0
نشر في مجلة "مشارف مقدسية"، العدد الأول، نيسان، 2015، ص: 241-248
http://alquds.pna.ps/js/masharef1.pdf
                                                         
لا شك في أن الحديث عن القدس يعني الحديث عن الصراع على هذه الأرض، بأبعاده التاريخية والحضارية والهوياتية، بل وحتى الوجودية؛ فمن يسيطر على القدس يمسك بناصية المنطقة ويحقق لذاته سلطة دينية وسياسية واجتماعية، لأن القدس الغائرة في عمق التاريخ لآلاف السنين هي الرمزية المقدسة في هذا كله، ولأن الثقافة تعبر عن الفعل البشري على الأرض، فإن الثقافة في القدس تعني نتاجًا فعليًا للحضارات التي مرّت على أرضها، وأننا إن أردنا حسم الأمر في تحقيق عروبة القدس والمحافظة على هويتها الحقيقية، فهذا يأتي من خلال المكونات الثقافية التي نمتلكها والتي توارثناها، بتتابع وتراكم، منذ الكنعانيين حتى تاريخ، مرورًا بالإسراء والمعراج والفتح العمري وما تركته الحقب الأموية والعباسية والأيوبية وغيرها من الحقب التاريخية المختلفة.
ها نحن نشرع في مجلة "مشارف" بوضع قرائنا الأعزاء في صورة مكونات المشهد الثقافي المقدسي، بما فيه من صور مشرقة؛ تنعش الفؤاد، وتبث الأمل في النفوس، وما في من مخاطر ومنغصات. وقد وقع اختيارنا، في المقال الأول، على مؤسسة دار الطفل العربي، وما حققته من إنجاز في هذا الاتجاه؛ لأننا وجدنا فيها التعددية في المكونات الثقافية، المتمثلة في المكتبة التي تضم آلاف الكتب ومئات المخطوطات التي تحتضنها دار إسعاف النشاشيبي، ومتحف التراث الفلسطيني؛ الذي يشكل لوحة ناطقة عن فلسطين والقدس عاصمتها الثقافية والفكرية والدينية والمعرفية.


متحف التراث الفلسطيني.. حاضنة لمكونات الثقافة المقدسية 





نظرًا للحاجة الماسة إلى تعريف العالم الخارجي والجمهور المحلي، على حد سواء، بالتراث الشعبي الفلسطيني العريق، فقد شرعت المرحومة هند الحسيني في إنشاء مركز شعبي فلسطيني منذ العام 1962[1]، حيث تمت إضافته إلى دار الطفل العربي في العام (1965) ، وفي العام 1978، افتتح كمتحف تحت إسم "مركز التراث الشعبي العربي الفلسطيني"، في الطابق الأرضي من دار سليم الحسيني؛ وهو مبنى تاريخي يعود إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي[2].
وبعد عملية تحديث معماري وإعادة تأهيل شاملة، وبمساهمة جهات محلية وعربية وإسلامية وايطالية، تم تجهيز المتحف وقاعاته المختلفة، لاستيعاب وعرض القطع التراثية القيمة واستقبال الجمهور بأفضل الإمكانيات والتجهيزات المتاحة. كما أصبح المتحف جاهزًا لاستضافة الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية المختلفة في جميع الأوقات[3].


ويضم المتحف، حاليًا، قاعات العرض الدائم، وقاعات العرض المتغير، ومخازن، وغرفة تحضير وصيانة لمحتويات المتحف، وغرفة آلات تصوير وطباعة، وقاعات لورش العمل والنشاطات، ومكتبة، ومكاتب الإدارة. كما تم تجهيزه بنظام إنارة خاص، وبكاميرات مراقبة، وأجهزة إنذار مبكر حسب المعايير العالمية. ويقوم القائمون على المتحف بتنظيم جولات إرشادية لمجموعات الزوار للمتحف تستغرق قرابة الساعة الواحدة بمرافقة مرشد/ة متخصص، والعدد الأقصى للمجموعة (25) شخصًا، ويمكنهم مشاهدة الأقسام التالية، التي تكوّن المتحف[4]:
أولًا: غرف العرض المختلفة، منها:
1)    غرفة "دير ياسين"؛ لعلاقتها التاريخية بتأسيس المؤسسة في العام 1948، وتضم مجسمًا لقرية دير ياسين، مع مجسم حائط لخارطة فلسطين التاريخية، مُضاءة، تُظهر (450) قرية فلسطينية مدمرة و/أو مهجرة بسبب العدوان الصهيوني في العام 1948.

