الدكتور "حسين فخري الخالدي" في مذكراته
"ومضى عهد المجاملات":
-الحلقة الرابعة-
يترك فينا ما لا يُنسى.. يشخص أسباب النكبة.. ويتنبأ
للمستقبل
نُشِرَ في صحيفة
العاصمة المقدسية، بتاريخ: 23 آذار، 2015م، ص: 19، بحسب الرابط التالي:
قراءة
وتحليل: عزيز العصا
حقائق لا بد من معرفتها:
هناك مجموعة مفاهيم
تطرق لها "د. حسين
الخالدي"، لا بد من التوقف عندها بالقراءة والفهم الدقيق
لمراميها، وهي كثير ومتعددة، منها:
-
المسيحيون العرب، في الشرق
الأدنى، هم عرب أقحاح كالمسلمين؛ فعنصرنا ولغتنا وتقاليدنا وثقافتنا واحدة, وقد
وجدت النصرانية في الجزيرة العربية مثل الإسلام، فلهم ما للمسلمين من حقوق إن لم
يكن أكثر. ونحن نقول هذا، فلنذكر أن اليهود قد استفادوا من التسامح الإسلامي،
وعاشوا بين المسلمين؛ معززين مكرّمين، في حين أنه كثيرًا ما علقت يافطات في أمريكا
مكتوب عليها "يُمنع دخول اليهود والكلاب".
-
اللاسامية؛ وهي تعذيب اليهود واضطهادهم
وقتلم وتشريدهم، غير موجودة في بلادنا؛ فقد عاش اليهود في البلاد العربية
والإسلامية، قبل الفتح الإسلامي وبعده, قروناً وأجيالاً، وكانت هذه البلاد ملجأ
لهم ومأوى. وفي العام 1947 قال بن غوريون للجنة من البريطانيين والأمريكان:
اللاسامية طفلتكم –وهي طفلة مسيحية-، وهكذا يبدو أن اوروبا (وأمريكا) قد كفرّت عن
ذنبها الكبير, فأعادت لهم مملكتهم التي فقدوها منذ الفي سنة ولكن على حساب الشعب
الفلسطيني! وفي هذا الجانب، يرى "أ. ب. يهوشواع": بأن الفلسطينيين هم الشعب
الأقل عداءً للساميّة؛ لأن الفلسطيني "عدو" لكن ليس لديه تنميطات مجنونة
لليهود (كما فعل هتلر وغيره)"[1].
-
هناك كتاب، بعنوان "Palestine the reality" ألّفه الصحفي البريطاني جفريز فضح فيه، بالحجج الدامغة،
جميع نواحي المأساة الفلسطينية منذ نشأتها؛ أي منذ فجر الحركة الصهيونية حتى العام
1939. فأشتراه اليهود واشتروا حقوق طباعته ونشره وأتلفوه، كما فعلو بالكتب الأخرى
التي تدافع عن العرب.
-
عندما أعلنت الثورة العربية الكبرى
على الأتراك، لم يكن لدى العرب مدفع واحد من أصغر العيارات, ويقول لورنس أن أفراد
الجيوش العربية رفضوا القتال إلى أن يؤتى لهم بمدافع العدو, فأرسل الانجليز على
عجل بطارية من مدافع صغيرة لا تشمن ولا تغني من جوع!
-
بشأن خطابات الحسين- مكماهون
كانت من الجانب البريطاني بلغة عربية سقيمة وفيها غموض والتواء، حيث كان العرب
يحلمون بخلق إمبراطورية عربية شاسعة الأطراف تمتد من جبال طوروس إلى رفح ومن شواطئ
البحر المتوسطة إلى الخليج العربي.
-
يشير "د.
حسين الخالدي" إلى أنهم، في ذلك الحين، كانوا يعتقدون في أساتذتهم الانجليز أنهم من
غير طينة البشر، وأنهم أقرب إلى الملائكة منهم إلى البشر, وكثيراً ما كانت كلمة
"إنجليزي" تحل محل كلمة "الشرف".
-
وعليه؛ فإن لورنس البريطاني كان
يقود الثورة (العربية) مع الملك فيصل. وقد أحبه العرب وصدقوه وركنوا إليه وقرّبه
الملك منه!! كما يروى أن لورنس هذا قد
مهّد لاجتماع الملك فيصل بالدكتور حاييم وايزمان (أول رئيس لدولة إسرائيل)،
انتهى بوثيقة فيصل–وإيزمان، التي تقر بما لليهود من حقوق تاريخية في فلسطين،
وبتسهيل الهجرة إليها، مقابل أن تقوم بريطانيا بتنفيذ عهودها المقطوعة للعرب في
رسائل حسين–مكماهون. ويقال أن لورنس رفض إستلام تكريم الملك البريطاني؛ لشعوره
بخيانة حكومته للعرب.
