في أواخر شهر أيلول/ 2014، توجهت إلى منزل "د. أمين الخطيب" في القدس/ بيت حنينا، فوجدت ذلك الكهل الجالس بوقار، بنظراته الحادة التي تنبئ عن رغبة شديدة للانطلاق، والحركة، والقفز فوق جدران العمر والشيخوخة التي حجبته عن شعبه الذي أحب. وابتسامته التي تعلو شفاهه دومًا، تلك الشفاه التي شققتها عذابات السنين والعمل الجاد والفاعل، من أجل رسم ابتسامة على شفاه فقير و/أو مريضٍ أعياه التشرد والحرمان.
شعرت بأُنس اللقاء ودفئه منذ اللحظة الأولى، وأنا أقبّل وجنتيه اللتين تخفيان قصة شعب اكتوى بمؤامرات العدو والصديق والشقيق على السواء، وعاصمة اكتوت بنيران اغتصابها؛ مكانيًا وزمانيًا. فقد ولد الدكتور امين الخطيب عام 1926، في حي باب الحديد بالبلدة القديمة في القدس، وأنهى الثانوية العامة في العام 1944؛ حيث توفي والده، ثم ذهب إلى بيروت لإكمال دراسته الجامعية[1]. وعندما اندلعت حرب 48، التي شطرت القدس، كان في بيروت يتهيأ لامتحان السنة الأخيرة[2].
لقد كان له أدوار بارزة وإبداعية في المجالات الثورية التي مارسها منذ طفولته المبكرة؛ وهو يساعد الثوار بإخفاء السلاح تحت ملابسه لإيصاله لهم، والمجالات السياسية من خلال تنظيم القوميين العرب الذي شارك في تأسيسه إلى جانب د. جورج حبش ووديع حداد وغيرهما. وفي مجال الأعمال التطوعية الخيرية.
لأنني أدرك مع من أجلس، وعن أي قامة أتحدث، فليس من المعقول أن نضيع وقت "د. أمين الخطيب" ونحن نسأل عن الولادة والنشأة والدراسة والانجازات؛ فهذه موجودة بين ثنايا الكتب والمراجع والمصادر. ولن اسأله ماذا فعل من خير في حياته؛ لأننا وجدنا الإجابة على وجوه الفقراء و"الغلابا" الّذين أوقف حياته من أجلهم، وسمعناها ممن رافقه وسار معه ذلك الدرب الطويل.
لذلك؛ فاجأته بسؤال لم يكن يتوقع أن يكون هو السؤال الأول، وهو: ماذا تنصح الجيل القادم من المقدسيين؟ هذا السؤال الذي يُطرح عادة في نهاية المقابلات الصحفية. ولكنني أردته في بداية المقابلة؛ لأنني أسعى إلى سبر غور ما بعد هذا السؤال من استراتيجيات وطنية، وما قبله من حقائق أرسى دعائمها "د. أمين الخطيب" عبر العقود التسعة من عمره. فكانت إجابته على ذلك السؤال: أنصح الأجيال القادمة بالبقاء في القدس، وألّا يغادروها، مهما اشتد الخطب وادلهمّ الليل، وأن يحافظوا على "روح" العمل الخيري والتطوعي، فيما بينهم، لخدمة فقيرهم وإسناد ضعيفهم وإيواء مشردهم.
وعليه؛ فإن المساحة الأكبر، بل الطاغية، على شخصية "د. أمين الخطيب"، هي تلك الممارسات والإنجازات والإبداعات المتعلقة بالعمل الخيري، الذي تمكن من خلاله أن يسن سنّة حسنة له أجرها وأجر من سيعمل بها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وقد وجدت أنه من الإنصاف تخصيص الحديث عن الإنجازات الواسعة والمتعددة الأوجه لـ "د. أمين الخطيب"، التي هي ماثلة للعيان أمامنا، وذلك على مستويين رئيسيين: من وجهة نظره هو، ومن وجهة نظر الآخرين. والآخرون يتوزعون بين من عمل معه (الكتف بالكتف)، ومن نهل من إنجازاته، ومن سمع عنه دون أن يراه. وسنقوم بتجزئتها إلى محاور وعناوين، لكل منها محتوياته، التي تتكامل، فيما بينها، لتكون الشخصية الاجتماعية التي نحن بصدد الحديث عنها. ولأنني ارتأيت فيه الحيادية في التحدث عن نفسه، فقد قمت بترقيم المرتكزات بحيث تتضمن رأي "د. أمين الخطيب"، إلى جانب ما يصفه به الآخرين، كما يلي:
أولًا: أبو الفقراء؛ يفتش عنهم ولا يميّز بينهم:
ففي لقائي المذكور، وعندما استمر بالحديث، أوجز إنجازاته في مجال العمل الخيري، بما يلي:
• كان هدفي، دوماً، خدمة الناس والمواطنين لذلك سميت أبو الفقراء، وكنت أخدم بلا تمييز. فلم أحصر عملي في القدس، فتحركت في الضفة الغربية، حتى أنني لم اترك قرية لم أزرها، وفي قطاع غزة كنت أتجول بصحبة صديقي "زكريا الأغا" على بيوت الفقراء. كما أنني زرت جميع المواقع في مناطق الـ 48، وكنت أتجول برفقة أعز أصدقائي؛ المرحوم الشاعر "سميح القاسم"، نفتش عن الفقراء لمساعدتهم. كما أسهمت في تأسيس "نادي الخريجين العرب"، كمتنفس للشباب المقدسي، وتأسيس جامعة القدس رغم أنف الاحتلال.
