنطق بين (900,000) والمليون.   
بهذا ترسخت فكرة الدولة، لتبدأ بعدها بالإعداد والاستعداد، لتأخذ الدور الوظيفي الذي أنشئت من أجله، والمتمثل بالعربدة في المنطقة وإشعال الحروب والفتن، هنا وهناك، وضمان الإبقاء على دولها وشعوبها في حالة من الفرقة والتشرذم والاقتتال. ونتيجة ذلك كله تبقى المنطقة، برمّتها، قيد التبعيّة المطلقة للغرب الاستعماري. 
يهوديّة الدولة: الفكرة والهدف..
تبع الإعلان عن الدولة في منتصف شهر أيار من العام 1948م، محاولات المحو الحضاري والثقافي والعمراني لشعب فلسطين، وإنشاء الهوية الجديدة الوليدة. وأما بن غوريون، من جانبه، فقد أكمل برنامج المحو هذا، بعرض إسرائيل كدولة اليهود، وطالب جميع يهود العالم بالهجرة إليها، مما أثار غضب زعيم اليهود – الأميركيين في ذلك الحين، يعقوب بلاوشطاين، وهو ملياردير كان يتبرع بسخاء لإسرائيل، فتسلسلت الأحداث كما يلي([13]):
1)  حضر ثلاثة من زعماء المنظمات اليهودية – الأميركية إلى إسرائيل، في شهر أيار العام 1948، والتقوا مع بن غوريون، وأبلغوه بأن "إسرائيل ليست مخولة بالإعلان عن نفسها أنها دولة يهود العالم وتدعوهم للهجرة، لأن هذا الأمر قد يشعل عداء للسامية خفيا وادعاءات حول ولاء مزدوج".
2)  هدد بلاوشطاين بوقف التبرعات لإسرائيل "إذا ما استمر قادتها بالتسبب ليهود أميركا الاصطدام مع غير اليهود حول مسألة الولاء المزدوج". وأصدر بلاوشطاين بيانا حذر فيه إسرائيل من "المس بمواضيع حساسة لليهود في أماكن أخرى من العالم. ويهود أميركا يرفضون أي تلميح إليهم بأنهم يعيشون في الشتات".
3)  بعد ذلك دعا بن غوريون بلاوشطاين إلى زيارة إسرائيل. وسرعان ما تبين لرئيس الحكومة أنه يجري مفاوضات مع زعيم يهود أميركا". وقد أوضح بلاوشطاين لبن غوريون أن "الولايات المتحدة ليست شتاتا، وهي ليست مكانا علق فيه اليهود. وبالنسبة ليهود أميركا، الولايات المتحدة هي الغاية الأخيرة...".
4)  بدوره أصدر بن غوريون بيانا تراجع من خلاله عن وصف إسرائيل بأنها  "دولة اليهود"، وأعلن أن "دولة إسرائيل تمثل مواطنيها فقط، وتتحدث باسمهم، ولا تتطلع بأي شكل من الأشكال إلى أن تمثل أو أن تتحدث باسم اليهود مواطني دول أخرى... وليس لدينا، نحن الإسرائيليين، أية نية للتدخل بأية طريقة كانت في شؤون المجتمعات اليهودية خارج إسرائيل.
منذ ذلك الحين، لم يعد التحدث في هذا الموضع، في العلن على الأقل، حتى العام 2003م وما بعده، إذ مرت بالمراحل التالية([14]):
1)  تحفظت إسرائيل –بقيادة شارون- على خطة "خريطة الطريق"، التي طرحتها الإدارة الأميركية، مطالبة بأن يُشار صراحة إلى حق إسرائيل في الوجود دولة يهودية، وإلى التخلي عن أي حق للاجئين الفلسطينيين في العودة إلى دولة إسرائيل –كان ذلك في أيار-2003م-.
2)  بعدها تم التأكيد على هذا المطلب في الكلمة التي ألقاها أرييل شارون في مؤتمر العقبة (4/6/2003)، الذي جمع وقتها الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون ورئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس. وفي حينه أيد جورج بوش هذا المطلب بكلمته التي تحدث فيها عن "التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل دولة يهودية نابضة بالحياة والنشاط".
3)  وقد بلغ التجاذب أشده بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن هذا الموضوع في مؤتمر أنابوليس (27/11/2007)، الذي نظمته الولايات المتحدة الأميركية في أواخر عهد بوش، حيث طرح هذا المطلب في كلمات كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية (وقتها) إيهود أولمرت، ووزيرة خارجيته تسيبي ليفي.
