في كتابه "بين الوطن والمنفى: من يافا بدأ المشوار":
شفيق الحوت: منظمة التحرير الفلسطينية هوية الفلسطينيين
التي لا يجوز التنازل عنها
نشر في صحيفة
القدس المقدسية، بتاريخ: 25 تشرين الثاني، 2015م
عزيز
العصا
شفيق إبراهيم الحوت (1932-2009)؛ قائد لبناني الأصل والفصل، فلسطيني المولد والنشأة والهوى والهوية
والمشاعر والشعور.. سمعنا به منذ نعومة أظفارنا، مناضلًا يجوب الفيافي والقفار
مدافعًا عن قضية شعبه الفلسطيني الذي نُهِبت أرضه ودُمِّرت مدنه وقراه، وشُرِّد في
الجهات الأربع، في غفلة من الجهل والفرقة والتشرذم والتآمر والانهزامية، ليُنشأ
على جراحه ووجعه كيان أُحضرت مكوناته وجزئياته عبر البحار، ليشكل رأس الحربة
لمشروع استعماري يهدف إلى السيطرة على ثلاث قارات في آنٍ معًا؛ آسيا وأفريقيا
وأوروبا، ولضمان خضوع المنطقة بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص، لهيمنة وسيطرة
أصحاب ذلك المشروع الذي يتقاسمه الغرب والشرق سواء بسواء. وقد قام ذلك المشروع على
مجموعة من الأسس والضوابط التي تخلو، تمامًا، من أي شكل من أشكال الأخلاق والأعراف
الإنسانية، سواء في الحرب أم في السلم.
" شفيق الحوت" صحفي متمرس في مهنة الصحافة، وامتهنها منذ شبابه المبكّر فأجاد
وأبدع ولمع نجمه، حتى أصبح محط إعجاب كبار القادة في الوطن العربي، الذين يسعون
لخطب ودّه واتّقاء قلمه، ولم ينجح أحد "بشرائه"، حتى لقي وجه ربّه حرًّا
كريمًا. وهو سياسي، ولد في يافا التي كانت واحدة من أهم حاضرات الشرق، إلى جانب
القاهرة وبيروت؛ ففتح عينيه على الانتداب-الاحتلال البريطاني-الصهيوني وهو يعيث
فسادًا في بلده، ويهدم حضارات تراكمت عبر السنين، ويشرد شعبًا آمنًا مستقرًا في
حضن وطنه. فنما وترعرع على الفكر القومي الذي يرى أن واجب تحرير فلسطين يقع على
عاتق الأمة، لا على عاتق الشعب الفلسطيني وحده.
تزاوجت الصحافة-المهنة مع السياسية-الفطرة لتنجب " شفيق الحوت" الذي يتقن الإمساك بالقلم ويوجهه حيث يريد هو، دون خوف أو وجل من
أحد، ودون أن ينافق هذا أو ذاك، مع ميل "شبه فطري" باتجاه كل ما هو قومي
صادق. وهو يؤمن "إيمان العجائز" بأن الوحدة هي الطريق الأمثل لتحرير
فلسطين، فمال نحو جمال عبد الناصر، وناصره ودافع عنه في مواجهة الانهزاميين
والقطريين، وانجذب نحو البعث الذين رأى فيه ملاذ الأمة في حماية منجزاتها وثرواتها،
وتحقيق حقوق أبنائها في الحرية والحياة الأفضل، فكان يذكر ميشيل عفلق وصلاح الدين
البيطار بالكثير من المهابة والاحترام.
بتلك الخصائص والسمات والمواصفات، استلم "الحوت" عمله في مجلة
الحوادث التي تمكن من خلالها من تحقيق أفكاره، إلى جانب مشاركته لزملاء آخرين في
تأسيس فصيل فلسطيني، يسعى إلى التحرير والعودة. وعندما احتاجته منظمة التحرير
الفلسطينية؛ الجسم السياسي-العسكري الذي التأمت فيه فصائل العمل الوطني الفلسطيني
كافة، وضع في بوتقتها كل ما يملك من طاقات فكرية وإمكانات مهنية وعلاقات، طوّرها
عبر مهنته التي لا تعرف النوم، ولا مجال لمن يعمل فيها أن يأخذ غفوة حتى لو كانت
عابرة.
رغم كثرة أشغاله وأسفاره، ورغم المهمات الصعبة والشاقة التي كان يتولاها
"الحوت"، عبر ما يزيد عن
خمسة عقود من الزمن، إلا أنه أصدر نحو ثمانية كتب ذات صلة بالقضية الفلسطينية،
ومجموعة من الأبحاث والدراسات، بالإضافة إلى المقالات والمقابلات والخطابات. وهناك
ما يشير إلى أن النيّة تتجه نحو إصدار "الأعمال الكاملة" لهذا السياسي
الفلسطيني الذي حفر في الذاكرة الفلسطينية، ما يسهم في شق ما تيسر من الظلمات التي
تعترض الأجيال المتلاحقة.
