0



aziz.alassa@yahoo.com
عقدت دائرة شؤون القدس في م. ت. ف بتاريخ 19/11/2014 ندوة بعنوان (المقدسات الإسلامية والمسيحية ومعالم البلدة القديمة)، افتتحها دولة السّيّد أحمد قريع بكلمة شاملة رأى فيها أنّ الندّوة ترتكز على ثلاثة محاور رئيسة. الأوّل؛ أنّها تسد جزءًا صغيرًا من الدَّيْن الثّقيل المعلّق في الأعناق والضّمائر تجاه بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص، والثّاني؛ أنّها مساحة لممارسة النّقد الذّاتي لأدائنا, ونلوم أنفسنا عن كل تقصير ارتكبناه بحق مدينتنا الحبيبة، والثّالث؛ استذكار آيات الصّمود الأسطوريّ التّي أبداها المقدسيون دفاعاً عن القدس, علمًا بأنّ الأخطار أكبر من طاقة المقدسيين وحدهم.
أمّا الأوراق المقدّمة في تلك الندّوة فقد كان عددها (18) ورقة توزّعت على:
1- وصف القدس حضارياً, وحاضراً, ومستقبلاً, ومكانة ومعانٍ لدى المسلمين والمسيحيين، على حد سواء، على مستوى الحارات والأسوار والبوابات والآثار... الخ.
2- الانتهاكات الإسرائيليّة المستندة إلى ما (يعشعش) في العقليّة الاسرائيليّة وفي الفكر الدّينيّ اليهوديّ حول القدس والاقصى بالذات, والبرامج الاسرائيليّة الهادفة إلى "أسرلة" القدس بل تهويدها بكل تفاصيلها.
3- كما فُضحت الأكاذيب والمزاعم الإسرائيلية في تهويد الحيز الأثري في البلدة القديمة بالذات, وفق إشارات ورموز تمّ الزّجّ بها بهدف تزوير تاريخ هذه المدينة المقدّسة تحت مبررات (الترميم) الذّي تقوم به المؤسّسة الإسرائيليّة؛ دون رقيبٍ أو حسيب.
تبيّن من خلال متابعة تلك الأوراق ومناقشتها, أنّ هناك جهودًا بحثيّة جادّة قد بذلها الباحثون تستحق التوّقف عندها بالقراءة والتحليل. كما نجد أنّه لا بد من تعميم تلك الأوراق لإطلاع شعبنا على حقيقة ما يجري في القدس من عملية (تهويد)، تتطلب تضافر الجهود من أجل وضع حدّ لها، بكلّ السّبل والأساليب الممكنة والإبداعيّة. ونظراً لكبر حجم المعلومات والبيانات والبينات المطروحة فيها، فقد وجدت أنّه من الضّروري الإشارة إلى محاور رئيسة تجتمع عليها تلك الأوراق؛ دون التّطرّق للتفاصيل المتعلقّة بالباحث أو بالبحث، وذلك لضيق المجال وللضّرورات الفنّية في مثل هكذا مواقف. كما أنّ الاقتباسات شملت ما هو مكتوب في الأوراق وما تمّ التّحدّث به (شفاهة). ومن تلك المحاور:
أوّلاً: إسرائيل توظّف القرآن الكريم في معركتها:
لقد اكتشفت الصّهيونيّة منذ بدايتها, العلاقة الوثيقة بين القدس والأمّة, فسعوا إلى تفكيك هذه العلاقة, مثل: التشّكيك في الإسراء والمعراج, وأنّ القدس لم ترد في القرآن, وأنّ الأقصى ليس له تلك المكانة التّي يتغنى بها المسلمون. وهذا يفسر تلك المفاهيم والادعاءات التّي يتشدّق بها الصّهاينة و/أو المتصهينون من الباحثين الذّين يحاولون انتزاع صفة القدسيّة عن القرآن الكريم، ككتاب سماويّ؛ وجعله كأيّ كتاب آخر يجب أن تتوفر فيه المعلومات التّاريخيّة والجغرافيّة والسّيكولوجيّة... الخ.
ومن الجدير ذكره, أنّ القدس لم تُذكر في التّوراة ولو لمرّة واحدة، كما لم يُذكر سيدنا موسى، (عليه الصلاة والسلام) مع بيت المقدس.