4) في العام 2009م، تحول نتنياهو نحو طلب الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية منذ الخطاب الذي ألقاه في بار إيلان في ذلك العام، أي بعد أن نفذ الفلسطينيون، في ظل قيادة أبو مازن، الشروط التي حددتها خطة "خريطة الطريق".
بعد ذلك، تكررت الفكرة عدة مرات متحوّلة من تعريف وفهم ذاتي للصهيونية ومهامتها إلى مفهوم متداول على الساحة الدولية، عندما كرر الرئيس الأميركي أوباما هذا التعريف لإسرائيل عدة مرات في خطاباته([15]).
في الثلاثين من نيسان من العام 2018م، أقر الكنيست الإسرائيلي، بالقراءة الأولى، بأكثرية 64 صوتا ضد 50، مشروع قانون القومية، الذي يعتبر إسرائيل "الدولة القومية للشعب اليهودي"، وذلك تشبها بالدول القومية الأخرى، التي نشأت خلال المائتي سنة الأخيرة، وخصوصا في أوروبا؛ وذلك على اعتبار أن القبائل والطوائف اليهودية، التي تمكنت الصهيونية من تجميعها في إسرائيل، تعتبر "قومية" يهودية بحد ذاتها.
بالتواصل الهاتفي مع المؤرخ الفلسطيني "صبري جريس"، وجدت أنه يرى في هذا "القانون!" المقترح قمة الإجراءات العنصرية الصهيونية"، ويبين وجهة نظره القانونيّة في هذا القانون، كما يأتي([16]):
خلال السنوات الأخيرة، تحت حكم اليمين العنصري، اقر الكنيست، أو قام بتعديل أكثر من قانون يستهدف "فلسطينيو 48"، الذين يعتبرون مواطنين في إسرائيل، تزيد نسبتهم عن خُمس سكانها، ويمّيز ضدهم ويحاول تقييد خطاهم والمس بحقوقهم بصورة "رسمية" في أكثر من مجال. وقانون القومية هذا هو قمة تلك القوانين، من حيث فجاجته وقبحه وخطورته، من خلال التحليل التالي:
يسقط القانون، كلمة "ديمقراطية" عند وصفه إسرائيل ولا يتطرق إليها. ويحاول المس، بصورة صبيانية، بمكانة اللغة العربية، التي تعتبر حتى الآن لغة رسمية في إسرائيل. كما انه يحظر إنشاء أي تجمع عمراني جديد، مثل إقامة مدن أو قرى جديدة، أو "مستوطنات" حسب التعبير الصهيوني المفضّل لغير اليهود.
وفي ضوء هذا القانون يرى "جريس" أنه على الفلسطينيين في أي تفاوض لهم مع إسرائيل إضافة شرط ومطلب جديدين من إسرائيل، وهما: الاعتراف بفلسطينيي 48 كأقلية قومية والإقرار بحقوقهم القومية والمدنية المترتبة على ذلك.
ولضمان اللا حلّ, يطالب نتنياهو الفلسطينيّين بأمور وشروط يعرف أنّها مرفوضة سلفاً, نذكر منها ما يلي: الإقرار الفلسطينيّ بيهوديّة دولة إسرائيل؛ أن تكون الدولة الفلسطينيّة دولة منزوعة السلاح؛ أن تحتفظ إسرائيل بغور الأردن (وبذا لا تكون تمّة حدود مشتركة بين الدولة الفلسطينيّة والمملكة الأردنيّة)؛ أن تكون القدس موحَّدة تحت سيادة إسرائيليّة([17]).
يهوديّة الدولة: وجدليّة المصطلح لدى اليهود أنفسهم
إن قراءة متأنّية لما جرى من نقاش بين يهود إسرائيل ويهود أمريكا في العام 1948م تؤكد، بما لا يدع مجالًا للشك، بأن هذا المفهوم يفتقر إلى الإجماع بين اليهود أنفسهم، إذ أنه استنهض المصطلحات الأكثر جدلًا المتعلقة بتعريف "اليهودي" وتعريف الوطن عند اليهود. وفي هذا الجانب يقول "أ. ب. يهوشواع"([18]): إن مصطلح وطن عند اليهود إشكالي، وأنهم لا يفهمون ماذا يعني وطن؛ لأنه عندهم "افتراضي". وقال هتلر في اليهود: "اليهود رأسماليون، وبلشفيون"([19]). ولو أن الجيش الأحمر وصل إلى باريس لكان تروتسكي-اليهودي قتل روتشيلد-اليهودي([20]). 
