المعرفة الفلكية: ضرورة شرعية
نُشِرَ
في مجلة الإسراء. تصدر عن دار الإفتاء الفلسطينية. العدد 103 (حزيران وتموز-2012)
ص ص: 93-990
أ.
عزيز محمود العصا
أ.
د. عماد أحمد البرغوثي
د. محمود أحمد
أبو سمرة
منذ
وجود الإنسان على هذا الكوكب، وهو يراقب الكون، ويحاول التعرف الى تفاصيله الدقيقة، وجل اهتماماته
كونية؛ تهدف إلى اكتشاف ماهية الظواهر الطبيعية الكونية المحيطة به متطلعاً إلى
النجوم والكواكب والأجرام السماوية. وقد مر الإنسان، منذ البدايات الأولى حتى
تاريخه، في مراحل معقدة وهو ينتقل من مفهوم إلى آخر، ومن نظرية إلى أخرى. وكان في
كل مرة يعتقد نفسه أمام الحقيقة، ليكتشف بعدها جهله وعدم قدرته على السيطرة على
مجريات الكون. وكثيراً ما كان يعجز عن تفسير ظاهرة ما، فيلجأ إلى الخرافة أو
الأساطير التي تعبر عن جهله وعدم قدرته على سبر غور تلك الظاهرة. وبذلك يكون
الإنسان قد التصق بالظواهر الفلكية الطبيعية باعتبارها جزءاً أساسياً من حياته
اليومية.
ونظراً
لجهل الإنسان بكنه الظواهر الفلكية فقد ارتعد منها خوفاً؛ فقام بعبادتها والتقرب
إليها لاعتقاده بالقوة المطلقة الكامنة فيها، وأنها قادرة على حمايته من عوادي
الزمن. فورد في قصة سيدنا إبراهيم، عليه السلام، في قوله تعالى: "فَلَمَّا
جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ
قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى
الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ
يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا
رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ
قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ" (الأنعام: 76-78).
وكذلك قصة بلقيس وقومها الذين عبدوا الشمس:
"وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ
اللَّهِ" (النمل: 24).
كما
أن انبهار الإنسان بتلك الظواهر جعله يحلم بالسيطرة عليها وإخضاعها لأحلامه
ورغباته في الضبط والتحكم، كما ورد في قصة سيدنا يوسف، عليه السلام، الأجرام
السماوية التي تراءت له ساجدة، في قوله تعالى: "إنّي رَأَيْتُ أَحَدَ
عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدينَ" (يوسف:
4). تلك الكواكب التي اكتشفها العلم الحديث تباعاً، والتي كان آخرها (الكوكب
الحادي عشر) وأُطْلِقَ عليه اسم سِيدْنا Senda وتم الإعلان عن هذا الكوكب في 15/3/2004 م
بواسطة مجموعة من الفلكيين الأمريكيين ([1]).
وكان للعرب قبل الإسلام بعض
المعرفة عن مبادئ علم الهيئة (الفلك)؛ حيث وجدت أسماء الكواكب في قصائد الشعراء
وأمثال العرب التي لا زلنا نتناقلها ([2]). وعندما جاء الإسلام اهتم بالعقل البشري، فحرره من الخرافة
والوهم، وحرضه على التفكير العلمي السليم والتفكر في خلق السماوات والأرض، فقال
تعالى: "لا تَسْجُدُوا
لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ
إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" (فصلت:37).
كما دعا الخالق، جل شأنه، الإنسان إلى التفكير والتمعن في بيئته، وما فيها من
أسرار ومكنونات، إذ يقول سبحانه وتعالى: "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً" (آل
عمران: 191)، وفي قوله تعالى: "قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا
كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ
اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (العنكبوت: 20).
وفي وصفٍ بديعٍ لدورة الطبيعة، وما تتضمنه من عمليات
وظواهر يكمن فيها سر الوجود البشري واستمرار حياته على هذا الكوكب، قال
تعالى: "
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي
الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء
فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ
وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ
لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (البقرة: 164).
وهناك مئات الآيات القرآنية التي تتحدث
عن الفلك والكون وما فيه من عمليات وظواهر، باعتباره جزءاً من عقيدة المسلم مرتبط
بالتفكر في خلق الكون، وما فيه من أجرام وظواهر طبيعية، وما يجري حوله من الأحداث
المختلفة التي تدور في الفضاء، سواء ضمن مجال كوكب الأرض أو المجالات الأخرى،
المرئية وغير المرئية، ومدى أثرها المباشر على حياتهم اليومية، مصداقاً لقوله تعالى: "هُوَ الَّذِى
جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَآءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ
عَدَدَ السِنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إلاَّ بِالْحَقِ
يُفَصِلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" (يونس: 5).