-
أما الحسين بن علي فقد تصلب تصلباً
محموداً فيما يتعلق بقضية فلسطين, حتى أقصي عن عرشه ونفي إلى قبرص، وترك بلا
رعاية؛ حتى أنه عجز عن دفع أجرة بيته فرفعت عليه قضية وكذلك جرى مع سفيره في لندن.
وهكذا؛ نتوصل إلى حقيقة ثابتة، وهي أنه "ليس بريطانياً أصدقاء أو أعداء دائمون,
ولكن لها مصالح أبدية خالدة.
-
أما خلاصة قناعاته بشأن فلسطين
ومستقبلها، فيقول "د. حسين
الخالدي":
"علينا أن نعلم أن فلسطين العزيزة لن تخلص بالكياسة السياسية أو
الدبلوماسية أو مؤتمرات هيئة الأمم أو لجان الوساطة والتوثيق والاستقصاء، كما أنها
لن تخلص بالدعوات الصالحات وقراءة الأوراد ودلائل الخيرات، بل بالقوة وحدها".
ثامنًا: أسباب النكبة والإنهيار
بعد أن سرد الأحداث،
ووضع النقاط على حروفها، قام "د. حسين
الخالدي"
بتركيز أسباب النكبة في المجلد الثالث من مذكراته تلك، موزعًا إياها إلى عوامل
خارجية وأخرى داخلية. ونظرًا لتعدد تلك الأسباب وكثرتها، فسنكتفي بتسليط الضوء على
أهمها:
العوامل
الخارجية
1)
عدم اتخاذ الأتراك في أواخر
حكمهم للبلاد أية إجراءات فعالة للقضاء على الخطر الصهيوني عند ظهوره. بل وغضّ نظر
بعض المسؤولين منهم عند تدفق الهجرة اليهودية إلى فلسطين على نطاق ضيق والسماح
لليهود الغرباء الاستيطان فيها.
2)
مساعدة الثورة العربية الكبرى في
القضاء على الدولة العثمانية مما أدى إلى تمزيق أوصالها ووضع أجزائها العربية تحت
إشراف دول الغرب وانتدابها.
3)
الغموض الذي أحاط بمصير فلسطين
في مخابرات المغفور له الملك حسين –ماكماهون وعدم ذكرها صراحة مع أن فيها أولى
القبلتين وثالث الحرمين.
4)
اتفاقيات فيصل–وايزمان 1919,
وفيصل فرانكفورتر 1919 واعترافها الضمني بما لليهود من حقوق في فلسطين.
5)
ولم يقدّم العالم الاسلامي
وشعوبه أية مساعدة فعالة لفلسطين منذ الاحتلال البريطاني سوى العطف والتشبيح.
6)
موقف البلاد العربية السلبي من
القضية الفلسطينية استجابة للضغط السياسي المتواصل من قبل الدول الغربية. وعدم استغلال البلاد العربية للأوضاع العالمية
والمفاوضة على المصالح المتبادلة.
7)
ظهور الانقسام الخطير إثر ابتداء
العمليات الحربية المشتركة والاختلاف على القيادة الموحدة، والتخاذل الذي أدى إلى
الهزيمة العسكرية والسياسية، رغم عدد الأصوات وقوة الكتل العربية والشرقية في هيئة
الأمم وعدم تنسيق الجهود لإستغلال هذه الأصوات لصالح فلسطين والقضايا العربية
الأخرى.
8)
عدم الاستقرار السياسي في الشرق
الأدنى العربي من خلال المشاريع التي تظهر لتختفي، ثم تعود فتظهر في كل مناسبة
وزمان من أمثال مشروع سوريا الكبرى والهلال الخصيب ودمج الأردن بسوريا بالعراق.
العوامل
الداخلية
1.
استهتار أهل فلسطين العرب في
أواخر العهد التركي بالخطر الصهيوني وبيعهم بعض أراضيهم لليهود مما مكّن هؤلاء من
تأسيس مستعمراتهم الأولى وازدياد عددها تدريجياً.
2.
ضعف أهل فلسطين وفقرهم وبُؤسهم
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وعدم استطاعتهم مقاومة الهجوم الصهيوني المنظم
في أوائل عهد الحكم البريطاني للبلاد المقدسة.
3.
الانقسام الخطير في الجبهة
الوطنية منذ الساعات الأولى بين عرب البلاد وسياسة التناحر على الكراسي والمغانم
التافهة، التي سار عليها الفريقان الكبيران في فلسطين والخطر الصهيوني ينمو ويكبر
ويتجسم.
4.
الاستمرار في بيع الأراضي
الزراعية الواسعة من قبل فريق من أثرياء البلاد العربية المجاورة وتفريط البعض في
بيع الأراضي في مناطق البلديات حول المدن الكبرى كالقدس ويافا وحيفا وصفد وطبريا.
