الدكتور "حسين فخري الخالدي" في مذكراته
"ومضى عهد المجاملات":
-الحلقة الثالثة-
الشعب يقاوم.. القيادة مفككة.. مؤتمرات ولجان تعزز
الظلم.. وعمقنا العربي تديره بريطانيا
نُشِرَ في صحيفة
العاصمة المقدسية، بتاريخ: 25 شباط، 2015م، ص: 11-12، بحسب الرابط التالي:
قراءة
وتحليل: عزيز العصا
عند
حديثه عن التسلح عند اليهود، يؤكد "د. حسين
الخالدي"
على أن
القائمين على قيادة الحركة الوطنية "لم يهتموا في أمر تسليح الشعب تسليحًا
واقعيًا"؛ فقد كانوا في شغل شاغل عن ذلك بالتراشق والتهم واقتسام النفوذ
الحكومي، مع أنهم كثيرًا ما احتجوا وحذروا من تسليح اليهود. ولا يعني هذا أن الشعب
كان يفتقر إلى السلاح، فقد كانت البندقية عند "القرويين" رمز الرجولة
والبطولة، وكانوا يحافظون عليها محافظتهم على حياتهم. كما كانوا يندفعون، عن قناعة
وإيمان، عندما ينادي المنادي للقتال بما يمتلكون من سلاحٍ شخصي اشتروه من أموالهم
الخاصة وعلى حساب قوت أبنائهم وأسرهم، ويقدمون أرواحهم على مذبح حريتهم من الظلم
البريطاني والغطرسة اليهودية.
وقد
ثار العرب عام 1921 احتجاجا على هجرة اليهود، واشتدت الثورة في يافا. ثم توالت
الثورات والمظاهرات في الأعوام: 1929،
1933، 1936 و1947. وفي كل تلك الثورات، قاتل الفلسطينيون ببطولة نادرة، رغم قلة
الموارد وانعدام التدريب الكافي لمقابلة جيوش اليهود المدربة. ويستشهد "د.
حسين الخالدي" على ذلك في مواضع
عديدة من مذكراته هذه، إلا أننا سوف نورد مقتطفات منها:
1)
بطولة أهالي لفتا، فقد ذكرها في
موضعين اثنين: الأول: أنهم كانوا مضرب الأمثال في البطولة والشجاعة؛ عندما كانوا
يسيرون وسط اليهود، أثناء اضطرابات 1929، وليس لديهم سوى الخيزرانات الرفيعة
يدافعون بها عن أنفسهم، كما أن باقي القرويين العرب فقد كانوا يحافظون على البندقية
محافظتهم على حياتهم وأرواحهم. وأما الثاني: ففي نهاية ثورة عام 1939 كان في قرية
لفتا نفسها ما يزيد عن 250 بندقية حربي، وكان سكانها الأشاوس يلقون الرعب في قلوب
يهود القدس (كان عددهم 100 ألف يهودي)، ولما نشب القتال عام 1948 لم يبق في هذه
القرية سوى بعض البنادق القديمة وعدد محدود من المسدسات.
2)
يروي "د. حسين الخالدي" عن القساميين أنهم قاتلوا
الإنجليز واليهود واقتصوا من الخونة والجواسيس، وتميزوا بالولاء لمؤسس الحركة (عز
الدين القسام) وأعوانه المخلصون, ولم
يطلبوا المعونة من أحد؛ فكانوا يبيعون أقنعتهم وما يمتلكون للحصول على ما يحتاجونه
من سلاح.
3)
يذكر "د. حسين الخالدي" أن هناك
فريقًا من المجاهدين الفلسطينيين، لم يكن عددهم يتجاوز المئتين، بقيادة البطل
إبراهيم أبو دية، قد استماتوا في الدفاع عن الأحياء الجنوبية الغربية من القدس،
أمام أروف اليهود المسلحين، إلى أن سقط قائدهم جريحًا كما سقط معه حوالى المئة
والسبعين بين قتيل وجريح؛ فاضطر الباقون إلى الانسحاب.