ولتبيان
مدى عظمة هذا الكون أقسم، سبحانه وتعالى، الأيمان الغليظة القاطعة بتلك الأجرام
التي تشغل الكون، فقال تعالى: "فَلآ
أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ"
(الواقعة: 75-76)، كما قال تعالى:
"وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ
وَمَا غَوَى" (النجم: 1-2). كما أن هناك سوراً قرآنية تحمل أسماء ظواهر
فلكية وأجرام سماوية مختلفة، منها: العصر، الضحى،
الليل، الفجر، الرعد، الشمس، القمر، النجم، الطارق، البروج.
وقبل مجيء الإسلام كان هناك خلطاً بين الفلك والتنجيم، فجاء الإسلام وحسم
تلك التداخلات بوضع حد فاصل بين علم الفلك باعتباره ضرورة شرعية وما يرتبط به من
عبادات، كالصلاة والصيام والحج... الخ، وبين التنجيم كصناعة تتعلق بالرجم بالغيب،
كالأبراج والشعوذة وقراءة الكف وغيرها، وما فيها من استخفاف بالعقل البشري
وبالإرادة الإنسانية.
لذلك؛ فقد حرص العلماء المسلمون على تنفيذ الأمر
الإلهي بوجوب التمعن
في علامات قدرته المتجلية في السماوات
والأرض، وما فيهما، وما بينهما من أشياء، تسير بنظام دقيقٍ متوازنٍ تحت سيطرة
مطلقة لخالق هذا الكون: "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ"
(البقرة: 117). فقاموا بدراسة علم الفلك وابتداع الأدوات
والآلات التي تمكنهم من فهم الآيات القرآنية التي تصف الكون وما فيه من عمليات
وظواهر، بخاصة خصائص
الشمس والقمر والكواكب واختلاف الليل والنهار،
كما ورد في قوله تعالى: "وَالشَّمْسُ تَجْرِي
لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ*
وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ
الْقَدِيمِ* لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ
الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (يس: 38-40). ولم يقف الأمر عند العلماء والمتخصصين؛ فقد استقطب هذا الفن (علم الفلك) عناية الكثير من حكام المسلمين في المشرق والمغرب
واهتمامهم، عبر التاريخ، حيث شغفوا به أيما شغف، وتعلقوا به أيما تعلق ([3]).
أما
على مستوى الفرد المسلم، فليس ثمة شك في أنه عليه واجب شرعي بالتفكر في الظواهر
الفلكية والتعرف عليها، لما لها من تماس مباشر مع حياته اليومي، بل في كل لحظة،
منها:
· ظاهرة
الليل والنهار هي الظاهرة الفلكية التي تحدد له متى ينام ومتى يصحو، مصداقاً لقوله
تعالى: "وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
(القصص: 72).
· النجوم
ظاهرة فلكية يهتدي بها المسلم بالاستفادة من نورها ومواقعها في الهداية والتنقل،
وحساب الزمن وغيره في رحلاته التجارية؛ سعياً وراء رزقه، مصداقاً لقوله تعالى:
"وَهُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ
لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِى ظُلُمَاتِ الْبَرِ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ
لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" (الأنعام: 97).
· وفي
مجال العبادات، نزلت العديد من الآيات التي توجه الإنسان لممارسة شعائره الدينية بالارتباط
مباشرة بالظواهر الفلكية المختلفة، بخاصة حركة الأجرام السماوية وأوضاعها، التي
تحدد مواقيت الصوم والحج، مصداقاً لقوله تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ
الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ" (البقرة: 189).
كما تحددت مواقيت الصلاة بالارتباط بالظواهر الفلكية أبضاً، مصداقاً لقوله تعالى: "وَأَقِمِ
الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ" (هود: 114)،
وقوله تعالى: "أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ
اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا"
(الإسراء: 78).
· تتحدد
بداية السنة (الهجرية) بالأول من محرم( هلال شهر محرم)، وتتحدد مواقيت شهورها من
خلال الهلال، وبالتالي التعرف الى مواقيت
الأشهر الحرم، التي لها أحكاماً شرعية خاصة. إضافة الى العديد من الأحكام الشرعية
المتعلقة بمواقيت زمنية مرتبطة بأشهر السنة الهجرية، كعدة المطلقة، والمتوفى عنها
زوجها، ومواقيت المسلمين في بيعهم وإجارتهم، وعهودهم وهدنتهم وغيرها. فكل ما كان
لأجل فأجله زمن يتحدد من خلال حركة الشمس أو القمر أو كليهما.
