الحلقة الثانية من قراءة عزيز العصا في مذكرات المرحوم د. حسين فخري الخالدي": سقوطا القدس (1917 و1948).. بريطانيا تعد المكان لإقامة "إسرائيل"

الدكتور "حسين فخري الخالدي" في مذكراته "ومضى عهد المجاملات":

-الحلقة الثانية-

سقوطا القدس (1917 و1948).. بريطانيا تعد المكان لإقامة "إسرائيل"

نُشِرَ في صحيفة العاصمة المقدسية، بتاريخ: 02 شباط، 2015م، ص: 13، بحسب الرابط التالي:

http://www.alhayat-j.com/asemah_journal/al3asema8.pdf

قراءة وتحليل: عزيز العصا

aziz.alassa@yahoo.com

http://alassaaziz.blogspot.com/

ثانياً: شهادة على سقوطين مدويين للقدس:

لا شك في أن العاصمة السياسية لأي بلد تشكل رمزيته وكرامته الوطنية، فما بالك إذا كان العاصمة الروحية، وما بالك عندما تكون القدس؛ تلك المدينة التي تراكمت على أرضها، وفي باطنها، مختلف الحضارات على مدار آلاف السنين؛ بتواصل وبلا انقطاع!

كما هو معلوم؛ فإن القدس قد رزحت تحت الحكم العثماني زهاء أربعة قرون من الزمن، وهي هانئة مستقرة، وقد رعاها العثمانيون وعَمَروها، وشيدوا فيها معالم حضارية تشهد لهم حتى اللحظة؛ أبرزها باب العامود الذي لم يبن العثمانيون أجمل منه على مدار مئات السنين من بناء الأسوار ضمن حدود امبراطوريتهم. إلا أنه على إثر الانهيار المدوي للإمبراطورية العثمانية سقطت القدس مرتين: الأولى؛ بيد الإنجليز والثانية بيد الحركة الصهيونية.

ها هو "د.  حسين  الخالدي" يتحدث عن هذين السقوطين كما شاهدهما بأم عينه. فبشأن السقوط الأول للقدس، بيد البريطانيين بعد اندحار البريطانيين، يروي أنه كان طبيباً في الجيش العثماني، وأصيب أواسط تشرين ثاني من العام 1917 برصاصات في ساقه الأيمن من الرشاشات البريطانية بالقرب من قرية "بربرة" في قطاع غزة, حيث نقل إلى مستشفى عسكري بالقدس تشرف عليه الجالية الامريكية/ عميدها المستر "فستر" الألماني الأصل.

عندما بلغ القتال ضواحي القدس، وخشية أن تصاب المدينة المقدسة بسوء، وأمام رهبة الصخرة المشرفة والقبر المقدس؛ تراجع الأتراك وتعاون البريطانيين، بأن وقفوا جميعاً. وخلال بضع ساعات، وعن طريق المفاوضات –المستعجلة- اتفقوا، شفويًا، أن لا تصاب المدينة المقدسة بسوء, وأن تحترم الاحترام الواجب من الطرفين.

وهذا ما تم بالفعل؛ فلم تطلق رصاصة واحدة فوق المدينة ولم تسقط قذيفة مدفعية واحدة على أحيائها أو اماكنها المقدسة. علمًا بأن القتال كان على أشدّه بالقرب من النبي صموئيل، بين الأتراك بقيادة "مصطفى أتاتورك" والبريطانيين بقيادة اللنبي.

وكانت نتيجة القتال أنه في 9/12/1917م دخلها الجنرال اللنبي، وخرج رئيس بلدية القدس المسلم المغفور له السيد حسين سليم الحسيني ولفيف من سكانها، يحملون الأعلام البيضاء, وسلمت المدينة إلى جاويش بريطاني. ويرى "د.  حسين  الخالدي" أنه في ذلك اليوم  انتهت الحروب الصليبية الإسلامية المسيحية، وابتدأت الحروب الصليبية الجديدة بين العرب واليهود.