أما العمل الأدبي و/أو الفكري الذي نحن بصدده، فهو مؤلَّفه الأخير، بعنوان:
بين
الوطن والمنفى-من يافا بدأ المشوار،
الصادر عن مركز الأبحاث/ منظمة التحرير الفلسطينية، في العام 2015، في طبعته
الثانية. علمًا بأن الطبعة الأولى صدرت عن دار الريّس للنشر والكتب في بيروت، سنة
2007.
يقع هذا الكتاب، الذي
لا يرى فيه "الحوت" سيرة ذاتية تقليدية، وأنه ليس سيرته بالذات، في (548) صفحة من
القطع الكبير، يتوزع عليها (30) عنوانًا، تبدأ بـ "المكان والزمان"؛ حيث
يصف فيها ولادته ونشأته ووطنه الذي عشق، وتنتهي بـ "الخروج من الحفرة
المعتمة"؛ التي يصف فيها عالمه الذي عاشه بعد أن غادر العمل السياسي الرسمي،
وعاد إلى الكتابة التي تعني، بالنسبة له، "العودة إلى الحياة". وما بين
هذين العنوانين يمر "شفيق الحوت"
على أكثر القضايا الاستراتيجية الخاصة بالقضية الفلسطينية في تاريخها المعاصر،
خلال الحقبة الممتدة بين النكبة في العام 1948، وحتى اتفاقية أوسلو في العام 1993؛
التي بسببها قدّم استقالته من عضوية اللجنة التنفيذية، علمًا بأنه بقي على رأس
عمله، ممثلًا لـ "م. ت. ف" في بيروت حتى 16/5/2006.
تطرق "شفيق الحوت" إلى
تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، التي جمعت التيه الفلسطيني، وما صاحبها من أحداث
جسام، كالحروب الداخلية مع الأشقاء، ومع إسرائيل التي كادت أن تطفئ جذوة المنظمة
وتنهيها إلى الأبد، فكانت معركة الكرامة في العام 1968 وحتى العدوان على الثورة في
لبنان في العام 1982، وما تبعه من مذبحة صبرا وشاتيلا وخروج الثورة من لبنان
لتتشتت على الأقطار العربية، ، وما قامت به من مفاوضات ومؤتمرات دولية وعربية.
ونظرًا لاتساع
العناوين التي تطرق الكاتب إلى تفاصيلها، وتعددها وانتشارها على مدى واسع من
الأحداث والقضايا الاستراتيجية الكبرى، فقد ارتأيت، من وجهة نظري الشخصية، التعليق
على العناوين التالية، والاقتباس مما قاله "شفيق الحوت" حولها، وهي:
أولًا: منظمة التحرير الفلسطينية: هوية
الفلسطينيين التي لا يجوز التنازل عنها
يشير "الحوت" إلى أنه في حقبة
النكبة وما بعدها، كان الشعب الفلسطيني بلا قيادة، وأن ما كان يسمّى قيادة فلم يكن
على مستوى قيادة العدو، وكذلك كان العرب وقياداتهم، في معظمها، إما عاجزة وإما
عميلة. لذلك؛ تكون منظمة التحرير الفلسطينية، كجسم اعتباري يجمع الشتات الفلسطيني،
قد انفردت بمساحات كبيرة في مذكرات "شفيق الحوت"،
بدءًا من تأسيسها في العام 1964م برئاسة المرحوم "أحمد الشقيري"، والتي
سبقها محاولات طمس الهوية الفلسطينية، وإزالة ذلك المسمى "فلسطين" من
القاموس الجيوسياسي في المنطقة. في حين أن الفلسطينيين كانوا، على الدوام، يسعون
إلى لملمة جراحهم وتضميدها، وتجميع شتاتهم عبر المحاولات الجادة بإنشاء فصائل
وتنظيمات ترفع شعارات تحرير فلسطين والعودة إلى الديار.
وتتلخص قصة منظمة التحرير الفلسطينية، في أن فلسطين كانت تتمتع بمقعد في
جامعة الدول العربية، تعاقب عليه موسى العلمي وآخرون، وفي العام 1963 أُبلغ
المرحوم "أحمد الشقيري" برغبة الدول العربية استلامه لهذا المقعد، وفي
العام 1964 انعقدت قمّة عربية أوصت، بتوصية عامّة، بأن يقوم "الشقيري"
بإجراء الاتصالات بغية "تنظيم الشعب الفلسطيني وتمكينه من القيام بدوره في
تحرير وطنه وتقرير مصيره"، فانعقد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته
التأسيسية الأولى في 28/05/1964م، برئاسة المرحوم الملك الحسين، في القدس، وأُعلن
عن قيام "منظمة التحرير الفلسطينية". ويرى " الحوت" أن قيام م. ت. ف بداية الرد الاستراتيجي الجاد
على النكبة[1].