ثانياً: صراع الرّوايات:
أكّد الباحثون على أنّ القدس هي نتاج تراكبيّة تاريخيّة وحضاريّة معقّدة، هدمت وأعيد بناؤها مرّات عديدة، وتركت كلّ حضارة مرّت بها بصماتها الإيجابيّة والسّلبية. وحتى اليوم لم تكتشف جميع مكوناتها التّاريخيّة. وهذا يفسر احتواءها على نسيج معماريّ متجانس لكنّه متنوّع المصادر والتّأثيرات. وأدى ذلك إلى أن تجتمع في القدس عوامل كثيرة دينيّة وثقافيّة ومعماريّة وأثريّة؛ لا تجتمع في أيّ مكان آخر في العالم مما جعل القدس مدينة فريدة. كما أكدّت الأبحاث على أنّ القدس عاصمة أبديّة للإنسانيّة, وهي خزانة للتّاريخ كزجاجة عطر فوّاحه بالحضارات والعلماء والرحّالة والرّواة.
أما اليهود، فلم يرفضوا كـ "عُبّاد" من قادة المسلمين عبر التاريخ. علمًا بأنّه لم يكن لهم حارة ولا مكان حتى قدوم صلاح الديّن الأيوبيّ. مصدره الخلاف معهم أنهم حوّلوا العبادة إلى حق تملّك للزّمان والمكان والتاريخ والجغرافيا، وهذا ما يقومون به حالياً من أنهم يركّزون على جذور المدينة وروايات تعرّضها مدينةً يهودية, وأنهّم هم من صاغها وبنها. حتى أنّه موجود في حارة الشّرف (13) مكتبة تحوي كتباً للأطفال تبثّ فيهم أنّ القدس يهوديّة بالكامل! ومن الجدير الإشارة إلى أنّ الّذين يقودون تلك الرّوايات هم العسكريون الإسرائيليون، مثل: موشيه دايان, وبن غوريون وشارون وغيرهم.
يقابل هذا من جانبنا أن القدس في ثقافتنا هي جزء من العقيدة الدينية, فضلاً عن الحضارة والتاريخ؛ ذلك لأنّ القرآن الكريم ربط بينها وبين مكة، عندما تحدّث عن معجزة الإسراء والمعراج. وانعكس هذا المفهوم من خلال الوجود العمرانيّ والثّقافيّ في القدس التي أصبحت مهوى أفئدتهم ومقصد الخلفاء والزّهّاد وطلاّب العلم في كلّ العهود.
أمّا المسيحيون؛ فيعدّون القدس مكانة الجذور الّتي تشعّ دوماً بالحياة وتغذيتها أو بأنّ الكنيسة المحليّة مع مؤمنيها كانوا دوما حاضرين في القدس يشهدون لحياة ووعظ وموت وقيامة يسوع المسيح في الأماكن المقدسة ذاتها. كما واستقبلوا على مر العصور إخوة وأخوات في الإيمان من الحجاج المقيمين والعابرين, دعوهم للتعرّف على المصادر المحيية والمغذية لإيمانهم. كما أنّهم يعدّون الخلاص من الاحتلال هو التّحدّي الأوّل للمسيحيين العرب، الّذين يرون أن هناك قوى مسيحيّة غربيّة تدعم إسرائيل, وتتحيّن الفرص لتحويل أيّ حدث في المناطق الّتي يعيش فيها المسلمون والمسيحيون إلى حدث دينيّ تدّعي فيه حدوث التّمييز والضّغط الاضّطهاد على أساسٍ دينّي.
ثم يلتقي المسلمون والمسيحيون في مجموعة عوامل تاريخية, تجعلهم يلتقون في الكيان العربيّ الواحد, منها: وجود الأماكن المقدسة واعتراف الإسلام بها، وجود المسيحيين في أماكن سكن مشتركة في المدن مع غيرهم من المواطنين واعتزاز المسيحيين بجذورهم القومية والدّينيّة في آن واحد. ولا ننسى أن باب العمود هو الأجمل من بين مئات الأسوار التي بناها العثمانيون في أرجاء إميراطوريتهم كافة.
