http://alassaaziz.blogspot.com/
منذ طفولتنا المبكرة, ونحن نتعامل مع الأيام العالمية, على استحياءٍ, لقناعتنا الناجمة عن ثقافة مغروسة فينا, أنها ليست من الإسلام في شئ. إلا أن الشيخ "د. عكرمة سعيد صبري" اقتحم هذه الأيام، ففندها وناقشها في الطبعة الأولى من كتابه "الإسلام والأيام العالمية", الصادر عن "دار النفائس للنشر والتوزيع" للعام 2015, ويقع في 280 صفحة من القطع المتوسط.
ناقش الكتاب أربعين يوماً عالمياً، موزعة، بحسب مواضيعها، على المجالات التالية: 1) الشرائح المختلفة في المجتمع. 2) الصحة والبيئة وموجودات الطبيعة والأمراض السارية والمعدية. 3) الأيام الخاصة بالثقافة والقراءة والتوعية. 4) أيام خاصة بالعلاقات بين بني البشر على هذا الكوكب. 5) يومان للأمتين العربية والإسلامية: أحدهما للمسجد الأقصى والآخر للّغة العربية.
استُهل هذا الكتاب بتقديم الأستاذ الدكتور "عبد الرحمن عباد"، وللأديب المقدسي "إبراهيم خليل عفانة"، أيضًا، الذي صال وجال في خمس صفحات ليس في ربوع الكتاب وحسب؛ وإنما أعطى وأجزل العطاء، في الفكر والموعظة ووضع النقاط الواضحة-البارزة على الحروف الضبابية–التضليلية التي تمثلها أيام حقٍّ أريد باطل، معتبراً أن الأمم المتحدة صنيعة المتسلطين؛ الذين مزقوا الشعوب إلى شمال وجنوب وشرق وغرب وغني وفقير وسيد ومسود, وأنهم بتلك الأيام يريدون شراء صمت العالم الثالث على ذلّهم, وذلك بالنزر اليسير من الغذاء الزائد الذي يدفنونه في البراري والقفار ويلقون بالقسم الباقي للأسماك في المحيطات والبحار (ص8). أما "الشيخ عكرمة"، فصب جام اعتراضه على تلك الهيئة لأنها لم تشر إلى الإسلام؛ ذلك الدين الحق الذي عالج تلك الأيام، وأزْيَدَ منها، قبل خمسة عشر قرناً من الزمن، مشيرًا إلى أن الإسلام يمتاز بالديمومة والعمومية والشمولية (ص: 13-14).
ثم شرع "الشيخ عكرمة" باستعراض تلك الأيام, ليس باعتبارها أعياد, وإنما كمناسبات وأيام وذكريات. إذ أنه لا يوجد في الإسلام إلا عيدين اثنين فقط, هما: عيد الفطر وعيد الأضحى. ولا يرى مانعًا في أن يخصص يوم في السنة لأي مناسبة من المناسبات، بهدف التذكير والتوعية (ص27).
وقدم "الشيخ عكرمة" رؤيا الإسلام؛ الدينية والعقائدية، التي تقابل الأهداف المعلنة من قبل الأمم المتحدة نفسها، وفندها؛ مبينًا موقف الإسلام، بوضوح، من كل جزئية منها. فقام باستعراض تلك الأيام، من وجهة نظر الأمم المتحدة، وكما وردت في حيثيات اعتمادها والإعلان عنها, وما يقابل ذلك من وجهة نظر الإسلام. وتم، في هذه القراءة، استعراض تلك الأيام، موزعة على المجالات التي تجمعها، كما يلي:
أولًا: أيام الشرائح المجتمعية:
وجدت أن أكثر من نصف الأيام العالمية يتعلق بالفرد والأسرة والمجتمع، وهي أيام: الأم، الأب، الفتاة، الأسرة، الشباب، المسنين، الطفولة؛ ثم الشرائح الأكثر خصوصية، بحسب المهنة أو الحالة، وهي: المعلم، اليتيم، اللاجئ، المكفوف، المهاجر، الرقيق. ثم يأتي اليوم العالمي للسكان، وآخر لـ "حقوق الإنسان" وأيام أخرى للآفات الاجتماعية: محاربة الفقر، محاربة الانتحار ومكافحة المخدرات؛ والمرضى بالأمراض المزمنة: الثلاسيميا، والإيدز. أضف إلى ذلك أيام: الصحة، والتمريض والتبرع بالدم. ويرى "الشيخ عكرمة" في هذا المجال الواسع، أن الإسلام قد أعطى الإنسان قيمة عظمى، تتجاوز أي وصف أو حديث يمكن أن تطلقه عليه الأمم المتحدة أو غيرها، منها:
- كرّم الإسلام المرأة؛ زوجة وأماً وابنة وفتاة، كما أمر كل قادر من المسلمين على أن يعطف على الفقير والمسكين والبائس, والإحسان في الشريعة الإسلامية واسع؛ فهو لا يقتصر على الوالدين والأبناء والأقربين فحسب, وإنما يشمل فئات أخرى من الناس الذين هم بحاجة إلى العطف والمساعدة (ص: 23)، مستشهدًا بالآية الكريمة التي تحض الإحسان إلى طيفٍ واسعٍ من الشرائح المجتمعية، فيقول تعالى: "وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ" (النساء: 36).