• كنت أتلقى مساعدات من خلال أصحابي ومعارفي في الدول العربية والأجنبية، وأذكر أنني استلمت (42) مليون دولار كان على امتداد حوالي 30 عامًا، خلال تولي مسؤوليتي اتحاد جمعيات القدس؛ تم صرفها، بالكامل في مواضعها. وقد لفت ذلك نظر الاحتلال ففرض عليّ الإقامة الجبرية. ولا يزال الفقراء يلحقوا بي حتى الآن، من الشمال للجنوب.
ثانيًا: تكامل المؤسسات المقدسية في تقديم الخدمات للشعب الفلسطيني:
لا شك في أن مؤسساتنا تعاني، وبشكل محدود، من الفرقة والتشرذم والتنافس غير المنضبط؛ الذي يتحول إلى صراعٍ على الأرض. إلا أن "د. أمين الخطيب" أشار إلى أنه، هو والفرق العاملة معه، قد وظفوا المؤسسات المقدسية لتحقيق الإنجازات الوطنية المختلفة، داخل القدس وعلى مستوى الوطن. وكان قد صرح للكاتبة "ديما نادر دعنا" في صحيفة القدس، بتاريخ: 21/9/2011، بأنه وفق هذه المنهجية العلمية-الوطنية، قد تحقق العديد من الإنجازات، منها[3]:
من خلال اتحاد الجمعيات الخيرية، تم تعريب مؤسساتنا بالكامل عن طريق تحضير الكوادر المؤهلة؛ بإرسالهم في بعثات دراسية للخارج، واستعنا بالخبرات الاجنبية لرعاية المعاقين، فتم إنشاء جمعية المعاقين حركيًا. كما أنشئت جمعية بيت الرحمة الاسلامي؛ كبيت يعنى بالمسنين. وتم تأسيس جمعية الصحة النفسية.
من خلال نادي الموظفين، فتحنا مشروع محو الأمية.
من خلال جمعية المقاصد الخيرية، فتحنا عدة صفوف لتعليم الكبار. لكن الحرب (1967) حالت دون استمرار ذلك.
من خلال الهلال الأحمر الفلسطيني، خرجنا بفكرة تأسيس مدرسة التمريض وكانت النتيجة إنشاء جمعية الكلية العربية للمهن الطبية في البيرة؛ تدرس التمريض وعلوم المختبرات.
ثالثًا: يخدم شعبه بتفانٍ قل مثيله:
لم أذكر إسم "د. أمين الخطيب" أمام مقدسي، إلا ورفع قبعته له؛ إكبارًا وإجلالًا. فمنذ شبابه المبكر، وهو ينتهج نهج والدته التي أرسلت خبز أولادها لأولاد الجيران الذين اشتهوا رائحة الخبز، ونهج والده الذي آثر على نفسه؛ فوجّه المتسوقة للشراء من جاره الذي لم "يستفتح" بأي بيْع في ذلك اليوم. إذن؛ نحن أمام طبيب تربى على البذل والعطاء من أجل الغير، دون أن يلتفت لحسابات الربح والخسارة.