من جانبٍ آخر، يتضح من القراءات المعمقة للمفاهيم التي تقوم عليها "إسرائيل" أن هناك ارتباكًا واضحًا في العديد من المفاهيم المتعلقة بهذا الكيان القائم على العدوانية على الآخرين، والذي يسعى إلى جمع مجموعة التناقضات الفكرية، ذات الصلة بالأسس التي تقوم عليها دولتهم. ففي حين أن "أ. ب. يهوشواع" قال في العام (2006): "لا تكتمل اليهودية إلا بوجود اليهودي في إسرائيل"، نجد أن المفكر "إيلان غور" يقول: "اليهودية لا تكتمل إلا في المنفى"([21]).
ويقول الصحفي اليهودي-الاسرائيلي "جدعون ليفي" حول "يهودية الدولة"([22]):
إن إسرائيل مصابة بما أسماه "وسواس اسمه الدولة اليهودية"، إذ لا أحد يعلم ما هي بالضبط الدولة اليهوديّة، وكيف تبدو، وكيف يجب أن تتصرف. وفي الوقت نفسه يطالب رئيس الوزراء الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية، ويقترح وزير الخارجية تبادل سكان من أجل الهدف نفسه، وتشهد وزيرة القضاء والتفاوض بأن الذي يحركها هو الحفاظ على "الطابع اليهودي"، وتستمد محاربة عشرات آلاف طالبي اللجوء الأفارقة المهينة من الباعث "الوسواسي" نفسه. وينهي مؤكدًا على الوسواس القهري لصانعي القرار في دولته بالقول: إن "إسرائيل" تضعضع يهوديتها بالاحتلال، لكن أولئك الذين يصرخون طالبين دولة يهودية هم الذين يصرخون مؤيدين استمراره أيضًا، ويتساءل ليفي: هل توجد طريقة لتفسير هذا السلوك سوى أن "دولة الاحتلال" مصابة بوسواس قسريّ مصحوب بمشاعر خوف وشعور بالذنب.
 هل نعترف بيهودية الدولة؟
يشدد "ستيوارت آيزنستات"؛ وهو رئيس مشارك لمجلس إدارة "معهد سياسة الشعب اليهودي" على ضرورة الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة وليس الاعتراف العربي، لأن الفلسطينيين والإسرائيليين يتنازعون على نفس قطعة الأرض، ويستشهد على ذلك بأن معاهدات السلام بين إسرائيل  وكل من الأردن ومصر هي اتفاقيات موقعة بين دول- ولم تُشر إلى قبول إسرائيل  كدولة يهودية([23]).
يتضح من قول "آيزنستات" هذا، ومن خلال الهجوم الكاسح الذي يتعرض له هذا المصطلح من قبل المفكرين اليهود، ومن مختلف الأجيال، أنه تم إحياؤه لتوظيفه سياسيًا؛ من أجل إخلاء الدولة العبرية من أي وجود فلسطيني، ما يعني إلغاء حق العودة ومنع أي إمكانية للتفكير فيه، وحرمان الفلسطينيين في حدود تلك الدولة –فلسطينيو 48- من أي حقوق خاصة بالمواطنة –وهذا ما سيتم مناقشته في البنود التالية من هذا المقال-.
لذلك، ومنذ اللحظة الأولى التي أعيد فيها طرح فكرة الدولة اليهوديّة أعلن الفلسطينيون –على المستويات كافة- رفضهم المطلق لهذه التسمية، وانبرى الباحثون والمحللون الفلسطينيون، بالتصدي لها بالقراءة والتحليل والتحذير، وتبيان مخاطر تنفيذها على الأرض. فهناك من يرى أن الهدف العملي لتحول "يهوديّة الدولة" من تعريف ذاتي إلى مفهوم في العلاقات الدولية، وفي ما يسمى بـ "عملية السلام"، هو إقصاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين تماما، وإسقاطه قبل مناقشته، كما يعني قبول يهودية الدولة إقصاء دولي وعربي لمبدأ "الدولة لجميع مواطنيها"، الذي تحدى مسألة يهودية الدولة داخليا ووضعها في حالة تناقض وصراع مع فكرة المساواة والديمقراطية([24]).