أما بشأن السقوط الثاني فيرى "د.  حسين  الخالدي" أنه تم في العام 1948، على أيدي الجيوش اليهودية (الإرغون والهاجاناه)، التي كان سلوكها مخالفًا، تمامًا، لما هو موصوف أعلاه بين الأتراك والبريطانيين، حيث أطلقت تلك الجيوش مئات القنابل الهدامة والمحرقة على المدينة المقدسة فأصاب أماكنها المقدسة ومؤسساتها الدينية بالدمار والخراب.

هناك العديد من الأمثلة على القتل، بل التقتيل، والمذابح التي مارستها القوات اليهودية المذكورة في القدس، وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية، إلا أننا سوف نختار واحدة منها جرت في قرية دير ياسين المقدسية:

يروي "د.  حسين  الخالدي" أنه في فجر يوم الجمعة الموافق لليوم التاسع من شهر نيسان 1948؛ وجثمان الشهيد عبد القادر الحسيني/ قائد الجهاد المقدس يرقد على فراشه، والبلاد تستعد لوداعه الوداع الأخير وتشييعه إلى مثواه, أحاطت عصابات اليهود بتلك القرية من أطرافها الأربعة، وأعملوا فيها الحديد والنار، وأمطروها وابلاً من رصاص بنادقهم ومدافعهم الرشاشة ومدافع الهاون الصغيرة والقنابل اليدوية والألغام, فلم يبق في ضواحيها حجر، وانهارت البيوت على من فيها من الرجال والنساء والأطفال. ولم يبق بيت في القرية إلا وألقيت عليه القنابل شديدة الانفجار.

أما الأحياء من أهالي تلك القرية، فقد أرغموهم، والحراب تعمل في أقفيتهم، على التجمع في مكان عينوه بعد أن اغتالوا فريقًا من هؤلاء النسوة، وبعضهن من الحوامل, ثم أركبوهم السيارات الكبيرة المكشوفة، وطافوا بهم في الأحياء اليهودية، بعد أن رجمتهم جموع اليهود بالحجارة. وأخيراً، أوصل اليهود هؤلاء التعساء إلى الحدود الفاصلة بين الأحياء العربية واليهودية في حي المصرارة، فأنزلوهم من السيارات، وأمروهم بالتوجه إلى الأحياء العربية وهم يطلقون مئات العيارات النارية فوق رؤوسهم؛ زيادة في الإرهاب. فوصلت جموعهم إلى الأحياء العربية؛ بما هم فيه من هول وذعر ومحنة.

ثالثاً: الانتداب البريطاني ودوره في تسليم فلسطين لليهود:

يشير "د.  حسين  الخالدي" أن سنة (1917) شهدت على سقوط القدس بيد البريطانيين، وإعلان وعد بلفور، الذي ظل اليهود يتمسكون به، وبالوطن القومي، وبصك الانتداب. ذلك الوعد الذي يقولون عنه أنها (توراة) اليهود في اثبات حقهم بالعودة إلى فلسطين، وذلك إلى حين صدور قرار التقسيم من هيئة الأمم في 29/11/1947. ونظراً لإتساع مرحلة الانتداب البريطاني على فلسطين، التي امتدت لثلاثين سنة ونيّف، ولكثرة تعقيداتها، فإننا سنركز على أبرز ما جاء فيها على يد الانتداب البريطاني:

-          لاحقًا للوصف أعلاه، أيام العثمانيين، فإن الانجليز يكونوا قد دخلوا إلى فلسطين ليجدوا شعبها وقد انهكت قواه الحرب وهزل جسمه وعقله من الجوع والبؤس والتعرض للأمراض الوبائية؛ ويقابله, من الجانب الآخر شعب آخر غريب قوي مسلح ومدعوم. إلا أنه تحقق ما يشبه المعجزة عندما يصمد هذا الشعب, بلا مساعدة فعّالة طوال هذه السنين. ويشير الخالدي إلى تحديه للإنجليز عندما خاطبهم بقوله "كنا أنعم حالاً على زمن الحكم العثماني وأكثر طمأنينة مما نحن عليه الآن، ومن مظاهر هذا الصراع:

-          تعزيز هجرة اليهود وتسليحهم؛ حيث ارتفع عدد اليهود من 50 ألفاً عام 1917 إلى 700 ألف عام 1939[1]. كما قام الانتداب بتسليح اليهود وسمح لهم بالتطور. ففي العام 1920 انتهى الحكم العسكري في فلسطين وحل محله الحكم المدني, فعُيِّن السير هربرت صموئيل (يهودي) مندوباً سامياً فوق العادة ووكيلاً للإمبراطور فيها وأطلق عليه "د.  حسين  الخالدي": أول ملك غير مُتَوَّج لليهود في اسرائيل؛ إذ أنه أحتفل بأول عيد لليهود، في تلك السنة، في البراق حيث ذرف دموع الفرح.