2)    غرفة السيدة هند الحسيني؛ التي تضم بعض المقتنيات الشخصية الخاصة بالسيدة هند الحسيني.
3)    غرفة الصالون المقدسي.
4)    غرف الأزياء الشعبية الفلسطينية.
5)    غرفة الحلي.
6)    غرفة المخطوطات.
7)    غرفة العرض المؤقت.
ثانيًا: غرف للأغراض المختلفة، هي:
غرفة الإعلام؛ والتي يتم فيها عرض الأفلام الوثائقية المختلفة.
8)    غرف تخزين محتويات المتحف المختلفة.
9)    غرفة صيانة وترميم المعروضات.
ثانيًا: مكتبة التراث وغرفة الندوات الثقافية.
ثالثًا: ورشة العمل؛ والتي يقوم فيها الزوار وخصوصًا الطلبة بعمل نماذج فنية مختلفة عن مشاهداتهم.
رابعًا: كافتيريا المتحف؛ والتي تؤمن الضيافة لزوار المتحف، وتعزز من الأكل الشعبي.
خامسًا: قاعة المتحف؛ والتي يقام فيها المعارض والندوات والاجتماعات.
سادسًا: حديقة المتحف؛ والتي يقام فيها العروض الفنية والتراثية والموسيقية والاحتفالات والندوات المختلفة.
كما يُعرض بعض "الفرمانات" العثمانية الأصلية، وبعض الوثائق القديمة والمخطوطات التي تروي قصة نهايات فترة الحكم العثماني. وكذلك زيّ الباشا الرسمي العثماني الموجود في المجموعة، حيث تمثل المحتويات صلة وصل بين الماضي العثماني الذي أثر بشكل كبير على العادات والتقاليد الشعبية الفلسطينية.
وتشير البيانات إلى أن المتحف استضاف الكثير من الزوار المحليين والأجانب، على حد سواء، حيث تم تسجيل أكثر من ثلاثة آلاف زائر خلال العام 2012-2013. هذا وقد زار المتحف مجموعات من طلبة المدارس والأندية من كافة الفئات العمرية حيث شملت الزيارات تنفيذ الإعمال الفنية في ورشة العمل، والتي استفاد منها أكثر من 4,000 طالبًا وطالبةً.
قصر إسعاف النشاشيبي: تحفة معمارية متفرّدة.. يشهد على إبداعات فكرية.. ثم تُنهب محتوياته:
قبل الحديث عن المكان وما أنشئ عليه من حضارة، لا بد من الحديث عن الإنسان؛ مبدع هذه الحضارة وباني أمجاد المكان. والمكان الذي نحن بصدده، فهو ربوة مقدسية تطل على القدس من غربها إلى شرقها، لتبدو وكأنها تحتضنها بما لها من تاريخ وما فيها من حضارة، تراكمت على مدى آلاف السنين. وأما المشهد المعماري-الحضاري-الثقافي الذي يتّكئ على هذه الربوة، فهو "قصر إسعاف النشايبي"، الذي بناه "محمد إسعاف النشاشيبي" في العام 1922. فمن هو هذا الرجل؟
ولد (محمد إسعاف) عثمان النشاشيبي في القدس عام (1885)، لأسرة عريقة كان جدها الأول أحد رجال الملك الظاهر "جقمق"، التحق بكتاتيب القدس ثم انتقل الى بيروت للدراسة في "دار الحكمة" حيث مكث أربع سنوات. أصبح أستاذاً للأدب العربي في "الصلاحية" بالقدس، إبّان الحرب العالمية الأولى، ثم عمل في معارف حكومة فلسطين في عهد الانتداب البريطاني، حيث عيّن مديراً للمدرسة الرشيدية عام 1918م، وما لبث أن رقّي إلى منصب مفتش للغة العربية في مدارس فلسطين، واستقال سنة 1930م وتفرّغ لكتبه وأدبه. وقد نشر منتخبات من قراءاته في أوابد كتب التراث، على صفحات مجلة "الرسالة" القاهرية، تحت عنوان "نُقل الأديب" استمرت منتظمة منذ عام 1937م حتى عام 1947م[5].
هو أديب العربية، الذي قال فيه أمين الريحاني: ثلاثة سأذكرهم على الدوام: الحرم الشريف، وجبل الزيتون وإسعاف النشاشيبي، وهو رجل كريم طيب، يقول عنه  خليل السكاكيني: (...) ثم أعلنت الحرب الكبرى، ومما أذكره له بالشكر والإعجاب أنه كان إذا عرف أننا لا نجد خبزاً يحمل شيئاً من الطحين على ظهره ويأتي به الينا، كما كتب عنه الكاتب الروسي ثيودوروف: "هذا الشاعر عربي قبل كل شيء، ومسلم، ولكنه ممتزج مع إخوانه المسيحيين امتزاج الراح والماء"[6].