5.
عدم استفادة زعماء العرب في
فلسطين من المحن طوال عام 1936-1939، أو مما أظهره الشعب العربي الفلسطيني المجاهد
من أعمال البطولة والشجاعة والتضحية.
6.
استكان العرب في فلسطين أثناء
الحرب العالمية الثانية وانشغلوا في سياسة الخبز والرغيف. وتهافت البعض على
الإثراء السريع من تضخم العملة المتداولة. ولم يستعدوا كما فعل اليهود للوم
الرهيب.
7.
لا يجب أن ننسى فوضى الإدارة
والمال، وإدارة دفة الأمور السياسية عبر الحدود من الأقطار العربية المجاورة.
8.
عدم استغلال القائمين على شؤون
السياسة والدفاع للقوى المحاربة الموجودة في البلاد. ولكنها لم تكن مع الأسف مدربة
حتى على استعمال المسدس أو البندقية.
9.
العوامل المباشرة للانهيار
السريع: استشهاد المغفور له قائد الجهاد المقدس، الانهزامات والنكسات التي لحقت
بجيش الإنقاذ، فوضى الأخلاق التي سادت البلاد، وغريزة السلب والنهب التي رافقت
البعض في أعمالهم وألهتهم عن القيام بواجباتهم الوطنية وتفكك العُرى؛ عندما أصبح
الأخ لا يثق بأخيه ولا الصديق بصديقه.
بقي القول
هناك تنبؤات ثلاثة للدكتور "حسين فخري الخالدي"، تنبأ بها في العام
1949، وتمكنتُ من التقاطها من بين صفحات مذكراته الـ (1300)، وهي:
1) الشرق
العربي مقبل على حوادث جسام هامة، بالرغم من (الهدوء غير الطبيعي). وقد أوصى
الأجيال بأنه لا يزال العدو المشترك أمامنا, وهناك ثلاثة مراحل للنضال ضده والقضاء
عليه, وهي: دفع الخطر عما بقي من فلسطين العربية، منع توسع الخطر في الأقطار
المجاورة والاستعداد لاستئصال الخطر والقضاء عليه.
2) إن
المصلحة العامة البريطانية والأمر الواقع الراهن (عام 1949)، التي قضت بظهور دولة
"إسرائيل"، قد تقضي غدًا، وتحت ضغط الظروف والأحوال، بالحد من أطماع هذه
الدولة أو القضاء عليها بطريقة من الطرق.
3)
وقبل أن يغادرنا نجد أن "د. حسين
فخري الخالدي" يحذرنا من العلاقة "الجدلية" بين إسرائيل وكل من بريطانيا
وأمريكا، فيقول: لقد حملت "الآنسة بريطانيا" بطفلها "إسرائيل"
من أبيه غير الشرعي القاطن في الولايات المتحدة؛ فولدت هذا الإبن "غير
الشرعي" بعد استكمال أشهر الحمل- كانت (30) سنة بدلًا من (9) أشهر! أما وقد
ولد وعاش واستفاقت الأم بعد عناء الولادة والوضع، فمن الطبيعي أن لا تسمح هي أو
يسمح أبوه لأحد بقتله واغتياله. ويشير إلى أن بريطانيا، ومنذ أعلنت عن رغبتها
بالتنازل عن الانتداب، لم تعد تقوم بأي خطوة إلا بعد استشارة الولايات المتحدة
الأمريكية وموافقتها عليها.
وكأني به يحذر من تسليم زمام الأمور لغير أهلها المخلصين، حين يقول: والكلمة الأخيرة في
الجولات الآتية من المعارك الفاصلة يجب أن تكون للفلسطينيين وحدهم، في بادئ الأمر،
قبل كل أحد.
الخلاصة والاستنتاجات
يشير "د. حسين
فخري الخالدي" في مقدمته إلى أنه كُتِب
عن الأرض المقدسة (فلسطين) مئات الأطنان من الورق المطبوع، حتى أنه لا يضاهيها في
ذلك أي بلد في العالم مهما كبرت مساحته أو عظم شأنه. أما مذكراته هذه فإنها تشير
إلى حال فلسطين قبل الانتداب، وكيف استلم البريطانيون الشعب الفلسطيني منهكًا،
جائعًا، مريضًا، فقيرًا، لا يمتلك أي وسيلة من وسائل الدفاع عن النفس القادرة على
مجابهة القادمين لاغتصاب أرضه وتاريخه وهويته، إلا أنه قاوم واستبسل في الدفاع عن
كينونته بكل السبل، كما فعل المجاهد "عبد القادر الحسيني"؛ حينما قاتل
حتى الرمق الأخير دون أن يجامل أحدًا على حساب حقوق شعبه، وكما فعل القساميون في
محاربة الإنجليز واليهود والعملاء والجواسيس والسماسرة. كما يشير "د.