يقول فيه نجله م. خالد: بالرغم من المستقبل المهني الواعد لطبيب حديث التخرج في وقت ندر به الأطباء، آثر"د. أمين الخطيب" أن تسير حياته وفق احتياجات ومتطلبات أبناء شعبه، فكانت بداياته في العمل الطبي التطوعي، ثم في التجمعات السكانية الفقيرة المهمشة ومخيمات اللاجئين، ضمن كادر وكالة الغوث. فقد تنقل بين اربد، عروس الشمال الأردني قرب الحدود مع الشقيقة سوريا، وأريحا خلال السنين الأولى من عمله في مجال الطب. وقد نشط في تلك الفترة (أوائل الخمسينات من القرن العشرين) في العمل السياسي في المنطقة، كرد فعل طبيعي على الكارثة التي حلت على شعب فلسطين بشكل خاص، وفي إطار حركات الاستقلال عن المستعمر الغربي (فرنسا وبريطانيا) للدول العربية المجاورة بشكل عام.
أما د. عرفات الهدمي، فيقول: عاد "د. أمين الخطيب" من سوريا إلى مدينته القدس؛ لخدمة أبنائها، من خلال عيادته الطبية التي فتحها على مقربة من أبواب المسجد الأقصى. وتشهد على ذلك السيدة الشيماء البديري، التي تؤكد على أنها شاهدت بأم عينها، مجموعة مواقف إنسانية-اجتماعية "د. أمين الخطيب" الطبيب- الإنسان، أقلها
أنه كان يعالج مرضاه مجاناً ثم يزودهم بالأدوية اللازمة مجاناً. ويقر بذلك، أيضًا، المقدسي "مازن نوفل" الذي يقول: كنت أشعر به إنسانًا وطبيبًا ومعطاءً؛ فعندما كنت أتوجه إليه، لوحدي أو مصطحبًا أحدًا من إخوتي، لا يتوقف الأمر عند معالجتنا، وإنما يزودنا بالدواء والعلاج المطلوب مجانًا، ولم يمنّ علينا يومًا، ولم يشعرنا أنه يتصدق علينا.
رابعًا: المعلم-النموذج يتابع تلاميذه:
لقد وجدت في "د. أمين الخطيب" أنه مشبع بالحنان للعمل الخيري والتطوعي، ويؤمن بضرورة أن يكون مكونًا عضويًا من مكونات المقدسيين بشكل خاص والفلسطينيين بشكل عام. ويروي السيد "يوسف قرّي"[4]؛ المدير العام لاتحاد الجمعيات الخيرية/ القدس: رغم أنني لم أعاصر "د. أمين الخطيب"، ولم أعمل معه إلا أنني فوجئت باتصاله الأول، فور استلامي المنصب في الاتحاد أواخر العام 2009، فكانت فحوى مكالمته تحميلي مسؤولية الاتحاد والقدس والمقدسيين الفقراء والمعوزين؛ مما وضعني أمام أمانة كبرى حمّلني إياها. كما ترك في نفسي السرور والغبطة والتحفيز على العمل، ثم توالت اتصالاته بعد كل انجاز يحققه الاتحاد، فكان يتصل مهنئاً مباركاً وحاثاً على المزيد. بذلك؛ أدركت مدى اهتمام أمين الخطيب وحرصه على الاتحاد الذي حنى عليه حنوه على أبنائه. فواظبت أنا من جانبي على زيارته ومهاتفته، وصرت في كل مرة أتلقى منه جرعة/ شحنة للعمل وللمزيد من الإبداع؛ مما يدفعني إلى أن أعمل من أجل القدس محافظاً على العهد لمن بذلوا من أجل القدس، وعلى رأسهم "د. أمين الخطيب".
إذا اعتبرنا ما ذُكِرَ أعلاه البعد التعليمي لشخصية "د. أمين الخطيب"، فإن هناك بعدًا آخر، أكثر عمقًا وأهمية، وأكثر ديمومة؛ وذلك لاستدامته وأبديته وانتقاله من جيلٍ إلى جيلٍ، ألا وهو أن يعمل المرء في الخير، ويتطوع على مدى عشرات السنين، ثم يخرج نظيفًا-عفيفًا، حتى أنه يخرج أفقر حالًا من الفقراء الذين يتصدق عليهم. وفي هذا الجانب، يقول السيد "قرّي": في أول زيارة لي لبيت "د. أمين الخطيب" تصورت أنني داخل إلى بيتٍ ثري، إلا أنني فوجئت بذلك البيت المتواضع والأثاث المتواضع. وهنا؛ أدركت أنني أمام رجل أفنى عمره في عمل الخير وإسعاد الآخرين، غير ملتفت إلى امتلاكه من ذلك المال. بهذا يتحقق المعنى الدقيق لما أطلق عليه "عميد العمل الاجتماعي في فلسطين".
