اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية تصدر كتاب
"مقدسيون صنعوا تاريخًا"
لمؤلفيه: د. عماد الخطيب وعزيز العصا
صدر عن اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية كتاب "مقدسيون صنعوا تاريخًا" لمؤلفيه: الدكتور عماد عفيف الخطيب رئيس جامعة بوليتكنيك فلسطين، و"عزيز محمود العصا"/ كاتب وباحث. وكان ذلك بقرار من معالي وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو رئيس اللجنة الوطنيّة للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربيّة، الذي أشار في كلمته على الغلاف الأخير، أن هذا الكتاب يشكل بُعداً إضافيًا في الانتصار للذاكرة والوطن، وفي المساهمة في جعل الذاكرة فعلاً مستمراً في الحاضر الذي يرنو نحو مستقبل
يستند إلى مناعة الجذور في التصدي للريح، مما يؤسس لغدٍ فلسطيني لا يقبل الانكسار والهزيمة.
كما قدم للكتاب م. عدنان الحسيني وزير شئون القدس ومحافظها وعضو
اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي ارتأى أن إصدار هذا الكتاب يأتي
تكريماً لأعلامٍ مقدسية حملوا على عاتقهم أمانة الدفاع عن القدس وواجهوا الاحتلال
وغطرسته، فكان ليقظتهم وعطائهم وتفانيهم في خدمة المجتمع المقدسي أثرها الملموس في
مواجهة عمليات التهويد والأسرلة وحماية وبناء مؤسسات القدس.
يقع الكتاب، الذي جاء عملًا متقنًا وجميلًا من قبل "أضواء
للتصميم"، في (260) صفحة من القطع
المتوسط، تضمن سِيَر عشر شخصيات مقدسية، من مواليد القرن العشرين -بين عاميّ -1906م
و1940م-، وكان لهم الأثر البالغ في إدارة الشأن الفلسطيني والشأن المقدسي على وجه
الخصوص. كما كان لكل منهم بصمة واضحة في المحافظة على عروبة القدس وصمودها في وجه
محاولات التهويد، التي اشتدّ لهيب نيرانها منذ النكبة في العام 1948م، وتعمقت أكثر
وأكثر بعد النكسة في العام 1967، فكان رد هؤلاء بتحدي الاحتلال بالبناء والإعمار،
على مختلف الصعد.
فعلى الصعيد السياسي، استعرض الكتاب سيرتي: أمير القدس
فيصل الحسيني (1946م-2001م)، الذي سعى إلى جعل شرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية
الموعودة، كما أنه صنع تاريخًا في القدس من خلال جمعية الدراسات العربية التي أرسى
دعائمها وجعل منها مؤسسة مقدسية تخدم الكل الفلسطيني في مختلف المجالات، وضمن هذا
الفصل يتطرق الكتاب إلى سيرة "وجيهة" والدة أمير القدس وزوجة الشهيد
الثائر عبد القادر الحسيني، وفقًا لما تحدث به نجلاها: موسى وغازي.
وفي المجال السياسي أيضًا، يستعرض الكتاب سيرة محافظ القدس
"أنور الخطيب التميمي" (1917م-1993م)، الذي عايش
الراحليْن: الملك عبد الله والملك الحسين بن طلال وعايشهما، فكان رئيساً لمجلس بلدية
القدس إبان النكبة، ومحافظًا لها حتى النكسة في العام 1967م، وكان له الدور البارز
في تأسيس عدد من المؤسسات المقدسية، التي تشكل معالم رئيسية في عروبة القدس، مثل:
دار الطفل العربي ومستشفى المقاصد وغيرهما.
وفي
الشأنين الصحفيّ والإعلاميّ، ينفرد محمود أبو الزلف (1924م-2005م)، الذي
أسس "صحيفة القدس" منذ خمسينيات القرن العشرين، وهي المؤسسة الإعلامية
المقدسية التي تصدح في سماء القدس، بشعارها الجميل الذي يحمل قبة الصخرة المشرّفة،
مع كل فجر، لتنقل للشعب الفلسطيني أخبار العالم، وتنقل للعالم أخبار فلسطين.