كما
أن هناك بطولات فردية وجماعية كثيرة، إلا أنها نتيجة قلة الخبرات القتالية، ورداءة
أسلحتهم مقابل الجيوش اليهودية المدربة، سرعان ما كانت تندحر بعد أن تقدم خسائر
فادحة.
أما
بخصوص شرائح الشعب الفلسطيني وجزئياته، فيشير "د.
حسين الخالدي" إلى دور المرأة في
مظاهرات 1933؛ عندما اشتركت إلى جانب الرجل، رغم علمها بما قد يتعرض له من إهانة
على أيدي شرطة الانتداب. كما يتطرق إلى دور المسيحيين في الصراع إلى جانب
المسلمين, ويذكر منهم أدمون روك؛ أحد زعماء يافا، الذي تعرض للضرب من قبل الانتداب
البريطاني في العام 1933، وألفريد روك (نائب رئيس الحزب العربي)، ويعقوب فراج
(نائب رئيس حزب الدفاع، و"إميل الغوري" سكرتير الحزب العربي وعضو الهيئة
العربية العليا الذي تولى قيادة قوات الجهاد المقدس بعد استشهاد قائدها المرحوم
"عبد القادر الحسيني"، و"هنري كتن" عضو الوفد الفلسطيني إلى
الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949 إلى جانب أحمد الشقيري.
خامساً: القيادة الفلسطينية، الدور العربي وجامعة الدول العربية
لقد حظي هذا الموضوع
بحيز واسع في مذكرات "د. حسين الخالدي" هذه، مما يدفعنا إلى
حصرها بمجموعة نقاط رئيسية تدلل على الدور الذي قامت به في الدفاع عن قضية شعبها،
والذي نتركه للتاريخ وللأجيال القادمة للحكم عليه، منها:
-
منذ اللحظة الأولى التي تم فيها
تعيين الحسيني والنشاشبي المتصارعان تحت عنواني: مجلسي (الحسيني ومن معه، شكلوا
فيما بعد الحزب العربي) ومعارضة (النشاشيبي ومن معه، شكلوا فيما بعد حزب الدفاع)،
في العام 1920 من قبل المندوب السامي؛ اليهودي "هربرت صموئيل" بدأت حالة
انشقاق حقيقية تصب الزيت على نيران الجهل والتخلف والعشائرية والفقر والعوز. الأمر
الذي أدى، في مجمله، إلى زعزعة الصف الفلسطيني وإضعافه في مواجهة تهويد الجغرافيا
والتاريخ والديموغرافيا الفلسطينية على مدى ثلاثين عامًا متواصلًا. علمًا بأنه كان
هناك نشأ فريق ثالث يضم عناصر متعلمة ومثقفة إلا أنه فضل الانزواء ومراقبة الأحداث
والنزاعات بين الفريقين المذكورين أعلاه. وإذا ما علمنا بأن السيد موسى العلمي،
وهو أحد أعمدة القيادة الفلسطينية، كان سكرتير المندوب السامي الخاص، فإننا نستنتج
مدى حالة الانكسار الوطني الذي كان يهيمن على تلك القيادة.
-
كما أن المندوب السامي كان معني
بضمان تأجيج نيران تلك الخلافات والاختلافات. ففي العام 1934 أصر على أن يُعاد
انتخاب "النشاشيبي" لرئاسة البلدية؛ حفظًا للتوازن بين المعسكرين، إلا
أن "د. حسين
الخالدي" ترشح لتلك الانتخابات وفاز فيها، وكان نائبه
يهودي؛ وهو الذي استمر في إدارة شئون البلدية أثناء فترة نفي الرئيس إلى سشيل وما
بعد ذلك النفي خلال الفترة 1/10/1937 حتى أواسط العام 1942.
-
النتيجة المأساوية؛ أنه نشأ في
فلسطين ستة أحزاب، إلا أن القائمين عليها لم يهتموا في تسليح الشعب المندفع نحو
الثورة على الظلم والطغيان المهيمن على أرضهم، بل كانوا يتراشقون التهم ويقتسمون
النفوذ فيما بينهم، وعندما طُلب من تلك الأحزاب المشاركة في بروتوكول الاسكندرية،
الخاص بتشكيل جامعة الدول العربية، قامت بإنابة "موسى العلمي" لحضور
المؤتمر والتحدث إلى المؤتمرين عن القضية الفلسطينية، الذي اشتهر، فيما بعد بـ
"مندوب فلسطين الطيار".