-          في عهد صموئيل هذا تم تعيين سماحة الشيخ أمين الحسيني الذي كان ضابطاً في الجيش العثماني، ومتحمسًا لصالح الحلفاء، مفتياً للقدس ورئيساً للمجلس الإسلامي الأعلى, وثبّت "راغب النشاشبي"؛ المرتبط بالعثمانيين رئيساً لبلدية القدس.

-          بهذا التناقض بين الرجلين؛ بذرت الفتنة في الصف القيادي الفلسطيني الذي دفع الشعب الفلسطيني ثمنه لاحقًا، ثم بدأ عهد توطين اليهود في فلسطين وإمدادهم بالمال والسلاح والتدريب والتأهيل. واستمر اليهود يلعبون في سياسة فلسطين في إنجلترا كما يريدون، وكانت لهم السيطرة حتى على ترشيح المندوب السامي وتعيينه.

-          مقابل ذلك، نجد أن الانتداب البريطاني قد أمعن في إهانة الشعب الفلسطيني، بشرائحه المجتمعية كافة، بدءًا بزعامته، وانتهاءًا بأصغر مواطن فيه. إذ يشير "د.  حسين  الخالدي" إلى أن القائد العسكري البريطاني العام كان يحادث راغب النشاشيبي والغليون في فمه، حتى نهره "النشاشيبي" بغضب فوضع غليونه وأخذ يتحدث مع ذلك المسؤول الذي يمثل الصف الأول من الشعب الفلسطيني، في ذلك الحين.

-          كما نكل البريطانيون بالعرب, عندما كانوا لا يتركون حيواناً أو قرويًا شيخاً كان أو شاباً إلا ويطلقون عليه النار عليهم ويسمونهم طيور إنسانية قد تم اصطيادها. وكلما كانت تنشب معركة بين العرب واليهود يصطف الإنجليز إلى جانب اليهود، باعتبار العرب إرهابيين؛ فيتم تنفيذ أحكام الإعدام في مناضليهم وقادتهم، كما حصل مع جمجوم وحجازي والزير في 17/3/1930. وفي ثورات 1920، 1921 و1929 كانت الرشاشات البريطانية تحصد الفلسطينيين المسلحين بالسيوف القديمة والخشب. أضف إلى ذلك قانون الدفاع الذي فوّض المندوب السامي اعتقال الفلسطينيين ومصادرة ممتلكاتهم وإهانتهم وترويعهم بشتى الطرق، منها استخدام الكلاب البوليسية[2]، بخاصة الوجهاء منهم؛ لكسر شوكتهم.

-          وتجلت صور الإهانة والامتهان بالحالة الوطنية الفلسطينية في تقرير اللجنة الملكية عام 1937؛ عندما أدعت أن جملة أسباب ثورة العام 1936 "أن العرب فقدوا "حلاوة الوظائف" زمن الحكم العثماني وما بنوه من قصور حول مدينة القدس في ذلك الحين, ولذلك أصبحوا يتذمرون ويشاغبون على الحكم البريطاني العادل!

-          وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية، كانت فلسطين مركزًا عسكريًا ممتازًا عظيم الأهمية، كما أن أبناءها من العرب التحقوا بالجيش البريطاني، فكان عددهم (13,000)، اشتركوا في بعض المعارك الدامية، فمنهم من أُسر ومنهم من استشهد، في حين أن اليهود أقبلوا على التطوع في الوظائف غير المسلحة، ثم هرب من الخدمة واتجهوا نحو مصانعهم التي زاد عددها في فلسطين في تلك الفترة، في حين بقيت اليهوديات يرفهن عن جيوش الحلفاء، أما من بقي منهم في الخدمة فتدرب وامتلك السلاح حتى تشكل ما أطلق عليه القوة اليهودية (حوالى 30,000 مقاتل) شكلوا نواة "جيش إسرائيل".