وقال فيه السلوادي (2013)[7]: شخصية ثرية حافلة، متعددة الجوانب والأبعاد، فقد عرفه بنو قومه أديبًا ذوّاقًا، وكاتبًا بليغًا ومثقفًا، ومحققًا ثبتًا، ومفكرًا خصبًا ينادي بالإصلاح، في سمو نفس وحرارة إيمان، وعمق في التفكير واستقلال في الرأي.
إذا اكتفينا بذلك عن "النشاشيبي"، فلننتقل إلى قصره الذي تتلخص قصته فيما يلي[8]:
-       قصر عريق، ابتناهُ محمد إسعاف  بن عثمان النشاشيبي عام (1922م)، أشرف على بنائه المهندس اليوناني الأصل سبيرو خوري، يربض على بقعة مرتفعة في حي الشيخ جراح شمالي بيت المقدس. يتكون من طابقتين تبع مساحته كل منهما (296 م2)، وتسوية مساحتها(110م2)، ويقع على قطعة أرض مساحتها (1210م2).
-       يمتاز القصر ذو الأحجار زهرية اللون بتعدد شرفاته التي تطل على التلة الجنوبية من الحي. ومما يلفت أنظار المعماريين عند زيارتهم للقصر تلك الزخارف القاشيانية الرائعة، التي تزين جداريه الجنوبي والشرقي. ولا يستطع المارون من مشاة وركبان عبر الشارع الرئيس مقاومة إغراء تلك الدُرة البهية؛ فيلتفتون إليها بغية التمتع  بجمالها ورونقها.
-       غدا محَجاً لكثيرٍ من الأدباء والمفكرين العرب والمسلمين، وممن دخلهُ من أهل العراق الصافي النجفي، ومعروف الرصافي، وجميل الزهاوي. وممن دخلهُ من أهل مصر: أحمد حسن الزيات، وإبراهيم المازني، ومحمد عبد الوهاب. وممن دخلهُ من أهل الهند مولانا شوكت علي.
-       توفي صاحب القصر أواخر العام (1947م) ودفن في القاهرة. فما لبث البعض أن نهبوا قصرهُ وخاصة مكتبته التي احتلت عدة غرف في قصره، واشتملت على عدد هائل من المطبوعات، إضافة الى حوالي (300) مخطوط. فبيعت كتبه الثمينة بالأرطال، وشوهدت بعض كتبه القيمة في دكاكين البقالين؛ تنزع أوراقها ويلف فيها الملح والسكر والبن والشاي". إلا أن "إسعاف النشاشيبي" كان قد أهدى بعض مخطوطاته إلى المجمع العلمي العربي بدمشق عام (1925م)، فسلمت من ذلك النهب.
-       بعد النكبة؛ في العام 1948، اتخذ القصر مقراً للقنصلية الفرنسية ، ثم مقراً لمدرسة الآثار الألمانية عام (1964). في عام (1982) دخل في حوزة مؤسسة دار الطفل العربي.
هند الحسيني تعيد للقصر دوره:
في عام 1982، قامت السيدة هند الحسيني، مؤسسة ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة دار الطفل العربي بشراء القصر. ثم شرعت بالتحضير لإنشاء ”مركز للأبحاث الإسلامية“ فيه، حيث افتتح عام 1986 برئاسة الدكتور إسحق موسى، وإدارة الدكتور حسن السلوادي، وتحت مظلة كلية الآداب للبنات. وفي العام 1999 أُنشئت "دار إسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون والآداب"؛ بهدف المساهمة في إحياء النشاطات الثقافية والفكرية في مدينة القدس.