-
الدور العربي وجامعة الدول
العربية:
فلا يمكننا القول إلا أن الجامعة قد تم تشكيلها كخطوة تمهيدية للإسهام في إنشاء
دولة إسرائيل على أرض فلسطين. ويتجلى ذلك في مجموعة من المظاهر:
·
أن نوري السعيد، الشخص المرتبط
بالكامل مع السياسة البريطانية، هو القائم على فكرة تلك الجامعة.
·
أن فلسطين لم تتلق دعوة لحضور
المؤتمر التأسيسي لها.
·
أن مندوب فلسطين، وهو "موسى
العلمي"، لم يتم اعتماده "رسميًا" إلا بعد أن أوعزت الاستخبارات
العامة البريطانية في الشرق الأوسط بذلك، فأصبح مندوبًا عن بريطانيا وليس عن
فلسطين وأهلها.
·
لم تتم الإشارة إلى فلسطين في
ميثاق جامعة الدول العربية، كما لم يتم الإشارة إليها في خطابات حفل الإعلان عن
ميثاق تلك الجامعة.
·
أما بشأن التدخل العربي في
فلسطين، فإن بريطانيا نجحت في تخدير البلاد العربية؛ فمنعت تدخلها المباشر وغير
المباشر، خصوصًا إلى 15/3/1948. وأما بشأن الجيوش العربية فقد دخلت إلى فلسطين،
دون أن يكون لديها خطة عسكرية واضحة، ودون أن تمتلك المعلومات الاستخبارية التي
تمكنها من تحديد أهدافها العسكرية، وحجم القوات المعادية. ويورد "د.
حسين الخالدي" قول الضابط ليفين في يومياته، وبالتحديد في يوم (9/6/1948) أن الجيوش
العربية ليست قابلة أو مستعدة للقتال.
لا نقصد بذلك أن تلك الجيوش لم تقاتل، بل بالعكس تمامًا؛
فقد قاتلت وانتصرت في أماكن مختلفة من فلسطين، حتى أنها أصبحت على أبواب تل أبيب
وكاد المولود الجديد (اسرائيل) يلفظ أنفاسه. إلا أن الجالسين على الكراسي
يتشاورون وعيون الجيوش العربية وضباطها ترمقهم شزرًا... وأخيرًا، يقبلون المهادنة
ويصدرون أوامرهم إلى جيوشهم بإيقاف إطلاق النار. ويُقال أنه حينئذ بكى الكثير من
الضباط كالأطفال، ومنهم من أطلق النار على رأسه.
سادسًا: تعددت المؤتمرات واللجان والنتيجة إقامة إسرائيل وتشريد
الفلسطينيين
لقد استعرض "د.
حسين الخالدي" المؤتمرات التي عاصرها كافة، ولم يألُ جهدًا في شرحها، وتوضيح الأدوار المختلفة
للمشاركين فيها، وانعكاسها على القضية الفلسطينية، منها:
1)
المؤتمرات العربية: انعقدت سبع مرّات
خلال الفترة 1919-1928، وكانت ارتجالية في حضور أعضائها، لا يتعدى دورها تقديم
الاحتجاجات، وإصدار البيانات، وإعلان الإضرابات في مناسبات معينة كوعد بلفور وغيره.
2)
المؤتمر الإسلامي العام: انعقد في القدس، في
أعقاب ثورة البراق (كانون أول/ 1931)، قرر إنشاء "جامعة إسلامية كبرى"،
لم تتم حتى اللحظة.
3)
مؤتمر لندن الأول عام 1939: الذي انعقد بهدف مفاوضة
بريطانيا للعرب واليهود للوصول إلى حل حول القضية الفلسطيني وانتهى بما أطلق عليه
"الكتاب الأبيض لعام 1939" الذي تتلخص سياسته في ثلاثة أمو، هي: الهجرة
اليهودية، وموضوع بيوع الأراضي إلى اليهود، وموضوع الحكم الذاتي.