وحتى اللحظة، فإنها أهم إنجاز وطني حققه الشعب الفلسطيني.
بعد إنشاء م. ت. ف بنحو ستة أشهر انطلقت "رصاصة فتح الأولى" في
1/1/1965، فغضب العرب (أي النظام الرسمي العربي)؛ باعتبار أن ذلك يصب في
"نظرية التوريط"، التي تعني أنه لا بد من تنسيق المواقف العربية
وانسجامها حتى يتقرر إطلاق الرصاص على إسرائيل أم لا! أما الشقيري فأخذ يقود
المنظمة بمنهجية لا تريح العاملين معه، بخاصة أعضاء اللجنة التنفيذية الذين سمعوا
من الإذاعات خبر إعفائهم واستبدالهم، بما أطلق عليه الشقيري، "مجلس ثورة
سري". تمر الأيام، وتحل النكسة في حزيران/ 1967م التي مكنت
"إسرائيل" من استكمال احتلال ما تبقى من فلسطين وأجزاء من مصر وسوريا
ولبنان، دون أن يكون للمنظمة دور مستقل وبارز على ساحة الصراع.
في تلك الأثناء رفضت التنظيمات الفلسطينية المسلحة قرار مجلس الأمن رقم
(242) الذي وافقت عليه الأنظمة العربية، فانزاحت الجماهير (العربية) لمن يرفض ذلك
القرار ويتحداه ويمارس الكفاح المسلّح. أما الشقيري، رحمه الله، فينهي دوره في
المنظمة بتقديم استقالته للشعب الفلسطيني، عبر الإذاعة في 25/12/1967م. وأخذت
الأحداث تتسارع حتى معركة الكرامة في آذار/ 1968، التي انتهت باندحار الجيش الإسرائيلي
المعتدي على الأراضي الأردنية بتلاحم فلسطيني-أردني رائع، فارتفع بيرق التنظيمات
المسلّحة، بخاصة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وأصبحت ذات كلمة
مسموعة أكثر من أي صوت آخر. ومن الجدير ذكره أنه كان هناك ثلاثة ألوية لجيش
التحرير الفلسطيني، موزعة في مصر وسوريا والعراق.
في تلك الأجواء، انعقد المجلس الوطني الفلسطيني في القاهرة، في جلسة
استثنائية، خلال الفترة: 10-17/07/1968م، انبثق عنه قراران هامان، هما: الأول:
انتخاب لجنة تنفيذية[2] انتخبت
"ياسر عرفات" رئيسًا لها، علمًا بأن تيارًا في فتح كان يرفض الانضمام
إلى المنظمة. والثاني: تعديل ميثاق المنظمة، بدءًا من إسمه، "الميثاق
القومي" الذي صار "الميثاق الوطني". وكان "شفيق الحوت" مديرًا لمكتب المنظمة في بيروت.
منذ ذلك الحين انطلقت م. ت. ف تقود الكفاح الفلسطيني، وفق الميثاق الوطني،
ويجلس رئيسها (ياسر عرفات) إلى جانب ملوك ورؤساء الدول العربية والأجنبية، في
المؤتمرات والمحافل وعلى المستويات كافة. ويذكر "الحوت" أن العام 1969
كان (إعلاميًا) سنة العمل الفدائي والفدائيين.
خاض الشعب الفلسطيني، بقيادة المنظمة، صراع الهوية والوجود المعنوي مع دول
الطوق؛ الأردن، وسوريا ولبنان. وكان الأمر يتطلب قائدًا كياسر عرفات لكي يدير
الدفة، بما يقلل من خسائر الشعب الفلسطيني، الذي أصبح في حالة صراع استخباري
وعسكري مباشر مع تلك الأنظمة. فكانت كارثة أيلول/ 1970 التي انتهت باتفاقية تخرج
على إثرها قوات الثورة إلى لبنان، وتم توقيع "اتفاقية القاهرة" مع لبنان،
التي وقّعها ياسر عرفات عن الجانب الفلسطيني، والتي نظمت الوجود الفلسطيني في
لبنان والعمل الفدائي من الأراضي اللبنانية، والتي ألغيت من قبل لبنان سنة 1987. ولعل أكثر الحقائق
إيلامًا ما يشير إليه "شفيق الحوت" من
أنه في العام 1976، كان التدخل العسكري السوري في لبنان، بضوء أخضر أمريكي،
واعتراض عربي خجول، وترحيب من الجبهة اللبنانية.
تتوالى الأحداث على منظمة التحرير الفلسطينية، عبر السبعينيات وحتى استقالة
"الحوت" منها بعيد اتفاقية
أوسلو في العام 1993. يتعرض لتلك الأحداث، كلما أصبح الحدث ضمن السياق، ولكن بدون
الخوض في التفاصيل، كالحرب الأهلية اللبنانية، والقتال الفلسطيني-اللبناني،
واجتياح الليطاني، وتل الزعتر، وعدوان 1982 الذي قاده شارون على لبنان، والذي
انتهى بمذابح صبرا وشاتيلا، ثم يمر على موقف المنظمة من حرب الخليج الثانية في
العام 1991، التي شنتها أمريكا ومعها عشرات الدول على العراق. ثم يتوقف "الحوت" عند أوسلو التي رأى فيها مأساة وطنية بكل
المعايير.