مكتبة "دار إسعاف النشاشيبي": كتب قيّمة.. ومخطوطات تحتضن تاريخ أمة
لقد سارع الدكتور إسحق إلى تأسيس مكتبة مختصة في القصر، وجعل مكتبته الخاصة نواة لها، ثم أضيفت إليها لاحقا مكتبات، أو أجزاء من مكتبات عدد من مشاهير القدس، المركز أيضا مجموعة من المخطوطات التي جمعها الدكتور إسحق من بعض العائلات المقدسية. وقد قمت في 30 آذار، 2015، بالتوجه إلى هذه الدار، وبعد التنسيق مع مديرها "م. خالد الخطيب"، التقيت الآنسة دعاء قرش/ مسؤولة المكتبة، والسيدة "شيماء البديري/ القائمة على المخطوطات. فكانت نتائج جولتي تلك، أن استكشفت مدى الإبداع والإنجازات الفكرية والحضارية والثقافية التي يمكن لهذه الدار فعلها لصالح المقدسيين بشكل خاص، والباحثين بشكل عام. كما يسعدني أن أضع القراء في صورة ما وصل إليه الأمر في هذه الدار حتى تاريخه، وهو: 
أولاً: المكتبة:
تضم نحو (20,000) كتاب؛ في مختلف المجالات وباللغات: العربية والانجليزية والفرنسية والعبرية. وقد استغرق تنظيمها، على الرفوف والكترونيًا، رحلة شاقة، لا سيما وأنها (كما ذكرنا سابقًا) عبارة عن تبرعات من الخيرين من المجتمع المقدسي، بالإضافة إلى الكتب المتبقية من مركز الدراسات الاسلامية، الذي أُتبع إلى جامعة القدس. وقد تم إعداد قاعة للقراءة؛ واسعة ومريحة، كما يُسمح للباحثين والدارسين استعارة هذه الكتب وفق نظام استلام وتسليم حسب الأصول المتبعة في المكتبات العامة.
وعند التداول مع من يحمل هموم هذه الدار، تجد أن إستراتيجيتهم تقوم على تطوير هذه المكتبة العامة؛ بإضافة أحدث الكتب والمواد الثقافية إليها، وأن تكون هي المحور الرئيس لدار إسعاف؛ بأن تُكرّس جميع أنشطة للدار لخدمة هذه المكتبة وتطويرها، وصولًا إلى إضافة طابق آخر على القصر لاستيعاب هذا التطور؛ الكمي والنوعي بما يخدم الحركة الثقافية والمعرفية في القدس بشكل خاص، وفلسطين بشكل عام.
كما أن هناك ضرورة للتفكير الجاد في إضافة طابق رابع لتوسعة المكتبة ومضاعفة أعداد الكتب فيها، كماً ونوعاً، والانفتاح على الإنتاج العالمي من الكتب والمراجع الحديثة في مختلف المواضيع وبلغات متعددة.
ثانيًا: المخطوطات:
كما ذُكر سابقًا، قام العديد من المقدسيين بتزويد دار إسعاف بما لديهم من كنوز العلم والمعرفة، من كتب ومخطوطات. ولاحقًا للجهود التي بذلت في تنظيم المكتبة وإعدادها لخدمة الباحثين والمراجعين، فإن مسؤولي الدار وموظفيها يقومون بالعمل، على قدم وساق، من أجل توظيف المخطوطات المملوكة للدار في خدمة البحث العلمي وخدمة الثقافة في القدس.