4)
مؤتمر بلودان: عقده مجلس الجامعة
العربية في العام 1946، اللذي انتهى بحل الأحزاب في فلسطين، وتشكيل الهيئة العربية
العليا بدلًا عنها.
5)
مؤتمر لندن الثاني عام 1947: الذي انفض دون أي
اتفاق بشأن فلسطين بعد انتهاء الانتداب، وإنما باشرت بريطانيا بوضع الأسس لتسليم
مقاليد الأمور إلى مفوض هيئة الأمم المتحدة.
6)
مؤتمر لوزان (27/4-12/9/1949):
رغم أن هذا المؤتمر شكل لجنة ثلاثية من أمريكا وفرنسا وتركيا، لبحث قضايا:
اللاجئين والحدود والقدس، إلا القضية الفلسطينية لم تستفد سوى السماح عودة بضع
مئات من اللاجئين الفلسطينيين عبر مركز الناقورة. وبعد أن تمت البهرجة الإعلامية،
قامت الممرضات اليهوديات بعملية تلقيح اللاجئين العائدين باللقاحات المختلفة
للأمراض السارية!
7)
عُقد مؤتمر (كبير) في لندن في
العام 1949، قام عليه وزير خارجية بريطانيا مع ممثلي حكومته في في بلدان الشرقين
الأدنى والأوسط، ظلت قراراته الحقيقية الخطيرة، التي ستسير عليها السياسة الخارجية
البريطانية، سرًا من الأسرار التي لم يُكشف عنها.
من
جانبٍ آخر؛ شهدت فلسطين، على مدار الثلاثين عامًا للاحتلال البريطاني، وإلى جانب
المؤتمرات المذكورة، العديد من اللجان الدولية والعربية التي كانت تشكل لمعالجة
القضايا العالقة بين الفلسطينيين من جانب واليهود والاحتلال البريطاني من الجانب
الآخر، منها:
1)
اللجنة الملكية البريطانية في العام
1936 للتحقيق في أسباب الإضرابات والنظر إلى التظلمات العربية واليهودية. وانتهت
بتقرير مطول، يشير إلى أن العرب قد استفادوا من الهجرة اليهودية وسياسة الوطن
القومي، وأوصت بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود، الأمر الذي أجمع الخاصة والعامة
من العرب على رفضه رفضًا باتًا.
2)
لجنة وودهيد للتقسيم في العام
1938؛ التي تشكلت كلجنة فنية ذات صلاحية محصورة في موضوع التقسيم وحدوده وما يتفرع
عنه من أبحاث. وأوصت هذه اللجنة بأن تقسيم فلسطين غير عملي ولا يمكن تطبيقه.
3)
على إثر إضراب العام 1936 واقعًا
جديدًا على الأرض، توجهت لجان وساطة عربية، هي: وساطة الملك عبد الله، ووساطة نوري
السعيد، ووساطة الملوك والأمراء العرب، التي انتهت بنداء "إلى ما أسموهم
"أبنائنا عرب فلسطين"، يطالبونهم بـ "الاعتماد على صداقة
الحكومة البريطانيّة وشعبها، وعلى المساعي التي سيبذلونها لوصول العرب إلى حقوقهم،
كما يطلبون منهم إعلان انتهاء الإضراب والخلود إلى الهدوء والسكينة".
4)
اللجنة الأنجلو-أمريكية عام 1946؛ وهي لجنة
مختلطة من البريطانيين والأمريكان (بواقع ستة أعضاء من كل منهما)، مهمتها النظر في
مشاكل اليهود في أوروبا وفلسطين. أوصت بإدخال مئة ألف يهودي في مدة ستة أشهر أو
تزيد.
5)
لجنة تحقيق هيئة الأمم الدولية
لفلسطين (الأنسكوب الدولية) (UNSCOP)؛
وهي
لجنة دولية تألفت في 15/5/1947 برئاسة قاضٍ سويدي، ومن أعضائها: هندي-مسلم
وإيراني-مسلم وصيني. صدر عنها تقرير ثنائي؛ أكثرية من أعضائها ترى بتقسيم البلاد
بين العرب واليهود، وأقلية (هم الأعضاء الشرقيون) تقول بإنشاء دولة موحدة اتحادية.
