الهجرة النبوية الشريفة: -منهج دعوي.. وأنموذج لإدارة الصراع- بقلم: عزيز العصا

الهجرة النبوية الشريفة:

-منهج دعوي.. وأنموذج لإدارة الصراع-

نشر في مجلة الإسراء. تصدر عن دار الإفتاء الفلسطينية. العدد 124، تشرين الثاني وكانون الأول/ 2015، صص:  21-29

http://www.darifta.org/israamagazine/124/elc124/files/124.pdf

                                                         عزيز العصا

http://alassaaziz.blogspot.com/

aziz.alassa@yahoo.com

مقدمة

الهجرة: "الخروج من أرض إلى أخرى"، و(هَاجَرَ): تَرَك وَطنه. ومِن مكان كذا، أو عنه: تركه وخرج منه إلى غيره. والقوم: هجرهم وانتقل إلى آخرين، و(المُهَاجِر): الذي هاجر مع النبي صلّى الله عليه وسلّم أو إليه[1].  وعندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه، من مكة إلى المدينة، لم يكن مجرد انتقال من مكان إلى آخر، وإنما هي جزء من عملية تحول نوعية كبرى تمت للمجتمع العربي، في حينه، شكلت حراكًا مذهلًا قلب الموازين القائمة، وخلط أوراق ذلك العصر؛ العقائدية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية.

كما أن تلك الهجرة شكلت مفصلًا زمنيًا هامًا؛ فجعل منها عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" تقويمًا عالميًا ارتبط بهذه المناسبة، يرتبط بالأشهر القمرية، يسمى "التقويم الهجري" يبدأ في الأول من شهر محرم من كل عام. وتتكون السنة الهجرية من (12) شهرا قمريا أي أن السنة الهجرية تساوي (354) يوما تقريباً، والشهر في التقويم الهجري إما أن يكون (29) أو (30) يوماً؛ لأن دورة القمر الظاهرية تساوي (29.530588) يومًا. وهناك فارق (11.2) يومًا تقريبًا بين التقويم الميلادي والتقويم الهجري. ويصادف رأس السنة الهجرية لهذا العام الهجري (01/01/1437هـ) يوم 15/10/2015م. ولعله من الجميل أن نتذكر أن يوم الجمعة، بتاريخ: 1/محرم/1هـ،، يقابل يوم الجمعة، بتاريخ: 16/07/622م[2].

إن في ذلك دلالة على الوقت، من شهر تموز من العام، الذي تمت فيه الهجرة النبوية، وما فيه من حر قائظ في بلد تلتهب صخورها وترابها، وما ينجم عنه من معاناة ونصب وتعب، في أجواء من الخوف والتحسب والقلق من القوة (المفرطة) التي كان يمتلكها الأعداء، مقارنة مع محمد صلى الله عليه وصحبه الذين لا يمتلكون، وفق المعايير البشرية، سوى القدرة على التحرك بدقة وحذر شديدين وسط حقل من الألغام الموزعة، بدقة وإحكام كذلك، لكي تودي بهم وبرسالتهم التي أرّقت أركان الظلم والبطش المهيمن على ذلك المجتمع.       

سنتناول، فيما يأتي، موضوع الهجرة النبوية من الناحيتين: العقائدية؛ كممارسة إيمانية وسلوك قام به الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه، بتوجيه رباني ورعاية إلهية، والواقعية؛ المتعلقة بسلوكيات الأفراد والجماعات والتجمعات التي تتعرض لهجرة الأوطان تحت وابل النيران وقوة السلاح كما هو حال تهجير الشعب الفلسطيني إبان النكبة في العام 1948.  

الهجرة النبوية: جزء من العقيدة وأنموذج لإدارة الصراع

يقول تعالى: "وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا" (المزمل: 10)، وورد في التفسير (الميسر) لهذه الآية الكريمة أن الله سبحانه يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم أن "اصبر على ما يقوله المشركون فيك وفي دينك، وخالفهم في أفعالهم الباطلة، مع الإعراض عنهم، وترك الانتقام منهم. وأما المهاجرين فقد ذكرهم الله في محكم كتابه العزيز خمس مرات؛ في سور: التوبة (مرتان)، والنور، والأحزاب والحشر.

وفي كل مرة نجد أن لهم نِعْم المكانة في الدنيا والآخرة، وأن رحلتهم الإيمانية هذه قد منحتهم من السمات والخصائص ما لا يحظى به غيرهم من المسلمين، إذ يقول تعالى: "وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا" (النور: 22). وتفسيره: أن لا يحلف أهل الفضل في الدين والسَّعَة في المال على ترك صلة أقربائهم الفقراء والمحتاجين والمهاجرين، ومنعهم النفقة؛ بسبب ذنب فعلوه، ولْيتجاوزوا عن إساءتهم، ولا يعاقبوهم. وفي ذلك إشارة إلى كرامات هذه الشرائح المجتمعية، والمهاجرون شريحة منها، وأن حقها في العيش الكريم هو أمانة في أعناق أصحب المال والسعة، حتى وإن ظهر منهم من أخطاء يومًا.