ثانيًا: علاقة عرفات-الحوت
بعد تسلمه مهمة رئاسة اللجنة التنفيذية للمنظمة، دعا ياسر عرفات مديري
المكاتب للاجتماع به في عمّان، وكان "شفيق الحوت"
مدير مكتب بيروت. حينئذ أدرك " الحوت" أنه أمام
شخص مختلف عن سلفه، لا يقل عنه "كاريزما" لكن بنكهة غريبة، وأنه شديد
الثقة بنفسه، ويتصرف كمحترف ينوي المضي حتى النهاية، وأنه رجل صعب، وأستاذ في
العلاقات العامة وكسب الأصدقاء والأنصار. وتعمقت العلاقة بين الرجلين، عندما
انكشفت خطة أحد القيادات لاغتيال "شفيق الحوت"، فانبرى "ياسر عرفات" مدافعًا عن " الحوت"[3]،
وأعاد له حقه المعنوي بالاعتذار والمصالحة من قبل صاحب الخطة.
واستمرت العلاقة بين
عرفات والحوت بين مد وجزر، وقد كان أول (جزر) عندما لم يقم أبو عمار بإدراج
إسم "شفيق الحوت" في عداد الوفد الفلسطيني الذي عقد الاتفاق الفلسطيني-اللبناني في
القاهرة في تشرين الثاني/ 1969م. ثم تستمر العلاقة بينهما؛ ياسر عرفات رئيسًا
للجنة التنفيذية و"شفيق الحوت" عضوًا للجنة التنفيذية و/أو مسؤولًا لمكتب المنظمة في بيروت، التي
شهدت أكثر الأحداث سخونة ووجعًا، بالنسبة لفلسطينيي الشتات.
في جميع المواقف التي يُذكر ياسر عرفات، حتى في المواقف النقدية التي تنم
عن خلاف واختلاف بينهما، نجد أن "الحوت" يرى فيه ذلك القائد الحذر والمتيقظ دومًا؛ الذي كان دائم التنقل،
حتى أنه في أثناء اجتياح لبنان في العام 1982 لم يعد يقيم بمكان أكثر من ساعة أو
بضع ساعات، صاحب الكاريزما التي ينفرد بها دون غيره، كما يذكر "الحوت" زيارة عرفات له قادما من عمّان، وطلب
"غفوة"؛ لأنه لم ينم منذ يومين.
كما أن "الحوت" يشيد بالقدرات
القيادية الفذّة لياسر عرفات الذي وضع قضية شعبه في صدارة الأحداث وفرضها على
أجندات العرب والعجم والأصدقاء والأعداء، بما أشاعه من أجواء المهابة والتقدير
لمنظمة التحرير الفلسطينية على الطاولات الرسمية والشعبية. فيذكر أنه في حرب تشرين
في العام 1973م، على الجبهتين السورية والمصرية، قام ياسر عرفات بفتح جبهة ثالثة،
بدفع جيش التحرير الفلسطيني إلى المشاركة على الجبهتين، تم التعتيم الإعلامي
عليها، إلا أن العدو اعترف بنفسه بهذه الجبهة، عندما اشترط مندوب (اسرائيل) في
الأمم المتحدة "التزامًا عربيًا بإيقاف النار على الجبهة الثالثة التي يحارب
فيها الفلسطينيون.
ويتوقف "شفيق الحوت" عند اللحظة التي سقطت في طائرة عرفات، وكيف شكلّت هزّة عنيفة في كل
أركان المنظمة، التي وجدت نفسها بلا راعٍ ولا هادٍ ولا دليلٍ لقادم الأيام، كما
يتوقف عند موقفه المعارض لاتفاقية أوسلو الذي عبر عنه خلال اجتماع المجلس المركزي
في تشرين أول/ 1993، بحضور ياسر عرفات، وما نشب بينهما من خلافات حادة حول تفاصيل
تلك الاتفاقية. وعلى إثرها قدم "شفيق الحوت"
استقالته، وفي اليوم التالي توجه إلى ياسر عرفات في مكتبه وودعه وكأن شيئًا لم
يكن، حيث قال "الحوت" لعرفات، في ذلك
الموقف: "... سياسيًا سأعارضك، وبطريقتي التي تعرفها. أي بصراحة وبعيدًا عن
الغدر، فلا تصدق وشاية وسواس ولا تنصت لدسيسة دساس".