6)
لجنة الاستقصاء الاقتصادية
الدولية للشرق الأوسط؛ وهي
لجنة فرعية اقترحتها بريطانيا وأمريكا، بهدف تقديم توصيات بأحسن الطرق وأنجعها
لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين، برئاسة "غوردن كلاب" وله ثلاثة نواب
(أمريكي وبريطاني وتركي) بالإضافة إلى ما يزيد عن (50) شخصًا بين خبير ومهندس
وموظف. وانتهت هذه اللجنة بتوصية للأمم المتحدة تقديم مبلغ من المال للدوام على
إغاثة اللاجئين الفلسطينيين؛ عن طريق دوام توزيع الإعاشة لهم فترة قصيرة من الزمن،
وتخصيص مبلغ آخر لبعض المشاريع العمرانية والإنشائية لتشغيلهم ودفع رواتب لهم
يستعيضون بها عن المساعدات؛ فيشترون بها ما يسد رمقهم.
سابعًا: الخالدي يوثق لما جرى معه
تميز "د.
حسين الخالدي" في مذكراته هذه بأنه
لم يكرّسها للحديث عن نفسه وعن إنجازاته هو دون غيره، وإنما كان "يمرر"
المعلومات الخاصة به في ثنايا النص، دون أن يثير ضجيجًا و"قعقعة" حول ذاته.
ومن أبرز المحطات التي ذكرها:
1)
خاض غمار الحرب العالمية الأولى
مع الجيش العثماني، في صحراء النقب والعريش وبئر السبع.
2)
حضر سقوط القدس في 9/12/1917. ثم
التحق بالجيش العربي، في سوريا، حتى العام 1920، ثم موظفًا في الحكومة البريطانية،
حتى تنازل عن حقوقه عندما ترشح لرئاسة بلدية القدس في العام 1934.
3)
في 1/10/1937، نجح اليهود في
إقناع حكومة الانتداب بإبعاده عن القدس، فأبعد هو ورفقته إلى جزيرة سيشيل، فتعرضوا
إلى مضايقات كبرى، إلا أنهم في النهاية غادروا الجزيرة في 25/12/1938.
4)
خلال الفترة 1936-1939 كان عضوًا
في اللجنة العربية العليا نائبًا عن حزب الإصلاح. وحضر مؤتمر لندن في العام 1939.
5)
بقي في المنفى حتى العام 1943.
وفي العام 1946 انتخب أمينًا للسر وعضوًا في اللجنة العربية العليا المنبثقة عن
جامعة الدول العربية.
6)
يذكر "د. حسين الخالدي":
"لم يمضِ يوم
لم تهاجمني الصحافة اليهودية في القدس وتل أبيب، ولم يمض أسبوع واحد دون أن أتلقى
المذكرات الطويلة من أعضاء البلدية اليهود؛ يطلبون مني الانسحاب من اللجنة العربية
العليا أو الاستقالة من رئاسة البلدية. وشبهتني بعض الجرائد اليهودية الانجليزية
في القدس بـ "د. جيكيل والمستر هايد"؛ في إشارة إلى رواية تتناول الصراع
بين الخير والشر داخل الإنسان.
7)
أما بشأن دوره في إدارة دفة
البلاد، فقد وصلت ذروتها بعد اشتداد المعارك أواخر العام 1947، حيث أصبح حلقة
الاتصال الوحيدة بين مركز الهيئة العربية العليا (الذي كان مقره في القاهرة) وسائر
أنحاء البلاد ولجانها القومية، وبين مكتب القدس وحكومة الانتداب وسلطات الأمن
والجيش والسلك القنصلي ومراسلي الصحف الأجنبية (...) والمراجعين من الأهالي وأرباب
المصالح.
.../ يُتبع بالحلقة الرابعة والأخيرة
إرسال تعليق Blogger Facebook