وهذا يعني أن الهجرة والمهاجرين مصطلح ينحاز في معناه (الاصطلاحي) إلى الدين الإسلامي؛ لأنه ورد في القرآن الكريم كأمر إلهي، بضرورة استخدامه كمنهج دعوي من مناهج الدعوة المحمدية، القائمة على الكلمة الطيبة، والخلق الحسن، والمحبة والتسامح مع الآخرين، في الأمور التي لا تمس جوهر العقيدة؛ وليس بتحريق بيوتهم أو قطع رؤوسهم.

وأما الشق الآخر من المعنى فيتعلق بأن الله سبحانه هو الحافظ لهذه العملية والراعي لها، وهو الذي يكفل سبل النجاح لها، حتى تحقيق كامل أهدافها؛ بإعلاء شأن الإسلام ورفع شأن المسلمين المؤمنين بدورهم اتجاه البشرية جمعاء، إذ يقول تعالى: "إلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا" (التوبة: 40).

وقد صدق الله وعده وأعز جنده، فكان ما كان للإسلام والمسلمين من دور في رفع الظلم عن بني البشر، والانتقال من ظلمات الجهل والتخلف، إلى نور العدل والعلم. فكان من بين ذلك أن انبرى قوم من المدينة استقبلوا أولئك المهاجرين أطلق عليه "الأنصار"، وقد وصفهم المولى عز وجل في موضعين في سورة التوبة إلى جانب المهاجرين، بصفات وخصائص تشير إلى أنهم فئة من البشر تتمتع بما يتمتع به المهاجرون أنفسهم من مكانة عنده سبحانه، حتى لو كان منهم من تردد، في لحظة ما عن اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم، أو التضحية في استقباله مهاجرًا، مصداقًا لقوله تعالى: "لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ" (التوبة: 117).

بهذا؛ نجد أن هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت مدرسة في رسم استراتيجية الكر والفر، وتحشيد الكادر البشري المؤمن القادر على حمل الرسالة، ومواجهة قوة الأعداء وبطشهم. كما تضمنت تنظيم الصفوف وإعادة التنظيم؛ بما يوفر للدعوة عمقًا استراتيجيًا واسعًا يصعب على الأعداء اختراقه أو تشتيته أو العبث فيه، بتكوين جبهة صلبة متراصة متماسكة، ينظر أفرادها بصمودهم وإقدامهم وشجاعتهم إلى مرضاة الله للفوز بجنات عرضها عرض السماوات والأرض، فيواجهون الأعداء، بقيادة نبي الرحمة والمغفرة، مصداقًا لقوله تعالى: "والسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" (التوبة: 100).

وبعد عملية إعداد هذا الكادر المؤمن، يأتي دور الإعداد والتسليح والتجهيز والتدريب، من أجل استعادة الحقوق السليبة والعودة إلى الديار التي هجروا منها ظلمًا وبهتانًا، فيقول تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ" (الأنفال: 60). وهذا ما تم بالفعل من إرهاب للأعداء وانتصار عليهم؛ فتحقق عودة المهاجرين إلى ديارهم في أجواء من التهليل والتكبير والشكر لله والمنة على ما أتاهم من فضل.

من هنا؛ لا بد من التوقف عند أبرز الدروس المستقاة من الهجرة النبوية الشريفة، التي كانت بمثابة الانتقال من مرحلة الدعوة في مكة، إلى مرحلة بناء الدولة في المدينة، انطلاقًا من المسجد (قباء)، ثم الانطلاق بعد الإعداد والاستعداد على المستويات كافة لنشر الرسالة إلى البشرية قاطبة. ومن أهم تلك الدروس[3]:

1)    المؤمن يحسن التوكل على الله تعالى؛ يعني صدق اعتماد القلب على الله في دفع المضار وجاب المنافع، مصداقًا لقوله تعالى:  "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا" (الطلاق: 2).

2)    الصبر واليقين طريق النصر والتمكين.

3)    الله تعالى يؤيد رسله بالمعجزات.

4)    توزيع الأدوار بين الرجل والمرأة؛ أي أن للمرأة المؤمنة دور في كبير وعظيم في تحمل أعباء الدعوة.

5)    كما أن فيها العديد من الدروس والعبر ذات الصلة بكيفية إدارة الأزمات، مثل: الحب والاحترام بين المهاجرين، والتضحية والفداء، ودرس في العبقرية والتخطيط واتخاذ الأسباب[4].