وأما اللقاء
الأخير بينهما فكان في العام 2000، حيث فوجئ الحوت بدخول ياسر عرفات عليه وهو على
سرير المرض في أحد مستشفيات نيويورك، وهنا يقول "شفيق الحوت": "أكبرت للرجل زيارته على الرغم مما صنعته أوسلو بيننا. ويجزم " الحوت" أنه
على الرغم من كل الخلافات التي وقعت بينه وبين "ياسر عرفات"، ومواقف
المعارضة العلنية التي كان يقفها منه، سواء من خلال التصريحات الصحفية أو
المداخلات في المجلس الوطني، لم ينقطع حبل الود والمحبة والتقدير بينهما.
ثالثًا: علاقات الحوت مع القادة العرب
يروي "شفيق الحوت" في ثنايا مذكراته علاقات مع "علية القوم"، على مستوى الرؤساء
والملوك ورؤساء الوزارات في كل من: مصر والأردن ولبنان.
وفي الأردن، يتطرق إلى لقاءيه مع المرحوم الملك حسين، كان الأول في العام
1964، حيث كان "شفيق الحوت" متوجهًا ضمن وفد إلى القدس للمشاركة في المؤتمر التأسيسي الأول
لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي كتب عنه في مجلة الحوادث اللبنانية مقالًا
بعنوان: "دقيقتان مع الملك حسين"؛ يرد فيه على من شكك في إمكانية شراء
قلم "شفيق
الحوت-الصحفي"[4].
وكان اللقاء الثاني في العام 1975 في نيويورك. ومن الجدير ذكره أن "الحوت" كان يرفض أي شكل من أشكال الاقتتال على الساحة
الأردنية، وهو يرى أن العلاقة بين الأردن وفلسطين تعتبر الأكثر خصوصية بين أي
شعبين شقيقين، ناهيك عن العلاقة الجيوسياسية الثابتة.
أما بشأن العلاقة مع "جمال عبد الناصر"، فيشير "شفيق الحوت" أنه التقاه ست مرات؛ ثلاث منها عفوية والثلاث الأخرى هي لقاءات معدة
مسبقًا. ويخصص عنوانًا مستقلًا لتلك العلاقة، تحت عنوان: "عبد الناصر كما
عرفته"، على مدى نحو 20 صفحة (ص: 143-164).
من خلال سرده، نجد أنه يعدد مناقب "عبد الناصر" وخصائصه وسماته
القيادية وتواضعه، وكل ذلك يخضع إلى الاستراتيجية التي أسرها إلى "شفيق الحوت"، في أحد الاجتماعات، وهي: "أحاول أن أبني وأشق الطريق لمجتمع
أفضل يضمن الكفاية والعدل، مستلهما تاريخنا وتقاليدنا وسماحة شعبنا". كما
تظهر بساطة الرجل وإنسانية المتدفقة، وحرصه على الصداقة والمودة، عندما كان في كل
مرّة يلتقيان يسأله "عبد الناصر" عن شأن من شئون حياته الخاصة جدا، كما
كان يمازحه بالسؤال، في آخر لقاء في الخرطوم بعيد النكسة، بقوله: إزاي رجلك..
تحسنت.. جالك صبي ولاّ لسّاك أبو البنات؟".
وأما في الشأن السياسي الخاص بـ "عبد الناصر"، فيشير " الحوت" إلى أنه لم يكن محمسًا، على الإطلاق، لٌاقامة
تنظيم له على الساحة الفلسطينية، غير أنه كان يدعم كل من يطلب مساعدة لوجستية، ولا
سيما في مجال التدريب. ولعل الذروة تكمن فيما يقوله " الحوت": "اللغز الذي لم أستطع تفسيره حتى الآن، هو
كيفية وقوع عبد الناصر في فخ حرب 1967، وهو الذي قال حرفيًا، قبل ثلاثة شهور أنه
لن يخوضها إلا لينتصر، وأنه بحاجة إلى ثلاثة أعوام لتوفير شروط هذا النصر".
كما يتطرق "شفيق الحوت" في مذكراته إلى علاقاته مع رؤساء لبنان ورؤساء وزرائها، في الحقبة
الزمنية التي كان فيها على أراضي لبنان، منذ كان في مجلة الحوادث.
رابعًا: المرأة الفلسطينية من وجهة نظر "شفيق الحوت"
لا يمكن لقارئ هذا الكتاب أن يمر مرور الكرام عندما يذكر "شفيق الحوت" المرأة. فمنذ بدايات كتابه يسرد قصة أمه التي واجهت زمرة من الجنود
البريطانيين بصحبتهم "مجندة يهودية"، فرفضت السماح بتفتيشها، بحجة أنها
صائمة ومتوضئة، فعاثوا في البيت فسادًا وسرقوا ما عثروا عليه من القليل الذي كانت
والدته تدخره وتعتز به من ذخائر عرسها. وفي اليوم التالي تخرج والدته من صدرها
جسمًا غريبًا، كانت قد أخفته وعاركت الجنود لكي لا يصلوا إليه؛ وهو
"قنبلة". وفي العام 1992، تنتقل والدته إلى بارئها، وهنا نجد "شفيق الحوت" يقول مقولة هامة، وهي: لا يوجد في اللغة ما يقابل لفظة
"أمومة".
