مجدي الشوملي في "ربيع 68":
الكبار يذكرون.. واليافعون يسجّلون
نشر في صحيفة القدس
المقدسية، بتاريخ: 30/10/2015م، ص: 16
عزيز العصا
مجدي الشوملي؛ مهندس فلسطيني من بيت ساحور، صاحب قلم إبداعي، موجه للأطفال واليافعين
بالدرجة الأولى، ومنه العمل الأدبي الذي نحن بصدده "ربيع 68"، في
طبعتها الأولى، من إصدار "كان يا ما كان لأدب الأطفال"، في العام 2015. وقد
قدر لي قراءتها، فوجدتها تقع في (100) صفحة من القطع المتوسط، تتوزع على (18) عنوانًا،
يرافق كل عنوان رسمة تعبيرية خاصة به.
لم يحدد
الكاتب النوع الأدبي للنص الذي بين أيدينا، وإنما ورد في الصفحة الداخلية الخاصة أن
الكتاب مصنف تحت "رواية لليافعين". ولعل في ذلك إشارة من دار النشر إلى
أننا أمام نص يمكننا اعتباره "بالنص الروائي"، كما أنه يفتح المجال أمام
الناقد إلى معالجته كنص قصصي.
ترتكز
الثيمة "القضية" الأساسية للنص على ثنائية الصراع بين الفدائيين
والاحتلال الإسرائيلي، ضمن معادلة أصحاب الأرض ومن يناصرهم وهم الذين طردوا،
والاحتلال وجيشه الجرار المسلح حتى أنيابه، ويعتمد السرد على حكاية تنص على أن طفلًا فلسطينيًا، وحيد والديه، قرر البحث عن
والده بعد أن تقطعت به سبل الحياة بفقدانه لأمه وجده.
وللوصول
إلى سرد واضح للحدث الرئيسي؛ وظّف الكاتب الأوصاف والأحداث والتوثيق التاريخي،
عندما قرر الطفل "حلمي"، فور وفاة جده، الشروع في مهمته تلك بالوصول إلى
والده، في أجواء سيطرة "إسرائيل" على كامل الأرض الفلسطينية، عبر نهر
الأردن، حتى يصل إلى الفدائيين في الأردن. وبينما "حلمي-الطفل"، المصاب
أثناء قطع النهر، موجود في عيادة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين دارت معركة
"الكرامة" في ربيع العام 1968، فأخذ دوره في المعركة بالقدر الذي
استطاع. ثم انتقل إلى معسكر تدريب عسكري، فشهد استشهاد مدرّبه. وبقي يتنقل من مكان
إلى آخر، وهو يبحث عن والده، حتى جاءه الخبر اليقين بأن والده قد استشهد في شهر
أيلول من العام 1960؛ عندما أُعدم على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، ثم حُكم عليه
بالمؤبد ووضع جثمانه في ثلاجة، لحين انتهاء حكمه.
ينتهي
الأمر بـ "حلمي" إلى العودة إلى أرض الوطن، وإلى "الشلّة"
التي انضم إليها منذ زمن، ليفرح معهم بمعرفة السر الذي أرّقهم على مدى عشر سنوات؛
وهو أن والده "الشهيد" سيزورهم مع المطر، وسيحتفلون بعودته من الأسر.
ويضعنا "الشوملي"، في هذا النص الذي يوجهه لليافعين،
أمام مشهدين رئيسيين، لا يمكن محوهما من ذهن القارئ، أيا كان عمره أو مستواه
المعرفي والثقافي، وهما: أما المشهد الأول؛ فيتمثل بقطع النهر، ويقصد به نهر
الأردن، وما فيه من منزلقات طينية خطرة، في أجواء من الخوف والقلق والقتل المستهدف
والعشوائي الذي يمارسه الاحتلال ضد كل من يقطع النهر باتجاه الأردن أو باتجاه
فلسطين، وكأنه يقول ان الحرية ليست بالأمر السهل، ولا منالها بالأمر اليسير، ولا
بد من تجاوز المزالق والمفاسد للوصل إلى ساحة معركتها التي نفوز فيها. وأما المشهد
الثاني؛ فيتمثل بمعركة الكرامة التي وقعت في العام 1968، والتي استخدم فيها
المعتدون الإسرائيليون أحدث الأسلحة وأشدّها فتكًا، مقابل الفدائيين الذين كانوا
يتوقعون تلك المعركة بفارغ الصبر، وقد أعدوا العدة لذلك بما يمتلكون من الأسلحة
الخفيفة، والجيش الأردني الذي شاركهم وأسندهم، فانتهى الأمر بهزيمة
"إسرائيل" واندحار جيشها بين قتيل وأسير وطريد هارب من أرض المعركة نحو
فلسطين المحتلة، وكأن الشوملي يقول ان المعارك التي نفوز فيها هي المعارك التي
نتخلص فيها من وحل الواقع ومستنقعات الهزيمة ونغسل أرواحنا بماء النهر، ونعمد
قلوبنا بالوحدة والهدف المشترك، عندئذ لا يهزمنا جيش ولا عتاد ولو كنا بسلاح بسيط.