في ظل هذا التناقض في فهمهم لحقيقة هويتهم ووجودهم هم أنفسهم، وفي ظل فهمنا لحقيقة الصراع القائم على أن وطننا مغتصب من قبل هؤلاء، يتوجه اليمين الإسرائيلي إلينا بـ "إملاء" إرادته؛ بضرورة اعترافنا بـ "يهودية الدولة". فقد أشارت وثيقة صادرة عن معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي التابع للوكالة اليهودية([25])، إلى أن الحيّز الجيو-سياسي المرتبط بإسرائيل  سيظل مفتقرًا إلى الاستقرار وحافلًا بالنزاعات؛ إذ أنه من المتوقع أن تستمر جهود تغيير طابع إسرائيل، سواء من داخلها (عرب إسرائيل) أو من خارجها (حملة نزع الشرعية عنها)، الأمر الذي يتطلب إتباع السياسة التالية([26]):
1)      الإصرار على تضمين أي اتفاق مستقبلي بندًا يعبر عن اعتراف فلسطيني بحق الشعب اليهودي في وطن قومي.
2)       من الأفضل الحصول على اعتراف عربي شامل بكون إسرائيل  دولة يهودية.
لا شك في أن في هذا سلوك وسواسيّ قهريّ مرضيّ بكل المعايير، كما يصفه جدعون ليفي أعلاه. وهنا؛ نتوقف أمام السؤال التالي: هل نعترف بيهودية الدولة؟ هذا هو السؤال الاستراتيجي، الذي يجب علينا التوقف عنده، معمقاً، لكي نتعرف على نتائج هكذا اعتراف، الذي يطالبنا به نتنياهو منذ العام 2009؛ باعتباره شرطاً أساسياً لنهاية الصراع، والذي يُنتظر تبنّيه أيضا من الإدارة الأمريكية –بقيادة ترمب- التي تحدت كل القوانين والأعراف بالاعتراف بالقدس المحتلّة عاصمة لإسرائيل الدولة المحتلّة.
هذا الاعتراف الذي يكمن خلفه كارثة وطنية (تضاف) إلى الكوارث التي حلت بنا من القرن التاسع عشر. ويمكن تفنيد هذا الشعار من خلال المآخذ التالية([27]):
أولاً: بحسب وزيرة الخارجية السابقة ليفني التي طرحت "حل الدولتين للشعبين" وليس "حل الدولتين"، بحيث تكون "إسرائيل " الدولة القومية للشعب اليهودي، وفلسطين الدولة القومية للشعب الفلسطيني". وأضافت أن فلسطين هي أيضا الدولة القومية لعرب-48.  وفي ذلك إعادة تهجير لفلسطينيي-1948.
ثانياً: بحسب الدراسة التي وضعها د. طال بيكر/ عضو الوفد الإسرائيلي إلى عملية أنابوليس في العام 2012، بعنوان "مطلب الاعتراف بدولة إسرائيل  كدولة يهودية – إعادة تقييم"، أن الاعتراف الفلسطيني بـ "الدولة اليهودية"، يلحق بالفلسطينيين، في جميع مواقع تواجدهم، أضراراً بالغة ومتعددة الأوجه، منها:
1.  نسف الرواية التاريخية الفلسطينية للصراع.
2. استباق المفاوضات حول قضية اللاجئين الفلسطينيين، بما يُلزم برفض أي حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين التي من شأنها أن تهدد الصبغة اليهودية لإسرائيل !
3. يأتي هذا الطلب بـ "الاعتراف الصريح من قبل الفلسطينيين بحق تقرير المصير لليهود"، في الوقت الذي لا تعترف إسرائيل  بحق تقرير المصير للفلسطينيين الذين شُرِّدوا من ديارهم بغير وجه حق.
ثالثاً: هناك مشاريع قوانين إسرائيلية تتمحور حول "يهودية الدولة" تلغي صبغة "الديموقراطية!" التي تدعيها إسرائيل، والتي سيكون لها، في حال إقرارها وتطبيقها، نتائج كارثية على الفلسطينيين في حدود تلك الدولة، تتلخص فيما يلي:
·     رفض الاعتراف بأن هذه البلاد هي وطن الفلسطينيين.
·     رفض أن تكون اللغة العربية لغة رسمية. علماً بأن اللغة العربية هي جزء عضوي من هويتهم الثقافية والوطنية.
·     لن تكون "إسرائيل " دولة لجميع مواطنيها؛ فترى المنظمات الحقوقية أن هناك تمييزاً ضد الأقلية العربية في إسرائيل([28])، وفي حال سن تلك القوانين فإنه سيغلق الباب أمام مطلب تحقيق المساواة.