ثم يتوقف عن الدور النضالي الذي خاضته "سميرة عزام"؛ بنت عكا
العنيدة، رائدة الأدب الفلسطيني، والأديبة الفلسطينية التي ذاع صيتها في عالم
القصة القصيرة، والتي كانت تعمل إلى جانب رفاقها الآخرين في مختلف مراحل الكفاح
الذي عايشته.
وأما بشأن زوجته "أم هادر"، فنجد أنه يتوقف عند ذكرها بالكثير من
المهابة والاحترام والتقدير، فيقول عنها: كانت زوجتي، وسكرتيرتي، ومديرة منزلي،
ومربية أولادي، بالإضافة إلى عملها أستاذة في الجامعة اللبنانية. وفي أكثر من
مناسبة توقف عند الأدوار الجريئة والشجاعة التي اخذتها على طول رحلتها إلى جانبه،
والتي وصلت ذروتها عندما جابهت القوة العسكرية التي داهمت بيتهما إبّان عدوان
1982، وفي أجواء مذبحة صبرا وشاتيلا، حيث اتجه قائد المجموعة إلى المكتبة، وحاول
مصادرة كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون"، الذي حمته منه بقدرتها على
الحوار والإقناع.
ولعل "شفيق الحوت" يضع أمانة في أعناق الأجيال التالية، بقوله: المرأة الفلسطينية أدت
دورًا، ولا تزال، في حركة النضال الفلسطيني لم يُؤرّخ له بعد بما يستحق من إنصاف
وتقويم.
خامسًا: شفيق الحوت مناضلًا صلبًا
منذ فتح عينيه على الدنيا، وجد "شفيق الحوت"
البندقية البريطانية فوق رأسه، ووجد والديه يكابدان ذلك الاستعمار اللعين، فانتهى
أمره خارج يافا؛ ذلك الحضن الدافئ الذي جعله عنوان كتابه، بقوله: من يافا بدأ
المشوار. أي أن قصة عشق أبدي قد نشأت بين شفيق الحوت-اللبناني الأصل[5]،
وبين فلسطين وطنه الذي عشق. فأخذ، منذ طفولته المبكرة يتلمس الطرق والوسائل
والأساليب التي تمكنه من المساهمة في تحرير وطنه، فانتسب إلى الحزب الشيوعي
اللبناني، ولكن سرعان ما تركه، ثم تم حبسه ثلاثة أشهر، وهو طالب في كلية الطب، على
خلفية بحث كتبه لتلميذ في العلوم السياسية، بعنوان: "مفهوم الحرية في النظام
الرأسمالي والنظام الشيوعي"، وأُتبع ذلك بممارسات "لجنة الانضباط"
الجامعية، في الجامعة الأمريكية ببيروت، التي حمّلت ملفه إنذارين، مما دفعه إلى
اتخاذ قرار التحول من دراسة الطب إلى التخصص في العلوم، حيث تخرج بدرجة البكالوريوس
في العام الدراسي 1952/1953، وقد خرّجه الدكتور قسطنطين زريق[6].
ويتوسع "الحوت" في الحديث عن
"جبهة التحرير الفلسطينية"، التي بدئ بالعمل على إنشائها منذ لعام 1961،
وذراعها المدرّب عسكريًا تحت إسم "قوات التحرير الشعبية" والنشرة
الدورية "طريق العودة" التي كانت تصدر عنها. وقد تم حلّ هذا التنظيم في
العام 1969 لصالح منظمة التحرير الفلسطينية، علمًا بأن هناك العديد من الفصائل
والتنظيمات التي ظهرت ثم اختفت.
بعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، يغادر "شفيق الحوت" عمله الصحفي المريح الذي يوفر له الشهرة والعلاقات مع صفوة الصفوة
في دول العالم المختلفة، كما يوفر له الدخل المالي الوفير، لصالح العمل السياسي
مدافعًا عن قضية فلسطين، وعن شعبها الجريح المكلوم والمشرد، وهو يدرك المخاطر
الجمة التي ينطوي عليها هذا القرار.
يشير "الحوت" إلى أنه، بالإضافة إلى
حياة الخوف والقلق التي كانت تعيشها أسرته، فإنه تعرض لأكثر من محاولة اغتيال،
سواء من قبل المخابرات الاسرائيلية، كما جرى في العام 1969، أو من قبل المناوئين
السياسيين على الساحة اللبنانية، كتلك المحاولة بتاريخ 17/02/1967، التي أصيب
خلالها بجروح في رجله ألزمته البقاء في المستشفى عدة أيام. وبخصوص الساحة
اللبنانية شبهها الحوت بأنها "حديقة من غير سياج"، وأن فنادق بيروت كانت
تعج برجال الموساد الذين جاؤوا لتنفيذ عملياتهم ضد مؤسسات المنظمة ورجالها، فكان
اغتيال "غسان كنفاني" في تموز/ 1972، ثم اغتيال كمال ناصر وكمال عدوان ومحمد
يوسف النجار وزوجته في العام 1973.