-          وما أن انتهت الحرب العالمية الثانية حتى قامت الوكالة اليهودية تطالب بـ "رطل اللحم"؛ فطلبت من الحكومة البريطانية إعطاءها (100,000) رخصة لإدخال اليهود إلى فلسطين، وأيدتهم أمريكا في ذلك الطلب. علمًا بأنها كانت قد حازت على "أرطال" من اللحم من خلال العصابات اليهودية التي كان قد تم تدريبها وتأهيلها وتسليحها، كعصابتي شترن والإرغون، حيث كان لكل منهما رئيس معروف من قبل الوكالة اليهودية وسلطات الانتداب. وتنقسم هذه العصابات كالعادة إلى خلايا صغيرة، يقوم على رأس كل منها قائد محلي. في حين أن الوكالة اليهودية أنكرت، مرارًا، أن تكون لها أية صلة مع فريق العصابات الإرهابية اليهودية منذ ابتدأ الإرهاب اليهودي في أواخر أيام الحرب العالمية الثانية، وكانت تنعتهم بالمنشقين والهمجيين والمتوحشين.

-          لعله من قبيل الطرفة العسكرية، أو بالأمر الغريب، أن القتال ظل ناشباً في فلسطين مدة خمسة أشهر بين العرب واليهود قبل أن تتدخل جيوش البلاد العربية, ولم يكن أحد من السياسيين، أو من رؤساء دوائر الاستخبارات العسكرية لهذه الجيوش، يعرف أشخاص هؤلاء القواد والرؤساء أو أسماءهم أو يعرف عن ماضيهم شيئاً. أما نحن العرب فقد كانت أسماء أصغر القادة معروفة للجميع وتنشر أسماءهم وما قاموا به من أعمال البطولة في الجرائد المحلية.

-          بعد أن استفحل أمر الإرهاب اليهودي، اضطرت السلطات العسكرية أن تنفذ حملات تفتيش عن الأسلحة في المستعمرات اليهودية، فعثرت على كميات هائلة من الأسلحة والذخائر؛ مخزونة في أقبية خاصة بنيت من الإسمنت المسلح في كثير من هذه المستعمرات اليهودية. وبلغ ما وجد من الأسلحة والعتاد في مستعمرة واحدة، بالقرب من مدينة حيفا، مقدارًا يكفي لتسليح فرقة كاملة من الجند, ناهيك عن الكميات التي كان اليهود يشترونها أو يهربونها من معسكرات الجيش البريطاني المنتشرة في طول البلاد وعرضها.

-          ثم ابتدأت جيوش اليهود تستعمل مدافع الهاون من عيار 2 إلى 3 إنش, وكان صنع أغلبها مع قذائفها محلياً على الغالب, كما استطاعوا بعد مدة قصيرة صنع بعض الألغام والقنابل الطائرة شديدة الإنفجار والمفعول. وتبين أن اليهود يمتلكون المقادير الوافرة من جميع أنواع المتفجرات والمفرقعات وكانوا يضعون بضعها في مختبرات "ريخوبوت" ومصانعها الصغيرة. أما السيارات المصفحة العسكرية فلم تكن لديهم منها واحدة في بدء القتال, وقد سرقوا إحدى هذه المصفحات التي يمتلكها البوليس البريطاني واستعملوها في إلقاء لغم كبير شديد الانفجار في باب الخليل في القدس.

-          أما على مستوى السلاح الثقيل، فقد سرقوا في يوم من الأيام دبابتين من طراز "تشرتشل" من أحد معسكرات الجيش البريطاني في حيفا. والأصح أنهم أخذوا هاتين الدبابتين بمعرفة السلطات العسكرية بعد أن دفعوا ثمنها؛ إذ ليس من المعقول سرقة الدبابات والخروج بها تحت سمع  الحرس وبصرهم وهي تهدر هديراً يسمعه الأصم من مسافات بعيدة.