·  مصطلح الدولة اليهودية لا يتعامل مع اليهودية كدين، وإنما مع الدولة القومية والثقافة اليهودية، وتشكل موطنا لليهود في العالم كله. مما يعني التوجه نحو تجميع أعداد أخرى من اليهود من كافة بقاع الأرض على حساب الحقوق المشروعة لأصحاب الأرض الشرعيين.
وإذا ما استجاب فلسطينيو-48 لهذا الشعار، فإن نتائج كارثية سوف تحل عليهم، منها([29]):
1)      يجردهم من الكثير من الحقوق المدنية في دولة احتلال قامت على وطنهم.
2)       سيتركون منعزلين؛ بلا سند حقيقي.
3)       قد يسري اليأس إلى نفوس جزء منهم.
4)       سيعمق الانفصال جغرافياً وسياسياً ونضالياً، وإذا استمر قد يخلق شرخاً جغرافياً وبشرياً مع جزء مهم من الشعب الفلسطيني وفي هويته الوطنية.
من جانبٍ آخر؛ وجد جبارين (2011)([30]) في استعراضه لـ "مشروع قانون الأساس"؛ وهو مشروع القانون الذي كان قد طرحه على الكنيست الثامن عشر النائب (السابق) آفي ديختر، بالاستناد إلى صيغة بلورها "معهد الإستراتيجيات الصهيونيّة"، أن لمشروع القانون هذا عدة نتائج، منها:
·    يرمي إلى تغيير إسرائيل  كدولة "يهوديّة ديمقراطيّة"، إلى أنّ "دولة إسرائيل  هي الوطن القوميّ للشعب اليهوديّ، وفيها يجسّد طموحاته بتقرير المصير"، وأنّ الحقّ "في تحقيق تقرير المصير القوميّ في دولة إسرائيل  هو حقّ حصريّ للشعب اليهوديّ".
·    ينتهك هذا التعريف الدستوريّ الانتماء المدنيّ والقومي للمواطنين الفلسطينيّين انتهاًكا قاتلاً، حيث يتحوّلون إلى مواطني دولة تصرّح في قاعدتها الدستوريّة الأساسيّة أنّها ليست موطنهم القوميّ، بل وتحوّلهم إلى غرباء في وطنهم.
·    يكرس هذا التعريف المكانة القانونية المتدنية للمواطنين الفلسطينيين، وبالتالي ينتج تبعيةً رسمية تقوّض مكانة المواطنين الفلسطينيّين وتنتقص من شرعية حقوقهم اليومية والقومية.
من جانبٍ آخر؛ فإن من بين نتائج الاعتراف بالدولة اليهودية([31]):
أ‌.   تجاهل البعد الاستعماري؛ إذ أن النقاشات التي تخوض في "معنى يهودية الدولة" تتجاهل، عن قصد، السياق الكولونيالي والتاريخي لنشوء الدولة الإسرائيلية والظلم التاريخي الذي لحق بالسكان الأصليين للبلد، جرّاء إخراج فكرة إنشاء وطن قومي يهودي في أرض مأهولة بالسكان.
ب‌.    تحويل الصراع إلى صراع ديني؛ لأن الاعتراف بيهودية الدولة يعني الاعتراف الضمني بمركزية البعد الديني، بسبب تطابق الديني بالقومي في هذه الدولة. وما يعنيه ذلك من اعتراف بالقصص التوراتية التي تجعلها "أرض إسرائيل "، وإنكار قصصه القاضية بأن للمسلمين والمسيحيين حقوق دينية على أرض فلسطين.
ج.  الاعتراف بالرواية اليهودية الصهيونية؛ أي أن يعترف الفلسطيني بأن نكبته هي نتاج استرداد حق تاريخي لحق امتلكه على غير وجه حق، واعتبار وجوده حدثًا عارضًا تم تصحيحه في عمل عادل؛ هي نكبته!
هكذا؛ يكون الهدف الأبرز لمطلب الاعتراف بـ "دولة قومية للشعب اليهودي" هو  إلغاء حق العودة وإقصاء فلسطينيي-48  عن الحيّز السياسي([32])، كما أنه يتغلغل إلى المجالات التي تلامس جذور المكانة القانونيّة للفلسطينيين: الهجرة، والمواطنة، والأراضي، والثقافة، والدين، وغير ذلك. مما يؤدي إلى نهش وتفتيت في مكانة المواطنين الفلسطينيّين([33]).