بالنسبة
لمعمار الرواية الفني، استند "الشوملي" في بناء نصه هذا إلى بنية زمانية
محصورة في العام 1968، وبنية مكانية- جغرافية تبدأ من بيت لحم وبيت جالا، وتمتد
حتى تصل في أقصى مدى لها إلى مدينة السلط الأردنية، مرورًا بأريحا ونهر الأردن
والشونة وعمان.
أما على
مستوى بناء الشخصيات، فقد خلي النص من أي شخصية متخيلة، وإنما كانت الشخصيات
حقيقية، أو الأقرب إلى الحقيقية، من خلال الأدوار التي قامت بها على مدى النص. فقد
قام "الشوملي" بتوظيف
الشخصيات التاريخية، بأسمائها الحقيقية، مثل: أبو عمار، أبو جهاد، حسن النقيب
(قائد القوات العراقية)، مشهور حديثة، أبو اللطف... الخ (ص: 24-28)، والتي أظهر
فيها "الشوملي" قومية
المعركة التي شارك فيها الجيش الأردني والجيش العراقي المرابط في الأردن.
بقي "حلمي"
البطل الرئيس على طول النص، دون أن يغادره لصالح الشخصيات الثانوية، التي توزعت
بين الشخصيات الصلبة صاحبة المكانة في النص، مثل: أبو صابر، والأستاذ غسان، وأبو
نزار الذين تم توظيفهم لتغطية الأبعاد الثورية والتربوية واللوجستية، والشخصيات
الثانوية الهشة التي تم توظيفها كوصلات بين المشاهد المختلفة، مثل: إلياس وأمه
والممرضة أم يوسف وغيرها من الممرضات المتطوعات اللواتي كان لهن دور في معركة
الكرامة، وغيرها من الشخصيات الثانوية التي دخلت في النص وسرعان ما خرجت منه. كما
قام "الشوملي" بتوظيف جنود
الاحتلال وطياريه في النص، فأكمل الحلقات لكي يعطي للنص صبغة درامية، بما يشبه
التصوير البصري.
النص
أمانة لدى الناقد، الذي عليه أن يصونه ويرعاه، ويعطيه حقه من القراءة الدقيقة،
والفهم الصحيح، لكي ينتهي بقراءة تحليلية-تفكيكية، تضفي على النص جمالية
"النقد" التي تبين ما له وما عليه، بما يصل إلى نصح الكاتب وإرشاده
وتوجيهه نحو المزيد من الإبداع والقليل من الخلل والأخطاء. وعلى هذه القاعدة، وفي
جانب ما لهذا النص الأدبي، وجدت أنه يتّكئ
على مجموعة محاور تشكل البنية المفاهيمية والفكرية التي تتحالف مع البنيتين
المكانية والزمانية لتشكل جسم الرواية بأبعادها المختلفة، منها:
أولًا: قيم الصداقة وحب الوطن:
منذ
اللحظة الأولى، توجه "الشوملي"
إلى اليافعين بمجموعة من القيم التربوية، أولها المطلوب اتجاه الصديق عند الوقوع
في الصعاب والملمّات، تبدأ بـ "إلياس" الذي واسى "حلمي" ووقف
معه في لحظات الحزن الشديد (ص:
6-7)، وعلى مستوى التضحية بشجاعة وعقلانية لإنقاذه، كما جرى مع
"حلمي" الجريح عندما "عض" على آلامه وأسعف عماد الذي كان في
حالة ميئوس منها (ص: 14-15).
والعلاقة الأخوية الصادقة التي نشأت بين "حلمي" وعليّ نجل المدرّب
الشهيد، حتى أصبحت عائلة عليّ عائلة جديدة لـ "حلمي" (ص: 76-86).
وينتهي
الأمر بـ "حلمي" وقد انتسب إلى الشلّة في بيت لحم، وهم مجموعة من
الأصدقاء يعيشون في بيت لحم، تجمعهم ذكريات جميلة، كما انتسب إلى عائلة عليّ في
الأردن، وهو يردد: سأذهب غدًا إلى المدرسة ألتقي الشلّة: عامر وجورج ونديم وإلياس،
وأقول لهم لدي أخ جديد إسمه عليّ، وأمه مثل أمي، ووالده أنقذني من صاروخ وافتداني
من الموت" (ص: 97).
وفي ذلك إشارة إلى أن "حلمي" الذي ضاقت به الدنيا عند فقدان جده، وجد
في أصدقائه، فرادى ومجتمعين، مسلمين ومسيحيين، بديلًا للأب والأم والجد والعائلة.