وعلى الصعيد
الطبي والصحي، تم
استعراض سيرة "د. أمين صالح مجج" (1921م-1999م)؛ طبيب أطفالٍ بارع، تولى
أكثر من حقيبة وزارية في الدولة الأردنيّة، وأسهم
في بناء عدد من المؤسسات المقدسية ذات الصلة بالشأن الصحي كمستشفيي المقاصد
والمطلع ومبرة الأميرة بسمة.
ويتزاحم نحو نصف شخصيات هذا الكتاب في الشأن التربوي والتعليمي، الذي يضم كلًا من:
1) حسني الأشهب
(1915م-1999م): الذي هبّ بعد النكبة لإنقاذ نظام التعليم من الانهيار، وهبّ بعد
النكسة لتخليص التعليم في القدس من براثن التهويد؛ وصولًا إلى شبكة المدارس
المقدسية العامة –الحكوميّة- التي تحمل إسمه، فحمى التعليم العربي في القدس وأبقى
على لغة الضاد مهيمنة إلى يومنا هذا.
2) نهاد أبو غربية
(1913م-2009م): الذي أرسى واحدًا من أهم أعمدة
"عروبة القدس"، وهي الكلية الإبراهيمية؛ التي تقع على خاصرة الجامعة
العبرية ومنعتها من التمدد باتجاه الصوانة.
3) هند الحسيني
(1916م-1994م): التي أرست دعائم دار الطفل العربي؛ كمؤسسة تعليمية رئيسيّة في
القدس، عنيت منذ بدايتها بالمشردين والمنكوبين من أبناء فلسطين.
4)
إليزابيث ناصر (1906م-1986م): عملت في خط متكامل، إلى حد
ما، مع هند الحسيني، وهي التي أرست دعائم مدرسة روضة الزهور، في بيتها الخاص، وها
هو مبنى هذه المدرسة يكبر وينمو، وهو صامد في خاصرة المحكمة الاحتلالية في شرقي
القدس.
وفي
المجال الديني والقضاء الشرعي، استعرض الكتاب سيرتيّ:
1)
الشيخ
سعيد عبد الله صبري (1910م-1973م): قاضي القدس الشرعي، وخطيب المسجد الأقصى، الذي كان له الدور البارز في تطوير الأوقاف الإسلامية في
فلسطين والأردن، وفي القدس كان له الدور البارز أيضًا في تحويل شارع صلاح الدين إلى
استثمار في عمارات تتشابك من الجهتين.
2) الشيخ حلمي
المحتسب (1906م-1982مم): مارس القضاء الشرعي في القدس على أكمل وجه، ولم يأل جهدًا
في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، لا قبل الحريق –في العام 1969- ولا بعده.
لم تنحصر إبداعات كل شخصية في المجالات المذكورة أعلاه، وإنما كان لكل منهم
أنشطة وفعاليات وإبداعات وإنجازات أخرى في أكثر من مجال، كالمجالات السياسية
والعلمية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
ومن
الجدير ذكره أن الباحثيْن قاما بإجراء مقابلات معمّقة ومطوّلة مع أسر المبحوثين
وعائلاتهم وأصدقائهم، تبعها تدقيق النصوص من قبل من تم مقابلتهم، على مدى العامين
2014-2015، وذلك تحريًا للدقة وعدم التكرار. وهناك سبق "معلوماتي" في
غالبيّة الشخصيات التي تم دراستها.
هذا،
وقام المؤلفان السبت (12/05/2018م) بتوقيع الكتاب في جناح القدس عاصمة دائمة
للثقافة العربية، بحضور ومشاركة وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو وعدد من الوزراء
والشخصيات الفلسطينية وضيوف فلسطين، وذلك ضمن فعاليات معرض فلسطين الدولي للكتاب
الحادي عشر، الذي أقامته وزارة الثقافة في المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة (قصر
الضيافة سابقًا)، ببلدة سردا-على طريق بير زيت.
إرسال تعليق Blogger Facebook