ثانياً: أرقام وحقائق:
ظهر في الأوراق المقدّمة لهذه النّدوة، عدد من المفاهيم والتّعريفات والأرقام والتقديرات، التي لا بدّ من أن يعرفها كلّ عربيّ ومسلم، كما يعرف نفسه، ومنها "أن البلدة القديمة ذات مساحة (900) دونم تشكل أقلّ من عشر مساحة القدس بشقيها الغربيّ والشرقيّ, وهي تقيم المسجد الاقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق، وأنّ مساحة المسجد الاقصى (135) دونماً". كما أن فيها: (43) مسجداً و(62) مدرسة و(36) زاوية و(29) سبيلاً و(8) بوائك وغير ذلك من الأربطة والخوانق والأسواق والقباب وغير ذلك, الّتي يحيط بها سور القدس بطول (3662) مترًا، وفيه (7) أبواب مفتوحة و(5) أبواب مغلقة.
أمّا الوضع السّكانيّ للفلسطينيين في شرقي القدس، فيقول عنه "شاؤول اريئيلي/ في صحيفة هآرتس": الفلسطينيون في شرقيّ القدس الذّين هم 40% من سكان المدينة، يحظون بـ 10% فقط من الميزانيات، وأن 82% من أولادهم تحت خطّ الفقر، وينقص الجهاز التّعليميّ 1500 صفّ. كما يرى "اريئيلي" أنّ الموجات الأخيرة من العنف والعنصريّة ضدّ الفلسطينيين الّتي بدأت بخطف وقتل محمد أبو خضير حرّكت الاحتجاج العنيف الّذي نشهده اليوم.
ثالثًا: التهويد جارٍ على قدم وساق:
أشارت الأوراق مجتمعة إلى أنّ هناك حراكَا سريعًا تمرّ به القدس ناتج عن الصّراع الموصوف أعلاه, فالاحتلال يسعى على قدم وساق إلى تهويد القدس بكل تفاصيلها وجزئياتها. فمنذ اللحظة الأولى للاحتلال، وهو يسنّ القوانين واللوائح التّي (شرّعت!!) له ضمّ شرقيّ القدس في العام 1967، واتّخاذها العاصمة الموّحدة لإسرائيل في العام 1980، بالإضافة إلى القوانين الخاصّة بالإشراف على المدارس، وقوانين الاستملاك الّتي تبيح طرد العربيّ وإسكان (اليهودي) مكانه. وهناك توجّهٌ جماهيريٌ شعبيٌ داعمٌ للحكومات المختلفة وسياساتها لتهويد القدس، حتى أنّ هناك حوالى 39% من الإسرائيليين جاهزون لسفك دماء المسلمين ومنعهم من الصّلاة في الأقصى. كما أن هناك مظاهر ومؤشرات يوميّة يقوم بها الاحتلال لانتهاك القدس وحقوق المقدسيين في المواطنة، وصولًا لعملية التهويد، ومنها:
1- بدأت بلدية الاحتلال باستبدال أسماء بعض الأزّقّة والطّرقات في البلدة القديمة بأسماء جديدة، حيث قسّمت البلدة القديمة إلى أربعة أحياء تحمل أسماء طائفيّة، هي: الحيّ المسيحيّ، والحيّ الأرمنيّ، والحيّ اليهوديّ والحيّ الاسلاميّ. وفي ذلك تأجيج لروح الفتنة، وتكريس للتّفرقة بين أبناء الشّعب الواحد. ويعدُّ زرع اليهود في أحيائها إسفينًا لتحقيق هذا الهدف. فبعد أن كان عدد اليهود في البلدة القديمة في العام 1972 (263) نسمة فقط، أصبح عددهم نحو 4,000 موزعين على الاحياء المذكورة أعلاه، ويُصرف لكل منهم 5,000 شاقل شهرياً.
2- يستوطن اليهود بطريقة عنكبوتيّة؛ بؤرة صغيرة, ثمّ تمتدّ وتتّسع إلى أن تتضخّم وتصبح أمراً واقعاً.