ولعلّ في الأرقام والإحصائيات التالية، التي أعلنتها الدولة العبرية في الذكرى السبعين لإنشائها (في العام 2018)، ما يساعد في فهم مدى حقيقة "يهوديّة الدولة"، ومدى خطورة الاعتراف الفلسطيني والعربي والدولي في ذلك[34]:
·        أصبح عدد مواطنيها نحو 8,842,000 - يشكل هذا العدد زيادة نسبتها 11 ضعفا مقارنة بما كان عليه الوضع عام 1948.
·        نسبة اليهود 74.5% من إجمالي السكان، مقارنة بالمواطنين العرب الذين يشكلون %20.9 من إجمالي المواطنين، وتصل نسبة أبناء الديانات الأخرى إلى 4.6%. وتشير التقديرات إلى أنه بعد مرور (100) عام –أي في العام 2048- سيصل العدد إلى نحو 15.2 مليون مواطن[35].
·        كانت الزيادة السكانية في العام 2017 نحو (1.9%) في حين أنه عند إنشائها كانت نسبة الزيادة السكانية السنويّة تزيد عن (8%)؛ حيث قدم إليها من الخارج ما مجموعه 3.2 مليون نسمة بعد إقامة الدولة.
·        أكبرها المدن هي القدس، التي يعيش فيها 882 ألف نسمة.
·        طرأت تغييرات هامة على مجال التعليم العالي. حتى يومنا هذا، عام 2018، هناك 62 مؤسّسة للتعليم العالي، يتعلم فيها 268 ألف طالب، مقارنة بعام 1948 إذ كان لليهود مؤسستين فقط، يدرس فيهما (1635) طالبا.
(Al-Masdar / Guy Arama)
... ويبقى ثبات المعنى في الوطنية الفلسطينية
لم تكن فلسطين، عبر التاريخ، إلا كياناً من وطن وشعب وثقافة، وأن قوامها هو أرض كنعان والشعب الكنعاني والثقافة الكنعانية منذ خمسة آلاف عام. تلك الهجرات السامية التي أنشأت ذلك الشعب الدؤوب المبدع؛ الذي كان موئلاً للحضارة([36]).
لذلك؛ فإنه، ورغم ما جرى لهذا الشعب من ويلات وتشريد وتهجير ومحاولات "محو"، إلا أن الوطنية الفلسطينية ما زالت تملك حيوية، وأن ما يجري على جانبي الخط الأخضر من شأنه أن يعمقها، وأن يوضح مدى التشابه في المعاناة الفلسطينية في الضفة والقطاع وفي الجليل والنقب، مما يؤدي إلى تنامي الوعي بترابط النضال الوطني الفلسطيني بين أراضي-48 وأراضي-67.
ولا يمكن إغفال أن هناك تصاعداً في وتيرة الحراك السياسي في مختلف مناطق الشتات الفلسطيني، تحافظ على حيوية هذه الوطنية القادرة على النهوض مرة أخرى. وأما الواقع السياسي لفلسطينيي-48 فتتزايد أهميته بسبب مواجهة شعار يهودية الدولة، وبسبب ما تتعرض له "الأقلية الفلسطينية" من تمييز عنصري وقيود عنصرية ومصادرة للأملاك([37]).
كما يأتي هذا الفعل الفلسطيني في مواجهة تحرك (شعبي) يهودي، مدعوم من السلطة الرسمية في إسرائيل يهدف إلى إثارة أجواء من الرعب في أوساط فلسطينيي-48. فهناك عصابة يهودية يُطلق عليها "عصابة دفع الثمن" تقوم بممارسات إرهابية بحق رجال الدين والأماكن الإسلامية والمسيحية في المناطق التي تستطيع الوصول إليها؛ في حدود فلسطين المحتلة-48 أو في غيرها. وقد طالت تلك الممارسات المسجد الأقصى وعشرات المقدسات الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية والقدس المحتلة([38]).
يتضح مما سبق أنه، ومهما كانت قوة "إسرائيل" مفرطة، وبندقيتها عمياء وضالة للطريق، إلا أن هناك شيئًا راسخًا هو "الوطنية الفلسطينية" التي أثبتت وجودها وحضورها، رغم المحن، ورغم هول المعركة غير المتكافئة. وهذا هو المؤشر الواضح على ثبات المعنى ورسوخه في نفوس الأجيال الفلسطينية المتعاقبة.، والذي تتضح ملامحه من خلال ردود فلسطينيي-48 على تحولات المبنى الذي ابتليت به فلسطين وشعبها. هذه الوطنيّة التي لن تقبل بيهوديّة الدولة، ولن تتنازل عن حقوقها التي تكفلها القوانين واللوائح والشرعيّة الدولية، مهما طال الزمن.