- جاء الإسلام لإنصاف جميع مواطني المجتمع: من عمال وغير عمال، وأرباب العمل، ومن مسلمين وغير مسلمين، على حد سواء دون استثناء، فالعدل في الإسلام يشمل شرائح المجتمع جميعها، بلا تعصب ولا عنصرية ولا محاباة ولا وساطاتٍ ولا محسوبياتٍ (ص: 59)، مستشهدًا بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات: 13). أي أن حقوق الإنسان مصانة في الإسلام، وفقًا لقوله تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" (الإسراء: 70). ويدلل على ذلك بأن العمال لم يسبق لهم أن قاموا بثورات ومظاهرات وإضرابات في المجتمع الإسلامي الزاهر؛ لانهم كانوا منصفين عمليًا وحاصلين على حقوقهم سلفاً (ص59).
- من جانبٍ آخر؛ اعتبر "الشيخ عكرمة" يوم الأسرة يمثل الوعاء الشامل لمناسبات أخرى، هي: المرأة, الأم, الأب والطفل) (ص74)، كما يمكننا أن نضيف إلى هذا الوعاء: الفتاة، والشاب، والمسن. وقد استشهد بالآية الكريمة "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ" (النحل: 72)؛ للدلالة على نظرة الإسلام للأسرة ودورها في بناء المجتمع وأهمية الفرد ضمن إطارها. وعليه؛ فان الشيخ عكرمة يحث على الزواج والتكاثر والتناسل مستشهدًا بالحديث النبوي الشريف: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" ( ص: 78).
- عالج الإسلام أوضاع اليتيم والفقير والمسكين, مصداقاً لقول رسول الله (ص): أنا وكامل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما" كما حض "الشيخ عكرمة" على أن تقوم العائلات الميسورة بكفالة اليتيم وغير اليتيم، ممن هم بحاجة إلى رعاية وتربية (ص: 80).
- بشأن ادعاءات الغرب بالانفجار السكاني الذي كان متوقعاً في العام-2000 يرافقه نزول المسيح (ص: 139)، فقاموا بإعلان يوم للحد من التكاثر السكاني، وها هو العام-2000 مرّ عليه (15) عاماً دون أن ينفجر السكان ولم ينزل المسيح. أما الإسلام فقد عالج هذا الأمر من خلال مجموعة من الأوامر والتعليمات الواضحة، التي تتكامل فيما بينها، منها: 1) أن حضّ على العمل المثمر والسعي إلى الرزق ومحاربة الكسل والبطالة والتواكل. 2) نشر العلم بين الناس جميعاً. 3) الاستفادة من خامات الأرض. 4)العناية بالريف. 5) تطبيق نظام الإدارة اللامركزية؛ بما يمنع التزاحم في العواصم والمدن الكبرى، ويريح الناس من معاناة الروتين، ويخفف من هجرة الريف إلى المدن. 6) منع هجر الأراضي، والحث على استثمارها وفلاحتها وإنقاذها من التصحر والقحط. 7) المحافظة على الأرواح وعدم إزهاقها.
ويتم تطبق تلك الإجراءات، ونفوسنا تعتمر بإيمان مطلق بأن الله وحده هو الرزاق الرازق، والواهب، والمانع، مصداقًا لقوله تعالى: "وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا" (الإسراء: 31).