وعليه؛ ونظراً لأنه لا يمكن للمسلم ممارسة شعائره
الدينية وعباداته دون الاعتماد على الظواهر الفلكية المرتبطة بحركتي الشمس والقمر
ومراقبة النجوم، فإنه لم يعد هناك من شكٍ في أنه عليه امتلاك الـ "المعرفة
الفلكية"، أو ما يمكن ان نسميها المعرفة الفلكية الشرعية، أياً
كان مركزه ووظيفته ودوره في المجتمع. وأن هذه المعرفة تقع ضمن الواجب الشرعي، وإن
كان ذلك بمستويات مختلفة. فالمعرفة، في أبسط معانيها، معنية
بالعلاقات والروابط التي تربط بين المعلومات، وما يتم ترجمته منها بصورة ذهنية من
خلال الممارسات والتجارب والخبرات الناجمة عنها ([4])؛
أي أنها امتلاك المعلومات التي نكون قادرين على التعبير
عنها واستخدامها في حياتنا اليومية.
والمعرفة
الفلكية الشرعية جزء من المعرفة الفلكية، وتقتصر على جانب من المعرفة الفلكية
مرتبط بأمور الدين بشكل او بآخر، ونقصد هنا الدين الاسلامي. وتختلف المعرفة
الفلكية الشرعية لدى المسلمين عن المعرفة الفلكية لدى الأمم الأخرى، بأن الشرع، أي
ما جاء به (الوحي) هو مصدرها الوحيد.
ولا نعني بذلك
أننا سنجد في الشرع تحديداً دقيقاً،
يريحنا من عناء إجراء الدراسات، لنصف قطر الأرض والقمر، ودرجة حرارة الشمس، وعدد
النجوم واسماءها، ويوم الكسوف وليلة الخسوف، وغيرها، لا نعني ذلك أبداً. بل نعني
ضرورة تحري رأي الشرع، والتوقف عنده، في
كل ما نطرح من قضايا مرتبطة بالمعرفة الفلكية، حتى تكون معرفة فلكية شرعية، ومن
هذه القضايا ما يتعلق بمواقيت وأعداد: كعدد أيام الشهر القمري، والمحددة في الحديث
النبوي الشريف، تسعٍ وعشرين أو ثلاثين، وان يكون يوم عرفة اليوم التاسع من ذي
الحجة، وان نصوم شهر رمضان، ونفطر بعد مغيب الشمس مباشرة من كل يوم فيه، وأن يكون
يوم عيد الفطر هو الأول من شوال، وأن في السنة الهجرية شهوراً سميت بالأشهر الحرم
محددة لا حيد عنها، لا تقديم ولا تأخير لمواعيدها، وأن للصلاة على كوكب الأرض
مواقيت تحددها حركة الشمس، قبل طلوعها ودلوكها ومغيبها. ومنها ما يتعلق بمفاهيم وأفكار وقناعات
واعتقادات: كأن نؤمن بان الشمس والقمر والنجوم هي مخلوقات لخالق لا يجوز، بل يحرم،
ان نعبدها أو نقدسها، او ان نسجد لأي منها، وأن لا نربط بين ظاهرتي الكسوف والخسوف
ووفاة أحد من الناس، وان نؤمن أنه لا علاقة بين مواقع النجوم والكواكب والأبراج
بموعد ميلاد أو موت أحد من الناس، ولا علاقة لذلك بالسعادة او الشقاء، أو علم
الغيب، وغيرها من القضايا.
وأدركت
الدول المتقدمة علمياً أهمية المعرفة الفلكية لشعوبها، فعلماء الغرب يحضون
مواطنيهم على التفكر في الكون وفهمه، فيقول كارل ساجان: اكتشف العلم أن العالَم لا يتسم بالعظمة المذهلة أو بإمكان فهم الإنسان له فحسب، بل اكتشف أيضا أننا نشكل، بمعنى حقيقي عميق، جزءاً من هذا الكون الذي ولدنا فيه ويرتبط مصيرنا به بشكل عميق؛ فأكبر الأحداث الإنسانية وأقلها أهمية هي ذات جذور مرتبطة بالعالم وكيفية نشوئه ([5]).
ويرون أن المعلومات الفلكية والفضائية من الأدوات التربوية القوية والفعالة في
التعليم، إذ أنه، ونتيجة لانبهار الناس بالفضاء ورغبتهم في الكشف عن أسراره
وخفاياه، فإنها تقدم إنجازا عظيماً للأهداف التعليمية ([6]).