3- هناك إجراءات يوميّة تراكمت، لتصبح أمرًا واقعًا الآن، بهدف الانتهاء إلى عملية التّهويد. وقد حصرتها أ. زهرة الخالدي في (28) إجراءً انتهاكيّاً، بعدّها إياها "أبرز الإجراءات الإرهابيّة لتهويد القدس وكوسيلة لطرد السّكان العرب الأصليين"، أخطرها: تهويد القضاء الإسلاميّ, وتهويد التّعليم العربيّ والإنسان العربيّ, وتهويد المقدسات الإسلاميّة وما يخططون من حفريات وعمليات هدم بخاصة هدم المسجد الاقصى، والسيطرة على الأملاك وذلك من خلال: "تنفيذ قانون إسرائيليّ للتّعويض عن أملاك العرب, ومصادرة أملاك الغائبين, ونهب أملاك المقيمين ومصادرتها, وتزوير عمليات شراء لها.
4- كما أن هناك انعدام توثيق واضحاً للأملاك في القدس وخاصة في البلدة القديمة، والخلط بين المالك والساكن والعلاقة غير السليمة بينهما.
5- ولعلّ من أبشع صور التّهويد أنّ الآثار، التي يدّعي الاسرائيليون اكتشافها، هي نتائج يتمّ صياغتها لأفكار مسبقة. كما أنّ المؤسسة الإسرائيليّة، منفردةً بدون أي رقابة أمميّة، بعملية ترميم يتمّ من خلالها تبديل وتزوير حجارة أسوار القدس؛ كعملية ترويج للرّواية الإسرائيليّة وتدعيمها من خلال أنّ تلك الحجارة تحمل رموزًا يهوديّة وقد حفظت من خلال (الاستعمال المتكرّر للحجارة أثناء بناء الأسوار.
6- هناك سعي جادّ لتغيير ملامح القدس من خلال مشروع القدس الكبرى مساحتها 600 كيلو متراً مربعاً؛ تمتدّ إلى أن تصبح القدس مجاورة للخليل. كما أنّه يسعى لأن يقسم شرقيّها إلى 4 أقسام: الأحياء العربيّة واليهود في البلدة القديمة، والحوض المقدّس (يشمل جبل الزيتون وسلوان)، وحائط البراق والحرم الشريف.

رابعًا: الصّمود الأسطوريّ للمقدسيين غير حاضرٍ في الندوة:
أشار السّيد أحمد قريع في كلمته الافتتاحيّة، إلى بطولة نادرة وصمود أسطوريّ أبداه المقدسيون دفاعًا عن حاضر القدس ومستقبلها، إلّا أنّه لم يتمّ تقديم أيّة أوراق تتعلّق بهذا الشّأن. ولكنّ السّيد قريع استذكر المرحومة (الحاجة شكرية المقدسيّة) ابنة النّبي صمويل، التّي صمدت في مواجهة الاحتلال، فأشاد بها, وعدّد مناقبها, وإبداعاتها التي نرفع رؤوسنا بها، كنموذج فلسطينيّ -مقدسيّ في الصّمود أمام (غول الاستيطان) الّذي لن يرحم أرضًا أو عقارًا أو شجرة يمكنه الوصول إليها.
ولنا كلمة..
بعد الاطلاع على الأوراق المذكورة، وفي محاولة للمقارنة فيما بينها، نجد أنّ فيها من الجهود الحثيثة والإبداعيّة المنتمية للقدس: قضية وطنيّة ودينية، وحضارة إنسانيّة مهدّدة بالضّياع، كما أنها مشبعة بالرّسائل التّحذيريّة الّتي تضع عمليات تهويد القدس على طاولة المسؤولين في أرجاء الأمة كافة. ولعل أخطرها قضيّة المسجد الأقصى الذي يسعى الاحتلال إلى هدمه وإقامة ما يسمى (الهيكل) مكانه وفق رواية تضليليّة، ما أنزل الله بها من سلطان. كما أنّ تغيير الملامح الحضاريّة والتاريخيّة والعمرانيّة والدّيموغرافيّة للقدس، الّذي تقوم به المؤسّسة الإسرائيليّة، ومدارس الآثار الأوروبيّة المرتبطة بالحركة الصّهيونيّة، سوف تتضافر في النهّاية، لصياغة رواية إسرائيليّة تعزز عمليّة التّهويد تلك. إذ أن (متاني) في ورقته الثانية، لا يستبعد أن تكتب الدّراسات والأبحاث الأكاديميّة حول الرّموز الخاصّة بالهيكل وغير الهيكل، كالنّجمة والمثلث وأختام سلطة الآثار الإسرائيليّة؛ الّتي تسعى إلى تهويد القدس وأرض فلسطين قاطبة.