نظرًا لأن عدد هذه المخطوطات هو (743) مخطوطًا، تعود أقدمها إلى عصر صلاح الدين الأيوبي، كما في الجدول التالي[9]:

القرن (هجري)
عدد المخطوطات
السادس
1
السابع
3
الثامن
6
التاسع
25
العاشر
36
الحادي عشر
156
الثاني عشر
206
الثالث عشر
305
الرابع عشر
6
المجموع
743

لذلك؛ فإن الأمر يتطلب جهودًا جادة من أجل المحافظة عليها. وقد تم تمويل عملية حفظ المخطوطات مؤسسة أمريكية تعنى بالمخطوطات تعرف باختصار (HMML).
وعندما دخلت إلى الغرفة الخاصة بالمخطوطات، انتابني شعور بأنني في غرفة (إنعاش) خاصة بها؛ فقد قامت السيدة "شيماء البديري" الأخصائية في مجال المخطوطات، بتوزيع الإضاءة والكاميرات بما يمكّنها من التعامل مع المخطوط بحذر شديد، من حيث نقله من مكان إلى آخر وتقليب صفحاته وتصويره، بما لا سبب لأوراقه ومحتوياته أي تغيير قد يؤثر عليه.
وأفادت السيدة البديري بأن هناك شروطاً خاصة جداً لحفظ المخطوطات؛ تهدف إلى حمايتها من الرطوبة والحشرات وغير ذلك. وتمر عملية تصوير المخطوط، ثم حفظه بالمراحل التالية:
1)    التنظيف الجاف باستخدام فرشايات خاصة.
2)    تصنيف المخطوطة، بحيث تحمل رقمين: الأول: رقمه المتسلسل في الفهرس, والثاني: الرقم المتسلسل على الرف.
3)    يتم وضعها تحت كاميرا خاصة، بمواصفات خاصة، على أن يتم إضاءة الصفحات بشكل غير مباشر؛ لكي لا تتلف. ثم يتم التصوير صفحة صفحة.
4)    كل صورة يتم التقاطها تكون لصفحة مستقلة، ثم يتم تصنيف الصفحة بحيث تحمل: رقمًا خاصا بالمكتبة (dinl)، يليه رقم المخطوطة في الفهرس، يليه رقم المخطوط على الرف، وأخيراً رقم الصفحة حسب التسلسل في المخطوط. وينتهي الأمر بتثبيت البيانات التفصيلية الخاصة بالمخطوطة؛ مما يساعد الباحث على التوثيق الدقيق.
5)    ثم يتم حفظ المخطوطة، بشكل نهائي، في كراتين خاصة؛ ثم استيرادها خصيصاً لهذا الغرض، بأحجام مختلفة تناسب أحجام المخطوطات المتوفرة.
ثالثًا: الأنشطة الثقافية:
لقد تم تخصيص الطابق الأ
رض لدار إسعاف من أجل عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل, وإقامة المعارض. ويتم تحويل الريع المالي لهذه الأنشطة لصالح الدار.
الاحتياجات
يتضح مما سبق حجم المسؤولية الملقاة على عاتق هاتين المؤسستين، كما يتبين مدى اعتماد المجتمع المقدسي، بشرائحه كافة، عليهما. الأمر الذي يدفعنا إلى السؤال عن عوامل الاسمرار والصمود، لتأتي الإجابة مشبعة بالألم المصاحب للإصرار على البقاء والاستمرار.
ولضمان الاستمرار والصمود، والتطور، بالحد الأدنى، وإلى جانب الحاجة  إلى توفير أنظمة تسجيل وترجمة وصوتيات وتوابعها، أشارت الآنسة "ماهرة الدجاني"؛ رئيسة دار الطفل العربي-القدس، إلى أن تشغيل كل من "دار إسعاف والمتحف" يصطدم بالحاجة إلى موظفين دائمين، مثل: موظف استقبال وموظف علاقات عامة في كل منهما. أضف إلى ذلك الحاجة الماسة إلى تعديل الوظائف الجزئية إلى دائمة، مثل: أمين المتحف ومستشار المتحف.
الملخص والخاتمة
هكذا؛ نكون قد تعرفنا على الأنشطة الثقافية لمؤسسة دار الطفل العربي التي انبثق عنها متحف التراث الفلسطيني ودار إسعاف النشاشيبي؛ لتبقى صخرة صلبة تتحطم عليها محاولات التهويد التي تتم، صباح مساء، منذ نحو قرن من الزمن. كما أننا نكون أمام نموذج حي لمقدسيين صمدوا وأبدعوا من أجل المحافظة على عروبة القدس وهويتها، بعديها: الإسلامي والمسيحي.
ونظرًا للحاجة الماسة إلى ضرورة استمرار هكذا مؤسسات في بقائها وتطوير أدائها، فإننا نتوجه إلى صانعي القرار في هذا الوطن وعلى مستوى الخيرين من أبناء الأمة، الساعين إلى التصدق بصدقة جارية، إلى بذل الجهود الحقيقية من أجل تعزيز صمود المقدسيين، وهم ينهلون من العلم والثقافة والمعرفة؛ لتوثيق علاقتهم بأرضهم والارتباط بالحضارة المقدسية لحد القدسية؛ التي لا تقبل التفريط أبدًا، ليكونوا هم حماة ثقافتنا الوطنية والدينية على أرض الإسراء والمعراج.
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 06/04/2015م