فيقول جيمس رذرفورد/ المستشار التربوي للمؤسسة الأمريكية لتقدم العلوم
"العلوم ليست قائمة من الحقائق والقوانين للتعلم والحفظ، بل هو أسلوب للبحث
في الكون وطرح الأسئلة" ([7]).
أما على المستوى الوطني
الفلسطيني، فتشير الدراسات الميدانية إلى تدني مستوى المعرفة الفلكية، الشرعية
وغير الشرعية، في المدارس والجامعات الفلسطينية. ففي دراسة أجراها البرغوثي
وزملاؤه تبين تدني مستوى المعرفة الفلكية الشرعية لدى طلبة كليات
الشريعة في الجامعات الفلسطينية في مجالات: التعريفات والمفاهيم الفلكية ذات الصلة بالشمس
والقمر، والفتاوى والأحكام الشرعية، وبعض المفاهيم الواردة في القرآن الكريم ([8]). وفي دراسة
أجراها أبو سمرة وزملاؤه تبين
تدني مستوى الثقافة الفلكية لدى طلبة كلية العلوم في جامعة القدس ([9]).
وفي دراسة أخرى أجراها البرغوثي وزملاؤه تبين تدني مستوى الثقافة الفلكية لدى طلبة
الصف الثاني الثانوي في محافظة القدس ([10]).
من هنا؛ يتضح
لنا ضرورة الالتفات إلى المستويات المتدنية للمعرفة الفلكية، بخاصة الشرعية منها،
من رفع مستواها لدى الشرائح المجتمعية ذات الصلة بالعبادات ومواقيتها، كأئمة المساجد،
والأكاديميين الشرعيين، وطلبة كليات الشريعة. وأن يتم تعريفهم في المجالات
المختلفة للمعرفة الفكية الشرعية، باعتبار المعرفة في هذه المجالات تشكل الحد
الأدنى المطلوب للشخص المثقف علمياً-فلكياً-شرعياً القادر على إدارة دفة تفقيه
الناس في دينهم ودنياهم، والقادر على الإجابة عن الأسئلة اليومية، بخاصة
الاختلافية منها، التي تدور في أذهان الناس والمتعلقة بالعبادات والشعائر الدينية
ذات الصلة بالفلك. وبذلك؛ تصبح المعرفة الفلكية الشرعية ضرورة شرعية، إضافة إلى
التعامل مع الطبيعة من أجل فهمها والتمتع بما فيها من ظواهر قوة الله وقدرته جل
شأنه.
28/آذار/2012م
[1] الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، انظر: http://quranmiracles2.blogspot.com/2010/03/blog-post.html
[2] الدّفاع، علي (1981). أثر علماء العرب والمسلمين في تطوير علم
الفلك. مؤسسة الرسالة، بيروت. ط1. ص ص: 15-16
[3] الدّفاع، علي (1981). أثر علماء العرب والمسلمين في تطوير علم
الفلك. مؤسسة الرسالة، بيروت. ط1. ص: 15
[5] ساجان، كارل (1993). الكون. ترجمة نافع أيوب لبس. سلسلة المعرفة،
الكويت. ص12.
[6] البرغوثي، عماد أحمد، وجبر، أحمد فهيم، وأبوسمرة، محمود
أحمد، وأبو عيسى، مازن سعيد، والياس،
الياس (2003). مستوى
الثقافة الفلكية لدى طلبة الصف الثاني الثانوي في محافظة القدس، مجلة اتحاد الجامعات
العربية، عدد (42):
ص ص77-117.
[7] Thier, M. & Daviss, B.
(2002). The new science literacy: using language skills to help students learn
science. The regents of the University
of California . ISBN
0-325-00459-5. P: 10
[8] البرغوثي، عماد أحمد، وأبو سمرة، محمود أحمد،
والعصا، عزيز محمود، والديك، محمد يوسف (2012). مستوى المعرفة الفلكية الشرعية لدى طلبة كليات الشريعة في
الجامعات الفلسطينية. مجلة الجامعة الاسلامية، أرسل للنشر في تشرين كانون أول/ 2011.
[9] أبو سمرة، محمود، والبرغوثي، عماد، وجبر، أحمد، وأبو عيسى، مازن،
والياس، الياس (2005).
مستوى الثقافة الفلكية لدى طلبة كلية العلوم في جامعة القدس، مجلة جامعة القدس
المفتوحة للأبحاث والدراسات، عدد (5): ص ص290-316.
إرسال تعليق Blogger Facebook