ثانيًا: الأيام الثقافية والتوعوية:
أما بخصوص الأيام الخاصة بالثقافة والتوعية والقراءة، فهي: التراث العالمي، الكتاب، محو الأمية، والتلفاز, فقد ناقشها "الشيخ عكرمة" في كتابه هذا بعد أن نبه إلى أنه، وبالرغم من الإعلان عن أيام التراث والكتاب ومحو الأمية, إلا أن هناك غياباً للتشريعات والأنظمة والسياسات العامة التي تلتزم بالمحافظة على المواقع الأثرية والتراثية (ص44). ويدلل على ذلك بما يقوم به الاحتلال في القدس من انتهاكات واعتداءات على التراث الإسلامي (ص48)، دون أن تحرك الأمم المتحدة ساكنًا اتجاه ذلك كله.
وبشأن نظرة الإسلام إلى الكتاب، استشهد "الشيخ عكرمة" بقوله تعالى: "ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا" (فاطر:32). كما أشار إلى أن الإسلام يحمّل الدولة مسؤولية تهيئة فرص التعليم للمواطنين, مستشهداً بقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): طلب العلم فريضة على كل مسلم" (ص160). أما بشأن التلفاز، فقد شجع على استخدامه في الخير وفي البناء (ص237)، إلا أنه يحذر من إساءة استخدامه لمشاهدة المسلسلات والأفلام الهابطة التي تشوه ثقافة أبنائنا، الذين يجب أن نربيهم على الفضيلة والقيم الرفيعة (ص239).
ثالثًا: الأيام التي توثق العلاقات بين بني البشر:
لقد تم، في هذا المجال، مناقشة أيام: مناهضة العنصرية، والصداقة، والتعاون الدولي، والتسامح والتطوع. فوصف "الشيخ عكرمة" مظاهر التمييز العنصري، كتغلب القوي على الضعيف؛ وانتشار الرق والاستعمار بأشكاله كافة... الخ (ص20). هذه المظاهر التي كان الإٍسلام قد واجهها، منذ اللحظة الأولى للدعوة، فيقول تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات: 13)، وقد حسم الأمر بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء" (النساء:1).
ثم يطرح "الشيخ عكرمة" وجهة نظر الإسلام في الصداقة التي تتغنى بها الأمم المتحدة، كقيم على الورق, فالإسلام يحث على مصاحبة الأخيار بقوله تعالى: "الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ" (الزخرف:67) (ص82). وبشأن يوم التعاون الدولي فإن الإسلام سبق ودعا إلى التكافل والتعاون, فيما بين المواطنين وعلى مستوى الأفراد والمؤسسات والدولة, مصداقاً لقوله تعالى: "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (المائدة:2)، كما أشار إلى ثقافة (العونة) التي تناقلتها الأجيال على أرض فلسطين (ص133-137).
وبشان التطوع، حث الدين الإسلامي على فعل الصالحات والأعمال الخيرات, بجليل قدرها وعظيم أثرها وأجرها عند الله عز وجل (ص253)، وأما التسامح فهو جوهر الإسلام وديدن المسلمين الذين يؤمنون بمبدأ "العفو عند المقدرة"، النابع من قوله تعالى: "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" (الحجر:85).
رابعًا: الأيام الخاصة بالتوازن البيئي والسلوكيات المؤثرة فيها:
تم في هذا المجال، مناقشة أيام: المياه، والبيئة، والنظافة، والامتناع عن التدخين، ومكافحة المخدرات. بالإضافة إلى رعاية الحيوان. لقد حظي يوم البيئة بأكبر مساحة في هذا الكتاب (ص: 95-117)، حيث تناوله "الشيخ عكرمة" من عدة جوانب في أربعة عشر محورًا، معتمدًا في تحضيره، على الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، بالإضافة إلى مفهوم البيئة من منظور إسلامي. لافتًا النظر إلى ضرورة تربية النشء على سلوكيات حميدة تحفظ للبيئة نظافتها وتوازنها، مثل: إعمار الأرض والنهي عن إفسادها وتحريم الاعتداء على المملوك منها، واستحداث المحميات الطبيعية، والمحافظة على المياه وافرة نظيفة، والنهي عن كل سلوك يؤدي إلى تلوث بيئتنا، التي هي ملك لكل فرد منا.