أين نحن من الهجرة النبوية؟

لا يمكن الحديث عن الهجرة النبوية، دون أن نستذكر عملية التهجير القسري الذي تعرض له شعبنا الفلسطيني إبان النكبة في العام 1948. إذ يقول د. حسين فخري الخالدي في مذكراته بأن الإحصاءات الخاصة بأعداد اللاجئين الفلسطينيين بعيد النكبة تشير إلى وجود مليون لاجئ (أو 900,000)، بينما يدّعي اليهود أن عددهم يزيد قليلًا عن الـ (نصف مليون) ^([5]). وتجمع الإحصاءات على أنه بقي من الفلسطينيين على أرضهم بعد عمليات التطهير، إبان النكبة، حوالي  (156,000) نسمة^([6]). وأما من تم طرده؛ فقد كان يجري وضع اليد على أملاكه، وقد شهد صيف 1948 تعميم سياسة تدمير القرى العربية، ثم أكثر فأكثر إعادة بنائها سريعاً بما يسمح باستقبال المهاجرين اليهود الجدد^([7]). وقد تنوعت الأساليب والأنماط الخاصة بتدمير واستعمال المدن والقرى الفلسطينية الخالية، منها^([8]):

1)      قرى تم تدميرها وتحريج مواقعها, لكن بعض بقايا المنازل والأماكن المقدسة أو المباني التاريخية ما تزال موجودة بين الأشجار الحرجية.

2)      قرى تم تدميرها باستثناء الأماكن الدينية وبعض المباني التاريخية والهامة, الموقع مهمل وغير مستغل.

3)  قرى تم تدميرها بالكامل بحيث لم يترك أي أثر يدل على أنها كانت مسكونة سابقاً إذ استخدمت مواقعها لأغراض زراعية, وشمل هذا النوع القرى الواقعة في سهول خصبة كمناطق الحولة وبيسان وغزة.

4)      قرى تم تدميرها بالكامل بحيث لم يبق أي علامات حدود أو معالم وأقيمت المستوطنات على المواقع الأصلية لهذه القرى.

5)      قرى تم تدميرها جزئياً أو كلياً ومن ثم جرى تسييجها واستعمالها كمزارع.

6)      قرى تم الإبقاء على الكثير من مبانيها التي أضيف إليها مبان جديدة لتصبح جزءاً من حي يهودي على طرف مدينة.

7)      قرى تم الإبقاء عليها على حالها حيث استولى عليها وسكن بيوتها سكان يهود.

8)      مجمعات أبقيت أجزاء منها على حالها وتم تحويلها إلى قرى للفنانين ومعارض ومتاحف ومواقع سياحية.

9)      قرى أبقيت أجزاء منها على حالها, وتم تحويلها إلى معاهد.

10)  قرى دمرت بالكامل وتم تحويل مواقعها إلى حدائق عامة.

11)  قرى أبقيت على حالها وتم إعادة توطين من سُمّوا "بالغائبين الحاضرين" إضافة لمن طردوا من أماكن سكناهم بعد نهاية حرب عام 1948 فيها, مثل المكر والمزرعة والشيخ دنون وشعب وتشبه هذه القرى سائر القرى العربية الأخرى.

 وفي عملية إبعاد للفلسطينيين، اسماً وذكراً، من الفضاء الزمكاني، تمت عملية "محو وإنشاء" باتخاذ مجموعة من الإجراءات التي مرت بالمراحل التالية: 1) تهجير ورفض العودة، 2) محو البيوت، 3) إحالة القرى إلى أكوام، 4) تسوّى الأكوام بالأرض، 5) تمحى الأسماء من السجلات، 6) يتم محو الاسم العربي من الخارطة، 7) إطلاق اسم توراتي أو عبري أو ذو لحن عبري. 8) ضمان تام لاستحالة معرفة وجود مشهد عربي سابق جرت إبادته، يرافق ذلك كله إطلاق "اللعنة" التي تحمل مناداة الرب لمحو اسم الفلسطينيين وذكرهم^([9]). أضف إلى ذلك أن الدولة الوليدة (اسرائيل) تحركت، بسرعة وبنجاعة، على ثلاث جبهات، هي^([10]):

الجبهة الأولى؛ تمثلت في الإبعاد من الفضاء الزمكاني الموصوف أعلاه.

الجبهة الثانية؛ استقدام أكبر عدد من اليهود من شتى أنحاء العالم، بما فيهم العالم العربي.

الجبهة الثالثة؛ تمثلت في إنشاء مستوطنات جديدة من أجل استيعاب المهاجرين وحراسة البلاد، والحيلولة دون عودة اللاجئين عبر الحدود، وتحويل هوية البلاد من عربية إلى "يهودية". وقد عبر بن غوريون عن ذلك بقوله: الاستيطان هو النصر الحقيقي.