في تلك الأجواء من
الاغتيالات والإعدامات والعلاقات المتشرذمة بين المستوى السياسي والأمني في لبنان،
عاش "شفيق الحوت"، وقاد فلسطينيو الساحة اللبنانية الذين يعانون الفقر والفاقة
والحصار من السلطة اللبنانية. ويخص بالذكر الفترة الممتدة بين مأساة أيلول/ 1970
والاجتياح الصهيوني للبنان سنة 1982، التي يرى فيها أهم المراحل في حياة منظمة
التحرير الفلسطينية؛ وهي المرحلة التي كان فيها لبنان مرتكز الثورة الفلسطينية،
حتى درج القول بين أهل السياسة والصحافة عن "لبنان الفلسطيني" أو "فلسطين
اللبنانية".
بعد خروج الثورة من لبنان في العام 1982، أصبح فلسطينيو لبنان، وعلى رأسهم
"شفيق الحوت"،
كمن "يحمل الجمر باليدين، وعليه أن يتحمل هذا الجمر". وأما الحقبة التي
تلتها، فيقول فيها " الحوت": السنوات السبع التي
تلت الاحتلال الاسرائيلي للبنان كانت سبعًا عجافًا، حفلت بكل أنواع الحروب
والاقتتال، بين الفلسطينيين والللبنانيين والسوريين. وعندما كان المقاتلون
يستريحون من مجابهة خصومهم، كانوا يبادرون إلى الاقتتال فيما بينهم.
حتى بعد تقديم استقالته من اللجنة التنفيذية في العام 1993 بقي على رأس
عمله مديرًا لمكتب المنظمة في بيروت، وبقي يدافع عن سياساتها حتى 16/05/2006م؛ حيث
استلم المكتب المناضل شريف مشعل "عباس زكي"، وهنا يقول "الحوت": يعتبر هذا اليوم إجازة من المنظمة، لا من النضال
من أجل القضية، لأن القضية ليست مهنة بل قَدَر.
سادسًا: شفيق الحوت-التربوي والمعلم
يقول "شفيق الحوت":
حاولت جهدي، وأنا أكتب هذه المذكّرات، ألا أشغل القارئ بخصوصياتي، وجعلت الحدث
وليس شخصي هو البطل الذي تدور من حوله كتاباتي، ذلك بأني خفت إن فعلت أن أبدو
مغاليًا في عاطفتي تجاه البعض، سلبًا أو إيجابًا من غير قصد، وأثير حساسيات لا
ضرورة لها، وخصوصًا أني أعتز بالعدد الكبير من الناس الذين أكرمتني فرص ومناسبات
بالتعرف إليهم وتسميتهم بالأصدقاء.
لقد اخترت النص المذكور أعلاه، لكي أشير إلى أننا أمام ما يمكن تسميته
بالمدرسة في كتابة السيرة الذاتية، التي تقدم العام على الخاص، وتوظف الشخصي من
أجل الكل الأشمل والأوسع، ولا تذهب لأي شخصي أو ذاتي يذهب النص بعيدًا عن القضية
الأساسية الكبرى، التي عُمّدت بدماء الشهداء الزكية، وبعذابات شعب شُرّد من وطنه
تحت القتل والترويع.
لذلك؛ نجد أن هذه المذكرات أو السيرة، وإلى جانب أنها تشكل مرجعية سياسية
وتأريخية لحقبة تقارب الستة عقود من الزمن، أنها مشبعة بالقيم والمثل العليا
الوطنية والقومية والأخلاقية والسلوكية ذات الصلة بحياة الفرد والمجتمع. ولعل من
أجمل ما يمكن أن نتعلمه من "شفيق الحوت-المعلم"، ما ذكره بأنه، وفي ذروة معارضته لياسر عرفات ورفضه لاتفاق أوسلو،
نجد أن "الحوت"، يقول لعرفات:
"إحنا معتمدين على ثقافتك وسعة صدرك، وإلمامك، ما إحنا بلاك شو بنسوى
كلنا"، ثم يذهب ليودعه حسب الأصول التي يجب أن يتصرف بها الفرد الواثق من
نفسه مع قائده. وفي ذلك درس في كيفية العلاقة القائمة على الشجاعة التي يتحلى بها
المعارض، مع ما يصاحبها من حسن الخلق، بعيدًا عن تحطيم الآخر وتخوينه وإخراجه من
الملّة.