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 02/05/2018


[1] الأزرق المظلل الأصفر تم إضافته بعد إرسال المقال للمجلة.
[2] تلاشت هذه الحركة في نهاية القرن السابع عشر، إلا أنها كانت قد انتشرت خارج بريطانيا، كما أن نشاطها الطويل كان نواة للاهتمام البريطاني بالمسألة اليهودية (الحوت، بيان (1991). فلسطين (القضية-الشعب-الحضارة): التاريخ السياسي من عهد الكنعانيين حتى القرن العشرين. دار الاستقلال للدراسات والنشر. بيروت، لبنان. ط1. ص: 287).
[3] ساند، شلومو (2013). اختراع "أرض إسرائيل ". المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية. رام الله، فلسطين. ط1. ص: 12-13.
[4] الحوت (1991). مرجع سابق. ص: 285-286.
[5] حمدان، عبد المجيد (2007). إطلالة -1- على القضية الفلسطينية. المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية. رام الله، فلسطين. ص: 23.
[6] كان نفس الكاتب قد كتب قبل ذلك بعشرين عاماً كتاباً، بعنوان "المسيح ولد يهودياً"، يقول فيه: لقد كانت مشيئته أن يكون إنعامه على العالم بالدين من خلال اليهود وحدهم دون سائر البشر (انظر: حمدان (2007)، ص: 17).
[7] انظر الموقع الالكتروني "إسرائيل بالعربية":
[8] شلايل، عمر (2013). فلسطين في صراع الشرق الأوسط.  دار الجندي للنشر والتوزيع. القدس. فلسطين. ط1. ص: 90.
[9] لقد لقيت آراء بتشينو صدى واسعاً في بريطانيا، وأعيدت طباعة كتابه السابق الذكر عام 1807. (انظر:
محافظة، علي (2009): المستعمرات الألمانية في فلسْطين. الموقع الالكتروني لـ "مجلة مجمع اللغة العربية الأردني". الجامعة الأردنية. انظر الرابط (تم الوصول إليه في 26/8/2014):
[10] محافظة (2009). مرجع سابق.
[11] الدجاني، يعقوب، والدجاني، لينا (2001). فلسطين واليهود: جريمة الصهيونية والعالم. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. عمان-الأردن. ط1. ص: 13.
[12] السهلي، نبيل (2014). بريطانيا وفلسطين.. بين وعديْن. الجزيرة.نت. انظر الرابط (أمكن الوصول إليه بتاريخ: 21/11/2017):

[13] مدار – المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- (2013). الأهداف الكامنة وراء مطلب الاعتراف بإسرائيل "دولة قومية للشعب اليهودي". تقارير خاصة. منشور بتاريخ: 21/11/2013م على موقع المركز، وفق الرابط التالي الذي أمكن الوصول إليه في 02/05/2018م:

  https://www.madarcenter.org/تقارير/تقارير-خاصة/136-الأهداف-الكامنة-وراء-مطلب-الاعتراف-بإسرائيل-دولة-قومية-للشعب-اليهودي

[14] الكيالي، ماجد (2014). عن معنى إسرائيل دولة قومية لليهود. الجزيرة.نت، انظر الرابط (أمكن الوصول إليه بتاريخ: 01/05/2018):

[15] بشارة، عزمي (2011). دولة يهودية وديمقراطية. المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات. ص: 1.
للمزيد، أنظر الرابط (أمكن الوصول إليه بتاريخ: 01/05/2018):
[16] نشر "صبري جريس" رأيه على موقعه على صفحات التواصل الاجتماعي، كما تم إجراء مقابلة هاتفية معه من قبل الباحث، ظهر 01/05/2018.
[17] الخطيب، إيناس (2018). برنامج دراسات إسرائيل. شخصيات في السياسة الإسرائيلية -18-. بنيامين نتانياهو. مدى الكرمل. ص: 15
[18] يهوشواع، أبراهام (2014). لدى اليهود استخفاف عام بأوطان الآخرين. مقابلة، أجراها: أنطوان شلحت وبلال ضاهر. مجلة دراسات إسرائيلية، العدد (54). المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية. ص ص: 112-121.
[19] في ذلك إشارة إلى أن اليهود يقودون المعسكرين المتحاربين على مستوى العالم.
[20] يهوشواع (2014). مرجع سابق.