-          سلمت حكومة الانتداب للسلطات اليهودية (18) مصفحة؛ لحفظ النظام والقضاء على عصابات الإرهاب اليهودية (!!). وكانت النتيجة أنها استعملت في سهول منطقة النقب العربية لمطاردة سكانها البدو وحصدهم بالرشاشات.

-          وأما بشأن الطيران؛ فقد كان لليهود شركة طيران مدنية صغيرة تعرف بشركة "الأفيرون" تمتلك طائرات صغيرة للتدريب على الطيران المدني, وكان مطار اللد المدني مقراً لهذه الطائات الصغيرة كما تمتلك أيضاً عدداً من الطائرات الصغيرة الأخرى من ذوات الثلاثة أو الأربعة مقاعد. ثم سمحت لهم السلطات العسكرية بعد مخابرات طويلة وبموافقة السلطات المدنية والمندوب السامي بشراء طائرة حربية صغيرة من طراز "هارفرد". ثم استطاعوا، بشتى الحيل وبعد أن أعلن الإنكليز انسحابهم من فلسطين في وقت معين، أن يشتروا من مخلفات الجيش البريطاني حوالي عشرين طائرة قديمة من هذا الطراز ومنها ما هو صالح للاستعمال والطيران.

-          ولم تتوقف الوكالة اليهودية عن الإلحاح حتى ابتاعوا معسكرات بريطانية بأكملها؛ بما تحتويه من سيارات مصفحة قديمة ودبابات معطلة نقلت جميعها إلى مصانع تل أبيب وأصلح القسم الأعظم منها. كما جهزت هذه المستعمرات بأبراج عالية للمراقبة بنيت بالإسمنت المسلح وجهزت بالأنوار الكشافة الكهربائية.

-          بهذا؛ أصبحت جميع المستعمرات اليهودية أو ضواحي المدن الرئيسية المختلطة التي يقيم فيها اليهود، حصوناً عظيمة لا تخرق كحصون "فردان" أو حصون خط "ماجينو" أو "سيغفريد".

-          أضف إلى ذلك شبكة المواصلات الهاتفية، وفريق مدرب من سلاح الإشارات وعدد كبير من الآلات اللاسلكية المرسلة واللاقطة.

ونجم عن هذا وغيره من الممارسات التجهيز والإعداد إلى اكتمال جهوزية الجيوش اليهودية لقتال أعتى الجيوش، ويقول "بارتلي كروم" في كتابه "وراء الستار الحديدي: "إذا سحبتم الجيوش البريطانية من فلسطين فإن في إمكان الهجانا أن تحتل جميع فلسطين غداً، ومن المؤكد أنهم يستطيعون الاحتفاظ بها ضد جميع العالم العربي. ويقول خبير عربي، في ذلك الحين: إن الهاجانا هي أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط فيما عدا الجيش البريطاني.

ولن نغادر هذا المحور قبل أن نشير إلى ما يقوله "د.  حسين  الخالدي": "لم يكن للعرب، منذ أواخر الحرب العالمية الأولى (عام 1917) إلى حين تشكيل الجامعة العربية (عام 1945)، أية قوة دفاعية ناهيك عن قوة هجوم صغيرة مدربة. في حين أن العرب يرون الكثير من تسلح اليهود المستمر، وعدد قواتهم الدفاعية المسلحة وما يقومون به من استعدادات".

.../ يُتبع بحلقتين؛ الثالثة والرابعة

---

[1] دخل فلسطين خلال الفترة 1933-1936 ربع مليون يهودي (ثلثهم هروبًا من هتلر، والباقي من الدول العربية)، وقد أدى ذلك إلى ثورة 1936 التي استمرت 4 سنوات.

[2] إذا ما وقف الكلب أمام بيت وعوى، فإنه يتم منح سكانه ساعة لإخلائه، ثم يتم هدم البيت بالكامل. وبهذه الطريقة نسفت الأحياء في بعض المدن العربية كالحي القديم في يافا وأحياء مدينة جنين (ج1، ص: 211).