حسين الخالدي" إلى المراحل
المختلفة من الصراع الذي احتدم على مدى الثلاثين عامًا، والذي كان يقوده من الجانب
الفلسطيني قيادة كثيرًا ما اعتراها الانقسام والتشرذم والتفتت، مقابل قيادة الطرف
الآخر التي تمتعت بقدرٍ عالٍ من المسؤولية والجدية في إدارة الأحداث.
ولم يألُ "د.
حسين الخالدي" جهدًا في شرح
المؤتمرات واللجان الدولية والمحلية والعربية التي انعقدت من أجل القضية
الفلسطينية، والتي انتهت في غالبيتها العظمى لتصب في صالح "اليهود"؛
لأنها كانت تدارُ من قبل بريطانيا التي تكون صاحبة الفكرة أصلًا، ثم تختار
المؤتمرين وتوجههم لإصدار القرارات التي تجرد الفلسطينيين من حقوقهم الشرعية،
وتمهد الطريق للمهاجرين الجدد من اليهود الذين يتم استقدامهم بين الحين والآخر،
حتى بنوا المصانع التي تتراوح تخصصاتها بين الإبرة والطائرة المقاتلة، مرورًا
بالرصاصة والقاذفات من مختلف الأنواع. حتى أن جامعة الدول العربية، من حيث التأسيس
والبروتوكولات والميثاق، لم تكن سوى واحدة من الأنشطة البريطانية في هذا الاتجاه،
التي انتهت بتشكيل جيش الإنقاذ وغيره من التسميات التي لم تفعل لفلسطين ما تفعله
الجيوش في الدفاع عن الحمى الذي تتكلف بحمايته. ولم يُغفل الحديث عن علاقة القوى
العظمى والصغرى، على مستوى العالم، بالقضية الفلسطينية.
لا شك في أن الحديث
عن هذه المذكرات يطول ولا يمكن إيجازه ببساطة، وإنما أود الإشارة إلى أنها مصدر
حيوي، يكاد لا ينضب، لمن يبحث عن حقيقة الرواية الفلسطينية، والواقع المرّ الذي
تجرعته الأجيال الفلسطينية، من إذلال وإهانة وقتل وتشريد واقتلاع من أرض الآباء
والأجداد، منذ العام 1917 حتى تاريخه وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. كما أنها
توفر للرواة والمفكرين والشعراء أرضًا خصبة يبذرون فيها أفكارهم وإبداعاتهم التي
توثق لرحلة العذاب والشتات الفلسطينيان. فلم يبخل على القارئ بطرح العديد من
المفاهيم والتعريفات والتلميحات للمواضيع
ذات الصلة، مثل اللاسامية والعلاقة التاريخية بين أتباع الديانات الثلاث، بخاصة
"اليهود" الذين عاشوا بين جنبينا، كعرب وكمسلمين، عبر العصور المختلفة،
والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين القائمة على الحميمية والاحترام المتبادل.
لا أعتقد أنّ أحدًا كرّس مذكراته الشخصية لوطنه كما فعل "د. حسين
فخري الخالدي"، فقد
عوّدنا غالبية كتّاب السير الذاتية على أن يبدأوا أبطالًا وينتهوا عباقرة عصرهم
وجيلهم، وأنهم هم من كانوا الأقدر، دومًا، على فكّ الطلاسم والأسحار والعقد التي
تعترض عصرهم. أما "د. حسين
الخالدي" فقد أخذ دور الراوي الأمين للأحداث. ولم أشعر، في
لحظة، أثناء قراءتي لمجلداته الثلاثة، أنه كان يقصد التجني على أيٍ من المذكورين
في مذكراته، حتى أولئك البريطانيين الذين أوسعوا شعبنا أذىً، فقد أبلغنا بما لهم
وما عليهم. إنها
مذكرات الدكتور "حسين فخري الخالدي" التي أشهر فيها
قلمه في وجه عصره، فوثق
لتاريخنا المعاصر، بلا مجاملات، كما أوعز لنا بضرورة التوقف عن المجاملات؛ لأن
المجاملات تزور الحقائق وتضيّع الحقوق وتنقلنا من هزيمة مرّة إلى أخرى أكثر مرارة.
ولن أغادر قبل أن أؤكد على حاجتنا لمن يوثق "بلا مجاملات".
انتهى
[1] يهوشواع، أبراهام (2014). لدى اليهود
استخفاف عام بأوطان الآخرين. مقابلة، أجراها: أنطوان شلحت وبلال ضاهر. مجلة دراسات
اسرائيلية، العدد (54). المركز الفلسطيني للدراسات
الإسرائيلية. ص ص: 112-121.
إرسال تعليق Blogger Facebook