من جانبٍ آخر؛ نجد أن "شفيق الحوت-المهذب" لا يقدم نفسه على صحبه حتى على مستوى السرد؛ فحيثما يتحدث عن جماعة
هو جزء منها، تجده يقدمهم على نفسه، دون أن يعمل من نفسه الأسطورة والمنقذ الأوحد،
فلا شئ يجبره على قول: وتناوبنا "عبد اللطيف وأنا"، إلا خلقه الرفيع
والتزامه الأدبي بأدب السرد وأمانة النقل وحسن الحوار.
التعليق والخاتمة
لقد استغرقت نحو خمس وعشرين ساعة ونيّف من القراءة المتمعنة لهذه المذكرات،
فوجدت فيها ما يسر الخاطر، ويريح البال، رغم الخسائر الكبيرة التي مني بها شعبنا
في الشتات وفي الوطن. فقد تمكن "شفيق
الحوت" من استخلاص ما يشير إلى قدرات شعبنا، وقيادته
التاريخية خلال الحقبة التي تغطيها المذكرات، بين الأعوام 1961 و1993، على انتزاع
فلسطين الوطن والهوية والأرض من بين أنياب الضبع الصهيوني-الامبريالي، والذي تمكن
من ظهرنا في غفلة من الجهل والتخلف والتشرذم، وضعف القيادة الفلسطينية وانهزامية
القيادات العربية. فكانت منظمة التحرير الفلسطينية الشعاع الذي بدد ظلمة المكان
والزمان، بعد أن كادت فلسطين تستقر في بطن ذلك الضبع "القادم إلى أرض بلا
شعب"!
أما أمتنا العربية فإننا نرى فيها عمقنا الطبيعي، ونرى فيها الكتف الكافي
لأن نلقي برأسنا عليه من وجع عشرات المذابح التي دبّرت بحقنا، ووجع فقداننا للمئات
من مدننا وقرانا التي تم محوها، وجيوش الأمة قد أعادت السيف إلى غمده، وهي تتجرع
مرارة الهزيمة، ليس لقلة الكادر والعدة والعتاد؛ بل تنفيذًا لمؤامرة لن ينجو من
إعصار التاريخ كل من شارك فيها، من قريب أو بعيد. وفي ذلك يقول "شفيق الحوت": لا أنطلق من من مشاعر شوفينية تتنكر لأي من
الأشقاء العرب، وإنما على العكس تمامًا، فأنا متمسك بـ "فلسطينيتي"
وأحاول تثبيتها في وجداني وذاكرتي، لا رفضًا لـ "أردنيتي" أو
لبنانيتي" ظاو سوريتي، وإنما رفضًا لمشروع صهينتي، رفضا لتهجيري ومحاولات شطب
هويتي وتراثي، وبالتالي رفضًا لتوطيني خارج دياري.
رحم الله "شفيق الحوت" الذي ترك فينا مالا ينسى من قيم البطولة والفداء
والتضحية، وقيم التقدير والاحترام للقائد الذي علينا أن ننفذ ثم نناقش، كما كان
رحمه الله يفعل في تعامله مع قائده المرحوم "ياسر عرفات"، فكان ينفذ
التعليمات بدقة، ثم يناقش قائده، وهو حافظ له آداب الحوار بأبهى وأجمل صورها.
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 18 تشرين الثاني، 2015
[1][1] هنا، انقسم الموقف العربي بين من تعامل مع المنظمة بجدية، بقخاصة مصر
والجزائر والعراق الذي بادر بتقديم الدعم المالي، ومن حاول جعلها مجرد
"يافطة" لفلسطين يمتطيها متى شاء (ص: 93).
[2] تألفت هذه اللجنة من ياسر عرفات؛ خالد الحسن؛ أحمد الشهابي؛ حامد أبو ستة؛
إبراهيم بكر؛ محمد يوسف النجار؛ كمال
ناصر؛ ياسر عمرو؛ يوسف البرجي؛ فاروق القدومي؛ عبد المجيد لرئاسة الصندوق القومي.
[3] يشير "شفيق الحوت" إلى أن "أبو عمار" أشاد به، وقال: "من يرمي أبو هادر
بالمي نرميه بالنار" (ص:
118).
[4] من أبرز ما يقوله "الحوت": يبقى المناضل في
أوساطنا الفلسطينية موضع شك حتى ينتهي إلى واحد من اثنين: إما تحرير القدس، وإما
الاستشهاد على طريق تحريرها (ص:
131).
[5] رفض والده استرداد هويته
اللبنانية؛ لاعتقاده بأنه بذلك يتنازل عن هويته الفلسطينية، وهذا ما لا يريده، ولا
يقبل به إطلاقًا (ص: 57).
[6] كان د. قسطنطين زريق رئيسًا للجامعة بالوكالة، وقال لحظتها للحوت: الآن
نستطيع القول إننا انتهينا من مشاكلك (ص: 56). وكان العام الجامعي الأول للحوت 1948/1949.
إرسال تعليق Blogger Facebook