من جانب آخر؛ كانت نسبة الأوقاف الإسلامية من الدولة-الجنين حوالي  20%، تشمل: أراضي، ومساجد، ومدافن وغيرها من الأملاك، فقامت الدولة الوليدة بمجموعة من الإجراءات لضمان السيطرة التامة عليها^([11]).  فقد كان في فلسطين المحتلة في العام 1948 (2500) مكان مقدس، ولم يبقَ منها سوى (200) موقع مقدس فقط، تعتبر ملكاً لدائرة (أملاك إسرائيل!)، كما تشير الإحصائيات إلى أن الاحتلال هدم حوالي  (400) مقبرة، ودمر حوالي  (1500) مسجد، في حين أن باقي المساجد والوقفيات الإسلامية الأخرى تعرضت للانتهاكات بأشكال مختلفة ومتعددة ^([12]).

يشير  ذلك إلى أن ما تعرض له الشعب الفلسطيني من تهجير قسري، وما صحبه من مذابح/ مجازر، حصرها لمؤرخون العرب واليهود بنحو ثمانين مجزرة^([13])، وترويع وإزالة للمكان واستبدال للهوية، هو من أشرس أنواع التهجير التي تمت عبر التاريخ البشري. وبالتالي لا بد من البحث عن السبل الكفيلة لمواجهة عملية التهجير هذه، وعودة المهجرين إلى ديارهم.

هنا؛ تأتي الإجابة سريعة، وهي أن قدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الذين توجهوا إلى الله سبحانه وتعالى بقلوب مؤمنة خاشعة، فكان الله في عونهم، وأمدهم بجنود لم يروها؛ لأن الله سبحانه ينصر عباده المؤمنين. كما أن هناك مقارنة مع الهجرة النبوية الشريفة لا بد من التوقف عندها، وهي أنه على المهجرين دوام النظر إلى ديارهم وعدم التنازل عنها، أيا كان الثمن، ومهما كانت قوة العدو وبطشه. فخلال الفترة الواقعة بين الهجرة النبوية والعودة إلى الديار، كانت عملية إعداد واستعداد وحراك دائم. وهذا هو المطلوب منا أيضًا؛ من ضرورة التحرك الدائم وتحفيز الأجيال المتلاحقة على السعي من أجل العودة إلى الديار التي أخرج منها آباؤهم وأجدادهم. وكما كانت الهجرة النبوية أنموذجًا لإدارة الصراع مع الأعداء، فإن تهجير شعبنا يجب أن يُتبع بهذا الأنموذج الذي يعني أنه لا يجوز التنازل عن الوطن مهما كان الزمن ومهما كان حجم التضحية.

فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 04/08/2015م

---

[1] المعجم الوسيط، 2/1014.

[2] انظر: موسوعة ويكيبيديا، على الرابط التالي الذي أمكن الوصول إليه بتاريخ: 3/8/2015م:

 https://ar.wikipedia.org/wiki/تقويم_هجري

[3] الهميسة، بدر. الهجرة درس وعبر. موقع صيد الفوائد. انظر الرابط التالي الذي أمكن الوصول إليه بتاريخ: 3/08/2015

http://www.saaid.net/Doat/hamesabadr/191.htm?print_it=1

[4] الحمود، سامي. الهجرة درس وعبر. موقع صيد الفوائد. انظر الرابط التالي الذي أمكن الوصول إليه بتاريخ: 3/08/2015

http://saaid.net/mktarat/mohram/5.htm

[5] الخالدي، حسين فخري (2014). ومضى عهد المجاملات... مذكرات –بيروت 1949-. دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن. الجزء الثالث، صص: 180-181.

[6] مركز الدراسات المعاصرة (2006). المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني. أم الفحم. فلسطين. ص: 9.

[7] تلا ذلك في أواخر العام 1948 إصدار قانون الأملاك.

[8] كناعنة، شريف (2000). الشتات الفلسطيني: هجرة أم تهجير. مركز اللاجئين والشتات الفلسطيني (شمل). البيرة، فلسطين. صص: 53-55.

[9]  غانم، هويدة (2013). المحو والإنشاء في المشروع الاستعماري الصهيوني. مجلة الدراسات الفلسطينية، مجلد 24، عدد 96، صص: 118-139.

[10] كناعنة (2000)، صص: 51-52. مرجع سابق.

[11] دمبر، مايكل (1992). سياسة إسرائيل  تجاه الأوقاف الاإسلامية في فلسطين 1948-1988. مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت، لبنان. طبعة (2). صص: 64-72.

[12] صحيفة القدس، (بتاريخ: 10/4/2009). فلسطينيو 48 في سباق مع الزمن للحفاظ على ما تبقى من أماكنهم المقدسة في قراهم ومدنهم المهدمة. انظر: http://www.alquds.com/news/article/view/id/87083

[13] انظر موقع موسوعة النكبة الفلسطينية: http://www.nakba.ps/massacre-details.php?id=2.