خامسًا: انتمى فعمل عمل وزارات.. عمل فأبدع.. أبدع فترك لنا وترك فينا:
عند الإطلاع على مسيرة اتحاد الجمعيات الخيرية/ القدس، وجدت أنه عضو هيئة إدارية لست دورات، على مدى أربعة وثلاثين عامًا؛ منذ تأسيسه في العام 1958 وحتى العام 1992. وأنه كان في منصب الرئيس لجميع الدورات ما عدا الدورة الأولى (1958-1962) التي كان فيه بمنصب "أمين السر" تحت رئاسة المرحومة "زليخة الشهابي"[5]. ويؤكد السيد يوسف قرّي؛ المدير العام للاتحاد على أنه كان هناك إنجازات هامة للهيئات الإدارية برئاسة "د. أمين الخطيب"، والتي شكلت مفاصل هامة في مسار العمل الخيري ودوره الوطني-التحرري، على مستوى الوطن الفلسطيني، انطلاقًا من القدس. وكلما أتصفح وثائق الاتحاد أستشعر مهابة "د. أمين الخطيب"، وبصماته وانجازاته، هو وزملاؤه العاملون معه، كما أستشعر هيبة الاتحاد من خلال هيبة هذا الرجل-المعطاء ومن معه. فقد استثمروا كل لحظة لهم في الهيئة الإدارية، من أجل التطوير والتقدم، إلى أن تحققت الإنجازات الرئيسة التالية:
تأسيس عشرات الجمعيات في فلسطين، وخاصة داخل مدينة القدس، التي كان لوجودها أهمية قصوى في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني، كما أسهمت في المحافظة على عروبة القدس التي اشتدت عليها حملات التهويد بعد النكسة في العام 1967. كما استطاع أن ينشئ محطة تاريخية للعمل التطوعي من خلال عمله في الاتحاد، وتربية جيل على حب العمل التطوعي. فقد كان للاتحاد أكثر من (1000) متطوع؛ وهم أصدقاء للاتحاد من فلسطينيي-48 والضفة وغزة وكل المناطق الفلسطينية. إضافة إلى مئات من المتبرعين والمعنيين بالأعمال الخيرية للاتحاد على مستوى العالم أجمع.
وفي كل تلك المراحل، كان "د. أمين الخطيب" المتطوع الأول للعمل الخيري كقدوة للآخرين. ومن القصص التي سمعتها من الناس أن "جَيْبه" كانت كالسبيل؛ فلم يرد من يقصده وهو في الشارع، أو في عيادته التي كانت مخصصة، أصلًا، لمعالجة الفقراء.
كان لاتحاد الجمعيات الخيرية/ القدس، برئاسة "د. أمين الخطيب"، مساهمة واضحة في توحيد الأجسام الاجتماعية، تمخض عنها تشكيل لجنة تنسيقية بين الاتحادات الخيرية الفلسطينية الثلاثة (شمال، وسط وجنوب) في العام 1976. وكانت أولى ثمرات تلك اللجنة تشكيل اللجنة العليا لمحو الامية وتعليم الكبار.
قاد "د. أمين الخطيب" اللجنة التنسيقية المذكورة لتطوير استراتيجية تم، من خلالها، وضع المسؤولين وصانعي القرار والأكاديميين والعاملين في الجمعيات أمام مسؤولياتهم الاجتماعية، من خلال تنظيم (ثلاثة) مؤتمرات خلال الفترة 1979-1984، بحثت في مواضيع استحدثت، في حينه؛ إذ لم تكن مطروقة من قبل، مثل[6]: محو الأمية، الدوافع الاقتصادية للهجرة من الضفة الغربية، مشكلات الطلبة في الجامعات الفلسطينية، حقوق تأهيل المعاقين من مختلف الإعاقات، تنشئة الطفل الفلسطيني وتطوره نموّه وصحته.
ومن أبرز الإسهامات الخيرية لـ "د. أمين الخطيب"، تأسيس صناديق للرعاية الاجتماعية لدعم الفقراء. وتطوير ودعم الجمعيات التابعة للاتحاد وتطوير الكوادر البشرية فيها، والتأسيس لدعم رياض الأطفال والمدارس في فلسطين وخاصة في مدينة القدس. وكان يعطي مساحة وجهداً كبيرين لقطاع الطفولة، لأنه كان يتبنى استراتيجية الاستثمار في الطفل الفلسطيني، باعتباره أكبر رافد لحماية القدس والقضية الفلسطينية. وعندما استُهدِفَ أطفال المخيمات، في الانتفاضة الأولى؛ من خلال الإغلاقات ومحاولات التركيع، هب لنصرة مؤسسات المخيمات في وسط الضفة الغربية وجنوبها؛ لتوفير كل متطلبات تعليم الأطفال حيث تبنى في حينه التكفل بمصاريف جميع رياض الأطفال في المخيمات.