كما وجدنا كذلك؛ أنّ هناك أوراقًا بحاجة إلى إعادة ضبط للمعلومات والبيانات والمراجع والمصادر، كما أنّ هناك بيانات متضاربة، وغير منسجمة حول نفس الموضوع، بخاصّة تلك الّتي تتعلّق بالمساحات والأعداد والأرقام المختلفة، كتلك البيانات المبيّنة في أوراق: الخالدي، وتفكجي وصالح.
كما كانت الندوة (مشبعة) بالتّوصيات الّتي خرجت بها الأوراق فرادى ومجتمعة، وهي توصيات جادّة ومعّمقة؛ نابعة من الحاجة الماسّة إلى اتّباع خطوات عمليّة تهدف إلى حماية ما تبقى من القدس، ووضع الخطط والآليّات الكفيلة بالمحافظة على عروبتها؛ بإسلاميتها ومسيحيتها, والمطالبة بما ضاع منها في غفلة من التّشتت والفرقة والتّشرذم وعدم وضوح الرؤية. وعند الاطّلاع على تلك التّوصيات تجد أنّه يمكن لوزارات السلّطة الوطنية الفلسطينية متابعة تنفيذها، التي تضمّ كلّ منها وحدة خاصّة بالقدس، مسكّن عليها مدير عامّ وموظفون متفرغون لمتابعة هموم القدس وشؤونها وشجونها. وبذلك يتمّ توزيع الأعباء التي تحملها القدس والمقدسيّون على المختصين بما يسهّل العمل وييسر التنفيذ.
من جانبٍ آخر؛ أجدُني مضطرًا للتّذكير بأنّ التّاريخ المقدسيّ مشبع حتى التخمة بنماذج (الحاجة شكرية) تلك المرأة-المقدسية التي صمدت رغم ضعفها وفقرها، وضيق ذات يدها حتّى تركت للمقدسيين بقعة أرض و/أو عقار لم تمسسه يد المحتلين المغتصبين. وهنا؛ يبقى السؤال الاستراتيجيّ الّذي لا بدّ من التّحاور حوله، وهو: أليس من حق (الحاجة شكرية) ومن هم على شاكلتها، أن نذكرهم ونُذَكِّر بهم، ونكرّمهم، أمام أحفادهم وأحفاد أحفادهم، بعد مماتهم وهم صابرون مرابطون؛ كنماذج حيّة على الصّبر والصّمود بإرادة صلبة لم تلِن يومًا رغم بؤس الحال والأحوال؟!
وقبل أن نغادر, لا بدّ من التذّكير بأنّ هناك مجموعة قوانين صادرة عن السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، قد سُنّت بشأن القدس، تقضي بأنّ (القدس الشّريف) هي عاصمة الدّولة الفلسطينيّة، كما أنّ تلك القوانين (تحرّم وتجرّم) التنّازل عن القدس بأيّ شكل من الأشكال.
وعليه, فإننّي، من هذا المنبر الإعلاميّ المخلص للقدس وأهلها، أوصي بتخصيص ندوات وأوراق بحثية تتحدّث عن الصّمود الأسطوريّ للمقدسيين، الّذي أشار إليه السيّد (قريع)، بالرّغم من أنّ الأخطار التّي تحيق بالقدس وأهلها هي أكبر بكثير من أن يتحمّلها المقدسيوّن، وحدهم، دفاعًا عن العاصمة الدائمة لأمّة العرب والمسلمين!
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 03/12/2014م
نُشِرَ في صحيفة العاصمة المقدسية، بتاريخ: 23 كانون أول، 2014م، بحسب الرابط التالي:
http://www.alhayat-j.com/asemah_journal/al3asma5.pdf


إرسال تعليق Blogger

 
Top