من
جانبٍ آخر؛ نجد أن "الشوملي"
يدعو إلى التجوال الدائم في ربوع الوطن، ومع الأصدقاء أبناء الوطن الواحد؛ بما
يجعل الشيخ والراهب والذكر والأنثى والكبير والصغير ينصهرون في بوتقته، ويتمتعون
بجمال طبيعته وطيوره وأزهاره (ص:
98).
ثانيًا: الحث على القراءة:
عندما
قام "الشوملي" ببناء شخصيات
روايته، اختار من بينها معلمًا ومربيًا أسماه "غسان" الذي يذكرنا
بالمناضل غسان كنفاني، الذي كان كثيرًا ما يتدخل مذكّرًا بالقراءة وأهميتها
وضرورتها في معالجة العديد من القضايا المحيّرة، وهو يرفع شعار "هذا الكتاب
طريقنا إلى النصر"، وها هو "غسّان" يأخذ "حلمي" إلى مكتبة
مركز التدريب، ويزوّده بكتابين: كيف يفكّر العدو، ولماذا هُزمنا (ص: 69-70). وفي أوقات
الفراغ كان "غسّان" يقرأ ويشرح كل شئ لـ "حلمي" (ص: 88)، حتى أصبح "حلمي"
يمارس عادة القراءة في أوقات فراغه (ص: 94).
ثالثًا: المعرفة:
لم يترك
"الشوملي"، أثناء النص،
مناسبة إلا ووظفها لتزويد القارئ بمعلومات تضيف إلى ثقافته وترفع من مستواه
المعرفي، سواء كان من اليافعين أو من الكبار. فقد زوّدنا بمعلومات قيّمة حول كيفية
التهريب التي كانت تتم عبر نهر الأردن، بعيد النكسة في العام 1967، ومدى المخاطر
التي يتعرض لها كل من المهرِّبين والمهرَّبين على السواء، من حيث: 1) طائرات العدو
التي تطلق زخّاتها بشكل عشوائي، لتخترق مياه النهر والأشجار المحيطة به ، و2)
المياه والطين داخل النهر التي تحتاج إلى مهارة عالية لتمرير الأفراد وتمكينهم من
تجاوزها بأمان (ص: 14،
92-94).
كما
زوّدنا "الشوملي" بقدر من
المعلومات القيّمة حول الظروف التي كان يعيشها شعبنا بعيد النكسة، بخاصة في مناطق
الشونة وعمّان والسلط، وكذلك الوصف الخاص بمعركة الكرامة التي "قامت على عجل
في الأغوار الشرقية، واستمرت نصف يوم أو أكثر، حيث استعاد الشباب (الفلسطيني)
أملهم بالمستقبل، واستعادوا كرامتهم التي ضاعت قبل تسعة أشهر"، وبتكتيكات
الحرب واستخدام السلاح المستخدم فيها، مع التذكير بحالة الالتحام التي شهدتها
المعركة بين الشعب والفدائيين، ووقوف الرجال والنساء دون تمييز، والتحام الفلسطيني
والأردني في الدفاع عن كرامة الأمة (ص: 56-58).
وهناك
قضية هامة أشار إليها "الشوملي"،
وهي ضرورة التوثيق بالوسائل المختلفة، والتي كانت ذروتها، في حينه تتمثل بالكاميرا،
والتي خصص لها شخصيتان، هما: هاني وسلافة، اللذان يجازفان بحياتهما وهما يوثقان
لرحلة العذاب والتشرد التي عاشها الشعب الفلسطيني، متخذًا من مخيم الكرامة
للفلسطينيين في الأردن نموذجًا (ص: 12، 19)، ثم يكتسب "حلمي" مهارة التصوير لينقلها إلى
الشلّة، الذين سيعلمهم "استخدام الكاميرا"، ليصوّروا التاريخ والجغرافيا
ويسجلوا الملاحظات الجميلة" (ص: 97).
وأما المأخذ الأساسي على هذا النص، فهو
ضبابية جنسه الأدبي أو شكله الكتابي، لا سيما وأن الكاتب ابتعد عن عنونته منذ
الغلاف، وترك تصنيفه لدار النشر، دون أن "يورّط" نفسه في تسميته بالرواية،
التي تحتاج إلى متطلبات الحبكة والعقد والصراع الفني ، والتشويق، إضافة إلى الخيال.