وفي هذا المجال أظهر "الشيخ عكرمة" أَلَمَهُ لما نشاهد من مجاعة وعطش وقحط وجدب وتصحر، أدى إلى وفاة الأطفال والنساء والشيوخ، ونفوق الحيوانات؛ عطشًا وجوعًا (ص29). ثم التف إلى الأمم المتحدة مذكّرًا بأن القرآن الكريم يزخر بالآيات التي تشكل، في مجموعها، تعليمات جلية واضحة للبشرية، تحفظ لهم بيئتهم في حالة من التوازن، مستشهدً بقوله تعالى: "وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ" (القمر: 28).
وأما بشأن رعاية الحيوان؛ فقد اعتبرها "الشيخ عكرمة" من مقتضيات شمولية الإسلام لجميع مناحي الحياة (ص180)؛ لقوله تعالى: "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا" (الإسراء: 44).
كما نبه "الشيخ عكرمة" إلى أن مشكلة التدخين من المشاكل المستفحلة، وهي في تزايد وانتشار في أرجاء العالم، مشيرًا إلى أن انتشار التدخين قد بدأ بعد اكتشاف أمريكا في العام 1491؛ حيث تم التعرف على "التبغ" الذي كان يستخدمه الهنود الحمر (ص87). وأما المخدرات، فقد أورد "الشيخ عكرمة" تحريمها من قبل العلماء، بالقياس على تحريم الخمر، معتبرًا أن أضرارها وآثارها السلبية أكثر من الخمور (ص129).
خامسًا: يوما نصرة الأقصى واللغة العربية:
لقد صادف اليوم العالمي لنصرة الأقصى في الذكرى الحادية والأربعين للحريق الذي استهدف المسجد الأقصى في (21/08/1969)، وفي ذلك تذكير للبشرية جمعاء بتلك الفعلة الجبانة، وبما يقوم به الاحتلال بحق الأقصى والأماكن الدينية في القدس. وبخصوص اليوم العالمي للّغة العربية، فقد أورد "الشيخ عكرمة" خصائصها وميزاتها التي ترتكز على أنها لغة القرآن الكريم، بالإضافة إلى مجموعة خصائص تجعلها من أهم اللغات على وجه الأرض، فهي تمثل أصل اللغات البشرية، حيث ورد في الأثر أن آدم، عليه السلام، كان يتكلم اللغة العربية؛ بأمر من الله سبحانه وتعالى.
ولنا كلمة..
لقد قمت بقراءة هذا الكتاب، قراءة متمعنة، على مدى بضع ساعات، ألحقتها ببضع ساعات أخرى في الكتابة والمراجعة والتدقيق، دون أن أشعر بالاكتفاء، لا من القراءة ولا من الكتابة. إلا أن الضرورة تقتضي وضع الأمور في نصابها، فوجدت نفسي وقد خرجت بهذه القراءة التي أرجو الله، جلّ شأنه، أن تكون قد غطت مساحة كافية من هذا الكتاب، وأعطت القارئ فكرة عن محتوياته ومكنوناته.
أما الكتاب نفسه، ومن خلال قراءتي هذه، فقد وجدته من الكتب النادرة التي تصيغ حوارًا حقيقيًا بين الإسلام وغيره، على قاعدة احترام الآخر، وآرائه، وتقدير إبداعاته عندما تصب في خدمة البشرية، إلى جانب الفهم الدقيق والشامل لدور الإسلام في تفاصيل الحياة البشرية. كما وجدته يعزز الأفكار والمبادرات والممارسات التي تحفظ للإنسان صحته الجسمية والعقلية والبيئية والجمالية، دون أن يتناقض أي منها مع الشرع الذي ارتضاه الله سبحانه لبني البشر.
أزجي تحية إلى المؤلف "الشيخ د. عكرمة صبري" على هذا الكتاب "النّوعيّ" في محتواه وفي المنهجية التي اتبعت في تأليفه. وإلى مقدميّ الكتاب اللذين أستهلا الكتاب بما يجعل القارئ يستعجل القراءة؛ لكي يحظى بكنز معلوماتي ومعرفي نحتاجه، نحن جميعًا، من كل الأعمار وعلى المستويات كافة.
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 16/12/2014م
نُشِرَ في القدس، بتاريخ: 28/12/2014م، ص21
aziz.alassa@yahoo.com
خبر محاضرتي حول الاسلام والايام العالمية القدس بتاريخ 21 حزيران 2016 ص4