بهذا؛ نجد أنفسنا وقد ورثنا اتحاد الجمعيات الخيرية من "د. أمين الخطيب" كمؤسسة، تشكل عنواناً للعمل الخيري في فلسطين، ينبع من قلب القدس، علينا المحافظة عليه وتطويره، سائرين على المنهج الخيري والتطوعي الذي سنّه "د. أمين الخطيب" على مدى العقود التسعة من عمره المديد.
ختامًا،
هذا هو "د. أمين الخطيب"، الذي وهب نفسه للعمل الخيري-التطوعي، وأوقف وقته وعيادته (الطبية) وإمكاناته للصالح الوطني والمقدسي العامّين. إنه ذلك المقدسي الذي تمتع بقدرة عالية على استثمار الظروف الموضوعية المحيطة به، المتمثلة بالدعم والإسناد العربي والإسلامي والدولي، للنجاح في تنظيم العمل الخيري وتأطيره وتطويره، لجعله جزء من ثقافة الفرد والمجتمع. وإن كان"د. أمين الخطيب" هو قائد المسيرة، فإن هناك زملاء له تعلقت أرواحهم بالعمل الخيري والتطوعي، عملوا معه، فنجح بهم ونجحوا به؛ من خلال العمل بتفانٍ وبروح الفريق التي، بها، استطاعوا إنجاز هذا الإرث الرائع، الذي تركوه أمانة للأجيال بعدهم.
وإن أجمل ما يمكنني أن أختم به، ما قاله فيه زميله ورفيق دربه الأستاذ "موسى درويش"؛ الذي عمل مع، "د. أمين الخطيب" سوياً، لفترة طويلة في اتحاد الجمعيات الخيرية: إنه مقدسي حتى العظم، وفلسطيني حتى النفس الأخير وعروبي متمسك بعروبته، رغم كل ما لاقاه من اضطهاد وظلم. آمن منذ أن تخرج طبيبا بأن شعبه يستحق كل تضحية. ومنذ أن حمل السماعة الطبية أحس بدقات قلوب الفقراء والمسحوقين، فقرر أن يعالج أبناء القدس مجاناً. وكل من عمل معه وجد فيه الدماثة والخلق الدافىء والمثابرة والصبر. وكان عزيزاً في عطائه، ينشر الأمل والعزم في كل محيط يعمل فيه. لم يترك باباً يفضي إلى خدمة أبناء شعبه إلا طرقه. إنه الرجل النقي؛ نقي السريرة، نقي في أخلاقه.. نقي في انتمائه.
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 5 كانون أول، 2014م
نُشِرَ في القدس المقدسية الالكترونية، بتاريخ: 18 كانون أول، 2014م، بحسب الرابط التالي:
http://www.alquds.com/news/article/view/id/537658
aziz.alassa@yahoo.com
________________________________________
[1] مقابلة م. خالد أمين الخطيب في 30/11/2014م
[2] http://www.alquds.com/en/node/437430
[3] http://www.alquds.com/news/article/view/id/319668
[4] مقابلة مع السيد يوسف قري في 2/12/2014م.
[5] انظر الكتاب الصادر عن الاتحاد، في العام (2009)، بمناسبة اليوبيل الذهب للاتحاد. ص: 73-74.
[6] انظر الكتاب الصادر عن الاتحاد، في العام (2009)، بمناسبة اليوبيل الذهب للاتحاد. ص: 8.
http://alassaaziz.blogspot.com/
aziz.alassa@yahoo.com
________________________________________
[1] مقابلة م. خالد أمين الخطيب في 30/11/2014م
[2] http://www.alquds.com/en/node/437430
[3] http://www.alquds.com/news/article/view/id/319668
[4] مقابلة مع السيد يوسف قري في 2/12/2014م.
[5] انظر الكتاب الصادر عن الاتحاد، في العام (2009)، بمناسبة اليوبيل الذهب للاتحاد. ص: 73-74.
[6] انظر الكتاب الصادر عن الاتحاد، في العام (2009)، بمناسبة اليوبيل الذهب للاتحاد. ص: 8.
إرسال تعليق Blogger Facebook