[1] بُدِئ بتجميع المقتنيات التراثية من خلال تبرعات الفلسطينيين، الشخصية، وتبرع سخي من سيدة بريطانية تدعى "فيوليت باربر"؛ التي أهدت المؤسسة مجموعة قيمة من الألبسة والقطع التراثية العربية الأصلية . انظر مطوية "متحف التراث الفلسطيني–القدس".
[2] مؤسسة دار الطفل العربي، متحف دار الطفل العربي للتراث الفلسطيني، مشاريع وإنجازات. ص: 24.
[3] العصا، عزيز (2015). الثقافة المقدسية المقاوِمة: دار الطفل العربي-القدس نموذجًا. مقال منشور في صحيفة العاصمة المقدسية، بتاريخ: 06 كانون ثاني، 2015م، بحسب الرابط التالي: http://www.alhayat-j.com/asemah_journal/al3asma6.pdf
[4] هذه المعلومات مستقاة من المطويتين التاليتين: 1) مؤسسة دار الطفل العربي، متحف التراث الفلسطيني-القدس، الجولات الإرشادية. 2) مؤسسة دار الطفل العربي، متحف دار الطفل العربي للتراث الفلسطيني، مشاريع وإنجازات. ص: 24-26.
[5] ديوان العرب، بتاريخ: 7/04/2005م. انظر الرابط: http://www.diwanalarab.com/spip.php?article2108 (أمكن الوصول إليه في 02/04/2015م).
[6] نفس المرجع.
[7] السلوادي، حسن (2013). أديب العربية محمد إسعاف النشاشيبي بين المحافظة والتجديد. مجلة جامعة القدس المفتوحة للأبحاث والدراسات، العدد (29). ص: 177-200.
[8] بركات، بشير (........). سلسلة: دراسات في تاريخ بيت المقدس. الرقم -20-.  دار البشائر الإسلامية. الكويت.
[9] مقتبس من: فهرس مخطوطات مكتبة دار إسعاف النشاشيبي للثقافة والفنون والآداب. من إعداد: بشير عبد الغني بركات. سنة 2002. الجزء الأول. ص: ذ.

إرسال تعليق Blogger

 
Top