0

التاريخ: 27/08/2018م
حالة العداء للأدب الفلسطيني: شهادات إسرائيلية
)غسان كنفاني/ محمود درويش/ عز الدين المناصرة)
ترجمة: محمود البنّا
بتاريخ (16-2-1981)، أذاعت (وكالة رويتر) للأنباء خبراً موسعاً لقائمة من الكتب الفلسطينية، أصدرت بشأنها الرقابة الإسرائيلية (تسنزورا)، قراراً بمنع تداولها، من بينها روايات غسّان كنفاني، وجميع دواوين (عز الدين المناصرة )، وبعض دواوين محمود درويش، وسميح القاسم وفدوى طوقان. وقالت الوكالة نقلا عن الرقابة الإسرائيلية، بأن أشعار (المناصرة)، تتحدث دائما عن (الألوان الأربعة) – ألوان العلم الفلسطيني، وتحرّض على العودة إلى (الجذور الكنعانية)، ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي.
فيما يلي، شهادات اسرائيلية تحريضية ضد (الأدب الفلسطيني):
أولًا: بروفيسور دوف شينعار:
في عام 1982، لم تكن صحافة الضفة الغربية وحدها، هي التي كشفت إجراءات الرقابة الإسرائيلية، بل كشفها أيضا صحافيون إسرائيليون وعالميون، مثل آموس إيلون (صحيفة هآرتس الإسرائيلية)، وأنثوني ليوس (نيويورك تايمز)، وكشفوا أيضا عن إلغاء الأوامر التي أصدرتها السلطات العسكرية الإسرائيلية المحرجة، والتي كانت قد صدرت 1977، ثمَّ أصدرت في أيلول 1982، قائمة رئيسية منقحة، تحتوي على (1002) عنوانا، ثلثها أعمال شعرية، وقصصية، وأدبية، وثقافية كذلك، فإن أقل من 10% من الأعمال المراقبة، هي كتب دينية: إسلامية ومسيحية، وفي الحقيقة أن الكثير من هذه العناوين المراقبة كانت لشعراء وروائيين وطنيين، من بينهم (غسان كنفاني – سميح القاسم –محمود درويش – عزالدين المناصرة). وهذا يشير إلى تشويه أهمية الأدب الفلسطيني من قبل الرقيب الإسرائيلي.
إن نقد المعالجة الأدبية لمعضلة الكبرياء القومي، في مواجهة البقاء اليومي، ومفارقة المعالجة، لواقع معاد ومشوش، يثير أسئلة أكثر تحديدا، بالإضافة إلى نقد البلاغة المنمقة، المسهبة المحاكية لذاتها، فإن التركيز العاطفي والعقلاني على الأسئلة، حول ما إذا كان العمل الأدبي قد لازم الفعل، وحول إذا ما كان بوسع المبدعين الفلسطينيين، أن يشبعوا ميولهم الفردية في مواجهة الحاجة الجماعية، نحو الإتزان الوطني. السؤال الأول حول التوتر بين الحاجة للتعبير النشيط عن المشاعر العظيمة، والضغوطات الناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي.
لقد تمَّ تصوير الخيارين، تصويرا مؤثرا. فالخيار الأدبي، تم توضيحه، أما الخيار الثاني (اختيار الفعل )، فقد مارسه: ( الشاعر عز الدين المناصرة، والروائي غسان كنفاني، وكمال ناصر) الذين أضافوا إلى النشاط الأدبي، اختيار (الفعل الثوري الكامل) في إطار منظمة التحرير الفلسطينية. والحقيقة أن كنفاني وناصر، قد قتلا في عمل عسكري، (أما المناصرة، فما زال على قيد الحياة)، مّما يجعل من التوتر بين الخيارين المتعارضين ظاهريا، يجعله ملموسا بشكل أكبر.
ثانيًا: إيهود يعاري وزئيف شيف:
كان الشباب في المناطق المحتلة، يتبادلون المنشورات، وكراسات الإرشاد، والتدريب السري، ويستمعون إلى المحاضرات في جلسات مغلقة، تعقدها الخلايا السرية. جيل كامل من الشباب الذين تربوا على نظرية النضال، وطرقه وأساليبه، الأمر الذي جعلهم متعطشين للعمل، فالكراسات والمنشورات التي صودرت بأيدي السلطات الإسرائيلية،… أُتلفت، واعتقل موزعوها، وحكم عليهم بالسجن بتهمة التحريض، غير أن التوزيع واسع النطاق (لأدب النضال)، لم يكن بإمكان السلطات الإسرائيلية، منع استمراره، مثلما لم يكن باستطاعة السلطات الإسرائيلية، منع الشباب من حفظ أناشيد وقصائد، (معين بسيسو، وعز الدين المناصرة) التي تمثل روح الصمود.
ثالثًا: جريدة (الأخبار الكندية اليهودية) :
سوف يقيم (بيت الثقافة) في مونتريال، أمسية للشاعر الفلسطيني الخليلي- عز الدين المناصرة، بعد ثلاثة أيام، 29-10-2000، وقد سألنا بعض نقاد الأدب الإسرائيليين عن هذا الشاعر، فقالو: إن قصائده، تحرض على (الانتفاضة)، ضد إسرائيل، وتدعو إلى البحث عن الجذور الكنعانية.
هوامش
1. Dov Shinar : Palestinian voices, Lynne Rienner Publishers, Colorado, U.S.A, 1987- (P.124)+ (P.130+131).
2.  إيهود يعاري ( مساعد وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق )، وزئيف شيف (المعلق العسكري لصحيفة هآرتس الإسرائيلية ) في كتابهما المشترك : انتفاضة – ترجمة دار الجليل، عمان، الأردن 1990- ص49
3. The Canadian Jewish News, 26/10/2000, Canada


إرسال تعليق Blogger

 
Top