[21] غور-زئيف، إيلان (2006). جدلية الوطن والمنفى. إعداد: سلمان ناطور. ترجمة: وليد أبو بكر وآخرون. المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار). رام الله، فلسطين. ص: 7.
[22] ليفي، جدعون (2014). وسواس إسمه دولة يهوديّة. مقال منشور في صحيفة القدس المقدسية، بتاريخ: 20/01/2014م، ص: 16.
[23] في 31/10/2014، خاطب ستيوارت آيزنستات؛ ، وكان قد تقلد مناصب رفيعة في البيت الأبيض ووزارات الخزانة والخارجية والتجارة الأمريكية. نقلًا عن:
[24] بشارة (2011). مرجع سابق. ص: 1.
[25] وقف على رأس هذا المعهد في فترة معينة الدبلوماسي الأمريكي "دينيس روس"، الذي كان الرجل الأول لعملية السلام في الشرق الأوسط أثناء ولاية إدارة كل من جورج بوش الأب وكلينتون، حيث كان يعمل عن كثب مع وزراء الخارجية جيمس بيكر ووارن كريستوفر ومادلين أولبرايت. وقد قام بدور الوسيط في مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى الاتفاق المؤقت عام 1995؛ كما توسط بنجاح في اتفاقية الخليل عام 1997 وقام بتسهيل معاهدة السلام الأردنية-الإسرائيلية (نقلًا عن:
http://www.washingtoninstitute.org/ar/experts/view/ross-dennis (أمكن الوصول إليه بتاريخ: 02/05/2018م)
[26] شلحت، أنطوان (2011). "تكريس إسرائيل  كـ "دولة يهودية". في معنى الدولة اليهودية (إعداد وتحرير: هنيدة غانم وأنطوان شلحت)، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار). رام الله. فلسطين. ط1. ص: 137-162.
[27] مدار (المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية) (2013). المشهد الإسرائيلي، بتاريخ: 03/12/2013. العدد 321، السنة الحادية عشرة. ص: 7.

[28] استخدم هذه التسمية "أبراهام ب. يهوشع" في مقابلة أجراها معه أنطوان شلحت وبلال ضاهر، مجلة قضايا اسرائيلية، عدد 54، ص ص: 112-121.
[29] القلقيلي، عبد الفتاح، أبو غوش، أحمد (2012). الهوية الوطنية الفلسطينية: خصوصية التشكل والإطار الناظم. إصدار: مركز بديل، المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين.
[30] جبارين، يوسف (2011). مشروع قانون أساس: إسرائيل- الدولة القوميّة للشعب اليهوديّ. انظر (أمكن الوصول إليه بتاريخ 25/1/2015م):  http://www.madarcenter.org/pub-details.php?id=552
[31] غانم، هنيدة (أ) (2011). "مقدمة في معنى "دولة يهودية". في معنى الدولة اليهودية (إعداد وتحرير: هنيدة غانم وأنطوان شلحت)، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار). رام الله. فلسطين. ط1. ص: 11-32.

[32] المشهد الإسرائيلي في مدار (2013). مرجع سابق.
[33]جبارين، يوسف (2011). مشروع قانون أساس: إسرائيل- الدولة القوميّة للشعب اليهوديّ. انظر: http://www.madarcenter.org/pub-details.php?id=552 (أمكن الوصول إليه بتاريخ 25/1/2015م).

[34] انظر: المصدر، بعنوان: 2018‏ مقارنة بـ 1948.. إسرائيل بالأرقام. بتاريخ 18/04/2018م. https://www.al-masdar.net

[35] يلاحظ هنا أن الإحصائي الاسرائيلي يلعب في الأرقان والنسب الخاصة بفلسطينيي-48 الذيت تقدر نسبتهم الآن بحوالي 23% ليهبط بها، بعد أن يزيح الدروز والمسيحيين العرب من المعادلة، ويخدعنا بتسمية "الديانات الأخرى. كما أنه لم يعط تقديرًا لنسبة الفلسطينيين في العام 2048.
[36] غارودي، روجيه (1991). فلسطين –أرض الرسالات السماوية-. ترجمة: قصي أتاسي وميشال واكيم. دار طلاس للترجمة والدراسات والنشر. دمشق، سوريا.  ص: 27.
[37] هلال، جميل (2011). الحركة السياسية الفلسطينية: ''فتح'' و''حماس'' اليسار: الواقع والتحديات. مجلة الدراسات الفلسطينية، مجلد 22، عدد 87، ص ص: 31-35.

إرسال تعليق Blogger

 
Top