إذ أن الكاتب تمكن من معالجة قضيته والوصول إلى "الذروة"؛ وهي وصول حلمي
إلى والده، بأقل جهد ممكن، رغم أنه أدخله في صراع مع الموت في أكثر من مشهد. وقد
جاءت الحبكة متسلسلة تاريخيًا، وبأسماء أشخاص وأماكن وأحداث حقيقية. وهنا؛
أرى بأن "الشوملي" تأرجح في هذا النص الأدبي بين
القصة والرواية التسجيلية:
-
أما
لماذا القصة؛ فلأنه بنى شخصية البطل والشخصيات الثانوية والأحداث الحقيقية، بعيدًا
عن الخيال والتخييل، في حالة من السرد القصصي شبه المباشر، الخالي من الأحداث
الأخرى الإضافية الداعمة للنص، خارج نطاق الإطار الزماني والمكاني الذي حدده
الكاتب، الذي سيّر البطل خلاله.
-
وأما
لماذا الرواية التسجيلية؛ فلأن النص تضمن ما يفيد التوثيق، وإن كان لم
يذكر التواريخ، فإن الأحداث الموصوفة حقيقية، ذات تواريخ معروفة جيدًا تتعلق
بأحداث معركة الكرامة، وما قبلها وما بعدها، لا سيما وأن عنوان النص هو "ربيع
68"، كما أنه جاء لنفس الكاتب بعد نصّه السابق "صيف 67".
ومما يعزز
رؤيتنا للروائية التسجيلية للنص، أن الكاتب قام ببناء النص معتمدا على الانتقاء، وإعادة البناء مقرونة بالحرية
النسبية في قراءة المادة التاريخية المجتزأة وتأويلها لصالح الثيمة الروائية[1]،
حيث نقل الكاتب المادة من حقيقة تاريخية إلى حقيقة فنية، عندما رصد عبرها شيئًا من
تطورات ومراحل الإعداد والاستعداد للمعركة وسير العمليات، وإن جاء بشكل مقتضب
جدًا. كما وصف عملية قطع نهر الأردن والتعامل مع مياهه، وعمليات الإنقاذ للمهددين
بالغرق، ومع الأشجار الواقعة على جانبيه والقمر الذي لم يعد ظهوره جميلًا؛ بل أصبح
يشكل خطرًا حقيقيًا على المتسللين عبر النهر، كما لفت إلى حالة التلاحم الفلسطيني
الأردني على الأرض الأردنية، في مواجهة المعتدين. وبهذا؛ بدت أحداثها كمجموعة
مشاهد يربط بينها البطل الرئيس "حلمي"، سواء بحضوره المباشر أو غير
المباشر.
خلاصة القول
وإن اختلفنا في تحديد الجنس
الأدبي لهذا الشكل الكتابي، إلا أننا لم نختلف حول المحتوى المعرفي الذي تضمنه
النص، الذي يفضي بالقارئ، سواء من اليافعين أم من الكبار، إلى مستوى جيد من
المعرفة. أما اليافعين فإنني أرى بضرورة قراءتهم للنص بوجود كبار عاشوا "ربيع
68" بآلامه وآماله، لكي تجتمع أمامهم متعة النص الأدبي، ذي الملامح الروائية،
مع متعة المعلومة الدقيقة بالتواريخ والأرقام.
لعل هناك من يقول: هل يجوز تحويل
الرواية إلى تأريخ، وهل يجوز تحويل التأريخ إلى رواية؟ ونحن نقول: إن قيمة النص تكمن
في أن يترجم ما جرى في حياتنا، من زوايا مختلفة، على أن يجتمع فيه عوامل إمتاع
القارئ عن طريق: السرد الذي كان فيه "الشوملي" موفقًا إلى حد كبير، والتخيل
الذي لم يكن كافيًا في روايتنا قيد النقاش، واللغة التي كانت جزيلة وواضحة
لليافعين، والإيهام بالحقيقة التي أتقنها "الشوملي" بأن ترجم لمعركة الكرامة
التاريخية الهامة،
وأما التشويق والإثارة فتكاد تكون قليلة إلى حد ما، سوى بعض الفكاهة التي يحتاجها
الخائفون والمطاردون، التي كان يثيرها بعض الشخصيات أثناء قطع النهر وخلال الحرب.
هذه هي رواية "مجدي الشوملي" لليافعين،
التي أرى فيها امتداد لنص سابق له أطلق عليه "صيف 67"، والذي لم يجنّسه
كرواية، وإنما كانت قصة للأطفال. في جميع الأحوال، أرى بضرورة تجوالها على
اليافعين، في مدارسنا، ومناقشتهم فيها من قبل كبار عاشوا المرحلة وخبروها، ومن قبل
معلمي التاريخ الضالعين في المعرفة في شأن هجرات الفلسطينيين وتشردهم. وما أجمل أن
نستذكر ماضينا، القريب والبعيد، بحلوه ومرّه؛ بأن نحيله إلى نصوص أدبية تدعم
روايتنا الوطنية في مواجهة "التهويد" والتزوير الذي أخذ يلتهم أخضر
فلسطين ويابسها!
فلسطين، بيت لحم، العبيدية، 25/10/2015م
إرسال تعليق Blogger Facebook